سلسلة مقالات " اقبل ولا تخف "
مقال رقم ( ٥ ) ... ( ابتلاء الأقارب )
وهو من أصعب أنواع الابتلاءات
وقد أصيب بهذا النوع اثنين من الأنبياء
الأول هو : يوسف عليه السلام
الثانى هو : الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله سلم
أمّا يوسف عليه السلام فقد رماهُ إخوته في غيابات الجُب
بعد أن ضربوه ضرباً مُبرِحاً حتى يَخلوا لهم نظر أبيهم إليهم
وأمّا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فقد كان نصيبه فى عمه " أبو لهب " المُسمى
(( عبد العُزى بن عبد المطلب بن هاشم ))
وزوجته(( أم جميل )) فقد كانت تكره النبى كراهية شديدة
حتى كانت تسميه (( مُذَمم )) بدلاً من (( محمد ))
استهزاءً بجنابه الشريف صلوات الله وسلامه عليه
- واعلم أن الذُروة في ابتلاء الأقارب
هو الابتلاء بأحد الوالدين (( الأب أو الأم ))
فيكون أحدهما مصدراً للألم النفسى أو الجسدى لك
حتى تضيق نفسك وتفقد أعصابك من وقت لآخر
وتسود الدنيا فى وجهك .وهنا ينظر الله إليك
هل تلجأ إليه أم لغيره ؟!!
هل تواظب على عبادتك بطيب نفس أم لا ؟
هل تترك الطاعات أم تستمر فيها ؟
فإن أحسنت .وإلى الله أقبلت ؛ رفعك إلى منازل المقربين
وإن لم تستطع صبر عليك مولاك وبجميل لطفهِ كَسَاك
واعلم يا حبيب :
أن كل ما يفعله بك أقاربك إنما هو من هوى النفس
عندهم وليس من الشيطان والدليل على ذلك
ما جاء على لسان يعقوب عليه السلام مخاطباً أولاده
(( بل سولت لكم أنفسكم ))
ولم يقل( بل سول لكم الشيطان )
ولقد انتشرت في هذا الزمان العجيب
ابتلاءات الأقارب وأصبحنا نسمع قصص عجيبة الشأن
لم نسمع بها من قبل..
فيَامَنْ تشرب من كأس ابتلاء الأقارب
اعلم إنك يوسفى ومحمدى المقام
وهذا شرف عظيم لك فأنت على خطاهم تسير
وأسأل الله أن يلطف بك لطفاً يليق بكرمه
وواظب على طَرق باب الله فى ليلك ونهارك
واظب على ذكر الله واحمده على الدوام
اصبر واحتسب أجرك عند الله
فَبين غمضة عين وانتباهتها يُغير الله من حال إلى حال
واعلم أن بلسم اللطف الأكبر وإكسير السعادة الأعظم
هى (( الصلاة والسلام على النبى ))
فاجعل لك ورداً ثابتاً منها كل ليلة
ثم اعلم أن الفرج قريب
ومهما طال ليل المِحن
فإن فجر المِنن شأنه عجيب
[rtl]#كتبه_محب_الحضرة_المحمدية[/rtl]
[rtl]#الفقير_أبو_حمزة_الصوفى[/rtl]
.....................................