ما هو السر في حذف " يا " النداء قبل الدعاء في القرآن؟
تأمل الآيات :
﴿ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ﴾
...
﴿ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا ﴾
﴿ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا ﴾
﴿ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ﴾
﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ﴾
﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ ﴾
﴿رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾
﴿ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ﴾
﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾
﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾
﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾
ففي مواطن الدعاء لم يرد في القرآن العظيم نداء الله تعالى بحرف المنادى " يا " قبل ( رب ) البتة ، وإنما حذفت في كل القرآن
والسر البلاغي في ذلك :
أن ( يا ) النداء تستعمل لنداء البعيد
والله تعالى أقرب لعبده من حبل الوريد
فكان مقتضى البلاغة حذفها.
قال تعالى:
﴿ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾
وقال ربنا الودود سبحانه:
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾
فهل علمت الآن قرب من تدعوه ؟
قال تعالـى :
﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ﴾
" لستَ بحاجة للسَّفر لتقترب إليه
ولا يُشترط أن يكون صوتك عذباً
فقط [ اسجد ] تكن بين يديه
ثم اسألهُ ما تشاء ..
.........................