اللهُمَّ إنّا قد أطعناكَ في أحبِّ الأشياءِ إليكَ أن تُطاعَ فيه : الإيمانُ بكَ ، والإقرارُ بكَ ، ولم نَعصِكَ في أبغضِ الأشياءِ إليكَ أن تُعصَى فيه : الكفرُ والجحدُ بِكَ ،اللهُمَّ فاغفِر لنا ما بَينَهُما . وأنتَ قُلتَ : { وأقسَمُوا بِاللهِ جَهدَ أيمانِهِم : لا يَبعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ } ونحن نُقسِمُ باللهِ جَهدَ أيمانِنا لَتَبعثَنَّ مَن يَمُوت ، أفتراكَ تجمَعُ بَينَ أهلِ القَسَمَينِ في دارٍ واحدة !! .
...........................................
آهِ مِن كثرةِ الذنُوبِ والعِصيان ! آهِ مِن وحشةِ الجفاءِ والحِرمان .! آهِ مِن الإفلاسِ يَومَ تُكشَفُ الأستار ، وتَفضَحُ الأوزارُ ، ولا يَنْفَعُ اعتذار ! إلهي .. أنتَ تَعلمُ سِرّي وعَلانيتي فاقبلْ مَعذرَتي ، واغفر زلتي ، واعتق رقبتي ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني .
............................................
فياإلهي كيفَ يحيطُ بكَ عقلٌ أنتَ خلقتَه ؟!أم كيفَ يُدركُكَ بصرٌ أنتَ شققتَه ؟ أم كيفَ يدنُو منكَ فِكرٌ أنتَ وفّقتَه ؟ أم كيفَ يُحصِي الثناءَ عليك لسانٌ أنتَ خلقتَه وأنطقتَه ؟ إلهي ! كيفَ يُناجيكَ في الصلواتِ مَن يَعصيكَ في الخلَوات ؟ أم كيفَ يدعُوك في الحاجاتِ والكُرُباتِ مَن يَنساكَ عندَ النعماء لولا فضلُك .؟
.......................................
اللهُمَّ يا حبيبَ كلِّ غرِيب ، ويا أنيسَ كلِّ كئِيب ..أيُّ منقطعٍ إليكَ لم تكفِه بنعمتِك ؟ أم أيُّ طالبٍ لم تلقَه برحمتِك .؟ أم أيُّ هاجرٍ هجَرَ فيكَ الخلقَ ابتغاءَ مرضاتِكَ فلم تصِلْه ، ولم تُعوّضْه ؟ أم أيُّ محبٍّ خلا بذكرِك فلم تُؤنِسْه .؟أم أيُّ داعٍ دعاكَ مُضطرّاً فلم تجِبْه ؟ إلهي كيفَ نَتجرّأُ على السؤال مع كثرةِ الخطايا والزلاّت ؟ أم كيفَ نَستغني عَن السؤالِ مع شِدّةِ الفَقرِ والفاقات ؟ مَن الذي عامَلك بصدقٍ ولم يَربحْ .؟! ومن الذي التجأ إليكَ فلم يَفرحْ ؟! ومَن الذي وصلَ إلى بِساطِ قُربِك واشتَهى أن يَبرح ؟! فاللهم أعتق رقابنا ، وأغفر ذنوبنا ، واجعل حبك أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ ، يا حبيب قلوبنا .
........................................
إلهي .. من أطمعنا في عفوك وجودك وكرمك ؟؟؟ من ألهمنا شكر نعمائك واتى بنا إلى بابك ؟؟ من رغبنا فيما عددته لأحبابك ؟؟ هل ذلك كله إلا منك ، دللتنا عليك وجئت بنا إليك . إلهي .. إن كانت رحمتك للمحسنين فإلى أين تذهب آمال المذنبين ؟؟ فاجعلنا ربنا من اوليائك المتقين ، واغسل قلوبًا قد كدرتها المعاصي ، فانت لنا كما تحب ، فاجعلنا لك كما تحب .
............................................
كان محارب بن دثار قاضي أهل الكوفة يقول في مناجاته لله و يرفع بها صوته : أنا الصغير الذي ربيته فلك الحمد ....و أنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد ....و أنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد ....و أنا الصعلوك الذي مولته فلك الحمد ....و أنا الأعزب الذي زوجته فلك الحمد ....و أنا الساغب ( الجائع ) الذي أشبعته فلك الحمد ...و أنا العاري الذي كسوته فلك الحمد ....و أنا المسافر الذي صحبته فلك الحمد .....و أنا الغائب الذي أويته فلك الحمد .....و أنا الراجل الذي حملته فلك الحمد ربنا و لك الحمد ربنا حمدا كثيرا على حمد .
........................................
اللهم أني أسألك بعزك مع ذلي .... إلا رحِمتني ، وأسألك بقوتك مع ضعفي ، وبغَنائك مع فقري إليك ، هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك ..... عبيدك سواي كثير ، وليس لي سيدٌ سواك .....لا ملجأ ولا مَنجَى منك إلا إليك ،،،، أسألك مسألة المسكين ... وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل ... وأدعوك دعاء الخائف الضرير ... سؤال من خضعت لك رقبته ... ورَغِمَ لك انفه .... وفاضت لك عينه ... وذَلَّ لك قلبه .. ان تعفوا عنا والا تحرمنا منك يارب
......................................
ربنا اجعلنا لك ذكارين ، لك شكارين ، إليك أواهين منيبين ، تقبل يا رب توبتنا ، واغسل حوبتنا ، وأجب دعواتنا ، وثبت حجتنا ، واسلل سخائم صدورنا ، وعافنا واعف عنا .
............................................
اللهم ندعوك وقد اصطفيتنا بالإسلام ، ومننت علينا بنعمة الإيمان ، فلا تحرمنا لذة القرب منك ، ولا لذة الشوق إلى لقائك ، واجعلنا ممن قد رضيت عنهم بمحض برك وفضلك وجودك وإن كنا على يقين بأنا لا نستحق ذلك
..........................................
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تنظر إلينا في ساعتنا هذه فتنزل علينا رحمة من عندك وحنانا من لدنك تغننا بها عن رحمة وحنان من سواك .
...................................................