الليل واحبابه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أهل الليل في ليلهم ألذُّ من أهل اللهو في لهوهم ولولا الليل ماأحببت البقاء في الدنيا
ــــ وســـــط الليل ...... للمحبين للخلوة بمناجاة حبيبهم

ــــ والســـــــحر ......عام لرفع قصص الجميع وبروز التواقيع لأهلها بقضاء الحوائج

فمن عجز عن مسابقة المحبين في ميدان مضمارهم فلا يعجز عن مشاركة المذنبين في اسـتغفارهم واعتذارهم

ـــــ صحائف التائبين خدودهم ومدادهم دموعهم ،قال بعضهم : إذا بكى الخائفون فقد كاتبوا الله بدموعهم

ـــــــ رسائل الأسـحار تحمل ولا يدري بها الفلك ،واجوبتها تـرد إلى الأسرار ولا يعلم بها المَـلـَك .

ـــــ الغنيمة تقسم على كل من حضر الوقعة فيعطى منها الرجَّالة والجراء والغلمان مع المـراء والأبطال والشجعان والفرسان فما يطلع فجر الأجر إلا وقد حاز القوم الغنيمة وفازوا بالفخر وحُمِدوا عند الصباح السرى،وما عند أهل الغفلة والنوم خبر مما جرى

ـــــ يا قوَّام الليل اشـفعوا في النوَّام، يا أحياء القلوب ترحموا على الأموات

ـــــ قيل لأبن مسـعود : ما نستطيع قيام الليل ؟ قال : قيدتكم خطاياكم

ـــــ قال الفضيل بن عياض :إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبَّل ،كبلتك خطيئتك

ـــــ قال الحسن : إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل

ـــــ قال بعض الســلف : أذنبت ذنباً فحرمت من قيام الليل ســتة أشهر

ـــــ ما يُؤّهِلُ الملوكُ للخلوة بهم إلا مَن كان من أخلص في ودهم ومعاملتهم ، أما من كان من أهـل المخالفـة فلا يُؤهلونه

ــــ الليل منهل يرده أهل الإرادة كلهم ويختلفون فيما يردون ويريدون { قـــــد عــلِمَ كلّ اناسٍ مشــــربهم } فالمحب يتنعم بمناجاة محبوبه ، والخائف يتضرع بطلب العفو ويبكي على ذنوبه والراجي يُلِحُّ في سؤال مطلوبه ، والغافـــــل المسكين ................... أحســن الله عزاءه من حرمانه وفوات نصيبه .



الإمام ابن رجب الحنبلي

( لطائف المعارف ........)