السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
نقف مع أمر مهم عند أي سالك او مريد في الادب مع الشيوخ
فهو قبل أي شيء إقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
وقد قال الله تعالى
يأيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم)
فقال الكلبي:لاتسبقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول ولافعل حتى يكون هو الذي يامركم به
وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها:أي لاتصوموا قبل أن يصوم نبيكم
وهكذا ادب المريد ان يكون مسلوب الاختيار لايتصرف في نفسه وماله إلا بمراجعة الشيخ وأمره
وروى ابو الدرداء رضي الله عنه قال:كنت امشي أمام أبي بكر الصديق رضي الله عنه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(تمشي أمام من هو خير منك في الدنيا والاخرة)
متفق عليه
وهكذا ادب المريد في مجلس الشيخ؛ينبغي أن يلزم السكوت؛ولايقول شيئا بحضرته من كلام حسن إلا إذا استأمر الشيخ؛ووجد من الشيخ فسحة لذلك
فشأن المريد أمام حضرة الشيخ كمن هو قاعد على ساحل بحر ينتظر رزقا يساق اليه
فتطلعه الى الاستماع ومايرزق من طريق كلام الشيخ يحقق مقام ارادته وطلبه واستزادته من فضل الله..وتطلعه إلى القول يرده عن مقام الطلب والاستزادة إلى مقام إثبات شيء لنفسه؛وذلك جناية المريد وينبغي ان يكون تطلعه إلى مبهم من حال يستكشف عنه بالسؤال من الشيخ
على ان الصادق لايحتاج إلى السؤال في حضرة الشيخ ؛بل يبادئه بمايريد؛
لأن الشيخ يكون مستنطقا نطقه بالحق؛وهو عند حضور الصادقين ؛يرفع قلبه الى الله تعالى؛ويستمطر ويستسقى لهم ؛فيكون لسانه وقلبه في القول والنطق مأخوذين إلى مهم الوقت من أحوال الطالبين المحتاجين إلى مايفتح به عليه,لان الشيخ يعلم تطلع الطالب الى قوله واعتداده بقوله
والقول كالبذر يقع في الارض؛فإذا كان البذر فاسدا لاينبت؛وفساد الكلمة بدخول الهوى فيها...
فالشيخ ينقى بذكر الكلام عن شوب الهوى؛ويسلمه إلى الله؛ويسأل الله المعونة والسداد ؛ثم يقول فيكون كلامه بالحق؛من الحق ؛للحق
فالشيخ للمريدين أمين الإلهام..كما أن جبريل عليه السلام أمين الوحي؛ والتشبيه هنا للخدمة المقدمة؛ وللامانة
فكما لايخون جبريل عليه السلام في الوحي لايخون الشيخ في الالهام .....
وكما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لاينطق عن الهوى؛فالشيخ مقتد برسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا؛لايتكلم بهوى النفس
يتبع إن شاء الله