المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34102 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: (فى جوهرة الدسوقى) مع شرحها الأربعاء يناير 20, 2016 3:41 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم (من أقوال سيدى ابراهيم القرشى الدسوقى) شيخنا قطب الأقطاب , سلطان الأولياء وسكردان الأصفياء أبو العينين (فى جوهرة الدسوقى) دنوت من المحبو...ب أعلى المــــراتب***فقربنى بالقـــرب أزكــى المــطالب وتوجنى تاجـــاً على خـــلع الرضــــا***ومن خــلع التشريف أُلبستُ مثْوبى ولى همة تعـــــلو على كـــــل هــــمة***ومطـــلوب عزمى هالك كل غالب أنا فى الهــــوى سلطـــان كـــــل متيم***ومرتبتى حــلت بأعلى المراتـــــب تملكت تصريف البــــلاد بأســـــــرها***حلفت وبالكرسى أجـــــــليت نائبى أنا قطب أقطــــــاب الوجــــود حقيقة***مشــارق أهل الأرض ثم المغـارب قعـــوداً جلــوساً صامتاً تحت منبرى***وتجرى علومى كالبحـــار السواكب حلفت علـــــيهم بعـــــد ذلك إننـــــى***إمام لـــــــهم بى يقتدى كــــل ذاهب وقد أفلت شمس الشـــــموس لطلعتى***ليوم اللقا أظـــهرتها فى الكــــواكب لأنى قديـــــم من قديــــم معــــــــظم***إذا قلت للأشــــياء كانت مُخـــاطبى ومن قبل خلق اللوح والعرش نشأتى***ومن قبل قبـــــل القبل كُنت مُحارب أنا العرش والكرسى واللوح والقـــلم***أنا الخمرة الصهباء لمن كان شارب أنا الحُب والمحبوب والكأس دائـــــرُ***وإنى ولى التصريف أنت المخاطب أنا ساقى العشاق أنا الكأس والهوى***أنا ساقى الندمــــان كـــــــنزالمواهب أنا قاضى العشاق أنا القطب لا خفا***أنا السيد البرهـــــان غوث التقــــطب أنا القمر الأعلى أنا الشمس نورهـا***أنا حرهــــا مع بردهــــا والمـــغارب أنا النور والنيران والكنز والعـــطا***أنا الجوهرالمكنــــــون والدر غـــالب أنا الدير والديــــار والغوث للورى***أنا القطب والأقــــطاب والســبع نائب وصل إلهى على النبى وآلـــــــــــه***هو السيد المخــــتار أزكى المـــطالب الشرح دنوت من المحبوب أعلى المراتب الدنو : الاقتراب من أعلى المراتب يقول الامام فخر الدين فى كتاب تبرئة الذمة صـ83. 84. 85 فالدنو كان من رسول الله (ص) فى ليلة الاسراء و المعراج فى السابع و العشرين من شهر رجب بعد الرفرف حيث كان يسير بالجذبات حتى كان كما قال جل و علا (قاب قوسين أو أدنى) ويجمع السادة العارفون بالله تعالى ان عباد الله الصالحين الذين كانوا معه عند عروجه صلى الله عليه وسلم بأرواحهم كانوا فى دنوهم فى مرتبة (قاب قوسين) وهو صلى الله عليه و سلم فى مرتبة (أو أدنى) . وقد روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ثم عرج بى حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صرير الاقلام وانقطع عنى الحس ، فلحقنى عند ذلك استيحاش فعند ذلك نادانى منادٍ بلغة ابى بكر فقال قف ان ربك يصلى ، فبينما انا اتفكر فى ذلك فاقول هل سبقنى ابو بكر ، فإذا النداء من العلى الاعلى : ادن يا محمد و يا احمد ، ليدن الحبيب فأدنانى ربى حتى كنت كما قال تعالى : ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى وعلى ذلك فإن هؤلاء العباد الصالحين وخصوصاً الخلفاء الراشدين الأربعة (رضى الله عنهم) قد ادركوا الرؤيا بفضل النبى (ص) للبسهم (رضى الله عنهم) خلع التشريف منه (صلى الله عليه وسلم) . وقد قال كل العارفين فى ذلك : حضور إذا غبنا و غيب حضورنا***وذا عجب فليعجب المتعجب ويقول سيدى فخر الدين كما ان ما يثبت قولنا من عروج عباد الله الصالحين ومنهم الخلفاء الراشدين الاربعة والاقطاب الاربعة و الائمة الاربعة والعبادلة الاربعة و جمهور كبير من الاولياء الصالحين ومنهم اويس القرنى رضى الله عنهم اجمعين. اذاً أعلى المراتب التى دنا منها سيدى ابراهيم القرشى الدسوقى من المحبوب فى موطن القاب و القوس من التدانى الذى فيه القرب وعلو الهمة وهذا معنى القول : دنوت من المحبوب أعلى المراتب *** فقربنى بالقرب أزكى المطالب وهذا هو توسله رضى الله عنه فى قوله فى الحزب الكبير (بغاية الغايات بمواضع الإشارات , بمن دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) هو توسل بمراتب الأولياء الذين هم فوق العرش , وهى سبعة مراتب (الذخائر والعرائس والدنانون والختمية والفردية والفردية الجامعة والفردية الجامعة الكبرى حيث الأربعة الأولى من السبعة عدد أفراد كل حضرة فيها أربعة آلاف على كل مرتبة فيها رئيس وهم أحياء فى كل زمان وهم ضمن المائة وأربعة وعشرون ألف ولى هم أهل الديوان , وهؤلاء الذين يصلحون للغوثية فيُنْزلون فى مكان يليق بهم بمراتبهم وهوموطن تجلى الاسم (الله) بالرفرف الأعلى , وهم الغارقون فى بحار التوحيد , وغاية الغايات موطن الختام . ويقول سيدى ابراهيم الدسوقى رضى الله عنه : لما أراد الحق سبحانه وتعالى أن يطلع حبيبه صلى الله عليه وسلم على حضرة التقريب التى يقول عنها سيدى فخر الدين رضى الله عنه : الى حضرة التقريب كنا ثلاثة *** لدى واحد التوكيد إنى وإنها فمن هم الثلاثة الذين حظوا بحضرة التقريب : أشار اليهم الامام فخر الدين فى مطلع ديوانه شراب الوصل فى عدد كلمة (أنا) التى وردت فى البيت الأول من القصيدة الأولى (التائية) : أنـــا فى أنــــا إنى وإنى فى أنـــا والثلاثة المشار اليهم بكلمة أنا (سيدى ابراهيم القرشى الدسوقى ـ مولانا الشيخ محمد عثمان ـ مولانا الشيخ ابراهيم) رضى الله عنهم , فهم من أغترفولنا من حضرة التقريب (الرحيق المختوم بمسك الحقيقة) 1. دنوت من المحبوب اعلى المراتب***فقربى بالقرب ازكى المطالب 2. وتوجنى تاجاً على خلع الرضا***ومن خلع التشريف البست مثوبى 3. ولى همة تعلو على كل همة *** ومطلوب عزمى هالك كل غالب 4. انا فى الهوى سلطان كل متيم *** ومرتبتى حلت باعلى المراتب دنوت من المحبوب أى عندما أردت القرب من محبوبى , والوصال به فى أعلى المراتب , فإذا به صلى الله عليه وسلم أدنانى منه وسقانى كاسات الوصال (كاسات المحبة) وبها نوع الخمر الذى يرضينى , فقلت لخمرتى نحوى تعالى , سعت ومشت لنحوى فى كؤوس , فهمت بسكرتى بين الموالى , فتهت عن العشاق سكراً بخلوتى , ولما تجلى لى المحبوب من كل وجهة فشاهدته فى كل معنى وصورة , وخاطبنى منى بكشف سرائرى , فقربنى فبالقرب نلت أزكى المطالب , ووقفت بباب الله وحدى موحداً , ونوديت يا دسوقى ادخل لحضرتى, ادخل ولا تخف حبيت اللواء من قبل أهل العناية , وعندما وصلت الى هذا الموطن إذا بى أنفرد بالنفحات وعطايا محبوبى فى الحضرة العليا تأتنى من سماء عالم الغيب فى السرفأقول لا فخر أسرارى بدت فعلت (أنا) الدسوقى بروقى فى السما لمعت وصنجكى فى العلا من ذا يضاهيه. وأقول لمريدى معلنا : اسمع كلامى فى سر وفى علن : أنا الباز فى العليا أنا حامى الحمى *** أنا طرق مسراى بغير أواخـر أنا الدسوقى وكل الكــــون يعرفنى *** كل يقول امـــــام الدين حاميه أى يامريدى عليك أن تعرف بأنى أنا (العبد ابراهيم) السائر بك الى أعلى مراتب السير فى الكون الذى كل مافيه ومن فيه يعرف بأنى رمز لإمامة الدين التى أشاراليها الحق سبحانه وتعالى للخليل ابراهيم (إنى جاعلك للناس إماما , قال ومن ذريتى) وأيضاً رمزأ لحماية الدين التى أشار اليها سيدى فخر الدين رضى الله عنه فى القصيدة (15) : ما غير ابراهيم عبد ذو حمى *** هو مجتبى حتى يقوم مقامى وله رجــــــــاء عندنا ومكانة *** وبه يلــوذ المحتمى والرامى 2ـ وتوجنى تاجاً على خلع الرضا *** ومن خلع التشريف أُلْبستُ مثْوبى والتتويج يتم بنظرة المحبوب حيث أن التاج من إشارات مرتبة الوصل التى عنها يقول رضى الله عنه : وتوجنى تاج الوصال بنظـرة *** ومن خلع التشريف والقرب أولانى وتوجنى تاج الوصال لم يزل *** على عميم الفضـــــــــل منه مآثرى وموطن مرتبة الوصال فيها لباس التقريب والإحرام , والتقريب (تقريب عبد لعابد) وهو موطن البها وإقامة الصلوات , واليه محبوبى قربنى وأدنانى منه بنظرة تُوجت فيها بتاج الوصال , وهو تاجاً من خلع الرضا , وألبسنى لُباس التقريب والإحرام (خلع جلال وخلع جمال) إشارتها واضحه فى الحزب الكبير: بها بها بها : إشارة الى الجمال بهيا بهيا بهيا : إشارة الى جمال الجمال بهيات بهيات بهيات : إشارة الى جلال الجمال وهذه الخلع ملبوس أهل هذه الحضرة عطاءاً وتشريفاً لهم يُلبسهم إياها محبوبهم , كما أُلبستُ (مثْوبى) عطية من كمال العطاء الذى يقول عنه سيدى فخر الدين : من كمال العطاء من فيض وهب *** أيهــا الناس جـاءكم ابراهيم 1/ 12 لكنه من ندى الكـــــــــــف ألبسنا *** ثوباً صفياً شــهدناه بدى فينا 5/ 28 ثوباً من النــــــــــور العلى لبسته *** نعم اللباس وجل من أعطانى 7/ 2
3ـ ولى همة تعلــــــــو على همة *** ومطلوب عزمى هالك كل غالب 4ـ أنا فى الهوى سلطان كل متيم *** ومرتبتى حلت بأعــــلى المراتب وبعد وصولى الى المراتب العالية التى عظمت فيها هيبتى وعلت فيها مزيتى على سائر الأقطاب , 5ـ تملكت تصريف البلاد بأسرها *** حلفت وبالكرسى أجليت نائبى فقلت : سرى سرى فى العليا بنور محمد *** وكنا بسر الله قبـــــــــل النبوة ملكت بلاد الله شــــرقاً ومغربــــاً *** وإن شئت أفنيت الأنام بلحظة (( أنــــــــــا )) : أنا البــــاز الشهير لكــل شيخ *** فمن ذا فى الرجال أعطى مثالى بــــلاد الله ملكى تحت حكمى *** صــــــفا وقتى ومحبوبى ملا لى فصار السر سرى من حبيبى *** وسر الســــــر من مولى الموالى فلو ألقيت ســــــرى فى جبال *** لدكـــت واختفت بين الرمـــــــال ولو ألقيت ســـــرى فى بحـار*** لصار الكــــــل فــــوراً فى زوال ولو ألقيت ســـرى فوق ميت *** لقـــام بقــــــــدرة المولى سعى لى مريـــــدى لا تخف واعلــم بأنى *** قريب الســــــر من مولى المــــوالى مريدى طب وهم واشطح وغنى *** وإفعـــــل ما تشــــــا فالإسم عــــالى مريــــــدى إننى أدعى الدسوقى *** وشيخى المصطفى كأسى مــــلا لى ـ حلفت وبالكرسى أجليت نائبى : (الشيخ محمد ابراهيم محمد عثمان عبده البرهانى) الذى يشير اليه الامام فخر الدين فى ديوانه شراب الوصل : يقال لأهل الدين هذا امامكم *** وذلك عبد جاءنا وهو نائب هـــــــذا : أداة إشارة للقريب القريب هو الرقيقة المحمدية غوث الزمان ونائب سيدى ابراهيم الدسوقى وخليفته وذلك : أداة اشارة للبعيد والبعيد منا فى الزمان هو الرقيقة المحمدية ونائب المختار فى المحفل العلى (( سيدى ابراهيم القرشى الدسوقى )) القائل : ليس لى شيخ ولا لى قدوة *** غير طه من أتانى أولا وظهر ذلك (فى معنى أنا الدسوقى وكل الكون يعرفنى ـ كل يقول امام الدين حاميه) . ـ أنا قطب أقطاب الوجود حقيقة على كل سائر الأقطاب عزى وحرمتى , فهو العزيز صاحب العز الذى يقف على بابه مشيراً اليه الامام فخر الدين : على باب عز الله كنت منادياً *** فمن جاءنى فهو العزيز بعزتى 148/ 1 ليبقى للعزيز جــــــوار عـــز *** فيفنى المؤمنون وهــــم سمات 8/ 93 أنا الدسوقى ملوك الأرض لى خدم , أنا الدسوقى بسوقى الأولياء حضروا , فى سوقى وهو اليوم الذى يقول الحق فيه (وذلك يوم مجموع له الناس) فهم جنودى عليهم صرت سلطان . ثم شرح ووضح ما حدث فى هذا اليوم قائلاً : تجمعت بى رجال كنت عاهدهم *** يساءلونى عن حالى فأوهمهم لما أتى الوقت حتما ان أكلمـــهم *** رأيت اسمى مكتوبا فقلت لهم هذا مقامى فمن فيكم يساويه وبذلك تحقق قوله أنا قطب الاقطاب حقيقة فى مشارق الارض ومغاربها ومن أجل ذلك كان لزاميا على سيدى فخر الدين أن يجوب بلاد الله شرقا ومغربا لينشر طريقة سيدى ابراهيم الدسوقى حيث قال رضى الله عنه: وجبت بلا د الله شرقأ ومغرباً *** بذرت بأقطار الأعاجم حنطتى 238/ 1 ـ وتحت منبرى تجرى العلوم على هيئة الأنهار السواكب وحال جميع الخلق (قعودا جالسون صامتون يستمعون لخطبتى) فلاجامـع الا ولى فيه منبر *** ولا منبرالا تســامى لخطبتى ولا جامع إلا ولى فيه منبر*** وأخطب فى إعلائه بمصوتى ولا عالم الا بعلمى عالـــم *** ولا سالك الا بفرضى وسنتى ـ حلفت عليهم بعد ذلك : إننى إمام لهم جميعاً , وبى يهتدى كل ذاهب . وكل ولى كان قبلى سبقته *** وقد صار حقاً شارباً من بقيتى وكل كتاب فى العلوم مؤلف *** يفجر تذكارى بحسن مقالتى جمعت علــــــوم الأولين بأسرها *** وآخرهم شربوا بقــــــية شربتى ودائــــــرة الرحمن كنت أميرها *** وحور جنان الخلد تخدم روضتى وأدعى الدسوقى فى مظاهر قدسه *** وإن قلت (أبا العينين) نلت عنايتى ولا تنتهى الدنيا ولا أيامـــــــــــها *** حتى تعــــــــــم المشرقين طريقتى من كان فى شــك فقد خـــاب ظنه *** لأنى أنا السلـــطان ســــــــر الولاية ----------------------------------- 9 ـ وقد أفلت شمس الشموش لطلـــــعتى *** ليوم اللقا أظهرتـــها فى الكواكب 10ـ لأنى قديم من قديــــــم معـــــــــــظم *** إذا قلت للأشــياء كانت مُخاطبى 11ـ ومن قبل خلق اللوح والعرش نشأتى *** ومن قبل قبل القبل كنت مُحارب يقول سيدى ابوالعينين رضى الله عنه من كان فى شك من ولايتى حقاً فقد خاب ظنه لأنى أنا السلطان الذى صار سره سر حبيبه , لهذا اصبح السر (سر ولايتى من مولى الموالى) , وعندما حان يوم لقائى بمحبوبى , فقد طلعت شمس ذاتى ونشرت ضياءها على الكون فغيبت شمس الشموس وأظهرت ضوئها فى الكواكب , فهى طالعة الحق , من كنز عين إنسان الأزل فى نشر من لم يزل , من أقام الحق به نواسيت الفراق فى قاب ناسوت الوصال الأقرب الى طرق الحق , ثم يقول : لأنى قديم من قديم معظم , فالنور القديم المعظم هو النورالمقصود بـ (القدم المشهود) الذى أشاراليه سيدى الامام فخر الدين رضى الله عنه فى القصيدة (21 ) : هو السين وهوالهو كذا الهاء والأنا ***هو القدم المشهود والغيب سائر اذا قلت للأشياء كانت مخاطبى , فالشىء كل ما سوى الله , بما أنى قديم , فقدم نشأتى قبل الأشياء يجعلها تحت إمرتى وتحت سطوتى , لذا فإن (الأشياء تستجيب طوعاً لأمرى): وأمرى بأمر الله إن قلت كن يكن *** ووعدى بإن الله ماشئت حاضر أجرى على اللوح المقادير ما أشا *** وبالقلــــــم الأعلى فكفى بارع وسدرة أوج المنتهى لــى مواطئ *** وغاية غايات الكمـال مصارع وكل معاش الخلق تجريه راحتى *** لراحتهم جــــوداً ولست بصانع فلا فلك إلا وتحــــــويه قدرتـــى *** ولا ملك إلا لحكـــمى طــــــائع وأمحو لما قد كان فى اللوح ثابتاً *** وأثبت إذا وقعت هناك وقائــــع ويثبت ذلك سيدى فخر الدين بقولة : ويصدق برهــــان الإله بقوله *** مفاتيح أهــــــــــل الله فى طى قبضتى 102/ 1 فجبريل ميكال إسراف عزرء *** جنودى فى التصريف هم تحت إمرتى 117/ 1 تطاوعنى الأملاك بالجود والقرى *** وكل ذوات الكاف ترهب صولتى 118/ 1 أيما خـــــردل يكـــــون بغـــــــيب *** من جميع الغيوب فى طى عقدى 10/3 فنشأتى فى الحب من قبل آدم , وسرى فى الأكوان من قبل نشأتى , ومن قبل خلق اللوح والعرش , ومن قبل قبل القبل كنت محارب كل من ينكر حقيقتى , فمن قبل القبل رب العرش ولانى فى هذا الموطن , مثل إخوتى الأقطاب وذادنى (غيرة على الدين ) جعلتنى محارباً لكل من ينكرها بجهله , وأقول للجهول حبيس عقل: إذا كنت لا تعرف إياك ولا تدرى من أنت , ولا تدرى الوصول ولا تدرى الصفات التى ركبت فيك , وقد حارت فى خفاياها العقول , قصر القول فذا شرح يطول , فأين منك الروح فى جوهرها هل تراها؟ أو هل ترى كيف تجول , هذه الأنفاس التى تتنفسها هل تستطيع أن تحصرها , وتدرى متى عنك تزول , أين منك العقل والفهم إذا غلب النوم فقل لى ياجهول ؟ وهنا يقول الامام فخر الدين رضى الله عنه فى ديوان شراب الوصل : فما قول الجهول حبيس عقل *** إذا جئنا بعلم برزخى 28/ 30 ويستمر سيدى ابراهيم الدسوقى رضى الله عنه فى تحديه لكل جهول : كيف تدرى من على العرش استوى *** لا تقل كيف اســتوى كيف النزول (هو) لا كيف , ولا أين لــــــــــــــه *** (هو) رب الكيف , والكيف يحول (هو) فوق الفوق , لا فوق لـــــــــه *** (وهو) فى كـــل النواحى لا يزول جــــــل ذاتاً وصفــــاتاً وســـــــــما *** وتعالى ربنا عمــــــــــا تقـــــــــول ---------------------------------- 12ـ أنا العرش والكرسى واللوح والقلم *** أنا الخمرة الصهبا لمن كان شــارب 13ـ أنا الحب والمحبوب والكأس دائــر *** وإنى ولى التصريف أنت المخاطب 14ـ أنا ساقى العشاق أنا الكأس والهوى *** أنا ساقى الندمـــــــان كنز المواهب 15ـ أنا قاضى العشاق أنا القطب لا خفى *** أنا السيد البرهـــــان غوث التقطب فى هذه الأبيات : يوضح سيدى ابراهيم أن الدين عند الله هو الاسلام فى مجمله وينقسم هذا الدين الى مراتب ثلاث (اسلام وإيمان وإحسان) وفى المصطلح القرآنى (علم يقين وعين يقين وحق يقين) وعند الصوفية يسمونه (شريعة وطريقة وحقيقة) فالشريعة (الاسلام) :الأعمال فيها بالأبدان , والطريقة (الايمان) : الاعمال فيها قلبية , والحقيقة (الاحسان): السير فيها بالأرواح . ويقول سيدى ابراهيم شيخ الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية (من لم يتشرع لم يتحقق) وكل متحقق لابد له من شيخ عارف بالله يتحقق على يديه وينظم له مراحل السير فى الطريق , والسيرللمريد (بالروح) ويرتقى به من مرتبة الى مرتبة للوصول الى أعلى المراتب حيث حضرة المحبوب التى فى موطن القاب والقوس من التدانى , والتى دنا منها سيدى ابو العينين رضى الله عنه القائل : دنوت من المحبوب أعلى المراتب *** فقربنى بالقرب أزكى المطالب وتوجنى تاجاً على خلع الرضا *** ومن خلع التشريف ألبست مثوبى فبدأت السير بالروح بين الوحدات الكونية الثلاثة (وحدة الملك ـ وحدة الملكوت ـ وحدة الجبروت) وهم محل إشاراتى (كد كد ـ كردد كردد ـ كرده كرده) ووحدة الجبروت هى الوحدة الثالثة وتشتمل على (العرش والكرسى واللوح والقلم) حتى وصلت الى هذا الموطن الذى كل من يصل اليه من الأقطاب سيراً بالروح , يستطيع أن يقول (أنا) وها هو السيد ابراهيم القرشى الدسوقى برهان الملة والدين يقول (أنا الذى ترحلت بين المراتب حتى وصلت الى عالم الجبروت) وهو موطن الرحمن علم القرآن (علم الجملة) خلق الإنسان الذى (علمة البيان والتفصيل) والبيان هو المعرفة بحقيقة أول الخلق فى إطلاقة ألفاً ويشير سيدى فخر الدين الى سيدى ابراهيم القرشى الدسوقى بأنه من الأوائل الذى اطلعوا على حقيقة نور النبى معلم القرآن بقوله فى ديوان شراب الوصل : ألا فخذوا عنى الآحاد معنعنا *** أصح روايات الحديث روايتى 18/ 1 فلتسمعوا قولى صحيحاً مسنداً *** إن البيان بصورة الرحمن 45/ 2 سبحان من خلــق الحقيقة أولاً *** نور النبى معلم القـــــرآن 46/ 2 والمعنى هنا : أنا الذى اطلعنى المحبوب على الحضرات الأربعة ومنها الحضرة الرحمانية حيث سعت العلم وهى الحضرة الثالثة من الحضرات الأربعة الظاهرية (حضرة الربوبية وحضرة سعت العلم والرحمانية والالهية) . وبعدها سرت الى حضرة الألهية ثم نصب لى البساط النورانى معراجاً الى أعلى المراتب (موطن ده ده دهْ دهْ) وفيها ألبسنى المحبوب تاجاً من خلع الرضا وثوباً خاصاً من خلع التشريف وهما خلعة جلال وخلعة جمال . وعلى ذلك فقد علت همتى , وقلت على سائر الاقطاب تعلوا مزيتى . وشراب هذه الحضرة خمرة صهباء , فأنا أول من شرب من شراب هذه الحضرة (خمرة صهباء) وهذا الشراب فى الحقيقة من علوم الغيب الذى ينزل من سماء عالم الأمر برتقالى اللون يسمى (الياقوتة الحمراء) وكل من دخل هذه الحضرة حقاً صارشارباً من بقية خمرتى , ـ وهذه الحضرة حانة يتواجد فيها الحب والمحبوب والكأس والخمر , والحب هو الريد , والريد منها المريد , والمريد هو الذى يقدم اليه شراب (الخمر) أما المحبوب هو الذى يدور بالكأس فى الحانة على المريدين ليسقيهم شرابا معتقاً مختوم بمسك الحقيقة وفى هذا سر معرفة صاحب (الحقيقة أولاً) وهنا يقول الامام فخر الدين أنه يوجد فى هذه الحضرة ثلاثة (أنا) , واحدة تخص (مولانا الشيخ ابراهيم) والثانية تخص (مولانا سيدى فخر الدين) والثالثة تخص (سيدى ابراهيم الدسوقى) , وخلفهم واحدة غير ظاهرة وهى تخص المحبوب (حضرة النبى صلى الله عليه وسلم) , وحول هذة الحضرة يقول سيدى فخر الدين لقد دنوت من هذه الحضرة وحصلت على شراب وصلها وأسكرتنى خمرها فتهت عن العشاق سكراً بخلوتى مع ابو العينين الذى يجلو بخلوتى فصحت قائلاً : يبايع ابراهيم من كان واثقاً *** بأن أبو العينين يجلو بخلوتى 41/ 1 وعندما قرأت أحد قصائد الجوهرة للقطب صاحب الوقت التى يشير فيها الى ابراز المعانى وخروجها من الأوانى وهو يقول : أنا القطب فى وقتى أنا السيد الذى *** شرحت معانى كُتبها فى دفاترى ولعلمى بأن الوقت وهو وقت وزمان سيدى ابراهيم الدسوقى , وهذا العلم كان فى حيز الكتمان , بصفتى (أنا) مظهر ما كان فى الكتمان أخرجت ديوان أسميته شراب الوصل أظهرت فيه معنى الـ (أنا) وأثبتها لثلاثة باطنهم الـ (أنا) التى تخص حضرة النبى حيث قلت فى مطلع قصائده : أنا فى أنا إنى وأنى فى أنا *** رحيقى مختوم بمسك الحقيقة . ويقول سيدى ابو العينين أنا الذى شاهدت محبوبى وحدى فى هذه الحضرة , حيث مد كأسه : سقانى محبوبى شـــــراب ذوى المجد *** وأسكرنى حقاً فغبت على وجــــــدى وأجلسنى فى قـــــاب قوســــين سيدى *** على منبر التخصيص فى مجلس فرد حضرت مع الأقطاب فى حضرة اللقا *** فغبت به عنهم وشاهدته وحــــــــدى ولو شاهدوا ما قد شهدت وعاينــــــوا *** من الحضرة العلياء صافى ما وردى وبعد ذلك ولانى التصريف حيث ملكت تصاريف البلاد بأسرها , فأصبحت أنا مخاطب كل من تحت سيف حمايتى بصفته أنت : فأقول لمريدى من أنا ؟ فاذا اجابنى وقال منيتى , فأقول له : فأنت مناى بل أنا أنت دائماً *** اذا كنت أنت اليوم عين حقيقتى ـ (أنا ساقى العشاق أنا الكأس والهوى *** أنا ساقى الندمان كنز المواهب) فى الحانة الكبرى (حضرة جمع الجمع) يكون الجمع ساكن والساقى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم , لأجل ذلك يقول سيدى فخر الدين: وفى الحانة الكبرى أرى الجمع ساكناً *** وقام رسول الله يخطب جمعتى 257/ 1 ويقول سيدى ابراهيم الدسوقى عنها : سقانى ربى من كؤوس شــــرابه *** وأسكرنى حقاً فهمت بسكرتى وفى حاننا فادخل تر الكأس دائر *** وما شرب العشـــاق إلا بقيتى أنا الحان فى الحضرة أنا الكأس فى الرضا *** أنا إن غبت عن كل الورى أنا حاضر أنا الراح والأرواح والوجـــــــد والنـــــــدى *** أنا الروض قد أصبحت بالزهر زاهـر ـ أنا قاضى العشاق أنا القطب لا خفا *** أنا السيد البرهان غوث التقطب أى الذى يمد الأغواث فى كل زمان لأنه الأسبق فى التقطب والوصال حيث يقول رضى الله عنه : أنا من قبل وجودى فى الورى *** كنت قطباً وإماما واصلاً وعلى ذلك يقول الامام فخر الدين فى القصيدة الأحدية : من حبا شيخك شيخاً واصلاً *** يامريدى قل هو الله أحد ثم يتابع قوله واصلاً فيقول فى القصيدة (17) : أيها المولـــــــــــــــود شيخاً *** واصلاً يأبى رقيـــــــــــاً ------------------------------------- 16ـ أنا القمر الأعلى أنا الشمس نورها *** أنا حرها مع بردها والمغــارب 17ـ أنا النور والنيران والكنز والعـطا *** أنا الجوهر المكنون والدر غالب 18ـ أنا الدير والديار والغوث للورى *** أنا القطب والأقطاب والسبع نائب 19ـ وصلى إلهى على النبى وآلــــــه *** هو السيد المختار أزكى المطالب يقول سيدى ابراهيم اذا كنت : شاهدت ما فوق السماوات كلها *** كذا العرش والكرسى فى طى قبضتى وكل بــــــــلاد الله ملكى حقيقة *** وأقطابـهـــــا من تحت حكمى وطاعتى وأجلسنى فى قاب قوسين سيدى*** على منبر التخصيص فى مجلس فــرد فإذا كان القمر يأتى معلن عن المغارب فأنا البدرأى القمر الأعلى وغيرى كواكب , واذا كانت الشمس تعلن عن الشروق فأنا نور شمس إشراق العقول ولم افل *** ولا غبت الا عن قلوب عمية أنا شمس الأحـــــــــباب والبدر حقاً *** ليس فى الأولياء قطب نظيرى أنا الكوكب السارى أنا الشمس فى الضحى *** أنا الباطن المخفى بين الخلائق والكوكب السارى (الألف) الذى يحج الى البيت الذى يشير اليهما سيدى فخر الدين رضى الله عنه فى القصيدة (33): يأيها الناس حج البيت للسارى *** وميت القلب لا تشجيه أوتارى الحج لله فى مجــــــلاه مكرمة *** وبيته بيته من غير اظــــــهار ويقول سيدى ابراهيم الدسوقى رضى الله عنه اذا كان للكون مصدر للنور فهو نورالنبى معلم القرآن : حيث تكون نورى من نورالحبيب محمد مقسم تجليه على كل حضرة , كما يقول : أنا النور نور العين منى تكونت *** عيون البرايا من مشوق وشائق ـ أنا النور والنيران والكنز والعطا *** أنا الجوهر المكنون والدر غالب فسيدى ابرهيم هو : باطن الكنزالذى هو باطن *** بطون حبيب الله من علو حضرة اذا كنت ترجو السبق والكنز والذى *** هو الجوهر المكنون فادن بهمة ـ أنا الدار والديار والغوث للورى *** أنا القطب والأقطاب والسبع نائب يقول سيدى فخر الدين فى القصيدة الأحدية التى تشير اليه رضى الله عنه : إنه دار وديــــــــار الرضا *** إنه والله حـــــــــلال العقد فهو قطب الأقطاب ونائب المختار فى المحفل العلى والسبع نوابه وهو الذى اذا دققنا النظر فى قول الحق تبارك وتعالى فى الآية (ولقد أتيناك سبعاً من المثانى والقرآن العظيم) يتضح أن السبع نائب هم الخلفاء السبعة { اربعة الملائكة العالين ـ اربعة الملائكة القلكيين ـ اربعة أولو العزم من الرسل ـ الخلفاء الراشيدين الأربعة ـ العبادلة الأربعة ـ الأئمة الأربعة ـ الأقطاب الأربعة} وبصفتة قطب الأقطاب الآربعة وارث الخلافة من حضرة النبى التى تقول عنه أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها أن النبى (كان قرآن يمشى) والسبع المثانى هم خلفاء حضرة النبى فيكون سيدى ابراهيم الدسوقى نائب المختار فى المحفل العلى (هم نوابه إرثاً من حضرة النبى) وهورضى الله عنه القائل : ليس لى شيخ ولا لى قدوة *** غير طه من أتانى أولا وأخيراً فقد جمع سيدى أبو العينين أول القصيدة بآخرها : دنوت من المحبوب أعلى المراتب *** فقربنى بالقـــرب أزكى المطالب وصلى إلهى على النبى وآلـــــــــه *** هو السيد المختار أزكى المطالب .................. | |
|