المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34110 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: دعوة .. أما آن لك أن تعتنق الإسلام .. دين كلّ الأنبياء الثلاثاء مارس 08, 2016 11:41 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما آن لك أن تعتنق الإسلام .. دين كلّ الأنبياء ؟
ماذا لو لم يقبل اللَّه غير الإسلام ؟
أرجوك أيُّها القارئ الكريم , ركِّز اهتمامك معي في هذا العنصر بالخصوص , لأنَّه هامٌّ جدًّا جدًّا بالنّسبة لك نحن نعرف أنَّ إبراهيم وموسى وعيسى ومحمَّدًا وكلَّ الأنبياء عليهم السَّلام دَعَوْا إلى عبادة إلهٍ واحد وهو اللَّهُ سبحانه وتعالى وإلى اعتناق دين واحد وهو الإسلام . وكلّ نبيٍّ دعَا قومه إلى الإيمان بجميع الأنبياء الذين سبَقُوه وبالكُتُب التي أُنْزلَتْ عليهم وهذا بدليل القرآن . وبِحُكْم تَغَيُّر الأزمان وازدياد عدد سكَّان الأرض كان لا بُدَّ عند إرسال نبيٍّ جديد من إدخال بعض التَّعديلات على التَّشريعات التي قبلَه حتَّى تكون أكثر ملاءمة لاحتياجات النَّاس في الزَّمن الجديد . فكان التَّشريعُ الجديد ينسخ بعض التَّشريع الذي قبْله والكتابُ الجديد ينسخ بعض ما جاء من تشريعاتٍ في الكتاب الذي سَبقه . طبعًا أصولُ العقيدة مثل وحدانيَّة اللَّه تعالى والإيمان بالملائكة والرُّسُل واليوم الآخر والحساب والجنَّة والنَّار بقيَتْ ثابتة . فلمَّا بعثَ اللَّهُ تعالى محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم نبيًّا للنَّاس جميعًا وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين كان من المنطقي أن يُمِدَّه بتشريع يكون ملائمًا ليس لِزَمانه فقط وإنَّما لكلِّ الأزمان التي ستأتي بعده . لهذا أكملَ له دينَ الإسلام ونسخَ كلَّ الشَّرائع التي قبْله وأَنزلَ عليه القرآن ونسخَ كلَّ الكتُب السَّماويَّة التي سَبَقَتْه . فتشريعاتُ الإسلام هي أكملُ الشَّرائع والقرآنُ الكريم هو معجزة كلّ الأزمان . وعلى هذا فلن يقبلَ اللَّهُ بعد بعثة النَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وحتَّى قيام السَّاعة غير الإسلام دينًا والقرآن منهاجًا . ولِتَوضيح هذا الأمر لِنأخُذْ مثالاً مِمَّا هو معمولٌ به في مختلف بلدان العالم : المعروف أنَّ إدارة التَّعليم تقوم كلَّ بضع سنوات بإدخال بعض التَّعديلات على البرامج الدِّراسيَّة آخذةً بعَيْن الاعتبار اكتشافاتٍ علميَّة جديدة أو طُرُق تعليم حديثة لِتكُون البرامجُ الجديدة أكْثَر ملاءمة لاحتياجات الجيل الجديد من الطَّلَبة والمدرِّسين . وبالطَّبع يصدر على إثر ذلك كتابٌ جديد خاصّ بالمادَّة المنَقَّحة ويُلْغَى العملُ بالكتاب القديم . وفي العادة يتفهَّمُ كلُّ الأطراف هذا التَّجديد لأنَّ الغرض منه هو مصلحتهم جميعًا . ولو نظرْنَا في كلِّ الميادين تقريبًا لَوَجدنا أنَّ القوانين تُنَقَّح والأوراق النَّقديَّة تُبدَّل فيُلْغى العملُ بالنِّظام القديم ويحلُّ محلَّه النِّظامُ الجديد . وحتَّى إن وُجد بعضُ المعارضين فإنَّهم لا يعارضون التَّجديد إطلاقًا وإنَّما تجد لهم بعض الاعتراضات على القانون الجديد لأنَّه ليس بالضَّبط كما أرادوه أن يكون . هذا تقريبًا ما فعله الخالقُ سبحانه مع خَلْقه ولِلَّه المثَلُ الأعلى . فقد اختار الإسلامَ دينًا لِكُلِّ البشريَّة منذ بداية الخليقة ثمَّ سَنَّ لِكُلِّ نبيٍّ جديد تشريعات جديدة تُناسِبُ المجتمع الذي بعثه إليه وربَّما أنزلَ عليه كتابًا جديدًا . فلمَّا بعث محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم خاتمًا لكلِّ الأنبياء أكملَ له الدِّين يقول تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا } (5- المائدة 3) . وببعْثَة محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ألْغَى اللَّهُ تعالى العملَ بالتَّشريعات التي قبْله وبالكُتب التي قبله . فلَنْ يقبلَ بعد ذلك وحتَّى قيام السَّاعة غيْرَ الإسلام الذي أكملَه لمحمَّدصل الله عليه وسلم ولن يقبل غيْرَ القرآن الذي أنزله على محمَّدصل الله عليه وسلم وهذا بِنَصَّ القرآن : يقول اللَّه تعالى : { أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ 83 قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 84 وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ 85 } (3- آل عمران 83-85) . الآية 85 إذًا واضحة وصريحة : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ 85 } . طبعًا اليهودُ الذين عاشُوا مِن زَمن موسى عليه السَّلام إلى قبل مجيء عيسى عليه السَّلام والنَّصارى الذين عاشُوا من زَمن عيسى عليه السَّلام إلى قبل مجيء محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وكلُّ مَن تبع نبيَّ زمانه قبل أن يأتيه نبيٌّ آخر كلّ هؤلاء إذا اتَّبعُوا نَبيَّهُم واستقامُوا على شريعته ولَم يُبَدِّلُوا ولَم يُحرِّفُوا بعده شيئًا فإنَّهم يُعتبَرُون مسلمين وماتوا على الإسلام وإن شاء اللَّه يدخلُوا جنَّة الرَّحمن . يقولُ اللَّه تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ 62 } (2- البقرة 62) . فاليهُود والنَّصارى والصَّابئين (يُقال أنَّهم أتباعُ النَّبيِّ إدريس عليه السَّلام) المذكُورون في هذه الآية هم فقط الذين عاشُوا قبل نُبوَّة محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لأنَّ القرآن لا يُناقض نفسَه . أمَّا بَعد نُبوَّة محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وحتَّى قيام السَّاعة فلَن يقبل اللَّهُ غير الإسلام الذي أكملَه لمحمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . وكلُّ مَنْ بلَغَتْه دعوةُ الإسلام مِن نَصارَى ويهود وغيرهم مِن بَعد نُبوَّة محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وحتَّى قيام السَّاعة فلم يقبلْها ومات على ذلك سيُحرَم من دخول الجنَّة ومن رؤية اللَّه عزَّ وجلَّ وسيكون مصيرُه إلى النَّار خالدًا فيها هذا ما ذكَره القرآن : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ 85 } . وأرجوكَ أيُّها القارئ الكريم لا يكن ردّ فِعْلك على هذا الكلام أن تقول أنَّ هذا تعصُّبٌ للإسلام وعدم اعتراف بالدِّيانات الأخرى بل فكِّرْ بهدوء بعقلك وبمنطقك ارْجع إلى المثال الذي أخذناه فيما يخصّ التَّنقيحات في البرامج الدِّراسيَّة واسمح لي أن أسألك : لو أنَّ إدارة التَّعليم في بَلَدك أدْخَلَتْ على مادَّة مُعيَّنة تعديلات تخدم مصلحة الطَّلَبة والمدرِّسين وأصدرتْ بهذه المناسبة كتابًا جديدًا ثمَّ أعلنتْ أنَّه ابتداءً من ذلك اليوم سوفَ يقع العَمَل بالبرنامج الجديد وبالكتاب الجديد ويُلغَى بالتَّالي العملُ بالكتاب القديم هل ستَعتبر أنَّ قرار الإدارة ظالِم أم بالعكس حكيمٌ وعادل ؟ بالطَّبع ستقول أنَّه قرارٌ حكيمٌ لأنَّه يتماشَى مع احتياجات الجيل الجديد ويخدم مصلحتهم . حسنًا فماذا لو رفض بعضُ الطَّلبة والمدرِّسين البرنامج الجديد لا لشيء إلاَّ لأنَّهم يُريدون أن يتشبَّثوا بالكتاب الذي درسَ به آباءُهم ؟ أغلبُ الظَّنِّ أنَّك ستقول أنَّ هؤلاء مُتَزمِّتون لأنَّهم يَرفضون ما فيه منفعتهم أليس كذلك ؟ فلماذا تجد إذًا صعوبة في قبول ما ذكرْتُه لَك من أنَّ اللَّه عندما أنزل القرآن ألْغَى العملَ بالتَّوراة والإنجيل وغيرهما من الكُتب المقدَّسة وعندما أكملَ الإسلامَ للنَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ألْغَى العملَ بالشَّرائع التي جاء بها موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء عليهم السَّلام ؟ هل لأنَّ الأمر يتعلَّق بالدِّين ؟ و إذا كنت تظُنُّ أنَّ إلغاء العمل بالكُتب السَّابقة يعني عدم الاعتراف بها وبِمَنْ جاء بها فهذا غير صحيح فالمسلمُ يُؤمنُ حقيقةً وليس مجرَّد كلام بجميع الأنبياء السَّابقين ويعتبرُهم أشْرف النَّاس ويُؤمنُ بكلِّ الكُتب التي أُنزلتْ عليهم ويعتبرها كُتبًا مقدَّسة . ويؤمنُ أيضًا أنَّ كلَّ مَنْ تَبِعَ نَبيَّ زمانه يكونُ إن شاء اللَّه من الفائزين برضاء اللَّه وجنَّته يوم القيامة . فأين المشكلة إذًا ؟ ومَنْ هو المتعصِّب في هذه الحالة : الذي امتثلَ لِقَرار اللَّه فقَبِلَ التَّشريع الجديد وعملَ بالكتاب الجديد أم الذي أصرَّ على العَمَل بالتَّشريع القديم وبالكتاب القديم ؟ أخيرًا لا تَنسَ أنَّ الآيات التي ذكرتُها لك في هذا العنصر والتي أعلنتْ أنَّ اللَّه لَنْ يقبل غير الإسلام مأخوذةٌ من القرآن الكريم الكتاب الذي تحدَّثَ عن حقائق علميَّة لم يتمَّ اكتشافُها إلاَّ حديثًا مِمَّا يدلُّ على أنَّه مُنزَّلٌ من عند اللَّه . فهذه الآيات هي إذًا كلامُ اللَّه لا شكَّ في ذلك . فهل لديك اعتراضٌ على كلام خالِقِك ؟ أسأل اللَّه أن يُزيل الغشاوة عن قلبك ويهديك إلى الإسلام . فربَّما تكون هذه أوَّل مرَّة تسمع فيها هذا الكلام وربَّما لن تتوفَّر لك فرصة سماعه مرَّة أخرى فتنشغل بأمور الدُّنيا وتموت على غير الإسلام فتخسر كلّ شيء نعم تخسر كلّ شيء هذا ما ذكَرتْهُ الآية بكلِّ وضوح : { وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ 85 } .
المحبة للمصطفى
| |
|