المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33698 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: العلم بدرجات اليقين السبت أبريل 16, 2016 4:14 am | |
| العلم بدرجات اليقين ...
قبل ان نعرف درجات اليقين لتعلم ان اليقين له لوازمه التي تقويه فلا يظن احدا ان اليقين لن يؤتاه .. بل قال النبي صلى الله عليه وسلم سلوا الله اليقين وقال نجا اول هذه الامه باليقين والزهد .. فهو له لوازمه التي تقويه وتجعل المرء يعرفه ويعرف الطريق اليه و هو رأس مال الدين وهو كسبي كما قال ابن القيم رحمه الله [ أي أن المرء يكتسبه بعمله وليس جبلي طبعي في الناس وأن وجدت مقوماته في العبد فأنه يرسخ في قلبه دون أختيارٍ منه ] قال ابن القيم في مدارج السالكين درجات اليقين هو خبر أو علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين
والفرق بين عين اليقين وحق اليقين كالفرق بين الخبر الصادق والعيان وحق اليقين فوقها
قد مثلت المراتب الثلاثه بمن اخبرك ان عنده عسلا وانت لا تشك في صدقه ثم اراك اياه أزددت يقينا ثم ذقت منه فالاول علم يقين والثاني عين يقين والثالث حق يقين
فعلمنا الان بالجنه والنار علم يقين فاذا ازلفت الجنة في الموقف للموقف للمتقين وشاهدها الخلائق وبرزت الجحيم للغاوين وعاينها الخلائق فذلك عين يقين فاذا ادخل اهل الجنة الجنه واهل النار النار فذلك حينئذ حق اليقين ...الخ وهذه المرتبه وهي حق اليقين لانتال الا للرسل عليهم الصلاة والسلام ( مثال ماكان من ابراهيم عليه السلام عندما قال ربي ارني كيف تحيي الموتىفرأى بأم عينه الطير وهو يتجمع ويعود أمامه وماكان من موسى عليه السلام عندما قال ربي ارني انظر اليك وعندما رأى الجبل يتدكدك امامه ورأى النور فهذا حق يقين )
وقد يحصل حق اليقين ايضا لعباده وهي ذوق ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من حقائق الايمان المتعلقه بالقلوب واعمالها فان القلب اذا ذاقها وباشرها صارت في حقه حق يقين مدارج السالكين
فان احسست بلذة الايمان فهذا من حق اليقين التي سبقها خبر يقين وعين يقين وكذلك في الدعاء فان حصول الاجابه ومشاهدتك لها هو ايضا حق يقين فكان لابد ولزاما ان تذوق فيه الايمان ويدعوك لثبات الراسخ على دينك مهما عظم البلاء لانك ذقت فعرفت !!
فاما من لم ينل حق اليقين كان في الدرجه التي تسبقها وهي عين اليقين التي تدل على قوة الايمان ويكون دليلها الصبر
اما حق اليقين والمشاهده والمكاشفه فيكون دليلها الرضى
وكثيرا من المبتلين يعرف الفرق بين الصبر والرضى فيصبر الانسان على امر يكره ولا يكون راضيا عنه واما الرضى هي روح الفرح والانشراح ولو كان البلاء قائما
قال ابن مسعود ( اليقين ان لاترضي الناس بسخط الله عز وجل ولا تحمد أحدا على رزق الله عز وجل ولا تلم احدا على مالم يؤتك الله فان الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره فأن الله تبارك وتعالى بقسطه وعلمه وحلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضى وجعل الهم والحزن في الشك والسخط)
أذن اليقين يثمر لك الرضى وقوة الايمان والصبر والثقة بالله والتوكل على الله والاعتماد عليه فهو كالعين البصيره في القلب تبصر وترى الحقائق المصدق بها والمؤمن بها فلا يشك فيها ولا يسخط اذا وقع عليه مايكرهه ومن علاماته ودلالاته
الثبات عند المصيبه ويدل على ذلك الاسترجاع قبل ان يظهر منه الحزن والهم ( الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا ان لله وان اليه راجعون ) فهل كل ماتذكرت مصيبتك قلت هذا الدعاء حتى وان فاتك الصبر في بادي الامر فقلها الان ففضل الله واسع فمن قالها لمصيبه قد مضت وتذكر حزنه عليه فان الله يأجره عليها ولو فاته الصبر عند الصدمة الاولى فلا يفارقن لسانك هذا الدعاء وثقة بالله وبما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبلدنك الله خيرا مما وقع او ذهب فقله الان انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها فيتراء امام المصاب ما أعده الله للصابرين والحامدين فكانه يرى الميزان وما يصب له من الاجر ان فعل ذلك .......... | |
|