المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33704 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: اعمال المحبين الثلاثاء أغسطس 28, 2018 11:24 am | |
|
أعمال المحبين ---------------------- يَا مَلَائِكَتِي ارْفَعُوا إِلَيَّ أَعْمَالَ المُتَّقِينَ ، وَارْفَعُوا إِلَيَّ أَعْمَالَ الزَّاهِدِينَ . وَارْفَعُوا إِلَيَّ أَعْمَالَ العُلَمَاءِ ، وَارْفَعُوا إِلَيَّ أَعْمَالَ العَارِفِينَ . وَلَا تَرْفَعُوا إِلَيَّ عَمَلًا لِلْمُحِبِّينَ ، فَإِنَّهُم عَلَى عَيْنِي .
إِنْ رَفَعْتُم إِلَيَّ أَعْمَالَ المُحِبِّينَ مَا قَبِلْتُهَا مِنْكُم . حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي آخُذُهَا بِيَدِي . فَأُرَبِّيهَا لَهُم حَتَّى يَلْقَوْنِي ، فَأُهْدِيها إِلَيْهِم . وَقَدْ أَصْبَحَتْ كَالْجِبَالِ ، لَعَلَّهُم يَرْضَوْنَ . أَلَيْسَ كُلُّ حَبِيبٍ يُرْضِي حَبِيبَهُ ؟ فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُرْضِيَهُم .
فَعَلَى عَيْنِي مَا تَحَمَّلُوه مِنْ أَجْلِي . أَصَبْتُهُم في أَمْوَالِهِمْ وَأَوْلَادِهِم وَأَنْفُسِهِم فَشَكَرُوا . وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُهُم في قَدِيمِ أَزَلِي ، حُبًّا لَا عَنْ سَبَبٍ . لَا عَنْ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ ، وَلَا عَنْ عَمَلٍ عَمِلُوهُ . فَرَّغْتُهُم لِحُبِّي وَأُنْسِي ، وَمَحَوْتُ عَنْهُمْ جِنِّي وَإِنْسِي .
أَنَا أَقْرَبُ إِلَيهِم مِنْ مَعْرِفَتِهِم . أَمْدَدْتُهُم بِمَعْرِفَةٍ لَا تَتَحَمَّلُهَا المَعَارِفُ . وَخَصَصْتُهُم بِعِلْمٍ لَا تَعْلَمُهُ العُلُومُ . حَتَّى صَارُوا لَايَفْتَقِرُونَ إِلَى عِلْمٍ وَلَا إِلَى مَعْرِفَةٍ . فَلَا يُوقِفُهُم عِلْمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَلَا تَحْجُبُهُم مَعْرِفَةٌ عَنْ مُعَرِّفِهِم .
أَغَارُ عَلَيْهِم ، فَلَا يُكَلِّمُونَ سِوَايَ ، وَلَا يَسْمَعُونَ مِنْ غَيْرِي ، وَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا بي . فَيَرَوْنِي مُتَجَلِّيًا في كُلِّ وَجْهٍ ، مَطْلُوبًا مِنْ كُلِّ آيَةٍ . مَعْبُودًا في كُلِّ مَعْبُودٍ ، مَحْبُوبًا مِنْ كُلِّ مُحِبٍّ .
يَأْكُلُونَ النَّعِيمَ ، وَلَا يَأْكُلُهُمُ النَّعِيمُ . وَيَشْرَبُونَ البَلَاءَ ، وَلَايَشْرَبُهُمُ البَلاءُ . اتَّسَعَتْ رُؤْيَتُهُم ، فَضَاقَتْ عِبَارَتُهُم .
تَجَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ بِجَمَالِي ، حَتَّى رَدَدْتُ صِفَاتِهِم إِلَى العَدَمِ . فَأَشْرَقَتْ فِيهِم صِفَاتُ القِدَمِ ، فَغَابَتْ أَبْصَارُهُم في بَصِيرَتِهِم . حَتَّى أَصْبَحَتْ مِرْآةُ قُلُوبِهِمْ لَا جِهَةَ لَهَا . فَذَهَبَتْ عَنْهُمُ الأَكْوَانُ ، وَالأَزْمَانُ ، وَالأَعْيَانُ .
كَلَامُهُم إِشَارَةٌ ، وَلَكِنَّهَا أَفْصَحُ مِنَ العِبَارَةِ .
أَصْبَحُوا مَعِي كَظِلِّي ، لَا يَتَحَرَّكُونَ إِلَّا إِذَا حَرَّكْتُهُم . وَلَا يَسْكُنُونَ إِلَّا إِذَا سَكَّنْتُهُم . وَظِلُّ كُلِّ شَيءٍ عَلَى شَكْلِهِ . فَلَا يَعْتَرِضُونَ لِي عَلَى فِعْل .
تَظْهَرُ لَهُمُ اللوَائِحُ : وَهِيَ كَالبَرْقِ ، سُرْعَانَ مَا يَذْهَبُ . ثُمَّ اللوَامِعُ : وَهِيَ أَظْهَرُ وَأَطْوَلُ . ثُمَّ الطَّوَالِعُ : وَهِيَ أَقْوَى سُلْطَانًا . حَتَّى تَحِلَّ عَلَيْهِم بَغْتَةُ الشُّهُودِ ، فَتَخِرُّ قُلُوبُهُم سَاجِدَةً ، فَلَا تَرْفَعُ أَبَدًا .
إِنَّهُ لِقَاءٌ فَرِيدٌ جَدِيدٌ . لِقَاءُ خَلْقٍ بِحَقٍّ . لِقَاءٌ لَمْ تَضَعْ لَهُ الْلُغَةُ مُفْرَدَاتٍ وَلَا تَرَاكِيبَ . تَتَصَارَعُ الصِّفَاتُ بِدَاخِلِهِ ، حَتَّى يَغْلِيَ صَدْرُهُ كَالمِرْجَلِ . إِنْ نَطَقَ أَهْلَكَ ، وَإِنْ سَكَتَ وَكَتَمَ هَلَكَ . وَذَلِكَ هُوَ سِرُّ بَلَائِهِم بَينَ الوَرَى . وَمَعَ ذَلِكَ هُمْ في سُكُونٍ تَام ، لَا حَرَكَةَ ، وَلَا نُطْقَ ، وَلَا إِرَادَةَ . بَلْ هُمْ في دَرَجَةِ الصِّفْرِ . حَيْثُ لَمْ يَعُدْ هُنَاكَ إِلَّا وَاحِدٌ ، بَلْ أَحَدٌ صباحكم فرح وفرج وسرور
...................... | |
|