=AZWOQjqv8CMOFXyWibO_YuT9Y_9OFS5lnKRaeKoLuOU26K4VqAxz7_Dx3rWndSGk7PZIJUU9EJH_4cZrkdwm6MxWdzw5FBOe5CBbVS9Qmd47-A&__tn__=*NK-R]#رجال_الليل_الشيخ_الأكبر
قال الشيخ الأكبر سيدى محى الدين بن عربى قدس الله سره
اِعلم أيدك الله بروح القدس
أن الله جعل الليل لأهله مثل الغيب لنفسه ، فكما لا يشهد أحد فعل الله فى خلقه لحجاب الغيب الذى أرسله دونهم ، كذلك لا يشهد أحد فعل أهل الليل مع الله فى عبادتهم لحجاب ظلمة الليل
فهم خير عصبة فى حق الله
وهم شر فتية فى حق أنفسهم
ليسوا بأنبياء تشريع لما ورد من إغلاق باب النبوة
فيقال فيهم ( أولياء )
ولا يقولون ذلك عن أنفسهم ذلك وإن بُشروا
فجعل الليل لباساً لأهله يلبسونه فيسترهم هذا اللباس عن أعين الأغيار ، يتمتعون فى خلواتهم الليلية بحبيبهم فيناجونه من غير رقيب
فإذا نام الناس استراح هؤلاء مع ربهم وخلوا به
وأن الله ينزل إليهم بالليل إلى السماء الدنيا فلا يبقى بينهم وبينه حجاب ونزوله إليهم رحمة بهم ويتجلى لهم فى سماء الدنيا كما ورد بذلك الخبر الصحيح
يقول الله( كذب من ادعى محبتى فإذا جنّه الليل نام عنى)
كل محب يطلب الخلوة بحبيبه فها أنا ذا قد تجليت لعبادى
هل من داع فاستجيب له ، هل من تائب فأتوب عليه
هل من مستغفر فاغفر له ، حتى ينصدع الفجر
فأهل الليل هم الفائزون بهذه الخطوة وهذه المسامرة فى محاريبهم قائمون يتلون كلامه ويفتحون أسماعهم لما يقول لهم فى كلامه سبحانه
فإذا قال (يا أيها الناس ) يقولون : نحن الناس يارب
فما تريد منا فيقول
( اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم )
ثم يقول سبحانه ( يا أيها الناس ) فيقولون : لبيك يارب
فيقول ( إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا )
فيقولون : ياربنا اسمعتنا فسمعنا وأعلمتنا فعلمنا فاعصمنا وتعطف علينا
ثم يقول الله لأحدهم ( يا أيها الإنسان )
فيقول : لبيك يارب
فيقول الله ( ما غرك بربك الكريم )
فيقول : كرمك يارب ، فيقول له : صدقت
ثم يقول عزوجل ( يا أيها الذين آمنوا ) فيقولون: لبيك يارب
فيقول ( اتقوا الله حق تقاته وقولوا قولا سديدا )
فيقولون : وأى قول لنا إلا ما تقولنا وهل لمخلوق حول ولا قوة إلا بك ..
>>>>>>>>