الادمين الاداره
عدد المساهمات : 272 نقاط : 10732 التفاعل مع الاعضاء : 5 تاريخ التسجيل : 26/03/2011
| موضوع: الرحمة ينبغي أن نفهمها في رؤيةٍ عامةٍ للكون الخميس فبراير 08, 2018 10:10 am | |
| الرحمة ينبغي أن نفهمها في رؤيةٍ عامةٍ للكون ، فينبهنا ربنا سبحانه وتعالى إلى أن هذا الجماد الذي حولنا من حجر وشجر وقمر ومدر وكل شيء إنما هو يسبح بحمد الله {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} السماء فيها تفاعل {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ} فالسماء تبكي والأرض تبكي، ولكنها لا تبكي على المفسدين، {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} الإنسان تحمل الأمانة، ثم أغلب الناس لا تريد أن تؤدي أمانة الله سبحانه وتعالى في العالمين. إذن الرؤية الكلية أن الجماد يُسبِّح، ومن هنا فهل يمكن لشخص يعتقد إن هذه الكائنات التي حوله تسبح كما هو يسبح، وتسجد لله كما هو يسجد أن يؤذيها؟ إذن فهذا هو مدخل للبيئة وللتعامل معها، وأن مبدأ الرحمة ينبغي أن يظهر في برامجنا مع هذه البيئة التي نفسدها بأيدينا، هذه البيئة التي يقول ربنا فيها وهو يتكلم عن الضروري للإنسان وحياته "الأكل والشرب" {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} فصارت مبدأ عاماً وقاعدة كلية {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} ويأتي النبي ﷺ في التطبيق فينهى عن السرف في الماء حتى ولو كان أحدنا يتوضأ من نهر جاري ، لأن السرف عادة فيريد أن يربي الإنسان بمنتهى البساطة، والمسلمون يجعلون الوضوء شرط من صحة الصلاة ، وبالرغم من ذلك ممنوع السرف في الماء، كنا نشاهد مشايخنا وهم يتوضوا على الحنفية (الصنبور) يقفلوها إذا ما انتقلوا من عضو إلى عضو توفيراً للماء ، هذا الماء لابد أن يستعمل فيما هو له لا أن يهدر هكذا بلا معنى. فالرحمة هي أن يتعامل الإنسان مع الأكوان باعتباره إنسان، لابد أن يكون إنسانا وهو يتعامل مع الجماد، أن يكون إنسانا وهو يتعامل مع النبات ،ويعلمنا رسول الله ﷺ أنه كان يخطب على جذع نخلة يتخذها منبرًا، فلما جاء المنبر من عيدان _من مادةٍ شجريةٍ خشبيةٍ يقال لها عيدان_ وترك الجذع .. حن لرسول الله ﷺ فبكى حتى سمعه من في المسجد فنزل رسول الله ﷺ من خطبته _والخطبة جزء من الصلاة_ حتى يحتضن ذلك الجذع الجماد، فسكن الجذع بحضن رسول الله ﷺ. يعلمنا الحب والرأفة. فلما ضمه إلى صدره الشريف سكت قالوا: ماذا قلت له يا رسول الله؟ قال: «قلت له ألا ترضى أن تكون معي في الجنة» جذع لا يُأبه له، فيدعو له أن يدخل الجنة ، يعلمنا الحب كيف نتعامل مع الأكوان، ويقول: «دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ-قطة - رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشِ الأَرْضِ» امرأة تدخل النار في هرة، وفي حديث أخر « دَخَلَتِ امْرَأَةٌ الجنة في كلب وجدته عطشان فسقته فغفر الله لها وأدخلها الجنة» ، قالوا له: يا رسول الله هل لنا في البهائم صدقة؟ قال: «ألا إن في كل ذات كبدٍ رطبٍ صدقة»، وهناك من يقول: الحشرات مضرة ألا نقتلها ؟ «فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ» فلا تعذبوا الفار وأنتم بتصدوه، إلى هذا الحد يعلمنا الرقة والرحمة ونحن نتعامل مع الأشياء ومع الحيوان؛ فما بالكم بالإنسان «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» . د . على جمعه ............ | |
|