الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  سيدنا جبريل عليه السلام ( المَلَك القائد )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المحبة للمصطفى
المدير العام
المدير العام
المحبة للمصطفى


عدد المساهمات : 5852
نقاط : 33700
التفاعل مع الاعضاء : 15
تاريخ التسجيل : 18/09/2010
العمر : 74
الموقع : النور المحمدى

  سيدنا جبريل عليه السلام  (  المَلَك القائد ) Empty
مُساهمةموضوع: سيدنا جبريل عليه السلام ( المَلَك القائد )     سيدنا جبريل عليه السلام  (  المَلَك القائد ) Emptyالأربعاء يونيو 29, 2016 3:59 pm

سيدنا جبريل عليه السلام







المَلَك القائد













ميَّز الله جلَّ جلاله جبريلَ عليه السلام عن الملائكة، وجعله قائدًا لهم، وخصَّه بما لم يخصَّ به لا الملائكة ولا أحدًا من المخلوقاتِ خَلقًا وتكليفًا؛ فهو حاملُ الوحي - وهو كلامُ الله جلَّ جلاله - وهو من يَنزل بالشرائعِ والأحكام مِن السماء إلى الأرض، وهو من يدمِّر الأممَ الظالمة، وخلقَه اللهُ جل جلاله خلقًا عظيمًا مميَّزًا، ومنحه إمكاناتٍ هائلة.




 







فمِن مواصفات جبريل عليه السلام التي وردَت في القرآن الكريم:




♦ العلم: جبريل عليه السلام هو مُعلِّم أعلمِ النَّاس، وهم الأنبياء، قال تعالى في حقِّ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ﴾ [النجم: 2 - 6]، فالذي علَّم محمدًا صلى الله عليه وسلم هو جبريلُ عليه السلام، فمِن البداهة أن يتَّصف جبريل عليه السلام بالعلم؛ فهو ناقِل بعض علم الله تعالى جل جلاله للأنبياء، ومنهم للبشر، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192 - 195]، والرُّوح الأمين هو جبريل عليه السلام.




 







هذا فيما يخصُّ القرآن الذي نزلَ به جبريلُ عليه السلام على قلبِ محمَّد صلى الله عليه وسلم، كما نزل جبريلُ عليه السلام بـ"التوراة" على موسى عليه السلام، ونزل بـ"الزَّبور" على داود عليه السلام، ونزل بـ"الإنجيل" على عيسى عليه السلام؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((أَقْرأني جبريلُ على حرفٍ، فلم أزل أستزيدُه حتى انتهى إلى سبعة أحرُف))




 







♦ القوة الهائلة: حيث وصف القرآن العظيم جبريلَ عليه السلام بقول الله جل جلاله: ﴿ ذِي قُوَّةٍ ﴾ [التكوير: 20]، وأول وأهمُّ ما يحتاج إليه جبريل عليه السلام من القوة التي تساعده في أداء ما خُلقَ من أجلِه - ذلك في استماعه لكلام الله جلَّ جلاله؛ لأنه يَحتاج إلى قلبٍ راسِخ وقوَّة خلْقيَّة عظيمة، وثباتٍ لا يُشبهه ثبات؛ لأن الملائكة تلك المخلوقات النورانيَّة الهائلة حين تسمع كلامَ الله جل جلاله إذا تكلَّم سبحانه وتعالى بالوحي يُغشى عليها مِن هَوْل الموقف وعظَمته؛ قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [سبأ: 23]، فالملائكةُ تفزع إذا سمعَت الوحيَ، ثم يُغشى عليها، ثم يرفعه اللهُ جل جلاله عنها، وقال تعالى في حقِّ جبريل عليه السلام: ﴿ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ﴾ [النجم: 6]، و﴿ ذُو مِرَّةٍ ﴾؛ أي: شديد الخَلْق، شديد البَطْش والفعل.














وإنَّ الله جلَّ جلاله قد وصف نفسَه بالقوي، وهو ذُو القوَّة، وأن القوَّة كلها لله جلَّ جلاله، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 165]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58]، وهو أعلم جلَّ جلاله كم أعطى لجبريل عليه السلام من قوَّةٍ؛ لتتناسَب مع حَجْم المهامِّ الموكَلة إليه؛ لذلك وصف الله جبريل عليه السلام بأنه شديد القوى؛ قال تعالى: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ [النجم: 5]؛ أي: إن الذي علم محمدًا صلى الله عليه وسلم هو جبريلُ وهو شديد القُوى.




 







ومِن عظَمة جبريل عليه السلام وقوَّته وعلوِّ مكانتِه عند الله جلَّ جلالُه - فإن الله جلَّ جلاله يذكُره عليه السلام في القرآن الكريم، ثمَّ يعطف عليه الملائكةَ، فكأنه عليه السلام في كفَّةٍ والملائكةُ في كفَّة؛ قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴾ [النبأ: 38]، وقال تعالى: ﴿ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [المعارج: 4]، وقال تعالى في حقِّ ليلة القدر: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ [القدر: 4]، والرُّوح هنا هو جبريل عليه السلام.




 







كما أنَّ خلقَ جبريل عليه السلام كان عظيمًا؛ فإن له ستَّمائةِ جَناحٍ، وكان قد سَدَّ الأفقَ يوم رآه النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم على صورتِه التي خلقه اللهُ جل جلاله عليها، حتى إنه قد غُشي على النبيِّ صلى الله عليه وسلم يوم رآه على صورته أولَ مرَّة؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: ﴿ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾ [النجم: 18]، قال: "رأى جبريلَ في صورتِه له ستُّمائة جناحٍ"[2]، بينما بقيَّة الملائكة لها أجنحة وصَفَها القرآنُ الكريم في قوله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾ [فاطر: 1]،فلنا أن نقدِّر الفرقَ بين خَلْق جبريل عليه السلام وخَلْق الملائكة.




 







وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم، يقول: ((... ثم فَتَر عنِّي الوحيُ فَتْرة، فبَينا أنا أمشِي سمعتُ صوتًا من السماء، فرفعتُ بصَري قِبَل السماء، فإذا الملَكُ الذي جاءني بحِرَاء، قاعدٌ على كرسيٍّ بين السماء والأرض، فجُئِثتُ[3] منه، حتى هَويتُ إلى الأرض، فجئتُ أهلي فقلتُ: زمِّلوني زمِّلوني، فأنزل الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾ [المدثر: 1 - 5]))، قال أبو سلمة: و﴿ الرُّجْز ﴾: الأوثان[4].




 







قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: "قال بعض السلَف: منزلتُه من ربِّه منزلة الحاجِب من الملَك، ومن قوَّته أنه رفعَ مدائن قوم لوطٍ على جناحِه، ثمَّ قلَبَها عليهم، فهو قويٌّ على تنفيذ ما يُؤمر به، غير عاجزٍ عنه؛ إذ تطيعه أملاكُ السموات فيما يأمرهم به عن اللهِ تعالى، قال ابن جرير في تفسيره، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح: "أمين على أن يَدخل سبعين سرادقًا من نور بغير إِذْن"[5].




 







لقد أخذ السامريُّ الذي كان مع قومِ موسى عليه السلام قبضةً من ترابِ أَثَر فرَس جبريل عليه السلام حين كان حاضرًا في حادثة انشقاق البَحر لموسى عليه السلام وبَنِي إسرائيل، ونجاتهم من فرعون، فكان لتلك القبضة تأثيرٌ عجيب في الأشياء، فحين رمَاها على حليِّهم أصبحَت عجلاً جسدًا له خوار بإِذْن الله جل جلاله، فإذا كانت قبضةُ ترابٍ من أثر فرَس جبريل عليه السلام لها هذا التأثير، فكيف بجبريل نفسِه عليه السلام؟!




 







و"قوة الملك تنقسم إلى ثلاثة أنواع:




أحدها: قوَّة رُتْبته في الناس، وهيبته عليهم، وما يقع في نفوسِهم من عزَّته، وسطوته واستعلائه وقدرته.




الثاني: قوَّة احتماله بنفسِه لما يرِد عليه من الأمور واستقلاله بذلك.




الثالث: قوَّة التدبير لأمورِ المملكة والنفاذ فيها، بحسن نظر العواقب بالأمور.




 







أمَّا القوة الأولى: فتحصل بحسنِ السياسة.




 







والقوة الثانية: تحصل بأدبِ النفس.




 







أمَّا القوة الثالثة فتنقسم إلى أربعة أقسام:




أحدها: تدبير وإبرام الأمور بلا احتيالٍ قبل التدبير؛ بل بالنظر والقياس من المدبِّر لها.




الثاني: تدبير وإبرام الأمور بعد الاحتيال فيها ووَضْع الأصول لها.




الثالث: تدبير معرفة الوقوفِ على الأمر الذي لا يُوجد فيه للتدبير حيلة، حتى يَصير إلى ما صار إليه، ثمَّ يطلب الحيلةَ فيه بعد ذلك.




الرابع: تدبير ما لا حيلة فيه، واعلم أن أفضل هذه القوات قوَّة التدبير"[6].




يتبع


...............


عدل سابقا من قبل المحبة للمصطفى في الأربعاء مايو 17, 2017 1:29 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحبة للمصطفى
المدير العام
المدير العام
المحبة للمصطفى


عدد المساهمات : 5852
نقاط : 33700
التفاعل مع الاعضاء : 15
تاريخ التسجيل : 18/09/2010
العمر : 74
الموقع : النور المحمدى

  سيدنا جبريل عليه السلام  (  المَلَك القائد ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيدنا جبريل عليه السلام ( المَلَك القائد )     سيدنا جبريل عليه السلام  (  المَلَك القائد ) Emptyالأربعاء يونيو 29, 2016 4:00 pm

♦ التمكين: وقد مكَّن الله جلَّ جلاله جبريلَ عليه السلام في السماء بطاعةِ الملائكة له بأمر الله جلَّ جلاله، وفي الأرض بإمكانيَّة البطشِ بالظالمين وجَلْب الخيرِ للصالحين بإِذْن الله جلَّ جلاله؛ قال تعالى: ﴿ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴾ [التكوير: 20]، وقد شُرح التمكينُ عند يوسف عليه السلام.
 



♦ مطَاع من قِبل مَن معه: قال تعالى في حق جبريل: ﴿ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴾ [التكوير: 21]، والطاعة نعمةٌ من نِعم الله جلَّ جلالُه يهبها للقائدِ الإيجابي، نعم إنَّ من يؤدِّيها هم الرعيَّة، ولكنَّها خصلة للقائد لا بدَّ له من أن يسعَى لها.
 



والطاعة للقائد نوعان:
الأولى: طاعة حقيقية: وتحصل حين تكون الرعيَّة مقتنعةً بقائدها، مؤمنة بكفاءَته وسلامَةِ صدرِه، ويكون ولاؤها له، وتعلن ذلك صراحةً من غير تردُّد، وهناك تبادُل في الحبِّ والتضحيَة من قِبَل الطرفين؛ فالجماهيرُ تطيع هذا القائد من غير تكلُّف ولا ثمن.
 



وهكذا كانت طاعةُ الملائكة لجبريل عليه السلام؛ فقد كان أبو ذرٍّ رضي الله عنه يحدِّث أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فُرجَ سقفِي وأنا بمكَّة، فنزل جبريلُ عليه السلام، ففَرَجَ صدرِي ثمَّ غسلَه بماء زمزم، ثم جاء بطستٍ من ذَهَب، ممتلِئ حكمةً وإيمانًا، فأفرغها في صدرِي ثمَّ أطبقَه، ثمَّ أخذ بيدي فعرج إلى السماءِ الدنيا، قال جبريل لخازن السماء الدنيا: افتح، قال: من هذا؟ قال: جبريل...))[7]، فنلاحظ أنَّ جبريل عليه السلام يخاطِب الملَك المكلَّف على باب السماء الدنيا بفعلِ الأمر: افتح، فيسمع ويطيع ويفتَح لهما عليهما السلام.
 



وحدَّث النبيُّ صلى الله عليه وسلم زوجَه عائشة رضي الله عنها بما حدَث له في العقبَة حين سألَتْه عن أشدِّ الأيام عليه؛ فعن عروةَ بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما، أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدَّثَتْه أنَّها قالت للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: هل أتَى عليك يومٌ كان أشدَّ من يوم أُحد؟ قال: ((لقد لقيتُ من قومِك ما لقيتُ، وكان أشدَّ ما لقيتُ منهم يوم العقبَة؛ إذ عرَضتُ نفسي على ابن عبدياليلَ بن عبدكلال، فلم يجِبْني إلى ما أردتُ، فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهِي، فلم أستفِق إلا وأنا بقَرْن الثعالب، فرفعتُ رأسي، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلَّتْنِي، فنظرتُ فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إنَّ الله قد سَمع قولَ قومِك لك، وما ردُّوا عليك، وقد بعث إليك ملَك الجبال لتأمره بما شئتَ فيهم، فناداني ملَكُ الجبال فسلَّم عليَّ، ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئتَ، إن شئتَ أن أطبقَ عليهم الأخشبين!)) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بل أرجو أن يخرِج اللهُ مِن أصلابهم مَن يعبد اللهَ وحدَه، لا يشرك به شيئًا))[8].
 



وفي الحديث نكتة لا بدَّ من الانتباه لها؛ وهي أن ملَك الجبال كان بمعيَّة جبريل عليه السلام ولم يتكلَّم إلاَّ بعد إِذْن وتقديمٍ من الملَك جبريل عليه السلام.
 



الثانية: طاعة وهْميَّة: ويتوهَّم القائدُ فيها أنَّ رعيته يطيعونه، فيما أنهم يمثِّلون دورَ الأتباع المطيعين، وهم ليسوا كذلك، ولكنَّه يرى أن الجماهير تَخرج له بالآلاف بل بالملايين، يعلنون له الطاعة والإخلاص، وهو يتوهَّم ذلك؛ فإنهم ما خرجوا إلا خوفًا من بَطْشه، أو طمعًا في منحٍ أو مكافآت يقدِّمها لهم، ولكن حين تأزف ساعةُ الصِّفر تراهم ينفضُّون من حوله؛ بل يعلنون تمرُّدهم وبسرعة لافتة.
 



5- الأمانة: "والأمانة: خلاف الخيانةَ، وهي مصدرُ أَمن الرجل أمانَة فهو أَمينٌ إذا صار كذلك؛ هذا أصلُها، ثم سمِّي ما تأتمن عليه صاحبَك أمانة، ومنها قوله تعالى: ﴿ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ ﴾ [الأنفال: 27]، والأمين من صفاتِ الله تعالى، يقال: ائتمنَه على كذا: اتَّخذه أمينًا، ومنه الحديث: ((المؤذِّن مؤتمَن))؛ أي: يأتمنه الناسُ على الأوقاتِ التي يؤذن فيها، فيعملون على أذانِه ما أُمروا به من صلاةٍ وصومٍ وفطر"[9].
 



قال تعالى: ﴿ ثَمَّ أَمِينٍ ﴾ [التكوير: 21]، وقال تعالى: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ [الشعراء: 193، 194]، ومِن أمانة جبريل عليه السلام أنَّ الله جل جلاله يأتمنه على الوحي، قال تعالى: ﴿ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴾ [غافر: 15]، كما يأتمنه على أشياء مِن غير الوحي، ومنها: حب الله جل جلاله للإنسان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أحبَّ الله العبدَ نادى جبريل: إنَّ الله يحبُّ فلانًا فأحبِبه؛ فيحبُّه جبريل، فينادي جبريلُ في أهل السماء: إنَّ اللهَ يحبُّ فلانًا فأحبُّوه، فيحبُّه أهلُ السماء، ثمَّ يُوضع له القَبول في الأرض))[10].
 



لقد كان جبريل عليه السلام أهلاً لتِلك الثِّقة وتِلك الأمانة، فنقَل كلامَ الله جلَّ جلاله عن ربِّه تمامًا كما أُمِر مِن غير تغيِير ولا تبديل ولا زيادَة ولا نقصٍ، وقد جرى التأصيلُ عند أهل الحديث عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم "ألقوا إلى التابعين ما تلقَّوه من مشكاةِ النبوُّة خالصًا صافيًا، وكان سندهم فيه عن نبيِّهم صلى الله عليه وآله وسلم عن جبريل عن رب العالمين سندًا صحيحًا عاليًا، وقالوا: هذا عهد نبيِّنا إليكم، وقد عهِدنا إليكم، وهذه وصيَّةُ ربِّنا وفرضه علينا، وهي وصيَّته وفرضه عليكم"[11].










[1] صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة.
[2] صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب في ذكر سِدرة المنتهى.
[3] جُئِثتُ: خفت ورعبت.


[4] صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء.
[5] إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان؛ ابن قيم الجوزية، ج2، ص128.
[6] المنهج المسلوك في سياسة الملوك، ج1، ص222- 223.
[7] صحيح البخاري: كتاب الحج، باب ما جاء في زمزم.
[8] صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء.
[9] أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء؛ قاسم بن عبدالله القونوي، ص 249.
[10] صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة.
[11] إعلام الموقعين؛ ابن قيم الجوزية، ج1، ص6.



منقول للفائدة

...............
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيدنا جبريل عليه السلام ( المَلَك القائد )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رقية سيدنا جبريل علية السلام
» وصية سيدنا الخضر عليه السلام لسيدنا موسى عليه السلام
» صيغة صلاة عن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبريل عن ميكائيل عن رب العزة
» سلسلة قصص الانبياء عليهم السلام
» فى قصة سيدنا يوسف عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ ملتقى العرفان الصافى المصفى ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ المعارف الالهية ۩๑-
انتقل الى: