لإخلاص التوجه إلى الله تعالى بالدعاء
مقتطف من رسالة لسيدي أكنسوس رضي الله عنه:
... والذي ينبغي لمن طلب الله صادقا أن يخلص في عبادة الله تعالى ولا يخلطها بشيء من الأغراض وذلك شرك عند الصادقين والله لا يقبل الشرك. وقد حضرت في تقريرنا في درس الحكم لقوله: الأعمال صور قائمة وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها.
فاعلم أن الدعاء والذكر والعبادة لا يبدل قدرا ولا يغير قضاء، وإنما هو عبودية اقترنت بسبب كاقتران الصلاة بوقتها والإحراق بمس النار، والشبع بتناول الطعام، ونحو ذلك من المسببات والأسباب، وترتب الإجابة على الدعاء كترتب ثواب الصلاة عليها وذلك موكول إلى اختيار الله تعالى إن شاء أجاب الداعي وأثاب المصلي، وإن شاء ترك، لا يسأل عما يفعل.
والدعاء على كل حال إذا قصد به وجه الله فإنه نافع لا يضيع عند الله، لأنه لا يخلو إما أن يفيد عين المقصود بحصول الإجابة وبلوغ المطلوب، وإما أن يفيد اللطف في القضاء وتسهيل الأمر النفس حتى تبرد منها حرارة الاحتياج وحرقة الضرورة وذلك هو المقصود.
فيجب على الداعي أن يدعو الله معتقدا عبادته بذلك وإظهار الفقر والضعف والعجز والذل ويفوض الأمر إليه، ويحسن الظن بالله تعالى ويغلب الرجاء في حصول ما طلبه من الله تعالى، فمن أحكم هذا المقصود في الدعاء فقد فاز إن شاء الله وأفلح ونجحت مطالبه وربحت تجارته، جعلنا الله منهم ونفعنا بمحبتهم بمنه وكرمه. والسلام. محمد بن أحمد أكنسوس لطف الله به