وأمرنا كله غيب ولاعجب

القطب الغوث الفرد الجامع الكبير حبيب الله غياث المُعنى سيدى فخر الدين مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنه وقدس الله سره

لم تشهد الدنيا مثاله
وهو القائل
وأمرنا كله غيب ولاعجب
نادت به الأولياء قبل مجيئه الدنيا وأشير إليه حتى قال عنه سيدى احمد عربى الشرنوبى قبل ميلاده بأربعمائة عام طوبى لمن رأه فى الرؤى طوبى لمن حضر زمانه
فحال الشيخ غاية فى العظمة مذ ولادته إلى مالانهاية
ومن ذلك أنه فى سن ماقبل الصبا وكان لاينام أبداً من كثرة العبادة فكان يحمل مسبحته ويمضى بها ويقرأ أوراده طوال الليل والنهار مع كثرة الصلاة فى حداثة هذا السن فذات مرة كان يمشى فى الشارع وهو فيما دون العاشرة من عمره فى الدنيا فمر على مستشفى للمجانين مر عليهم فقط وهو يقرأ أوراده فرد الله اليهم عقلهم بمجرد مرور سيدى فخر الدين رضى الله عنه ، وحدث ذلك ايضاً مع جماعة من المكفوفين فأبصروا فكان أول ما أبصروه هو الشيخ رضى الله عنه
وهو القائل
ألا فلتعلموا أنى أمين .. وإنى فى الحقائق مذ ولدتُ
ومع حداثة سنة الشريف فلا أقول طفولة فليس بين المشايخ أطفال بل هم رجال منذ ان خلقهم الله من نور جدهم صلى الله عليه وسلم قبل خلق الخلق وقبل القبل فمع حداثة سنة كان يجوب الحضرات فدخل حضرة لإحدى الطرق الكبيرة وكان الوقت وقت عيد فإستصغروا سنه وعمره وأخذ أحد مسؤلى الحضرة يضربه ليبعده عن الحضرة فيذهب سيدى فخر الدين إلى الجانب الأخر فيعود الرجل لضربه بجلده كانت فى يده وهو لايعرف مع من يفعل ذلك حتىى تكرر ذلك اربع مرات من الرجل
فنادى سيدى فخر الدين قائلاً ياسيدى إبراهيم أى سيدى إبراهيم الدسوقى
فإذا بسيدى أحمد عربى الشرنوبى يقدم ومعه جيش جرار من الأولياء وبيده شبكة كبيرة من حديد وأقبل سيدى أحمد نحو سيدى فخر الدين
فأمر شيخ الحضرة بإيقافها فوراً فقد أدرك مجيئ سيدى أحمد عربى الشرنوبى وكان شيخ الحضرة صاحب تنوير
فقال ما الذى أتى بسيدى أحمد عربى الشرنوبى وماهذا الذى فى يده فلو ضرب بها الحضرة لمحيت الطريقة ومددها
فعلم شيخ الحضرة السبب وهو سيدى فخر الدين فأخذ يبحث عنه حتى وجده وكان شيخ الطريقة تلك فزعاً مما رأى وعلم سبب ماحدث انه بسبب ضرب احد الموجودين لسيدى فخر الدين إستصغارً لسنه
فقال له شيخ الطريقة تلك من أنت ومن أين جئت؟ ثم أخذ بيد سيدى فخر الدين وذهب إلى الخلوة وقال لهم أحضروا من ضرب هذا الإبن فجيئ به وطلب شيخ الطريقة من سيدى فخر الدين أن يقتص من هذا الرجل بطريقة عقاب حددها شيخ الطريقة ولن أذكرها
ولكن سيدى فخر الدين رفض وقال لن أفعل ذلك
فقال له شيخ الطريقة : أتريد يابنى أن تطفئ النور الذى نسير به منذ خمسمائة عام؟؟ فمن أنت ؟؟
ومن أين أتيت؟
ومن الذى رقاك لهذه المنزلة وانت ولدُُ صغير فى هذا السن ؟؟
فأخذ شيخ الحضرة حالاً عظيماً فلما أفاق منه إستحلف سيدى فخر الدين أن يسامحه
فسامحه سيدى فخر الدين وأنصرف وتركهم وهم فى حيرة من هذا الذى يظنوه طفلاً وكاد أن يمحوا طريقة بمددها بالكامل
يقول سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله عنه
ولاتنتهى الدنيا ولا أيامها .. حتى تعم المشرقين طريقتى
وقال
وشاع طريقى فى الورى من بعد غيبتى
وهى التى ظلت وديعة فى أحشاء الزمان حتى تسلم أمرها سيدى فخر الدين ليظهر الله على يديه وديعة الزمان وهى طريقته وكان لذلك قصة
بينما كان الشيخ فى شبابه الشريف يقرأ أوراده فيرى ان هناك قطاراً قادما من دسوق فيرتطم به فيقوم الشيخ برده وتكرر هذا الأمر حتى قام الشيخ بفصل العربة التى تجر القطار ودخلها
فإذا بها جسداً مسجى مغطاه بقماش ابيض ومن تحته قماش أخضر ومن تحته قماشاً اصفراً فنظر الشيخ للجسد فوجد أن القدمين يشبهان قدمه
فإذا برجل جاء فأمسك الشيخ رضى الله عنه من ذراعه ليتحدث معه وكان خلفه جماعة من الأولياء فكان هو سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه
فسلم عليه سيدى فخر الدين وقال له ماذا تريد منى يامولانا؟
فقال له سيدى أبو الحسن نحن قادمون من أجلك
فقال له سيدى فخر الدين ومن صاحب هذا الجسد المسجى؟
فقال سيدى أبو الحسن الشاذلى إنه سيدى إبراهيم الدسوقى
فقال سيدى فخر الدين وكيف يكون ذلك وأنا أقرأ أوراده؟
فإذا برجل ينقر بإصبعه رأس سيدى فخر الدين من الخلف فإلتفت اليه سيدى فخر الدين فإذا هو بسيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله عنه
فقال له سيدى فخر لماذا يقولون أنك ميت ولمن هذا الجسد ؟
فقال له سيدى إبراهيم الدسوقى : إن الذى تراه مسجىً ليس أنا إنما هى طريقتى ولست أنا
فقال له سيدى فخر الدين: وما شأنى بذلك؟
فقال سيدى إبراهيم الدسوقى : أنت من ستقوم بإحيائها
فقال سيدى فخر الدين : هذا أمراً فوق قدرتى ولست أهلاً له والأشراف غيرى كثيرين
ولكن الأولياء الحضور كانوا فى غاية الإصرار
فقال لهم سيدى فخر الدين : إعتقونى من هذا الأمر لوجه الله تعالى فلم يستجب أحداً
وقالوا ليسوا لهذا الأمر غيرك
فكلم سيدى ابو الحسن الشاذلى وقال له إنك رحب الصدر كثير التحمل فأعفنى مما وُكل لى
فذهب الأقطاب الكبار الى سيدنا الحسين حتى جاء سيدنا الحسين
فقال سيدى فخر الدين لامجال للتراجع فإذا حضر سيدنا الحسين فالأمر جد لاهزل فيه
فقال له سيدنا الحسين يابنى سر على بركة الله ومن أوكل اليه شيئ أعين عليه
فسل ماتريد لنفسك يستجاب لك
فسأله سيدى فخر الدين فى أكثر من ستين مطلباً لأبناء الطريقة
منها إلغاء السياحة فى طريقته ، الغاء الخلوة لتحل محلها المراقبة وأن لاينجذب أحداً من أبناء طريقته وأن يكون ابنائه من أواسط الناس وليسوا من أراذلهم وأضاف صفات أخرى لأتباعه
وقبل سيدنا الحسين وسيدى إبراهيم جميع مطالبه فوقع على الورقة أولاً مولانا الحسين ثم وقع عليها سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله عنه
وكانت هذه المطالب والتوقيعات موجودة بدولاب الشيخ رضى الله عنه والناس يعرفون ذلك
وأخذوا شروطاً على سيدى فخر الدين أيضاً
منها أن لايأخذ مريده أى طريقة أخرى
أن يلتزم المريد بالأوراد وإن لم يلتزم فيتحمل عاقبة ذلك وحده
(ومع ذلك تحملوا تقصيرنا وجبروه ، أنا قاضٍ عن أمتى دينها)
أن لايسيئ الظن بمشايخه
وإساءة الظن وتلقى طريقة أخرى أمران يغضبان سيدى إبراهيم الدسوقى من فاعل ذلك .
يقول الشيخ فى ديوانه
وآية ملكى أننى ماخطبتها
وأن رسول الله شاهد عقدتى
الحمد لله على نعمة المشايخ نحن اكثر الناس حظاً بهم

...................