هذه رسالة سيدى ومولاى العربى الدرقاوى قدس الله سره بعثها الى العلامة الشريف أحمد بن الهاشمى بمعسكر (الجزائر)..ونصها :
وأنت يا سيدى أحمد فوالله لقد اشتقنا غاية الى رؤيتك يا سيدى أحمد ، ولا أدرى ما منعك من القدوم الينا هل هو استغناء عنا أم هى العلائق والعوائق ، فان منعك الاستغناء عنا فتبارك الله ، ولكن لو استغنى أحد عن أحد لاستغنى أبو بكر رضى الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم وقد كان لا يصبر عن مجالسته والتحدث معه ساعة حتى لقى الله ، وان كانت العلائق والعوائق فاتركها وتعال تجد الاقرب اليك من كل شيئ حتى من نفسك التى بين جنبيك ، واعلم أن من انقطع الى الله كفاه كل مؤونة ، _كما قيل_ وعلو الهمة هو شأن أهل الصدق دائمآ فعليكم به ، ولا تلتفت الى شيئ ولو كان نعيم الجنان أو موارد علوم أو أحوال أو مقامات وغير ذلك من موارد الانوار التى يجدها أهل الصدق فى حال سيرهم الى الله حتى القطبانية والفردانية وغير ذلك ، قال المريد لأستاذه : انت القطب فقال له ذلك الاستاذ:"نزه شيخك عن القطبانية"لأن من كان فى حضرة الله لا مقام له ، وانا يا سيدى أحمد والله ما أنظرك الا بهذه النظرة ، أعنى أنك لا تبتغى بحبيبك بديلآ كما قال بعض السادات :
ليس لى فى الجنان والنار رأى *** أنا لا أبتغى بحبى بديلآ.
فاشرب يا أخى شراب القوم صرفآ من غير التفات منك الى شيئ قط ، كما هو شأن الأقوياء من أولياء الله قديمآ وحديثآ "قواك الله قواك الله قواك الله"..ونحبكم يا ساداتنا أحبكم الله أن تستوصوا خيرآ ببعضكم البعض ، وأن تعظموا بعضكم البعض ، وأن تكونوا عبيدآ لبعضكم البعض ، كما قال أبو الحسن مولاى على الجمل : أهل الله يتنافسون فيمن يكون أسفل من صاحبه فلذلك دام عزهم ، وأهل الدنيا يتنافسون فيمن يكون أعلى من صاحبه فلذلك دام ذلهم وهذه أحوالهم...انتهى