بين حب النفس و حب الغير

زائر

ألقى علم الروح الحديث رسالة مبادئ المستقرة أضواء جديدة كثيرة لا تقل في قوتها على تلك التي ألقاها على الايمان المستنير و على سلطان

الضمير عندما أعطاها أسانيد جديدة تجعل العقول أقرب الى فهما , و اسبابا جديدة لتقدير قيمتها و بالتالي الاستمساك بها . و برزت تحت الاضواء قيمة

المحبة و الوداعة و القناعة و الصبر و التضحية و الشجاعة , و أصبحت تستمد قوتها الحقيقية من كونها مواد مسطورة في تقنين الحياة الازلي , و كل

أخطاء النفس و شرورها تنبع من رؤية حب النفس * الأثرة و الغرور و كل فضيلة تنبع عن حب للآخرين * الإيثار و التواضع.

التواضع و الوداعة هما البساطة و الاخلاص لكل ما هو راق و نبيل , و عرف الانسان طريقه الى الالهام و العبقرية و منه الى التقدم و الحضارة , و الغرور

خصلة في بني البشر أجمعيين حتى في بعض من قد نتصور

انه
اعلم العلماء أو أذكى الاذكياء , و من طبيعة الانسان الخطأ فهو أقوى في الدفاع عن خطئه مما هو في الدفاع عن صوابه , وهو في العدوان أكثر

شراسة من رد العدوان.

والغرور هو أقوى مصدر للخطأ و أعنف دافع للعدوان و هو مصدر كل رذيلة حقيقية في الانسان , أما عداه فيكون مجرد ضعف انساني و استسلام منه

لبعض نزواته ,لذلك كانت الوداعة مصدر لفضائل كثيرة , فهي مصدر الاحساس الغني و التقدير السليم لكثير من الأمور و هي مصدر لكثير من الصفات

الطيبة مثل الشجاعة و النخوة و الوطنية و التضحية و الاستقامة و النضال الشريف و انكار الذات.

الايثار و الاثرة وجهان متقابلان لطاقة واحدة يتوقف على استخدامها في اتجاه أو اخر سعادة النفس أو شقاؤها , فسعادة الانسان و امكانيته ادراك كنه

نفسه لن يتأتيا بغير تضحية النفس في سبيل الغير و تعويد المرء نفسه الخضوع لنظم خاصة و الانسان بطبعه أناني ينقاد وراء دوافعه المباشرة.

ان قيمة أي مبادئ خليقة تكاد تنحصر في مدى نجاحها في الوصول الى كنه هذه النواميس الطبيعية و مدى نجاحها ف ى الارتباط بها في حكمها

على مدى ما يصادفها من أمور الحياة حتى على ما يصدر عن الوجدان من مشاعر داخلية.

منقول

بارك الله فيك على الموضوع الجميل أختي

لك مني كل الود والتقدير

» النفس الربانية
» مراتب النفس
» محاسبة النفس
» حكمة النفس
» محاسبة النفس