حكاية " اسم النبي حارسك وصاينك " :
كان المصريون يقولون " اسم النبي حارسك وصاينك " فما معنى هذا ؟!
معنى هذا أن المصريين كانوا يعيشون ويدخلون في أمان رسول الله ﷺ، و ما كان ذلك جزءً من عقلية الخرافة بل من تمام تحققهم بالإيمان بالله وبرسوله، كانوا يشعرون شعوراً عميقاً في داخل حشاشات قلوبهم أنهم في أمان رسول الله ﷺ وما كان ذلك إلا من شدة تعظيمهم للجناب المحمدي ﷺ ..
كيف يكون هذا ولماذا كانوا يقولون هذا التعبير؟! ...
هناك نكتةٌ إيمانية توضح هذه المسألة ..
نحن نعلم جيداً أن إلقاء السلام سُنة ورد السلام واجبٌ، ويُصنف العلماءُ رد السلام على أنه من فروض الكفايات، ومعنى ذلك أننا لو كنا جماعةً وألقى علينا أحدهم السلام لا يجب علينا جميعاً أن نرد عليه السلام ولكن يكفينا من ذلك أن يرد واحدٌ منا السلام ..
ونص الفقهاءُ ومنهم الخطيب الشربينيّ أنه لايُجزئ رد الصبي المُميز للسلام، والعِلة في ذلك أن المقصود من السلام هو الأمان، أي أنني إذا ألقيت السلام على أحدٍ أنه إذا رد عليَّ السلام فقد دخلت في أمانه، وصرت في عقد أمان مع ذلك الذي رد علي السلام، ولذلك لمّا كان الصبي المُميز لا يستطيع أن يتحمل تبعات الأمان لم يكن سلامه مُجزئً ..
وما علاقة ذلك بـ " اسم النبي حارسك " ؟!
علاقة هذا علاقة قوية ..ولكن هل تيقن في قلوبكم أن السلام عقد أمان ؟ .. استمعوا إلى رسول الله ﷺ وهو يقول في حديث أبي هريرة الذي أخرجه الإمام أبو داوود والإمام أحمد (( ما من مسلمٍ سلم عليُّ إلا ورد الله علي روحي فأرد عليه السلام )) فيرد علينا رسول الله ﷺ السلام فندخل في أمانه ...
فلما فهم المصريون ذلك بعمق قالوا "اسم النبي حارسك" إذ أنك لو ذكرت النبي ﷺ فصليت عليه وقلت " الصلاة والسلام عليك يا رسول الله " فيرد رسول الله ﷺ عليك السلام .. فإذا رد عليك رسول الله ﷺ السلام فقد دخلت في أمانه ..
هكذا عاش المصريون في أمان رسول الله على دوام حالهم بكثرة ذكره ..
فعش بذكر رسول الله تذق حلاوة الدخول في أمانه ﷺ ..
...