يـقـول لي صفها فأنت بوصفها خبير أجــل عندي من أوصفها عــــلم صفاء و لا ماء، و لطف و لا هواء و نور و لا نار،وروح ولا جسم تــقــــدم كــل الــكــائنات حـــديـــثا قديما، و لا شكل هناك و لا جسم
إن فـهــم الشيـخ عـــبد المجيد رضى الله عنه خــارج عن فــهــم الــظاهر ، بــل هـــو مـن فهم...".. و علمناه من لدنا علما..".. ، و العلم اللدنى أعلى من الفهم العام ، يهبه الله لهذه الطائفة من أرباب القلوب ، و قد يختلف هذا الفهم حتى عند العارفين من آنية واحدة لإختلاف مقامهم ، و السادة الصوفية أصحاب الطرق يستحبون إلقاء الحقائق بالإشارات اللطيفة ، هم سادة الـنـاس في عــلـم الاذواق و لو خلت الدنيا من أصحاب الأذواق لأمست ظلمات من فوقها ظلمات ، فالشيخ له الباع الاطول في تجليات أهل الله و خاصته ، و الله يتجلى للعارفين في كل مايروا و يسمعوا ، لأن كل شيْ منه و إليه ، قال إبن عطاء الله في حكمه..".. كان الله و لا شيْ معه ، و هو الآن ماعليه كان..".. ، و الشيخ عبد المجيد رضى الله عنه في هذا المعنى قال ..".. السماع بحر المعانى من ذاقه فقد ذاته..".. هذه مقاطع الشيح سيدى عبد المجيد حملاوى رضى الله عنه نسبح بها و هذا لنتمكن من فهمها ، إن الذى يسبح أو حتى يتطفل فلا أقل من أن يكون من أهل الذوق الرباني المحمدي ، و نحن لا ندعي ذلك – بل نتوسل الى الله بجاه حبيبه صلى الله عليه و سلم و بذات شيخنا محمد بلقايد قدس الله سرّه أن يمدنا بعون و توفيق منه كي يظهر الشيخ سيدي عبد الـمجيـد رضي الله عنه في حـلـة تلـيـق بـمـقـامه و تناسب أحواله ، لأن وفاء الشيخ سيدي عبد المجيد رضي الله عنه للطريقة المباركة كانت بلقايدية أو رحمانية تعدى كل وفاء ، إنه وفاء عاشق المحب وفاء امتزج بأنقى أنواع الإخلاص.
إذا تكلم في إي موضوع إلا و كان المصطفى صلى الله عليه وسلم مسك الـبـداية و النهاية ، فكان يقول بشوق وعيناه مغرورقتان ..".. يارسول الله صلى الله عليه وسلم أنت روحيّ و راحتيّ ..".. ، كان استغراقه في حب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم و تضرعه إليه ليشفع له و سائر المسلمين دائما نشم فيه روح الصدق و المحبة لجميع الخلق فكان كل مرة يرفع يده و يشكو قصوره و قصور هذه الأمة حتى كان يحزن أشد الحزن مايرى من الذنوب ، و يطلب المدد و الهمة و يسأل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في كشف الغمة على هذه الأمة حتى يتخيل لك أنه صلى الله عليه و سلم جالس أمامه ، سمعته يوما يتوسل بهذا الدعاء و هـو في جو روحاني مانسميه نحن حالة .. القبض ..:
ألا يارسول الله إني مقــصـتر و أنت على علم من قصدى و مطمعي ألا يــارسول الله أُثقـل كاهلي ماقــمت به حتـــما و القلب في مجمعي ألا يــارسول الله أغـيثنا بهمة تقــينــي ما همنــي و إن عــز منجعـي الـبيت الـثـالث أعاده سبعة مرات ..، فقلت ياسيدى .. ألك هذه الأبيات ..؟ فقال لى رضى الله عنه.. و من أنا مع أسيادي أهل الله ، بل لهم و منهم كل ماتسمعه مني ياسيدى عليّ..، و أعذب ماسمعته منه رضى الله عنه توسله بالصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم ..".. اللهم يامن جعلت الصلاة على الـنبـيّ من الـقـربـات ، اتــقــرب إلـيـك بــكــل صـــلاة عــلـيـه مـن أول الـنشـأة الـى مالا نهاية للكمالات ..".. ، و الذى يتوسل بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لابد أن يكون له علم واسع في الحقيقة المحمدية ، و الحقيقة المحمدية عند الشيخ سيدى عبد المجيد رضى الله عنه تعتبر أكمل مجلى خلقى ظهر فيه للحق ، بل هو الإنسان الكامـل بأخص معانيه ، و هو النور الذى خلقه الله قبل كل شيْ ، و خلق منه كـل شيْ ، بل صلى الله عـلـيـه و سلم هو الصورة الــكامـلة للإنـسان الـكامل
الذى يجمع في روحانيته جميع حقائق الوجود ، وفي محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تجده بحر من بحور المحبة بكلامه رضى الله عنه عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يطير بك بمحبته الى عالم غير عالمنا المظلم ، أثناء حديثه عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم تعرف أن الشيخ سيدى عبد المجيد حملاوى رضى الله عنه أن قلبه معدن أسراره صلى الله عليه و سلم ، و خاصة في أيام المواسم الروحية الكبرى ، و من المواسم الكبرى مولد خير البرية سيدنا و شفيعنا و حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يلفت أنظارنا الى جو روحاني جو الذى أنبتقت منه نـــور الوجــود ، و مـــما ســمعــته يــوما في مــوســم مــولد خــيــر الــبــرية صلـــى الله عليه وسلم ..".. نرجو من الله أن يوفقنا ببركة هذه الليلة المباركة ، و مافيها من أسرار الى الأقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فعلا و حالا ، فهو الإنسان الكامل الذى خلق الله الأرواح من روحه صلى الله عليه وسلم إذ هو فاتحة الوجود و هو مقدم الوجود ...".. ، وإحياء الشيخ رضى الله عنه الموسم النبوى هو إحياء نفوس الحاضرين بالذكر و العبادة و معرفة قـيمة هذا النبيّ صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله نور في هذا الوجود في مجلس الفرح بمولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والشيخ يذكرنا شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم تحس أنك في دائرة الإيمان الحقيقي و بهذا الإيمان تجول في منازل العرفان... قد علم كل أناس مشربهم .. لأن المحبة عند أهل الله و خاصته أرفع و أسمى من منزلة المعرفة ، و الغاية مايصل إليه الفقير هو الحب ، و بالحب يكون الإقبال على حضرة الله ، و عند استقبالك في الحضرة تستريح النفس ، و هذا معنى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لسيدنا بلال رضى الله عنه ..."... أرحنا بها يابلال ...، أي أعرج بنا بها يابلال الى سماء الحقيقة لكي لا نرى في هذا الوجود إلا الواحد الأحد ، و هذا حالا ذوقيا ..
مايسمى عند أهل الله ... بوحدة الشهود.. ، فالحب ديني و إيماني ........ و انتم على مر الزمان أحبتي وحبكم ديني وفرضي وسنتي
فالشيخ رضى الله عنه له الفضل العظيم في تثبيث العقيدة في النفوس ، كان فهمه للإسلام بنفس التسامح و بإتساع الأفق ، لم يكن يصر إلا على ماهو جوهري منه و كل من جالسه أو تحدث معه إلا و يجد فيه من الليونة و حسن الحوار وودية التبادل في الاراء مالايتصوره العقل ، كما أن جهاده الميمون في نشر تعاليم الطريقة الروحية التى حلقت بجناحى الكتاب و السنة و ســـيرة آل البيت آل الشهود و العرفان ، و سيرة الصحابة ، أصحاب الذوق و الوجدان هذه العقيدة توصل الى معرفة الله الحق عبر مسالك الحياة الروحية لأهل الله ، حبا لرؤية النور الابدى.
الشيخ سيدى عبد المجيد جاهد في هذا لله ، فكانت تلك المجاهدة سبب الوصول إليه ،الى جنة المعارف ،ومشاهدة مالم نشاهده نحن. . قلوب العارفين له عيون ترى مالا يرى للناظرين . جاهد لا لدينا يصيبها و لا للمنصب يطلع إليه ، بل كما قلنا ..لله.. فأدخله الله جنة العارفين ، لا جنة اللذائذ المحسوسة ، و قد أكرمنا الله سبحانه و تعالى بعد إنتقاله الى الرفـيـق الأعــلى ، شــاهـدنـاه هناك ، فـهـو فـي الآخـرة كما كان في الـدنـيا رأيناه بعـلـو مقامه عند ربه بسماع كلامه كان الشيخ سيدى عبد المجيد حملاوى رضى الله عنه يستخرج العلوم و الأسرار ، حتى الاخبار بالمغيبات الآتية من القرآن الكريم .. جاء على لسانه ... " .. جميع العلوم المتداولة مأخوذة من القـرآن ."، فالشيخ رضى الله عنه بما أن سيرته قرآنية فكل ما يشير إليه فهو شفاء ورحـمـة لإن إشـاراتـه من القرآن،والله عزوجل يقول."..و ننزل من القرآن
ماهو شفاء للناس ، و رحمة للعالمين .."... الأسراء ..، أي ننزل من القرآن ماهو شفاء للعلل النفسية ، و كل شيْ بواسطة ، فالقرآن نزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو صلى الله عليه وسلم مصفاة القرآن من هو مأهل لتلقى أسراره ، و العارف بالله هو من إعطى معرفة العلل بإذنه صلى الله عليه وسـلـم و العلل يراد بها علل القلوب و النفوس ، و الشيخ سيدى عبد المجيد رضى الله عنه من الذين سلموا الامر الى الله و رسوله ، ودخل تحت لواء خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرا و باطنا ، فكان رضى الله عنه بالقرآن شفاء و رحمة لأنه لما عمل على هذا إجتمع له نور الكشف ، فكان نورا على نور ، إذ لا ظلمة مع نور الكشف ، و نور الكشف عند الشيخ سيدى عبد المجيد حملاوى رضى الله عنه ما هو إلا تجلى الحق على عبده بعلم اللدني ، و هذا العلم أورث الشيخ الخشية ، قال تعالى ...".. إنما يخشى الله من عباده العلماء.."... فاطر..، أي العلماء حقا ، و هناك من يدعي العلم و هو لا يعرف معنى خشية الله ، و ليس كل علم يورث الخشــية ، فالشــيخ رضى الله عنه كــانت خشيــته هـيبة و إجـلالا.. و أفضل ما منح الله به أولياءه هوالعلم اللدنى الذى يورث الخشـية يشهدك إمـكانـك و إفـتــقارك ، و ذلتك و عبوديتــك و أحب لـفــظ لدى الشيخ رضى الله عنه كــلمة .."..العــبــوديــة..".. ، فالشيــخ سيدى عبد المجيد رضى الله عنه من الذين ذابت أنفسهم فـي غمار عبوديته ، آثـر الله عـلى كـل شيْ فأثـره الله عـلى كل شيْ فأقتات قلبه بنوره و رضاه ، فكل الأشياء ينظر إليها الشيخ رضى الله عنه بالله و لله ، سائر الأغيار طردت من قلبه فـتحول الى وعاء لـمحـبة الله و لهذا نرى صلة الشيخ سيدى عبد المجيد حملاوى رضى الله عنه بالناس رحمة كان يأخد الـتائهين مثلي في رحاب الله ،ومـن خلال شفـقـته عـلـيهم يضحى
بمصالحه الـشخصية ،وهـذا ماكان عـليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حياته الروحية ، إن سياسة الشيوخ من أهل الله رضى الله عنهم أجمعـين من سياسة النبيّ صلى الله عليه وسلم ، إعــانة النفوس بما يقتضه حالها على ماهو المراد منها..، فالشيخ رضى الله عنه أعطاه الله هذه المكانة إلا بعلم منه سبحانه و تعالى أنه على غاية الكمال و الطاعة..".. و الله يعـلم و أنتم لا تعلمون.."... البقرة ، و هذه رحمة الله الخفية و كما قالوا..".. يد الله تعمل في الخفاء..".. و هذا سرّ من أسرار الله لا يجوز الخوض فيه لانني أفرغ من فؤاد أم موسى ، نتركه للعارفين بالله الراسخين في العلم اللدني.
بعد كل ما إستعرضناه في هذه الرسالة ، و التى من قبلها عن الشيخ سيدى عبد المجيد حملاوى رضى الله عنه ، نرى أن الشيخ رضى الله عنه نتيجة جذروه عميقة تعود الى نشأته الأولى و تربيته ، و الينابيع الصافية التى قادته الى شيخ السالكين و قدوة المربين سيدنا الشيخ محمد بلقايد التلمساني قدس الله سرّه ، كل ذلك يجعلنا نرسم منهجه الروحيّ من خلال صحبتنا له ، و بإجتماع هذه النقاط ندرك أن العقيدة الصوفية صارت منغرسة في باطن الشيخ سيدى عبد المجيد حملاوى رضى الله عنه ، و يستوي الخط في علوه ، ثم يصل الذروة بعد جهاد في سبيل الله حتى صعدت روحه الى ربها خالق الأرواح ، و يعطي لمن يجيْ بـعـده صـورة الـصــوفي الـمـسـلـم الـذي آمن بالتصوف الإسلامي ليحقق العلاقة الروحية للصحابة الكرام مع سيد الخلق صلى الله عليه و سلم.
أعلم وفــقك الله أن جميع ماقيدته في هذه الرسالة إنما هو قطرة من بحر زاخر لا قعر له و لا ساحل ، تلاطمت أمواجه فتطايرت علينا منها قطرات ، نفعنا الله بها أما عــلوم الشيخ سيدى عبد المجيـد حمـلاوى رضى الله عـنه فـلا يحطها إلا ربه
الـذى خـصـه بـهـا ، و لتبقى شخصية الشيخ رضى الله عنه متعددة الجوانب ، كل جانب منها يغرى بالبحث ، و منهج الشيخ سيدى عبد المجيد حملاوى رضى الله عنه فـي خـواطـر الـقـرآن ، و أحاديث الـرســول الـكريم صلى الله عليه و سلـم و شرحه كلام أهل الله و خاصته في حاجة الى بحث مستفيض و موضع التنقيب. =========
و ختاما ، نسأل الله أن يكون خـتامنا مسك و حسـن الخاتمة بــرحمـتـه و كـرمه و نستغفرالله مما كتبنا و أظهرنا قصدنا به وجه الله ثم خالطه غيره ، نستغفرالله من كل وعد وعدناه من أنفسنا ثم قصرنا في الوفاء به إتجاه طريقتنا المباركة – الطريقة الهبرية البلقايدية – أو إتجاه هذه الزاوية القرآنية المباركة ، نستغفر الله من كل تصريح و تعريض بنقصان ناقص مقصر اتجاه الشيخ سيدى عبد المجيد حملاوى رضى الله عنه ،نستغفر الله من كل خطوة دعتنا الى تصنع وتكلف تزينا للناس في هذه الرسالة أوكلام نطمناه ،أوعلم أفذناه ،و أستفذناه.
نسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يجمعنا عند لـقـاءه مع الـذين آثــرهم و أجـتباهم ، وأن يلهـمنا ذكـره الإسم الأعظم .. الله .. الله .. الله.. حتى نلقى الله كما سمعنا شيخنا يقول.."..أيها الفقير لا تقول إني على شيْ و لا في شيْ ، و لكن قول الله..الله..الله حتى تلقى الله.."..
اللهم آمين، و الحمد و الشكر لك يارب العالمين..................................... تمت بعون من الله كتابة هذه الرسالة مساء يوما السبت 24نوفمبر2012 ،الموافق لــ:..10محرم 1434هجرى.
العبد الضعيف، أفقر الورى عليّ بن محمد – بختاوى- ميلة
-اليّ من دلني على نسبي ،جدي الامير عبد القادر الجزائرى .............. الى من قال لي...:.. نسبي يكفيك...:............................................... الى الروح الطيبة التى بتث الحياة الآخرة في قلوبنا ، و انتشلنا من الغرق من بحر الضلالأت........................................................................ الى الذي يعتبر من دعائم العقيدة الإسلامية ، إذا تكلم أدمع العيون و حرك القلوب........................................................................... الى من غرس بذور التحابب و التآلف و التوادد في قلوبنا..................... الى من تحققت فيه مقالة سيدنا عليّ كرم الله وجه عن سيد الخلق صلى الله عليه وسـلـم، فـكان عـلى قـدمه صلى الله عليه وسلم ..:.. من رآه بـديـهة هـابه ، ومن خلطه معرفة أحبه ، يقول ناعته :.. لم أرى قبله و لا بعده مثله........... الى شيخي و قدوتي ، ووليّ نعمتي سيدنا الشيخ محمد بلقايد التلمساني قدس الله سـرّه، وجمعنا الله به يوم القيامة، وجعلنا معه في رحاب سيدنا رسول الله صلى الله عـلـيه وسلم ،نهدى هذه الرسالة المتواضعة التى هي بذرة من مدده قدس الله سرّه.......................................................
العـبد الضعـيـف، أفقر الورى
عليّ بن محمد-بختاوى- ميلة.