الإعلام بأن تقبيل اليد من شرعة الإسلام:
كثير من الناس قد ينكر على أهل التصوف ما يفعلونه مع مشايخهم من تقبيل أيديهم احتراما وتعظيما لهم وتحسينا للظن بهم، ولكن الثابت عند أهل السنة والجماعة أن تقبيل اليد سنة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لهم بإحسان، ويكره تقبيل يد أهل المال والجاه تعظيما وطمعا فيما عندهم، كما يتأكد استحباب تقبيل يد أهل الصلاح والعلم وآل بيت مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبركاً بهم واحتراماً لهم ومعرفة بقدرهم عند الله عز وجل.
روى... الإمام البخاري الكثير من الأحاديث حول تقبيل اليد في "الأدب المفرد" و "كتاب السلام" و "باب تقبيل اليد".
وأخرج أبو داود فى سننه، أن وفد عبد القيس لما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم رموا بأنفسهم من فوق دوابهم وجاءوا إليه وقبلوا يده ورجله صلى الله عليه وسلم، فلم ينكر عليهم ذلك.
وأورد الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) عن سيدنا أسامة بن شريك رضي الله عنه قال: "قمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبلنا يده.
وروى البيهقي في سننه بسند صحيح عن تميم بن سلمة قال: "لما قدم عمر رضي الله عنه الشام استقبله أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه فقبل يده، ثم خلوا يبكيان". وقوله (يبكيان) أي على ما فقداه من مجالس مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم والجهاد في سبيل الله تحت رايته عليه الصلاة والسلام.
قال الإمام الحافظ شرف الدين النووي رضي الله عنه في كتابه (المجموع): يستحب تقبيل يد الرجل الصالح والزاهد والعالم ونحوهم من أهل الآخرة، وأما تقبيل يده لغناه ودنياه وشوكته ووجاهته عند أهل الدنيا بالدنيا ونحو ذلك فمكروه شديد الكراهة، وقال المتولي: لا يجوز".
وجاء في (عوارف المعارف) للإمام السهروردي رحمه الله قال: صلى زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه جنازة، فلما ركب بغلته جاء ابن عباس رضي الله عنه وأخذ بركابه، فقال له زيد: مهلا يا ابن عم رسول الله، فقال له ابن عباس: هكذا أُمِرنا أن نفعل مع علمائنا، فأخذ زيد بيد ابن عباس فقبّلها ثم قال: هكذا أمرنا أن نفعل مع آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
.................