النفس الملهمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صلى على سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وصحبه وسلم

بذكر النفس الملهمة
وصفاتها:السخاوة والقناعة والعلم والتواضع والصبر والتحلم وتحمل الاذى والعفو عن الناس وحملهم على الصلاح وقبول عذرهم وشهود أن الله تعالى آخذ بناصية كل دابة فلم يبق له إعتراض على المخلوق اصلا

ومن صفاتها:

الشــوق والهيمـــان والبكــــاء والقلـــــــق والاعتراض عن الخلــــــــــــق والاشتغال بالحـــــــــق
والتلـــــــــــــــون وتعـــاقب القبض والبسط وعدم الخوف والرجاء وحب الاصوات الحســـــــــــنة
وزيادة الهيمان عند سماعها وحب الذكر وبشاشة الوجه والفرح بالله والتكلم بالحكم والمعارف والمشاهدة


فهذه الصفات وأمثالها صفات النفس الملهمة وانمـــــــا سميت ملهمــــــــــــــــة لأن الحق تعالى:ألهمها فجورها وتقواها
وصارت تسمع بغير ألة لمة الملك ولمة الشيطان بعد أن كانت وهي المقام الذي قبل هذا لاتسمع شيئا لأنها كانت قريبة من مقام الحيوانات
ولأجل انها سمعت لمة الملك ولمة الشيطان كان هذا المقام خطرا صعبا يحتاج السالك فيه المسلك ليخرجه من ظلمة الشبهات إلى نور التجليات لأنه وهو في هذا المقام ضعيف الحال لايفرق بين الجلال والجمال ولابين ماألقاه الملك وماألقاه الشيطان
لأنه لم يخلص من الطبيعة بالكلية ولم تسلب عنه جميع مقتضيات البشرية ويخشى عليه إن غفل عن نفسه أن يهوي إلى سجين وأسفل السافلين
وهو الخضوع للنفس الامارة فيرجع إلى ماكان عليه من الاكل الكثير والشرب الكثير والنوم الكثير والاختلاط مع الخلق وربما يفسد إعتقاده ويترك الطاعات ويرتكب المعاصي ويزعم أنه موحد مكاشف وأن غيره من أهل الطاعات محجوبون عن هذا الشهود
فإن فسد إعتقاده هلك مع الهالكين وإلتحق بالكفرة المشركين واطلعت نار الطبيعة على فؤاده فأحرقت ماكان في قلبه من الايمان وضاع تعبه وعناؤه ومابلغ شيئا من مناه بل صار شيطانا ضالا مضلا لاحت له خيالات شيطانية فظن انها تجليات رحمانية بعد أن كانت بشريته قد دقت وروحانيته قد قويت وزالت عن قلبه صممه وقرب فرجه ومابقى عليه الا القليل حتى يدخل حضرة الملك الجليل ولاحت له بشائر التوحيد وقوى على المجاهدة والتجريد

وسبب هذه المصيبة التي أصيبها السالك بعد قربه من مقام الكمال أنه كان قريب العهد من المقام الاول اين تسمى فيه النفس بلأمارة وبسبب الرياضة والمجاهدة انكشفت عنه الحجب وزال عنه الخوف الذي كان حاصلا من الحجب وكان يمنعه من المعاصي ويبعثه على الطاعات وقل من زال خوفه أن يدوم اتباعه للشريعة
فالواجب علك في هذا المقام متابعة الشيخ وإن سولت لك نفسك أنك أرقى منه وأنك موحد وأنه محجوب
ويجب عليك اتباع الشرع وملازمة الادب وان تكون نفسك على قراءة الاوراد
وتقيدها بقيد الطريقة وان عسر عليها ذلك لأنها في هذا المقام مائلة للاطلاق وخلع العذار وعدم المبالاة والمقصود مخالفتها الى ان تطمئن والوصول الى المقام الموالى اين تسمى فيه النفس بالمطمئنة
وهو سعادة الدارين وقرة العين

والله اعلم

بارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته