حقيقة قول عمرو بن العاص عن مصر......... ترابها الذهب و نيلها عجب و نساؤها لعب وهي لمن غلب و أهلها
هذا ليس كلام عمر بن العاص اصلا دا كلام حجاج اليمنى وهذا موجود بمخطوطة في قصة الحجاج مع غلام و إليكم جزء منها : ... وبعد قال أبو عبد الله الكرخي حضرت مجلس الحجاج بن يوسف الثقفي بالكوفة و الناس حوله مجتمعون و لهيبته مطرقون و إذا قد دخل عليه صبي لم يبلغ الحلم مكشوف الرأس ممزق الثياب قد غير الدهر بشرته و بدنه و صورته فسلم و أحسن و ترجم فأبلغ فرد الناس عليه السلام فقال له الحجاج : من أين أنت يا صبي ؟قال الصبي : أنا من مدينة يقال لها مصر .فقال له : أنت من مدينة الفاسقين ؟قال : و لم يا حجاج جعلتها مدينة الفاسقين ؟قال : لأن ترابها الذهب و نيلها عجب و نساؤها .......... وهو يتعارض مع ما اخبر به رسول الله صل الله عليه وسلم عندما استوصي بأهل مصر خير
يتردد في كثير من المنتديات ومساحات التعليق على الأخبار أن عمرو بن العاص رضي الله عنه بعث إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصف له مصر فقال في رسالته (أرضها ذهب ونساؤها لعب ورجالها من غلب وأهلها تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا) فما حقيقة هذا القول وإن كنت أشك أن يصدر عن صحابي جليل.
.الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا لم نطلع بعد البحث في كتب السير والتاريخ على من نسب هذه المقولة من وجه ثابت إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه.
وقد ثبت في كتب السير: أن أهل مصر كانوا يحبون عَمرا رضي الله عنه، وقد طلبوا من عثمان أن يرده إليهم .
وثبت كذلك أن عمرا كان يحب مصر، وقد طلب من معاوية رضي الله عنه أن يوليه عليها، وقد ولاه عليها حتى توفي بها.
ثم إن مصر ظهر فيها كثير من العلماء والقادة العظماء الذين كان لهم شأن كبير في تأريخ الأمة الإسلامية، فلا تتضايق إذا عيرك أحد بمثل هذا الكلام، فكم لمصر وأهلها من المفاخر في الإسلام تغمر مثل هذه المقولة غير الثابتة.
والله أعلم.
"أرضها ذهب ونيلها عجب وخيرها جلب ونساؤها لعب و مالها رغب وفي أهلها صخب وطاعتهم رهب وسلامهم شغب وحروبهم حرب وهم مع من غلب"
الأصل فى أى دليل أو مقولة تاريخية أن يتوافر فيها الدليل العقلى والدليل النقلى معا ،،بمعنى مثلا مقولة لشخصية ما هامة نفحص الرواة لها فحصا دقيقا حتى نصل إلى صحة التسلسل وبالتالى يكون الكلام ثقة ،، هذا هو الدليل النقلى ،،
أما الدليل العقلى فبأن نعرض الكلام على عقولنا حيث مثلا لا صحة أبدا لمقولة تخالف منهج صاحبها وعقيدته ،،
ونأتى على مصر وعمرو بن العاص ،،والدليل العقلى أولا ،،
هذه المقولة وحدها "من الناحية العقيدية" خطيرة جدا ولا تخرج من لسان فاتح مسلم بل تكون منطقية أكثر إن جاءت على لسان جندى مرتزق ،،
"أرضها ذهب ونيلها عجب وخيرها جلب ونساؤها لعب و مالها رغب وفي أهلها صخب وطاعتهم رهب وسلامهم شغب وحروبهم حرب وهم مع من غلب"
منذ متى كان المسلمون ينظرون للغنائم وسبايا النساء والذهب والأموال ؟وهل تحركت جيوش المسلمين أيام الصديق والفاروق لغزو الأرض وجمع المال والنساء !
ثانيا ،،إن عشق عمرو لمصر أكثر من أن يوصف فقد تدرك بعضا منه إن عرفت سيرة عمرو فى مصر قبل/ بعد الفتح وما فعله لمصر وكم أحبه الناس من وقتها وحتى يومنا هذا ، يظل اسمه على لسان كل طفل فى مراحل الدراسة الأولى ولقب فاتح مصر يغلفه ،، فمنهج الفتح الإسلامى منذ عهد الصديق كان التمهل والتريث وعدم المخاطرة أبدا ،، وخلافا لهذا المنهج يعرض عمرو بن العاص على الفاروق إقتراحه بفتح هذه البلاد وكان الفاروق لا يميل لهذه الخطوة فى هذا التوقيت فمصر موقع إستراتيجى خطير وسيكون دفاع الروم عنها مسألة حياة أو موت ،،
خلاصة الأمر هى أن عمرو بن العاص توجه لفتح مصر بجيش قوامه 4000 جندى فقط ،،وهو رقم ضئيل جدا نظرا لحجم مصر وطبيعتها الديموجرافية فإن اتخذ الشعب مثلا قرارا بمقاومة هذا الجيش فلن ينجو منه أحد ،، ناهيك عن كتائب الروم وحصونهم فيها ،،
ولكننا نرى تعلق عمرو الشديد بمصر وحبه لها وإصراره على فتحها وقد خاطر بسمعته العسكرية وبأرواح المسلمين فى مغامرة لا يدرك أبعادها إلا عمرو ،، وهذا إن دل على شىء آخر فهو علم عمرو بشعب هذه البلاد وعلمه أنهم سيكونون ورقة رابحة بين يديه أمام الروم ،،
وعمرو داهية العرب ،،
ثم إننا لا نجد حالة سبى واحدة لامرأة مصرية ولم يحدث اشتباك مع الشعب من الأساس فالشعب كره الروم وأراد الخلاص منهم ،، فمن أين تأتى مقولة عمرو إذاً ،، ثم إن كانت نساء مصر لعب فمن تكون هاجر وآسيا ومارية القبطية !
بل زد على ذلك أن عمرو لم يصادر أراضي القبط الزراعية، ولم يُجرى عليها عادة تقسيم الأرض بين الفاتحين .بل تركها لأهل مصر كما هى فأين أرضها الذهب ولماذا جاء عمرو إلى مصر من الأساس إن لم يكن للأرض والغنائم والنساء وهو لم يغنم أيا من ذلك !
نأتى على الدليل النقلى وهو إضطراب القصة من ناحية وعدم ثبوتها فى أى مرجع تاريخى ذى ثقة ،،
ونقطة أخرى هى الأهم وهى طبيعة الأسلوب الأدبى فى الرسالة ،،أرضها ذهب ونيلها عجب ... الخلاحظ السجع فى نهاية كل جملة قصيرة ومن المعروف أدبيا أن السجع فى الكلام انتشر أيام الدولة العباسية ولم يكن سمة العصر الإسلامى الذى كانت رسائلة قوية المعنى شفافة مباشرة فى فكرتها ومقصدها ،،كما أن نسج الرسالة ركيك وضعيف ومن المستحيل أن ننسبها لرجل مثل عمرو وهو من كانت كل كلمة له بحساب وميزان ،،وهى بدورها متضاربة المعنى إذ كيف لعمرو وهو حاكم مصر أن يقول " وطاعتهم رهب وسلامهم شغب" وهو يعلم أن مصر لم تقم فيها ثورة واحدة ضد المسلمين بل كان أقل ما توصف به فترة حكم عمرو فيها هى الهدوء فوق العادى ولم يتقبل شعب دين الإسلام برحابة كما تقبله شعب مصر ،،
ثم إن كلام عمرو يناقض كلام النبى صلى الله عليه وسلم عن مصر وهو من إستوصى صحابته عليها خيرا ،،
دليل آخر وهو قصة الحجاج والغلام وهى قصة موضوعة ورد فيها نفس المقولة المنسوبة لعمرو بن العاص على لسان الحجاج الثقفى حين سأله الغلام :
فقال الحجاج للغلام : من أي بلد أنت ؟
فقال للغلام: من مصر.
فقال له الحجاج : من مدينة الفاسقين .
فقال الغلام : ولماذا أسميتها مدينة الفاسقين ؟
قال الحجاج : لأن شرابها من ذهب ونسائها لعب ونيلها عجب وأهلها لا عجم ولا عرب.
فقال الغلام : لستُ منهم.
فقال الحجاج : من أي بلد إذن ؟
قال الغلام : أنا من أهل خرسان.
فقال الحجاج : من شر مكان وأقل الأديان.
فقال الغلام : ولم ذلك يا حجاج ؟
فقال : لأنهم عجم أعجام مثل البهائم والأغنام كلامهم ثقيل و غنيهم بخيل.
فقال الغلام : لستُ منهم.
فقال الحجاج : من أين أنت ؟
قال : أنا من مدينة الشام.
قال الحجاج : أنت من أحسن البلدان وأغضب مكان وأغلظ أبدان .
قال الغلام : لستُ منهم.
قال الحجاج : فمن أين إذن؟
قال الغلام : من اليمن.
فقال الحجاج : أنت من بلد غير مشكور.
قال الغلام: ولم ذلك؟
قال الحجاج : لأن صوتهم مليح و عاقلهم يستعمل الزمر و جاهلهم يشرب الخمر.
قال الغلام : أنا لستُ منهم.
قال الحجاج : فمن أين إذن؟
قال الغلام : أنا من أهل مكة.
فقال الحجاج : أنت إذن من أهل اللؤم والجهل وقلة العقل.
فقال الغلام : ولم ذلك ؟
قال : لأنهم قوم بعث فيهم نبي كريم فكذبوه وطردوه وخرج من بينهم إلى قوم أحبوه وأكرموه.
فقال الغلام : أنا لستُ منهم.
والقصة هذه بدورها موضوعة هى الأخرى ونلاحظ تعمد الإساءة لكل بلاد المسلمين فيها ،،اى أن المقولة نسبت لعمرو وللحجاج وربما تجدها لثالث ورابع ،،لهذا أنصح كل من يتمسك بترديد هذه المقولة وما على شاكلتها أن يقرأ القليل عن سيرة عمرو فى الإسلام وفتوحاته ويقرا الكثير عن سيرة عمرو فى فتح / حكم مصر ،، فالمقولة تسىء لعمرو أولا قبل أن تسىء لمصر ،، "أرضها ذهب ونيلها عجب وخيرها جلب ونساؤها لعب و مالها رغب وفي أهلها صخب وطاعتهم رهب وسلامهم شغب وحروبهم حرب وهم مع من غلب"الأصل فى أى دليل أو مقولة تاريخية أن يتوافر فيها الدليل العقلى والدليل النقلى معا ،،بمعنى مثلا مقولة لشخصية ما هامة نفحص الرواة لها فحصا دقيقا حتى نصل إلى صحة التسلسل وبالتالى يكون الكلام ثقة ،، هذا هو الدليل النقلى ،،أما الدليل العقلى فبأن نعرض الكلام على عقولنا حيث مثلا لا صحة أبدا لمقولة تخالف منهج صاحبها وعقيدته ،،ونأتى على مصر وعمرو بن العاص ،،والدليل العقلى أولا ،،هذه المقولة وحدها "من الناحية العقيدية" خطيرة جدا ولا تخرج من لسان فاتح مسلم بل تكون منطقية أكثر إن جاءت على لسان جندى مرتزق ،،"أرضها ذهب ونيلها عجب وخيرها جلب ونساؤها لعب و مالها رغب وفي أهلها صخب وطاعتهم رهب وسلامهم شغب وحروبهم حرب وهم مع من غلب"منذ متى كان المسلمون ينظرون للغنائم وسبايا النساء والذهب والأموال ؟وهل تحركت جيوش المسلمين أيام الصديق والفاروق لغزو الأرض وجمع المال والنساء !ثانيا ،،إن عشق عمرو لمصر أكثر من أن يوصف فقد تدرك بعضا منه إن عرفت سيرة عمرو فى مصر قبل/ بعد الفتح وما فعله لمصر وكم أحبه الناس من وقتها وحتى يومنا هذا ، يظل اسمه على لسان كل طفل فى مراحل الدراسة الأولى ولقب فاتح مصر يغلفه ،، فمنهج الفتح الإسلامى منذ عهد الصديق كان التمهل والتريث وعدم المخاطرة أبدا ،، وخلافا لهذا المنهج يعرض عمرو بن العاص على الفاروق إقتراحه بفتح هذه البلاد وكان الفاروق لا يميل لهذه الخطوة فى هذا التوقيت فمصر موقع إستراتيجى خطير وسيكون دفاع الروم عنها مسألة حياة أو موت ،،خلاصة الأمر هى أن عمرو بن العاص توجه لفتح مصر بجيش قوامه 4000 جندى فقط ،،وهو رقم ضئيل جدا نظرا لحجم مصر وطبيعتها الديموجرافية فإن اتخذ الشعب مثلا قرارا بمقاومة هذا الجيش فلن ينجو منه أحد ،، ناهيك عن كتائب الروم وحصونهم فيها ،،ولكننا نرى تعلق عمرو الشديد بمصر وحبه لها وإصراره على فتحها وقد خاطر بسمعته العسكرية وبأرواح المسلمين فى مغامرة لا يدرك أبعادها إلا عمرو ،، وهذا إن دل على شىء آخر فهو علم عمرو بشعب هذه البلاد وعلمه أنهم سيكونون ورقة رابحة بين يديه أمام الروم ،،وعمرو داهية العرب ،،ثم إننا لا نجد حالة سبى واحدة لامرأة مصرية ولم يحدث اشتباك مع الشعب من الأساس فالشعب كره الروم وأراد الخلاص منهم ،، فمن أين تأتى مقولة عمرو إذاً ،، ثم إن كانت نساء مصر لعب فمن تكون هاجر وآسيا ومارية القبطية !بل زد على ذلك أن عمرو لم يصادر أراضي القبط الزراعية، ولم يُجرى عليها عادة تقسيم الأرض بين الفاتحين .بل تركها لأهل مصر كما هى فأين أرضها الذهب ولماذا جاء عمرو إلى مصر من الأساس إن لم يكن للأرض والغنائم والنساء وهو لم يغنم أيا من ذلك !نأتى على الدليل النقلى وهو إضطراب القصة من ناحية وعدم ثبوتها فى أى مرجع تاريخى ذى ثقة ،،ونقطة أخرى هى الأهم وهى طبيعة الأسلوب الأدبى فى الرسالة ،،أرضها ذهب ونيلها عجب ... الخلاحظ السجع فى نهاية كل جملة قصيرة ومن المعروف أدبيا أن السجع فى الكلام انتشر أيام الدولة العباسية ولم يكن سمة العصر الإسلامى الذى كانت رسائلة قوية المعنى شفافة مباشرة فى فكرتها ومقصدها ،،كما أن نسج الرسالة ركيك وضعيف ومن المستحيل أن ننسبها لرجل مثل عمرو وهو من كانت كل كلمة له بحساب وميزان ،،وهى بدورها متضاربة المعنى إذ كيف لعمرو وهو حاكم مصر أن يقول " وطاعتهم رهب وسلامهم شغب" وهو يعلم أن مصر لم تقم فيها ثورة واحدة ضد المسلمين بل كان أقل ما توصف به فترة حكم عمرو فيها هى الهدوء فوق العادى ولم يتقبل شعب دين الإسلام برحابة كما تقبله شعب مصر ،، ثم إن كلام عمرو يناقض كلام النبى صلى الله عليه وسلم عن مصر وهو من إستوصى صحابته عليها خيرا ،،دليل آخر وهو قصة الحجاج والغلام وهى قصة موضوعة ورد فيها نفس المقولة المنسوبة لعمرو بن العاص على لسان الحجاج الثقفى حين سأله الغلام :فقال الحجاج للغلام : من أي بلد أنت ؟ فقال للغلام: من مصر. فقال له الحجاج : من مدينة الفاسقين . فقال الغلام : ولماذا أسميتها مدينة الفاسقين ؟ قال الحجاج : لأن شرابها من ذهب ونسائها لعب ونيلها عجب وأهلها لا عجم ولا عرب. فقال الغلام : لستُ منهم. فقال الحجاج : من أي بلد إذن ؟ قال الغلام : أنا من أهل خرسان. فقال الحجاج : من شر مكان وأقل الأديان. فقال الغلام : ولم ذلك يا حجاج ؟ فقال : لأنهم عجم أعجام مثل البهائم والأغنام كلامهم ثقيل و غنيهم بخيل. فقال الغلام : لستُ منهم. فقال الحجاج : من أين أنت ؟ قال : أنا من مدينة الشام. قال الحجاج : أنت من أحسن البلدان وأغضب مكان وأغلظ أبدان . قال الغلام : لستُ منهم. قال الحجاج : فمن أين إذن؟ قال الغلام : من اليمن. فقال الحجاج : أنت من بلد غير مشكور. قال الغلام: ولم ذلك؟ قال الحجاج : لأن صوتهم مليح و عاقلهم يستعمل الزمر و جاهلهم يشرب الخمر. قال الغلام : أنا لستُ منهم. قال الحجاج : فمن أين إذن؟ قال الغلام : أنا من أهل مكة. فقال الحجاج : أنت إذن من أهل اللؤم والجهل وقلة العقل. فقال الغلام : ولم ذلك ؟ قال : لأنهم قوم بعث فيهم نبي كريم فكذبوه وطردوه وخرج من بينهم إلى قوم أحبوه وأكرموه. فقال الغلام : أنا لستُ منهم.والقصة هذه بدورها موضوعة هى الأخرى ونلاحظ تعمد الإساءة لكل بلاد المسلمين فيها ،،اى أن المقولة نسبت لعمرو وللحجاج وربما تجدها لثالث ورابع ،،لهذا أنصح كل من يتمسك بترديد هذه المقولة وما على شاكلتها أن يقرأ القليل عن سيرة عمرو فى الإسلام وفتوحاته ويقرا الكثير عن سيرة عمرو فى فتح / حكم مصر ،، فالمقولة تسىء لعمرو أولا قبل أن تسىء لمصر ،،
..............