فصل فى شمائلهِ
محمد إنســـان الكمال المعظم ... وأصل أصول النور في كل منظم
له جبهة كالنور بل هي أعظم... جــليلٌ جــميلٌ .... بل فخيمٌ مفخَّمُ
وســاعِده بالجود أطول أرحب... وأزهــر لونٍ ... أبيـضٍ ومُشـرَّبُ
أتى ربعة للقصر للطول يقرب ... ســويٌ مســيح البطن والظهر أنعمُ
يُرى وجهه فـوق الجــدارات لائح... ومنه عبير الند والمسك فائح
يسوق إلى الخيرات في الله ناصح ... ومَبْسَــمه كالبــرق إذ يتبسَّــمُ
وأدعج طرفٍ ثم أحورٌ ثم أنجل ... مفلَّج أسنانٍ بريقٍ مسلسل
مقوَّمُ أنفٍ ... كان أشنب أشكل ... وأنواره كالفــجر لا تتكتَّمُ
وعنقٌ كجيد الريم بل هو أجمل ... وشعرٌ لحد الأُذن يأتي مرجَّل
طويلٌ لزندٍ عاري ثديٍ مسجَّل ... بمسربةٍ كالخط تُروَى وتنظَمُ
وقل سائل الأطراف بل كث لحيةِ ... جليل مشاشٍ بالكراديس ينعتِ
عظيمٌ لهامٍ .... ســهل خدٍ بحكمة ... وســابل أطرافٍ وأعلا وأكرمُ
يقابل بالبشرى .... يديم لبِشره ... وذلك منه في الرَّخاء وضرِّه
له منطــق عـذبٌ أبـاح بســرِّه ... لأن رياح البِشْــر للغيث تقدمُ
وعـبل لزندٍ بل بعيــد المناكب ويمشي الهوينى قل بعطف يخاطب
وقد كان يبدو بالسلام لصاحب ولايلتفــت إلاَّ معاً .... نِــعم أكــرمُ
طويل ســكوتٍ كان ذاك تفكرا وخافــض طرفٍ ... كان لله ناظرا
وكات عطوفاً بل بشيراً ومنذرا وحــلو كــلامٍ .... كـان كالدر يُنظمُ
وقـد قــام ليـلاً وصـام نهـاره وبالبيــت لم تــوقد لشـهرين نـاره
وجاع طويلاً في الشعوب وداره ولــم يــرض بالمـلك العمـيم المعمَّمُ
وما باح سراً لا وما عاب فاعلما وماكــان ذواقـاً وقد كان أحزما
يشـــير بيمناه ... ويبـدو بها كما يغضُّ لأطرافٍ عند أفراح أنعمُ
يقسِّــم أجزاءاً ... لأهلٍ وصحبه وجزءاً لوجه الله ... يعبد ربِّه
أشدُّ حياءاً ... عند من نال قربه ومجلســه بالحِـلم والصبر يختمُ
ولم ينصرف عن جالس قط أحمدا ولم يطوِ بِشراً عن جليسٍ وواردا
وللجـــافي يـــأوي والكـريم يواددا ويحـبو غريب القوم عطفاً ويكرمُ
ويؤثِر أهل الفضــل في كلِّ وجهة يقـرِّب أهل الحِـلم في حين جلسة
ويكســب معــدوماً ويكــرم ضيـفة ومحترسٌ من شـر عربٍ وأعجم
ويجــلس بيــن القــوم لايتــرفع ويوســع كل الخلق .... إذ كـان أرفع
ولم يبدو في ناديه ما كان أشنع كأن على على رأس الملأ الطير حوَّمُ
ولم يدَّخر شيئاً .... وما ردَّ طــالب وما قال لا قطعاً سليم العواقب
وأغنى ذوي الحاجات في كل جانب وقال بميســــور الكــلام لمعدمُ
وكان على جلاسه .... كــل هيبة بخفضٍ لأصواتٍ وقولٍ بحكمة
وكانوا على الإنصات جمعاً لكلمة إلى خــتم أقــوال القويم المقوَّمُ
وكان عفيفاً صادقاً أحلم الورى .... وأشـفقهم أحنا وأعلم وأفخرا
وأثبتهم عقلاً وأشـــجع وأنورا ..... مقوِّمُ إسلامٍ ... وللبغيٍ يهدم
وما غضب المختار إلاَّ لحرمة ... ولا عتــبٌ منه لأربـاب خدمة
ويخدم أهلاً ثم يعطـــف رحمة ... ويمزح بالحق المجاب المعظَّمُ
ويحمل فوق الكتف شيئاً ويجلس ... كعبدٍ لأكلٍ ... ثم للبيـت يكنس
يعود مريضاً .. قد يجيب لمفلس ... وللجار والمسكين يأوي ويرحم
ينام على مسحٍ ... ويلبس شملةً ... ويركب خيلاً .. والأتان وبغلةً
ويردف خلفــاً فــوق ذاك ونـاقةً... ويعلفهم في السير بالنفس يخدمُ
وكان يحب الطيب والخودة والصلاة…… ويدهن غباً .... ثم ليـلاً تكحَّلا
ويعجــبه ما كـــان حلواً .... وأحللا …… كذا وذراعاً .... قال أني مسمَّمُ
ويستاك للأوقات جمعاً لدى الوضوء…… ويســبقه صمتاً وذِكراً محرِّض
وينهى عن السـوء الذي كان أبغـض….. ويهدي إلى طرق الرشاد ويقْدِمُ
إلاهي توســلنا إليك .... بجــاه مَنْ ….سما فوق أطباق السماء وكُـلِّمنْ
وعــاد بنــورالله .... لا يتـكــتَّمنْ ……..نقـــيم على آثــاره ...ونسـلِّمُ
ونجــمع مثل الرُّوح والنفس والعقل …… به في حياة ثم في الموت والنقل
وفي القبر والحشر الشديد مع الأهل ….. بصــحبٍ وأحبابٍ ورحمٍ وملزمُ
وناظمها الهنديُّ يوسف يرتجي ….. بها نور حقٍ جامعٍ كــل مخــرج
ونوراً يهدي للطــريق يــروِّج ….. لوصلٍ على نهج المصلِّي المسلِّمُ
عليك صلاة الله في كل مشهد ….. وثم سلام الله في كل معهد
ورســلٍ وأمــلاكٍ وآلٍ لهـم يد….. بعدِّ عــلوم الله إذ هو أعلمُ
***********