المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34096 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: صور من إيذاء المؤمنين السبت فبراير 20, 2016 10:15 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صور من إيذاء المؤمنين
الأذى والإيذاء كلمات لها مدلولها والله أمر بدفع الأذى وحرم الإيذاء وشدد فيه لأنه مبني على الظلم ، والأذى متعدد الأجناس والأنواع لايحصر بعدد ، ولكن الإسلام برفقه ودفعه .
وأعظم ماتوعد عليه من الأذى وإيذاء الله ورسوله قال الله تعالى ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا أليما ) .
وأعظم إيذاء لله بالشرك به سبحانه وتعالى فهو الفساد والأذى قال الله ( ولاتفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) ومن إيذاء الله مخالفة أمره وارتكاب نهيه والإصرار على ذلك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار ) .
وإيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته يكون بارتكاب مانهى عنه ومخالفة أمره وعدم تصديق خبره وإيذاء أصحابه وتنقصهم ازدرائهم واحتقارهم ( الله الله في أصحابي لاتتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فحبي أحباهم ومن أبغضهم فبضغي أبغضهم ومن آذاهم آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه ) .
ومن إيذاء الرسول تنقص سنته وهديه وعدم أداء حقه عليه الصلاة والسلام .
وإيذاء المؤمنين منكر عظيم وجرم كبير توعد الله عليه بالعذاب ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) .
ومن إيذاء المؤمنين سبهم ولعنهم .
سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ( ولعن المؤمن كقتله ) واللعن منهي عنه المؤمن ولو كان للحيوان أو الجماد وغيره ( لاتلعن الريح فإنها مأمورة ومن لعن شيئا ليس بأهل رجعت اللعنة عليه ) .
ومن إيذاء المسلم إيذاءه بالغيبة والنميمة ( وإن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تدرون ما الربا عند الله قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن أربى الربا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم ثم قرأ رسول الله ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) .
والمؤمن مأمور بدفع الأذى عن أخيه المسلم ( ومن ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار ـــ عن وجهه النار يوم القيامة ) .
أيها الأخوة
إن صور الإيذاء للمؤمنين كثيرة جدا لايحصرها كتاب ولايعدها عاد ولكن المؤمن الذي أمر بكف أذاه عن المسلمين كان الواجب عليه أن يُمسك عن أذى إخوانه ( فأفضل المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده ) .
وسئل رسول الله عن أفضل الأعمال قال ( الصلاة على ميقاتها قيل ثم ماذا قال أن يسلم الناس من لسانك ) ( طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته ) .
أيها الأخوة
لقد جاء الإسلام بإماطة الأذى ولها صور كثيرة يجمعها أن أن كل أذى يتأذى به المسلم فإن من الخير دفعه عنه وإزالته سواء كان هذا الأذى معنويا أو حسيا حفاظا على مشاعر المؤمنين .
فإماطة الأذى عن الطريق أو عن غيره من خصال الإيمان . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال الإيمان بضع وستون أو سبعون شعبة أدناها إماطة الأذى عن الطريق وأرفعها قول لا إله إلا الله.
وأوصى رسول الله رجلا من أصحابه قال ( اعزل الأذى عن طريق المسلمين ) وقال ( وإنحاؤك القذر عن الطريق صدقة ) ( وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن طريق الناس صدقة ) .
وقال ( من أماط أذى عن طريق المسلمين كتب له حسنه ومن تقلبت من حسنة دخل الجنة ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بينما رجل يمشي بطريق وجد غضن شوك فأخره فشكر الله تعالى له فغفر له ) خ .
كانت شجرة تؤذي الناس فأتاها رجل فعزلها عن طريق الناس قال نبي الله ( فقلد رأيته يتقلب في ظلها في الجنة ) .
أيها الأخوة
إن الأمثلة في إماطة الأذى عن الطريق كثيرة يجمعها إزالة كل مايؤذي وبالعكس فإن وضع مايؤذي المسلمين سبب للوقوع في الإثم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل ) .
أن يقعد أحدكم في ظل يستظل فيه أو في طريق أو في نقع ماء ومثله في ظل الشجرة المثمرة .
وغير ذلك من صور الإيذاء التي فيها إضرار بالآخرين في البنيان والطرقات وفي مجامع الناس بل إن الإيذاء بالروائح محرم فكيف بغيره .
( من أكل من هذه البقلة الثوم والبصل والكراث فلا يقربنا في مساجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ) .
هذا النهي عن الإيذاء بالروائح فكيف بالاعتداء على النفس وما دونها .
( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ) .
والإيذاء بالعرض وإطلاق البصر في أعراض المؤمنين والقذف والبهتان .
أيها الأخوة
النفس الشريرة هي التي تتخلق بمثل هذه الصور تحمل الأذى للآخرين ولايهدأ لها بال حتى ترى الأذى يلحق بالآخرين وتتنعم بذلك والنفوس الخيرة هي التي تحمل الحب والخير لجميع الناس تتأذى مما يتأذون منه وتسعى لتخفيف معاناتهم وزوال الأذى عنهم على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) .
وحين تعيش النفس لذاتها فقط دون الآخرين حينئذ يكبر الحقد والكبر والشر ينمو في أعمالها .
وحين تعيش النفس لغيرها إيثارا ومحبة للآخرين وسعيا لمصالح المسلمين حينئذ يحل في القلوب ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) .
يجوع المؤمن لكي يشبع أخوه المؤمن ويعرى لكي يكتسي أخوه المؤمن يقاسمه في ماله وجهده وهكذا يصنع الإيمان في القلوب .
يزول حب المال وجب الذات والنفس ويحل محله الإيثار والكرم والمحبة والوفاء والعدل والسخاء.
أيها الأخوة
ما أحوجنا إلى تلك النماذج الحية وإن كانت تحت جدث من الأرض إلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين حملوا هذه المعاني .
ما أحوجنا إلى أن نقتدي بهم وأن نسير في ركابهم وأن نتخلق بأخلاقهم ( والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولايجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) .
( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) .
المحبة للمصطفى صل الله عليه وسلم | |
|