.
جلس الإمامان الشريفان الحسن والحسين
.. عليهم جميعاً السلام
يتذاكرون حديث جدهما المصطفى عليه الصلاة والسلام (( الحلال بيّن والحرام بينّ وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام ، كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه إلا وإن لك ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهى القلب ))
فقالت السيده زينب :
اسمعا يا حسن ويا حسين .. إن جَدكما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤدب بأدب الإله ، فإن الله أدبه فأحسن تأديبه فقال صلى الله عليه وسلم فى ذلك
( إن ربى أدبنى فأحسن تأديبى )
كما هُيئ كذلك من رب العالمين لحمل رسالة الدين والدعوة إلى عبادة الله العظيم الذى ليس كمثله شئ وهو السميع البصير .ومن كجدى النبى العربى الهاشمى القرشى ، الذى اصطفاه الله تعالى واختاره ليُبين للناس طريق الحياه من خير وشر ، فى أسلوبه العذب الجميل وبعباراته الطلية الممتعه والتى تفيض رقة وحناناً وعطفاً وإشفاقاً
ثم قالت الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما مشتبهات فهناك ثلاث درجات فى الدين :
(( حلال ،، حرام ،، مشتبه ))
أما الحلال : فهو ما أحله الله تعالى بأن جاء القرآن الكريم بحله وبينه الرسول فى كلامه الواضح كالبيع والشراء وإقامة الصلاة فى وقتها والزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا وترك الكذب ، والنفاق ، والخيانه ،والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
وأما الحرام : فهو ما حَرّمه القرآن الكريم وهو على النقيض من الحلال
وأما المشتبه: فهو الشئ الذى ليس بالحلال ولا بالحرام
والمؤمن الذى يريد لنفسه السعادة فى الدنيا والنعيم فى الآخره ما عليه إلا أن يؤدى ما أوجبه الله تعالى عليه ويسير فى طريق القرآن الحكيم ويقتدى بجدى النبى ويتأسى به ويبتعد عن طريق الشبهات ما استطاع ، فمن اتقى الشبهات فقدد استبرأ لدينه وعرضه وأصبح دينه وعرضه نقياً صافياً يعبد الله ربه عبادة خالصه ( ألا لله الدين الخالص ) وأما من سار فى طريق الشبهات فلا يأمن أن تزل قدمه فيقع فيما حرمه الله وأن لكل ملك يملك متاعاً حمى بجوار ملكه ،أما حمى الملوك محارمها
قال صلى الله عليه وسلم( اتق المحارم تكُن اعبد الناس )
ثم إن الله تعالى أودع الإنسان مضغة وجوهرة لطيفة إذا صلحت صلح الجسد كله يكون صالحاً نقياً من الأدران والعلل وعصيان الخالق رب العالمين فذلك هو ( القلب ) . فإن كان يرى القلب سليما فإن صاحبه يكون يقظا لأمور دينه ومبادئ شريعته يرى السعادة كلها فى الإستقامه على هدى القرآن والسنه ومن سلك هذا الطريق واتبع التعاليم السماويه فإن يكون يوم القيامة من الفائزين
إن حياتنا مرحلة من المراحل التى تصل بالإنسان إما إلى الجنه وإما إلى النار ..
وما أن انتهت رضى الله عنها حتى قال لها أخوها الإمام الحسين
(( أنعم بك إنك من شجرة النبوة ومن معدن الرساله ))
وقال لها أخوها الحسن (( أنعم بك يا طاهرة ))
ومن ذلك الوقت لُقبت بلقب " الطاهره "
المصدر: كتاب عقيلة الطهر والكرم السيده زينب
للدكتور موسى محمد على صفحة ( 74 ، 75 )
طبعة دار التراث العربى سنة 1984- القاهرة
................................