المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33724 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: من قواعد الطريق ..وجود الشيخ الْمُرَبِّي ضرورة في السير إلى الله الأربعاء أبريل 30, 2014 7:30 am | |
| وجود الشيخ الْمُرَبِّي ضرورة في السير إلى الله اشترط الصوفية وجود الشيخ في طريق السير إلىٰ اللّٰه، لأنه هو الذي يوجّه المريدَ أن يعود مرة ثانية إلىٰ الطريق، وأسموه بالشيخ المرشد، وجعلوا الشيخ بناءً علىٰ التجربة التي لا تعارض الكتاب والسنة بل تنبع منهما، وفيها تأييد من الكتاب والسنة، علىٰ ما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة، وعلىٰ ما كان حال الصحابة مع التابعين إلىٰ يومنا هذا. وقد جعلوا الشيخ أنواعًا ودرجات، فهناك: (الشيخ المرشد) وهو من يَعلم الطريق، ويَعلم ...المبهرات التي حوله، ويعلم كيف يتجنبها السالك، ويَعلم كيف ينصح؟ وكيف يُعَلِّمُ الأدب مع اللّٰه؟ لأن الأدب مع اللّٰه هو الركن الركين في الطريق، واللّٰه هو مقصود الكل، فالشيخ يحاول مع المريد أن يصل به إلىٰ الأدب مع اللّٰه، وأول ما يعلمه من أبواب الأدب: الذكر، وثاني ما يُعَلِّمه: عدم الالتفات عن اللّٰه، الذي هو مقصود الكل. وقد يكون الشيخ: (مرشدًا تامًا)، وهو الذي يسمىٰ بالوارث المحمدي، والوارث المحمدي يراعي تلامذته ومريديه حتىٰ علىٰ الغير، فإن اللّٰه سبحانه وتعالى من شدة صفاء ذلك المرشد الكامل، ومن شدة صقل قلبه تنعكس علىٰ ذلك القلب الأحوال الحادثة مع المريد، حتىٰ مع نفسه، فرأوا -عن تجربة- أنه إذا ما رأىٰ الشيخُ المريدَ فإن اللّٰه يكشف له مساوئ ذلك المريد ونقصه، ومع ذلك لا يتأثر لهذا النقص، ولذلك لا نخاف من أن يظن ظنًا سيئًا في المريد؛ لأنه يعلم أن النقص قد استولىٰ علىٰ جملة البشر إلا من عصمه اللّٰه، إنما الغرض من اطلاع الشيخ علىٰ هذا هو أن يربي المريد بناءً علىٰ معرفة تامة بأحواله، وأن يرشده، وأن يدلَّه علىٰ الخير، وأن يكمل نقصه، وأن يجذبه مما هو فيه من انحراف -إن كان- وأن يعود به إلىٰ الطريق، وأن يدفعه فيه. فالطريق إذن لا يستلزم دائمًا -وفي كل حال- المرشد التام، بل قد يكون هناك مرشد فقط ونكتفي به، فإذا رزقنا اللّٰه بالمرشد الكامل كان أولىٰ. ... | |
|