المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34100 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: ثلاث حقائق، وكلها تعد من صفات الله سبحانه وتعالى، الثلاثاء يناير 02, 2018 2:27 am | |
| {إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} هذه الآية تنتمي إلى الآيات التي تبين الحقائق. {إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} جزء من آية يبين حقيقة، حقيقة {إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} حقيقة إنه غفور رحيم. فهذه الآية تبين الحقائق، وهذه الحقائق: {إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، هذه أول حقيقة. الحقيقة الثانية: {يُحْيِي وَيُ...مِيتُ} فلا يحيي سواه، ولا يميت سواه سبحانه وتعالى. الحقيقة الثالثة: {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}. ثلاث حقائق، وكلها تعد من صفات الله سبحانه وتعالى، ويترتب عليها أمورٌ : فأول ذلك : {إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يترتب عليها أنه إذا كانت هذه حقيقة فيجب عليك وظائف تقوم بها: أول هذه الوظائف : التوكل على الله سبحانه وتعالى. وثاني هذه الوظائف : التسليم والرضا بأمر الله تعالى. وثالث هذه الوظائف : الالتجاء والدعاء والضراعة لله سبحانه وتعالى. ورابع هذه الوظائف : أن تخليَّ قلبك من السوى، أي ما سوى الله سبحانه وتعالى، فلا يكون في قلبك إلا هو، لا إله إلا هو. إذا فعلت ذلك تجلت على قلبك الأنوار، وانكشفت لك الأستار، وتبينت لك الأسرار، وتنزلت على قلبك الرحمات. فكنتَ بذلك عبدًا ربانيًّا إذا دعوت وقلت: يا رب. فإنه يستجيب لك، {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}. حقيقة، هذه الحقيقة سيترتب عليها عقيدة، وهذه العقيدة سيترتب عليها وظائف، ينبغي على العبد أن يفعلها، أول هذه الوظائف التوكل، حسن التوكل على الله، والتوكل يجب أن يكون على الله؛ لأن «مَن توكل على الله كفاه». ولذلك لا نعتمد بقلوبنا على مَن سواه، وإذا طلبنا، وإذا سألنا، قال رسول الله: «وإذا سألت فسأل الله». كَرَّهَنَا رسول الله في سؤال الخلق، وإذا سألناهم سألناهم على سبيل السبب الجاري. وكان من الصحابة الكرام من يمتثل لذلك امتثالًا حادًّا جادًّا، كان إذا سقط سوطه وهو على الفرس، كان ينزل من على الفرس حتى يأخذه حتى لا يسأل الناس شيئًا. ما هذا ؟ هذا الشخص تعود في نفسه على نوع من أنواع العزة، وما سبب ذلك؟ أنه يعلم تلك الحقيقة {إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}. حقائق مَن أنكرها فإنما يدخل في نفق مظلم، ولا يرى ما أمامه، ومَن آمن بها غيَّرت قلبه، وغيَّرت بالتالي قواعد عقله، وغيَّرت بالتالي سلوكه وأفعاله، فإن القلب يعلو العقل، وإن العقل يعلو السلوك، فإذا تغير القلب تغيرت قواعد العقل واستنارت، وإذا كان كذلك تغير السلوك واستقام ا. د على جمعه ............. | |
|