المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34096 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: «أمر على الأبواب من غير حاجة.. لسيدى ابو مدين التلمسانى السبت أكتوبر 27, 2018 3:38 am | |
| هذا الشاعر يتردد على الأبواب من أجل أن يرى من يحب وان لم يره فربما رأى من رآه لعل قلبه يرتاح وتطمئن نفسه فيحظى بخبر عن حبيبه، لاشك ان هذا الشاعر اضناه البحث عمن يحب فحبيبه أطال غيبته وخياله لم يفارقه، هذا البيت كثيرا ما سمعناه في الأصوات المغناة وصاحبه: أبو مدين، شعيب بن الحسن الأنصاري الأندلسي، المعروف بكنيته «سيدي بومدين» وأيضا ابو مدين التلمساني شيخ الشيوخ ابن العربي معلم المعلمين ولد في مدينة قطنيانة بتلمسان وهو من اشهر متصوفة المغرب العربي، كما انه من كبار شعراء الأندلس، وهو ايضا من أهم مؤسسي مدارس التصوف في بلاد المغرب العربي والأندلس، كانت ولادته عام 509 هـ - 1126م، ثم تعلم في أشبيلية وفاس وقضى أغلب حياته في بجاية وكثر اتباعه ومريدوه واصبح مشهورا للغاية، فوشى به بعض اعدائه عند السلطان يعقوب المنصور الموحدي بمراكش فأرسل في طلبه لينظر في امره ويتحقق مما نسب الى ابومدين، خاصة ان اعداءه ذكروا للمنصور الموحدي ان هذه الرجل يشكل خطرا كبيرا على دولة الموحدين، فسار أبومدين إليه وفي طريقه مرض وتوفي في نواحي تلمسان عام: 594 هـ - 1198م، فبنى بعد ذلك سلاطين بني مرين على قبره مسجدا ومدرسة وهو الذي يقول:
_________________
«متى يا كرام الحي عيني تراكم واسمع من تلك الديار نداكم ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم أمر على الأبواب من غير حاجة لعلي أراكم أو ارى من يراكم سقاني الهوى كأسا من الحب صافيا فياليته لما سقاني سقاكم فياليت قاضي الحب يحكم بيننا وداعي الهوى لما دعاني دعاكم أنا عبدكم بل عبدعبدلعبدكم ومملوككم من بيعكم وشراكم كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي وان قلت الاموال روحي فداكم لساني يمجدكم وقلبي يحبكم وما نظرت عيني مليحا سواكم وما شرف الأكوان الا جمالكم وما يقصد العشاق الا سناكم وإن قيل لي ماذا على الله تشتهي أقول رضى الرحمن ثم رضاكم ولي مقلة بالدمع تجري صبيبة حرام عليها النوم حتى تراكم خذوني عظاما محملا أين سرتم وحيث حللتم فادفنوني حذاكم ودورا على قبري بطرف نعالكم فتحيا عظامي حيث أصغى نداكم وقولوا رعاك الله يا ميت الهوى وأسكنك الفردوس قرب حماكم
والحقيقة ان هذه الأبيات أجمل قصائد الغزل على الاطلاق وابو مدين هو الذي يقول ايضا:
أتيت لقاضي الحب قلت: احبتي جفوني وقالوا أنت بالحب مدع وعندي شهود بالصبابة والأسى يزكون دعواي إذا جئت أدعي سهادي ووجدي واكتئابي ولوعتي وشوقي وسقمي واصفراري وأدمعي ومن عجب اني احن اليهم وأسأل شوقا عنهم وهم معي وتبكيهم عيني وهم في سوادها ويشكو النوى قلبي وهم بين أضلعي وان طالبوني في حقوقي هواهم فإني فقير لا علي ولا معي
وكان يقال لأبو مدين هذا شيخ مشايخ الاسلام وامام العباد. والزهاد وعلم من اعلام الصوفية وقطب من الاقطاب الربانية وكان معروفا ايضا باسم سلطان الوارثين وشيخ الشيوخ عرف بورعه وزهده على جانب عظيم من التقوى والتواضع كما كان ضليعا بالفقه ومن كبار شعراء الاندلس وله مؤلفات كثيرة اهمها «أنس الوحيد ونزهة المريد في التوحيد» تخرّج على يده اكثر من الف طالب علم وله الفضل الكبير في نشر الاسلام غرب افريقيا وهو القائل يناجي ربه عز وجل:
يا من علا فرأى ما في الغيوب وما تحت الثرى وظلام الليل منسدل أنت الغياث لمن ضاقت مذاهبه أنت الدليل لمن حارت به الحيل أنا قصدناك والآمال واثقة والكل يدعوك ملهوف ومبتهل فان عفوت فذو فضل وذو كرم وان سطوت فأنت الحاكم العدل
ولأهل المغرب العربي اعتقاد كبير في الشيخ ابومدين وكانت مدينة تلمسان تسمى مدينة سيدي ابي مدين وقد خرج أهل تلمسان عن بكرة ابيهم لتوديعه وحضور الصلاة عليه ودفنه رحمه الله. دمتم سالمين وفي أمان الله.
.................................... | |
|