النصيحة الكافية
الشيخ أحمد زروق رحمه الله
والمحارم القلبية:
أربع: الرياء: وأصله الطمع ودواؤه الورع.
والعجب: وأصله الكبر، ودواؤه رؤية المنة لله تعالى، وأنك لا تستحق شيئا من حيث أنت.
والبخل: وأصله خوف الفقر، ودواؤه العلم بأن الدنيا زائلة، وحالها حائل.
والغضب: وأصله رؤية النفس، ودواؤه النظر في مقبحاته فكرا، ونقلا.
فمن الكبر يتولد عدم الإنصاف، وبطر الحق، واحتقار الخلق، والترفع عن عباد الله، واتباع الهوى وإنكار الكرامات، وادعاؤها إلى غير ذلك.
ومن خوف الفقر، يتولد الحسد، والشح، والغصب، والتعدي، والسرقة، وأكل مال اليتيم، والربا، وأكل المال بالباطل، إلى غير ذلك من الإذايات المتعلقة بالمال.
ومن رؤية النفس، والشفقة عليها يتولد الحقد، والمكر، والخديعة، وطلب التشفي، ونحو ذلك.
وقد قال سبحانه: ( سَأَصرِفُ عَن ءَاياتِيَ الَّذَينَ يَتَكَبَرون في الأَرض بِغَيرِ الحق ) وقال: ( كَذَلِكَ يَطبَعُ اللَهُ عَلى كُلِ قَلبٍ مُتَكَبِرٍ جَبَّار ) وقال فيما يرويه عنه نبينا صلى الله عليه وسلم ( الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منها قصمته ) وقال عليه الصلاة والسلام: ( بريء من الشح من أقرى الضيف وأدى الزكاة، وأعطى في النائبة ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( إذا حسدت فلا تبغ وإذا تطيرت فامض وإذا ظننت فلا تحقق ) ، وقال للذي اختصر له في الوصية: ( لا تغضب ) .
والخواطر أربعة:رباني، ونفساني، وهما ثابتان، وشيطاني وملكي، وهما مترددان. فالرباني: غالبا بالخير وفي التوحيد الخاص ومعه برودة.
وبالشر عقب ذنب عقوبة.
والخلاص منها، باللجأ إلى الله تعالى.
والنفساني.
بالخير، مع عجلة، وعمى عن العاقبة، وأمن من الغوائل. وبالشر، لا عقب ذنب.
ويدفعه اللجأ إلى الله.
والشيطاني يضعفه الذكر.
والملكي يقوى به، ومعه أدلة واضحة، وبرودة في انشراح ولا يأمر الملكي بشر أبدا.
والشيطاني من خلف القلب محتضنه ووجهه إلى الظهر، والملكي على يمينه.
ولا يميز الخواطر على الحقيقة، إلا من علم ما يدخل جوفه، وقد قالوا من ترك شهود لله سبع مرات لم يبتل بها، والله أكرم من أن يعذب قلبا بشهوة تركت لأجله، وقال الحسن: من كانت ذنوبه في شهوة فارج له التوبة، ومن كانت في الكبر فلا ترج له توبة، والدليل على ذلك آدم وإبليس.
وقال عليه الصلاة والسلام: ( خصلتان ليس يوفيهما شيء من الخير، حسن الظن بالله، وحسن الظن بعباد الله، وخصلتان ليس فوقها شيء من الشر سوء الظن بالله، وسوء الظن بعباد الله ) وقال الحسن: لما سألت عليا كرم الله وجهه، ما صلاح الدين قال الورع، وما فساده؟ قال: الطمع، وقال إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه: كثرة الحرص والطمع تورث الغم والجزع، وقلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع.
وأخلاق القلب كثيرة وفيما ذكرته كفاية.
وفرائضها مجردة عن غيرها ستة: اعتقاد الإيمان، وتجنب الكفر، واعتقاد السنة، وتجنب البدعة، واعتقاد الطاعة، وتجنب المعصية نسأل الله العصمة منه وكرمه.