هذه القصة رواها لنا فقيه مصر الليث بن سعيد المدفون بمسجده القريب من مسجد الإمام الشافعى بالقاهرة.
قال إنه كان فى الحج سنة 113 هـ , فصعد على جبل أبى قبيس بمكة , فرأى رجلاً معتزلاً فوق الجبل يدعوا بدعاء حار :
يارباه .. يا رب .. يا الله .. يا حى .. يا رحيم .. يا أرحم الراحمين ..
ثم قال : اللهم أطعمنى و اكسنى فقد بلى برداى ( أى ثوباى ).
قال الليث : فوالله ما استتم كلامه حتى نظرت إلى سلة ملوءة عنبا و ليس على الأرض يومئذ عنب , و بردين موضوعين . فأراد أن يأكل فقلت : أنا شريكك . فقال لى : تقدم و كل . فتقدمت فأكلت حتى شبعت و السلة بحالها .
ثم قال لى : خذ أحب البردين إليك .
فقلت له : أما البردان فأنا غنى عنهما .
فقال لى : توار عنى حتى ألبسهما .
فتواريت عنه فارتدى أحدهما و ائتزر الآخر , ثم أخذ البردين اللذين كانا عليه فجعلهما على كتفه و نزل .
مشى الليث بن سعد وراء الرجل ليعرف خبره , حتى وصل إلى السعى بين الصفا و المروة , فلقيه رجل فقال له :
- اكسنى كساك الله يا بن رسول الله .
فدفع إليه البردين .
فأسرع الليث إلى الرجل الذى أخذ البردين و سأله :
- من هذا ؟
فقال له :
- جعفر بن محمد .
( صفة الصفوة 2 \ 183 )
و جعفر هو جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم من الله السلام .