" الحيرة حيرتان : حيرة الجاهل وحيرة العالم .
أما حيرة الجاهل : فهي تخبطه في معميات هذا الوجود ، ومحاولته الجادة أو غير الجادة لفهم أسرارها ... أما حيرة العالم : فهي خاصة بالراسخين في العلم ...
أبحر العارفون في بحر العلم ، ثم عادوا فعاينوا فشاهدوا فعلموا ، لكنهم
ظلوا أسرى معاينة الظواهر دون كشف المطلق أو الجوهر ، وهذه هي حيرة العالم "
.
ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" الحيرة قبل الوصول ، والحيرة في الوصول ، والحيرة في الرجوع ، كيف لا تحار العقول والأسرار فيمن لا تقيده البصائر والأبصار " .
مسألة - 4 : في أضرب التحير
يقول الباحث أحمد أبو كف :
" التحير على ضربين :
تحير وحشة ، وتحير دهشة ، فتحير الوحشة للمطرودين ، وتحير الدهشة للعارفين المشتاقين " .
مسألة - 5 : في سبب حصولالحيرة
يقول الشيخ أبو بكر الشبلي :
" الحيرة من وجهين :
حيرة تقع من شدة خوف اقتراف الذنوب .
وحيرة تقع من كشف التعظيم للذنوب " .
من أقول الصوفية :
يقول الشيخ أبو يعقوب النهرجوري :
" أعرف الناس بالله أشدهم تحيراً فيه " .
رجال الحيرة
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " رجال الحيرة
: هم الذين نظروا في هذه الدلائل ، واستقصوها غاية الاستقصاء ، إلى أن
أدّاهم ذلك النظر إلى العجز والحيرة فيه ، من نبي أو صديق ،قال : اللهم
زدني فيك تحيراً ، فإنه كلما زاده الحق علماً به ، زاده ذلك العلم حيرة ،
ولا سيما أهل الكشف لاختلاف الصور عليهم عند الشهود ، فهم أعظم حيرة من
أصحاب النظر في الأدلة ، بما لا يتقارب " .
مقامالحيرة
الشيخ عبيد الله الحيدري
مقام الحيرة : هو مرتبة عين اليقين قبل الوصول إلى حق اليقين
الشيخ علي البندنيجي
يقول : " مقام الحيرة
من فرط الحب : هو مقام يشهد السالك هوية الحق من الحجر والشجر والبشر ،
وهو مقام ذي خطر يخشى على صاحبه من التزندق إذا ما كان له مرشد كامل " .
واديالحيرة
الشيخ فريد الدين العطار
يقول : " وادي الحيرة
: هو مقام يتنازع السالك أحوال مختلفة ، فلا يدري ما يصنع ، لا يستطيع أن
يهب قلبه لهذا الجلال الذي لا قِبَلَ له به ولا أن يمسكه عنه ، بل يذهل عن
نفسه ولا يستطيع أن يقفو المرشد ولا أن يسير وحده ، يضيق بالناس وبنفسه ولا
يسعه شيء ، لا هو مسلم ولا هو كافر ، فإن دين الحيرة
لا حدود له ، ليس له مبدأ ولا منتهى ، ولا يعرف الحب ولا البغض ، وليس له
روح ولا جسم ، ولا هو خير ولا شرير ، ولا تقي ولا فاسق ، ولا معتقد ولا شاك
، ولا عظيم ولا حقير ، لا هو شيء ولا هو لا شيء ، ولا جزء ولا كل " .
الحيرةالأخيرة
الشيخ أبو بكر الكلاباذي
يقول : " الحيرة الأخيرة : أن يتحير في متاهات التوحيد ، فيضل فهمه ويخنس عقله في عظم قدرة الله تعالى وهيبته وجلاله " .
مسألة : فيالحيرةفي الله
يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني :
" الحيرة في الله : هي من كمال المعرفة به ...
وذلك لأن المرتبة الإلهية تنفي بذاتها التقييد عنها ، والقوابل تنفي
الإطلاق عنها ، ولا تشهد إلا صورتها في التقييد ، فهذا هو سبب شدة الحيرة في الوجود ولا أحد أشد حيرة في الله تعالى من العلماء به " .
الحيرةالمقبولة
الشيخ قاسم الخاني الحلبي
يقول : " الحيرة المقبولة : هي التي تتكثر وتتنوع فيها التجليات الأسمائية
والصفاتية " .
مسألة : في حيرة معرفة الله
يقول الشيخ عبد الله اليافعي :
" الحيرة في معرفته تعالى : هي عين الهداية ، وليست كالحيرة التي هي عدم
الاهتداء " .
الحائر
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " الحائر : هو الذي له الدور والحركة الدورية حول القطب ، فلا يبرح
منه ...
وصاحب الحركة الدورية لا بدء له فيلزمه ( مِن ) ، ولا غاية فتحكم عليه (
إلى ) ، فله الوجود الأتم وهو المؤتى جوامع الكلم والحكم " .