المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34106 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: خصائص الأنبياء التي لا يشاركهم فيها غيرهم من الناس. الخميس يناير 10, 2013 4:57 pm | |
|
خصائص الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين -
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد : ــ
قال الله – تعالى – {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [سورة البقرة : 285].
إن من أسس وركائز العقيدة التي ينبغي أن يعقد كل مسلم موحّد بالله – تبارك وتعالى – عليها قلبه بعد الإيمان بالله – عزّ وجلّ - والإيمان بملائكته : الإيمان بالرسل، وما أنزل عليهم من كتب سماوية.
فهم أعلى أصناف البشر مكانة، أوحى الله - تعالى إليهم ونبّأهُم واختارهَم واصطفاهم ليكونوا أنبياءه ورسله إلى خلقه، لأن كل رسولٍ نبي، وليس كل نبي رسول، وعلى هذا فيكون وصف النبيين شاملاً لأولي العزم من الرسل وغيرهم من الأنبياء الذين لم يرسلوا.
جاؤوا بنور الهداية من ربهم، وحملوا أمانة تبليغ تعاليمه وشرائعه، ودعوا إليه مبشرين ومنذرين، لإقامة الحجة وإصلاح النفوس وتزكيتها، وتقويم الأفكار المنحرفة، والعقائد الزائغة، فأدّوها على النحو الذي يحبه الله – تبارك وتعالى – ويرضاه - جزاهم الله عنا خير الجزاء -.
أخرج الله – تبارك وتعالى - بهم البشرية من ظلمات الجهل والشرك، إلى نور العلم والتوحيد والهداية، نالوا قدم السبق، وحازوا على الشرف العظيم في هذه الحياة الدنيا وفي الدار الآخرة.
وعددهم كثير لا يُحصيهم إلا الله – تبارك وتعالى – قال - جلّ شأنه - : {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ۞ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ۞ ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} [سورة فاطر 24 – 26].
وعن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال آدم . قلت يا رسول الله ونبيٌّ كان ؟ قال نعم نبيٌ مكلّم. قلت : يا رسول الله ! كم المرسلون ؟ قال ثلاثمائة وبضع عشر، جماً غفيرا).
وفي رواية عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال : أبو ذر قلت : يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء ؟ قال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرّسُلُ من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيرا) (صحيح) انظر :[مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 5737].
قال الله - تعالى - : {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا ۞ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ۞ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ۞ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدً} [سورة النساء : 163 – 166].
ذكر الله – تبارك وتعالى - منهم خمس وعشرون نبياً ورسولاً في كتابه العزيز.
واختصهم الله - جلّ وعلا - بمجموعة من الخصائص، منها خصائص يشاركهم فيها غيرهم، وخصائص أخرى لا يشاركهم فيها غيرهم من الناس، فأما الخصائص التي يشاركهم فيها غيرهم فهي :
1. طهارة النسب.
2. التبليغ.
3. الصدق.
4. الفطنة.
5. السلامة من العيوب.
6 . تعجيل الفطر.
7. تأخير السحور.
8. وضع الأيْمان على الشمائل في الصلاة، فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا، ونؤخر سحورنا، ونضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة) (صحيح) رواه : (الطيالسي والطبراني في الكبير). انظر :[صحيح الجامع حديث رقم: 2286].
9. يضاعف عليهم البلاء : عن أخت حذيفة – رضي الله عنهما – قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنا معشر الأنبياء يضاعف علينا البلاء) (صحيح) رواه : (الطبراني في الكبير). انظر :[صحيح الجامع حديث رقم: 2288].
من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -.
يتبع إن شاء الله - تعالى -
............
| |
|
المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34106 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: رد: خصائص الأنبياء التي لا يشاركهم فيها غيرهم من الناس. الخميس يناير 10, 2013 4:58 pm | |
|
خصائص الأنبياء التي لا يشاركهم فيها غيرهم من الناس.
1. الوحي بما يخص التكليف بأعباء النبوة والرسالة : قال الله – تعالى – {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء 25] .
ولا يلزم أن يكون كل من أتاه ملَكَاً يوحي إليه، أن يكون نبياً أو رسولا، كما في خبر الوحي إلى الملائكة : قال الله – تعالى – {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [سورة الأنفال 12].
وقد يكون الوحيُ بمعنى الإلهام كما في :
أ :خبر الوحي إلى أم موسى - عليه الصلاة والسلام - : لقوله – تعالى - : {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص 7].
ب : والوحي إلى النحل : لقوله – تعالى - : {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } [النحل 68].
ت : والوحي إلى الحواريين قوله – تعالى - : {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [المائدة 111]. وغيرهم .
2. العصمة من الخلط والخطأ في أمور الوحي والرسالة : إذ أن الله أنزل في الكتب السماوية تبياناً لما فيه خير البشرية جمعاء، وأوجب عليها الإتباع : قال الله – تعالى – {المص ۞ كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ۞ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف 1- 3].
3. من كذب نبياً واحداً فقد كذب جميع الأنبياء وكفر بهم، لأن دعوة الأنبياء دعوة واحدة : قال الله – تعالى – : {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ۞ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ ۞ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ۞ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ۞ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء 123 – 127].
وقال الله – تعالى – : {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ۞ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ۞ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ۞ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ۞ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء 141 - 145].
4. إن الله - تبارك وتعالى - اصطفى للنبوة رجالا، وجعلها محصورة فيهم، وليس في النساء امرأة نبية : قال الله – تعالى – : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ۞ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل 43 – 44].
وعلى ذلك : أ : فإنه لا يلزم أن يكون كل من اصطفاه الله – تعالى – أن يكون نبياً رسولا ، فقد اصطفى الله – تبارك وتعالى – أخياراً من الناس، ولكن منهم ليسوا بأنبياء قطعا . قال الله – تعالى – : {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ۞ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران 33 - 34].
ب : ولا يلزم من اصطفاء مريم - عليها السلام - وهي من آل عمران أن تكون نبيّة : قال الله – تعالى – : {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ۞ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران 42 – 43].
ولقد رفع شأنها بأن اختصها بسورة تحمل اسمها دون النساء في كتابه العزيز - القرآن الكريم - سورة مريم. وذكرها الله – تبارك وتعالى - في مقام فخر لها " بأنها صدّيقة " . قال الله – سبحانه - : {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المائدة 75]. والصدّيق: على وزن فِعّيل، وهي من صيغ المبالغة من الصدق والتصديق : صدق في معتقده وإخلاص في إرادته ومقاله وأفعاله، وتكون للرجال والنساء في مقام فخر كذلك، كما يُقال لأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها وعن أبيها - الصّدّيقة ابنة الصّدّيق.
وذكرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأنها ممن كمل النساء ، وأنها من سيدات نساء العالمين ولم يقل عنها أنها نبية، ولا أنها إله، ولا أم إله. فكيف بمن جعلها وابنها إلهين من دون الله – تبارك الله وتعالى عما يقولون علوا عظيما -.
ت : لا يلزم أن يكون كل من أرسل الله إليه ملكاً فكلّمه أن يكون نبيا، فقد أرسل الله – تبارك وتعالى – جبريل – عليه الصلاة والسلام – إلى مريم ولم تكن نبية، ولم تُكلّف بأعباء النبوّة. والنبوة أعلى درجة من الصدّيقية.
قال الله – تعالى – : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ۞ فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ۞ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ۞ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ۞ قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ۞ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا} [مريم 16 – 21].
وكذلك الأقرع والأعمى والأبرص الذين تمثّل لهم الملَك واختبرهم بأمر من الله - عز وجل -، والقصة طويلة في الحديث المتفق عليه الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : (إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسنٌ وجلدٌ حسنٌ ويذهب عني الذي قد قذرني الناس، قال : فمسحه فذهب عنه قذره، وأعطي لوناً حسناً وجلداً حسناً، قال : فأي المال أحب إليك قال الإبل ؟ أو قال البقر. - شك إسحق - إلا أن الأبرص أو الأقرع، قال أحدهما : الإبل، وقال الآخر : البقر، قال : فأعطي ناقة عشراء، فقال : بارك الله لك فيها، قال : فأتى الأقرع فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال شعرٌ حسنٌ ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس . قال فمسحه فذهب عنه، وأعطي شعراً حسناً قال : فأيّ المال أحب إليك قال البقر ؟ فأعطي بقرةً حاملاً قال : بارك الله لك فيها، قال : فأتى الأعمى فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : أن يرد الله إليّ بصري فأبصر به الناس. قال : فمسحه فرد الله إليه بصره، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الغنم، فأعطي شاة والداً، فأنتج هذان وولد هذا، قال، فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم. قال : ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن والمال بعيراً أتبلغ عليه في سفري، فقال : الحقوق كثيرة، فقال له : كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيراً فأعطاك الله مالاً ؟ فقال : إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر، فقال : إن كنتَ كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت. قال : وأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد على هذا، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. قال : وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال : رجلٌ مسكينٌ وابن سبيلٍ انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي ردّ عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري، فقال : قد كنت أعمى، فرد الله إلي بصري، فخذ ما شئت، ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم شيئا أخذته لله، فقال : أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك) انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 حديث رقم : 1878].
ومثلهم الذي زار أخاً له يحبه في الله فأرصد الله له مَلَكَا على مدرجته – في طريقه إلى قرية أخيه -، فقال : أين تريد ؟ قال : أخا لي في هذه القرية، فقال : هل له عليك من نعمة تربها ؟ قال : لا إلا أني أحبه في الله، قال : فإني رسول الله إليك : أن الله أحبك كما أحببته) (صحيح) رواه : (أحمد والبخاري في الأدب المفرد ومسلم) عن أبي هريرة – رضي الله عنه - انظر : [صحيح الجامع حديث رقم: 3567] .
وغير هذه القصص كثير في كتاب الله – تبارك وتعالى – وفي سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وفيها عظة وعبرة لأولي الألباب.
يتبع إن شاء الله - تعالى -
.....
| |
|
المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34106 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: رد: خصائص الأنبياء التي لا يشاركهم فيها غيرهم من الناس. الخميس يناير 10, 2013 5:00 pm | |
|
خصائص الأنبياء التي لا يشاركهم فيها غيرهم من الناس.
5. الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم : فعن عطاء مرسلا (إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا) (صحيح) رواه البخاري ، وله حكم الرفع . تحقيق الألباني . انظر : [صحيح الجامع حديث رقم: 2287].
6. صفة الثناء على الأنبياء " الصلاة والسلام عليهم " بقول : " صلى الله عليهم وسلم " أو " عليهم الصلاة والسلام " : قال الله – تعالى – : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب 65].
عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال : أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مجلس سعد بن عبادة فقال بشير بن سعد : " أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك ؟ قال : فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قولوا : اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم) (حديث صحيح) انظر : [فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم – حديث رقم 65].
قال شيخنا الألباني – رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى مأواه - : [أولى ما قيل في معنى الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم – قول أبي العالية : صلاة الله - عز وجل - على نبيه – صلى الله عليه وسلم – : ثناؤه عليه وتعظيمه.
وصلاة الملائكة وغيرهم عليه : طلب ذلك له من الله - تعالى -. والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة ... انظر : [صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم – الحاشية ص 129].
وطلب الصلاة على غير الأنبياء يُطلق : أ. تبعا لهم كقول : [اللهم صل على محمد وعلى محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم].
ب. ويطلق على غيرهم بسبب عمل صالح يفعلونه كالصبر : قال الله – تعالى – : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۞ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۞ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [سورة البقرة 155 – 157].
جـ. أو الصدقة : وعن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنهما – قال : " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : (اللهم صلى على آل فلان) . فأتاه أبي بصدقته فقال : (اللهم صلى الله على آل أبي أوفى). وفي رواية : إذا أتى الرجل النبي بصدقته قال : (اللهم صلي عليه) (متفق عليه) انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم 1777].
7. تخيير الأنبياء عند الموت بين الدنيا والآخِرة : فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (جاء ملك الموت إلى موسى بن عمران فقال له : أجب ربك. قال : فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها، قال : فرجع الملك إلى الله فقال : إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت وقد فقأ عيني، قال : فرد الله إليه عينه وقال : ارجع إلى عبدي فقل : آلحياة تريد ؟ فإن كنت تريد الحياة، فضع يدك على متن ثور، فما توارت يدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة، قال : ثم مه ؟ قال : ثم تموت. قال : فالآن من قريب، رب أدنِني من الأرض المقدسة رمية بحجر. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جنب الطريق، عند الكثيب الأحمر) (متفق عليه).
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (ما من نبي يمرض إلا خُيّرَ بين الدنيا والآخرة) (حديث صحيح) رواه (ابن ماجه). انظر : [سنن ابن ماجة 1/ 518 رقم 1620] و [صحيح الجامع حديث رقم: 5791].
وعن عروة عن عائشة – رضي الله عنهم - قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (ما من نبي يمرض إلا ُخير بين الدنيا والآخِرة، قالت : فلما كان مرضه الذي قبض فيه، أخذته بَحــّــة، فسمعتُه يقول : مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فعلمتُ أنه خير) (صحيح) رواه (ابن ماجه). انظر :[ سنن ابن ماجة 1/ 518 رقم 1620] .
9. لا يُقبر نبيٌ إلا حيثُ يموت : عن أبي بكر– رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (لم يقبر نبي إلا حيث يموت) (حديث صحيح) رواه (أحمد) انظر : [صحيح الجامع رقم 5201] .
10. الأنبياء لا يورَثون ما تركوه صدقه : عن عروة عن عائشة – رضي الله عنهم – أنها قالت : " إن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرَدْنَ أن يَبْعَثنَ عثمان بن عفان إلى أبي بكر الصديق/ فيسألنه ُثمنُهن من النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت لهُن عائشة : أليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا نورَث ما تركنا فهو صدقة) (حديث صحيح) . رواه : [أبو داود في سننه 3/ 144رقم 2976] .
11. الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون، فهم أحياء حياة برزخية غيبية لا يَعلم كنهها إلا الله – تبارك وتعالى -، فهم لا يُفرّجون كربا، ولا يَردّون غائبا، ولا يُغيثون ملهوفا، ولا يُجيبون مناديا.
فعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (الأنبياء - صلوات الله عليهم - أحياء في قبورهم يصلون) (حديث صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 2 / 187 رقم 621].
قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - : [واعلم أن الحياة التي أثبتها هذا الحديث للأنبياء عليهم الصلاة والسلام إنما هي حياة برزخية ليست من حياة الدنيا في شيء، ولذلك وجب الإيمان بها دون ضرب الأمثال لها، ومحاولة تكييفها وتشبيهها بما هو المعروف عندنا في حياة الدنيا.
وقد ادّعى بعضهم أن حياته - صلى الله عليه وسلم - في قبره حياةً حقيقية، قال : يأكل ويشرب ويجامع نساءه . (انظر مراقي الفلاح). وإنما هي حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله - سبحانه وتعالى -]. أ. هـ.
12. إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء : فعن أوس بن أوس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ، إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) (حديث صحيح) رواه : (حم د ن هـ حب ك) انظر : [صحيح الجامع رقم: 2212].
وفي رواية : عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه ، فإن صلاتكم معروضة علي ، فقال رجل : يا رسول الله ! كيف ُتعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ - يعني بليت – فقال : (إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) (حديث صحيح) . انظر [سنن ابن ماجه 1/345].
أسأل الله – تعالى – أن يجعلنا على أثرهم وأن يلحقنا بهم، وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاه، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
يُتبع - إن شاء الله تعالى
...........
| |
|