..
السيدة فاطمة أم شويشة رضى الله عنها
*************
كانت من أهل السودان المبارك وكانت فى خدمة أحد بشوات مدينة دمنهور فى عشرينيات القرن الذى قد مضى
كانت تخدم الباشا نهاراً وتستأذنه فى أن يتركها فى الليل لتقرأ اورادها فكان يأذن لها
وكان هذا الباشا محباً لحضرة النبى فكان يحج كل عام ليزو سيدنا محمد ويكمل حجته...
لكنه كان لايأكل إلا من يد السيدة فاطمة
ولم يكن يعرف أنها من الأبدال
كان يحسبها مجرد إمراءة تحافظ على الصلوات فقط لاغير شأنها شأن اهل السودان الطيبين
وفى السنة الأخيرة لها من عمرها عام1932 ميلادياً
كان الباشا فى مكة فقال فى نفسه إنى أشتهى أن أكل ملوخية الست فاطمة فهنا لايعرفون طريقة عملها
فوجدها واقفة أمامه وبيدها طاجن به الملوخية والخبز الريفى المشهور بدمنهور وقالت له تفضل ياسيدى
فذهل الباشا وقال لها بفطنة من يفهم وعلى دراية بالصالحين
فقال لها
( إنتى طلعتى منهم ياست فاطمة؟)
يعنى من الأولياء
ثم قال لها والله لا أستخدمك أبداً عندى وسأترك لكى بيتى ملكاً لكى
قالت له ياسيدى إنك سترجع من الحج إن شاء الله سالما مقبولاً ولكن لن تجد فاطمة
فظن أنها تقصد انها تستأذنه فى المغادرة للسودان
فرجع فوجدها قد إنتقلت ودفنت فى حجرتها التى هى مسجدها اليوم
فشاد لها الباشا مسجدها وأقام ضريحها الذى تراه فى هذه المأذنة الصغيرة
فسأل الناس هل غادرت السيدة فاطمة الببيت
فقالوا له لم تغادره وكنا نسمع قرائتها القرآن كالعادة فى الليل
فحكى كرامتها معه فى مكة
ثم أن جماعة الإخوان المسلمين فى عام1995 أزالوا شاهد ضريحها دون نبش للضريح ذاته بدعوى حرمة الدفن فى مسجد وهذا جهل ذريع بالدين
رحل الإخوان عن عالمنا وتاريخنا وبقيت سيرة الصالحين والسيدة فاطمة
......................