في مدح سيدتنا زهراء العالمين

بسم الله الرحمن الرحيم

مجد تقاصر دونه العلياء = وعلا تمنت مثله الجوزاء
ومفاخر كالمسك فاح عبيرها = ومعالم لم تفنها الآناء
ناديت شعري كي يدون فخرها = فأجاب : ماذا يصنع الشعراء
هذا مقام لا القريض يناله = حمدا ولا يسمو له الأدباء
أتريدني أن استثير قريحتي = في ذكرها ... ما الماجدون سواء
هي أم من بل زوج من بل بنت من = لا تعجبن حشدت لها الآلاء
هي بنت من زكت الشموس بنوره= وأجل من سعدت به الغبراء
هي زوج من أحيا الحقيقة سيفه = وله بخيبر همة قعساء
هي أم من ورثوا المكارم كلها= أصل السيادة كلهم عظماء
لم تنجب الأيام أخرى مثلها = أنعم بها هي فاطم الزهراء
ورثت خديجة وازدهت بالمصطفى= من مثله إن يذكر الآباء
وتزوجت خير الرجال عليهم = من مثله إن يذكر الشرفاء
وأتت بسبطي أحمد وبزينب= وبأم كلثوم : هم الأبناء
بنت النبي وحبه وجماله = في وجهها متألق وضاء
ولها بروعة سمته وكماله = وجلاله في الناظرين بهاء
هي صورة منه بكل خلاله = قد جللتها عفة و حياء
قالوا ينادى في القيامة إذ أتت =غضوا لفاطم أيها البصراء
كم جاهدت في الله وهي صغيرة= منذ الطفولة يعرف النجباء
لهفي عليك وقد أساء سفيههم = بسلا الجزور وحوله الغوغاء
فمضيت أنت لترفعيه أبية = رغم الطفلة ابلس الجهلاء
وأزلت عن ظهر النبي أذاهمو= إذ أحجم الجبناء والبسلاء
يازوجة الأسد الغضوب وحيدر=تروي روائع كره الأناء
لكنه في خدر أكرم زوجة =تروي مشاعر حبه الأبناء
ويرى سواكك بين ثغرك هانئا=فيقول مالم تحسن الشعراء
أظفرت ياعود الأراك بثغرها =وأنا أراك..ألم يرعك لقاء
لو كنت من أهل القتال لأرعدت=بك صولة عند الورى شعواء
إن لم تجد كفا علي درهما =فلطيف هذا القول فيه عزاء
لهفي على الكشح اللطيف يشده =حجر وأنت البرة الحصناء
وصبرت في الدنيا على لأوائها=لتغيب عن فردوسك اللأواء
بكت الرحى مما تكابد فاطم =وبكى رشاء جهدها وسقاء
وأبى الحياء لها شكاية حالها =لأب حنون دونه الرحماء
وقد أستعانت في الكلال بذكرها=لله وهو الكافل المعطاء
ومع الخصاصة كم غذت من سائل =ولك أوى الأيتام والأسراء
وبسورة الدهر استمعنا قصة =آياتها الإيثار والإعطاء
فلكم بكى الحسن الزكي وكم شكا = الجوع الحسين وشفه الإعياء
وارتاع قلب المصطفى لبكائهم =فغذاهم من ريقه ماشاؤا
يابنت أكرم والد.. في حجره =أنتم نجوم المجد وهو سماء
بر رحيم بالحنان يسوسكم =ومع الحنان بشاشة وصفاء

>>>>>>>