المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34098 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: السيدة عائشة بنت جعفر الصادق رضى الله عنها الخميس يناير 15, 2015 2:43 pm | |
| من هى أم فروة؟ السيدة زينب تهديها مقصورتها النحاسية. توفيت فى نفس العام الذى جاءت فيه الى مصر ماتت فى العشرينات من عمرها .. وامتدت سيرتها عبر السنين تحقيق وتصوير/ حسين الطيب... على الرغم من أن الله لم يمهل السيدة عائشة بنت جعفر الصادق العمر الطويل ..إلا أن الله قد جعل من سيرتها عمرا مديد امتد ومازال ممتدا عبر السنين وكما كانت فى عصرها جميلة ..رقيقة .. فقيهة .. عالمة .. زاهدة .. وكان نورعلمها سراجا وهاجا منيرا لكل سائل ومريد طالبا التعطر بعلوم النبوة .. وكيف لا وهى ابنة الامام جعفر الصادق رضى الله عنه حفيد الأمام على زين العابدين بن الأمام الحسين بن على بن ابى طالب رضي الله وتبارك و تعالى عنهم أجمعين . و أخوها الأمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق.و قد عرف عن أبوها الأمام جعفر الصادق رضى الله عنه بألقاب الصادق و الطاهر و أشتهر بالصادق و من هنا سمى جعفر الصادق وقد أجمع الرواة والمؤرخون أنه كان مستجاب الدعوة لا يطلب من الله شيئا الأ وجده الى جانبه . ويقول عنه العارفون " جعفر الصادق ثقة لا يسأل عنه " و كان نقش خاتمه ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) و كان رضى الله عنه صاحب مدرسة فريدة فى الالعبادة والدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة حيث اشتهر منهجه الدعوى للاسلام بالحلم والسلم والسلام و من أقواله :من أراد عزاَ و هيبة بلا سلطان فليخرج من ذل المعصية الى عز الطاعة .. وأيضا :أذا بلغك عن أخيك ما تكره فأطلب له من عذر الى سبعين عذراً فأن لم تجد له عذراَ فقل لعل له عذراَ لا أعرفه . هكذا كانت الخطوط والكلمات الرئيسية لسيرة العالم الجليل والتقى الكبير الصادق بشهادة أهل زمانه الامام جعفر الصادق الذى تولى زمام آل البيت .. فكان لهم نعم المعلم والمرشد والرفيق بما اشتهر عنه من حسن خلقه وعظيم زهده وجلال علمه .. فهو الامام ابن الأئمة وأبو الأئمة وفى بيته كان شعاع علوم بيت النبوة سائرا فى ربوع العالم الاسلامى تنيره وتهديه بما من الله على آل بيت رسول الله بعظيم علمه . مسجد السيدة عائشة رضى الله عنها من الداخل وفى هذا البيت الذى التقى فيه طرفا نسل رسول الله من الحسن والحسين حين تزوج شقيقها سيدنا اسحق المؤتمن بن جعفر الصادق من السيدة نفيسة حفيدة سيدنا الحسن ..وبعدما تجمعت كل روؤس العلم فى بيت الامام جعفر الصادق أخذت عروس آل البيت تنهل من نهر العلوم الفقهية والانسانية والاسلامية الذى جرى سريانه فى بيت تلألأت فيه أنوار النبوة المشرفة فى قلوب ورثة العلوم المحمدية عن خير خلق الله أجمعين من ولد أدم الى يوم الدين وعلى هذا الحال دآبت السيدة عائشة فى نهل العلوم ضحاها حتى عشاها بما من الله عليها من فيض علوم القرآن وتستقى أيامها تحت ظلال الرحمن الذى وهبها من العلم والتقوى الكثير والكثير فكانت نجمة مضيئة بين نجوم بيت النبى يشار لها بالبنان ويسأل عنها كل متعطش لعلوم القرآن . ولأن الله الجليل القدير وهب مصر اسم الكنانة فكانت على مر التاريخ ملتقى أهل بيت رسول الله الكرام ومقصداً لهم فرارا من بطش الجبارين و السفاحين .. وكأن الله جعل من مصر كنانة لحفظ سهام بيت آل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آتت السيدة عائشة الى مصر مع إدريس بن عبد الله المحض ، بعد موقعة ( فخ ) ـ واد بمكة ـ التي استشهد فيها عدد ليس بالقليل من أهل البيت وبعدها قصد الكثير من نسل الرسول الكريم أرض مصر هربا من بطش الخليفة العباسى وكان ذلك العام هو عام وفود آل النبى إلى أرض المحروسة وعلى رأسهم أخيها اسحق المؤتمن وزوجته السيدة العالمة الجليلة السيدة نفيسة وأبيها الحسن الأنور وإخوتها عام 145 هجريا . وبالقرب من جبل المقطم وعند القرافة الكبيرة بمصر سكنت السيدة عائشة فكانت محور اهتمام المصريين مثلما فعلوا بالسيدة نفيسة وكان لها لقاءات علمية فقهية تدار فى بيتها تعلم فيها قاصديه مما أفاض الله عليها من مختلف العلوم القرآنية والأحاديث والزهد والتعبد اللذان كانا لها منهجا فى حياتها .. حتى اشتهر عنها مقولتها الشهيرة التى جاءت فى جميع الكتب التى سطرت القليل من تاريخ السيدة عائشة فكانت تخاطب ربها فى دعائها قائلة "( وعزتك وجلالك لـئن أدخلتنى النار لآخـذن توحيدى بيدى فأطــوف بــه على أهـل النار وأقـول : وحدته فـعذبنى " ومما تدل عليه مناجاتها لرب العزة أنها كانت عابدة قانتة حافظة لكتاب الله مما جعلها شديدة الثقة فى حسن عبادتها وهو ما اشتهر عن اخلاصها الشديد فى عبادتها . من هى أم فروة وبالنظر الى اسم السيدة عائشة سنجده اسما فريدا فى تاريخ نسل آل بيت رسول الله الكرام حتى ظن البعض من أهل مصر أن مقام السيدة عائشة بميدانها الشهير هو لزوجة النبى المختار عليه الصلاة والسلام السيدة عائشة بنت أبى بكر الصديق الخليفة الأول لرسول الله بعد أدائه للأمانة واستكماله للرسالة .. حيث لم يكن من اعتياد آل البيت اطلاق اسم عائشة أو حتى تلقيبهن بهذا الاسم .. وذلك لما يرجعه البعض للخلاف الذى وقع بين السيدة عائشة بنت أبى بكر وسيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه . ولكن لأن آل البيت فى ذلك الوقت وفى إمامة الامام جعفر الصادق وهو العابد المطيع فلم يجد حرجا فى كناية ابنته بلقب راوية الحديث وزجة خير خلق الله أجمعين النبى المصطفى الأمين محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وسلم .. وهنا قد يتسآل البعض عن ما إذا كان هذا الاسم هو الاسم الحقيقى للسيدة عائشة أم ان هناك اسم غيره .. وللإجابة على هذا السؤال نجده فى كتب السير والتراجم التى ترجمت وكتبت فى تاريخ احفاد رسول الله وكما يقول الشبلنجى فى كتابه المشهور "نور الأبصار " ان السيدة عائشة كان هذا الاسم لقبا لها وليس اسما حقيقيا وانما اسمها الحقيقى هو ( أم فروة) أو العكس وهو تيمنا بجدتها الكبرى لأم أبيها أم فروة بنت القاسم بنت محمد بن ابى بكر الصديق رضى الله عنهم جميعا. ولقد توفت السيدة عائشة بنت جعفر الصادق رضى الله عنهما فى نفس العام 145 هجريا الذى جاءت فيه إلى مصر مما جعل من سيرتها بمصر وحياتها قليل عن المؤرخون حيث قيل أنها توفت صغيرة فى بدايات العشرين من عمرها ولم تتزوج ولكن بعض المؤرخون قالوا أنها تزوجت من خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز حفيد سيدنا عمر بن الخطاب حينما كان واليا على المدينة المنورة وكانت لم تأت الى مصر فى ذلك الوقت ولكن هذا الراى ضعيف وذكره القليلون .. بينما أجمع الكثيرون على أنها لم تتزوج فى حياتها وتوفيت فى سن العشرين من عمرها أو سن الثالثة والعشرين ولم تتزوج ولذلك يطلق عليها العامة والخاصة ( عروس آل البيت) . لماذا يزور أهل الخليج السيدة عائشة طمعا فى الحج أو العمرة صلاح الدين يجعل لها بابا باسمها فى سور القاهرة ومثلها مثل بقية آل البيت فى مصر حيث يدفنون فى المكان الذى به يتوفون فقد دفنت السيدة عائشة فى بيتها الذى كان محل اقامتها وشيدت عليها قبة صغيرة وأصبحت مزارا لأهل مصر والمسلمون من مختلف الأقطار الاسلامية .. حيث اعتاد المصريون الزيارة والتقرب لآل البيت بالزيارة لمقاماتهم عملا بالآية الكريمة من سورة الشورى "قل لا أسئلكم عليه اجرا إلا المودة في القربى " ولذا كان مقام السيدة عائشة من مقاصد أهل مصر فى الزيارة والتبرك والدعاء لما اشتهر لدى المصريين بأن أماكن دفن أولياء الله الصالحين هى من الأماكن التى يستجاب عندها الدعاء . وفى داخل المسجد لاحظنا كثرة وفود السيدات للزيارة لما اشتهر عن بنت جعفر الصادق رضى الله عنها بين جموع سيدات أهل البيت بأنه عروسة آل البيت حيث أكدت الغالبية المصادر التاريخية أنها ماتت دون زواج وهى بنت سن صغير .. ولم يذكر أنها تزوجت سوى القليل حيث قالوا أنها تزوجت من الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز أثناء توليه امارة مكة ولكن هذا الرأى ضعيف جدا ولم يأخذ به المؤرخون وذلك لما أكدته كتب التاريخ والسيرة بأنها ماتت قبل أن تتزوج ولذلك فقد اعتبرها البعض احدى صاحبات باب الزواج فتزورها كل صاحبة حاجة فى زواجها .. وحاول البعض بينما اشتهرمقام السيدة عائشة بين سكان دول الخليج بأنها صاحبة باب الحج والعمرة فى مصر أى أن من أراد أن يمن الله عليه بالحج أو العمرة وزيارة المسجد النبوى الشريف فعليه بكثرة زيارة مقام السيدة عائشة فى مصر لما جعل الله فى مقامها استجابة للدعاء بزيارة المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوى بالمدينة المنورة ولذلك يحرص محبى آل البيت من زوار الدول الخليجية الى مصر على زيارة مسجد السيدة عائشة والصلاة فيه وقراءة الفاتحة عند مقامها والدعاء أمام مقامها الى الله سبحانه وتعالى بأن يكتب لهم زيارة بيته الحرام ومسجد نبيه الكريم . مقام السيدة عائشة رضى الله عنها من الداخل وظل المقام على حاله طوال السنين حتى جاء حكم صلاح الدين الأيوبى بتأسيسه للدولة الأيوبية على أنقاض الدولة الفاطمية ولأنه كان عسكريا فقد فكر فى اقامة سور حول عواصم مصر الأربعة للحماية ضد الهجمات العسكرية من المغيرين على الدولة الاسلامية مثلما فعل ببناء القلعة المعروفة حتى يومنا هذا وحينما تم تشييد السور حول القاهرة قطع طريق السور قبة مقام السيدة عائشة من ناحية القرافة .. وهنا نسأل انفسنا ماذا فعل صلاح الدين الأيوبى بقبة مقامها .. هل هدمها .. هل نقل رفاتها ؟ الاجابة أبدا ما كان ليفعل ذلك لما يعرفه من قدر وعظمة آل البيت وإنما قام بتوسعة القبة وتجديدها و انشأ بجوارها مدرسة وفتح فى السور باب سماه باب السيدة عائشة وهو ما يعرف الأن بباب القرافة . اتخذ مسجد السيدة عائشة شهرة كبيرة حتى اطلق اسمها على أحد أكبر ميادين القاهرة على اسم مسجدها وكأن الله أراد ان يجعل من السيدة عائشة المتوفاة صغيرة وكان من الممكن أن تندثر ذكراها وتتوارى سيرتها بعيدا عن أعين المحققين والمؤرخين ويهجر مقامها الزوار من أهل مصر وغيرها إلا أن الله جعل من مقامها محورا فى الكثير من تاريخ عمران مصر فكما التقى مقامها سور صلاح الدين الذى أنشأه .. كان نفس الحال لمسجدها فى عصرنا الحالى حيث يتمركز مسجدها بشكله الحالى فى ميدان كبير تحط فيه ملتقى السيارات من كل مكان وينطلق منه الكثيرون للحياة حولها وتلتقى فى محور التقاء آل البيت وبعضهم البعض فتكون محل تقدير واهتمام على مر الزمان .. ولعل من الطريف أن مكان مسجدها الحالى كان كثيرا ما تصطدم السيارت النقل الكبيرة القادمة من طريق المقطم والقطامية ( طريق السويس ) وتحديدا ليلا ببعض البنايات المجاورة للمسجد وأيضا كانت تطول السور الخارجى للمقام بعض الحوادث فما كان من الدولة إلا أنها اهتمت بالمسجد وجددته وأحاطته بسور حديدى وقسمت الميدان من الناحية المرورية بحيث لا يقع المسجد فى مواجهة مباشرة مع سيارات النقل الكبيرة( اللورى ).. حتى أصبحت السيدة فى مقامها مثلما كانت فى حياتها ملتقى الناس من جميع الأعمار والاقطار. مقام السيدة عائشة رضى الله عنها بالمقصورة النحاسية من السيدة زينب ويجمع المؤرخون على قدوم السيدة عائشة إلى مصر عام ( 145 هـ) وتوفت بـها فقد جاء فى كتاب تحفة الاحباب للسخاوى أنه رأى قبر السيدة عائشة وقد ثبت عليه لوح رخامى مكتوب عليه هذا قبر السيدة عائشة من أولاد جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين ابن الإمام علــى بن أبى طالب وظل مزار السيدة عائشة حتى القرن السادس الهجرى مزارا بسيطا كما ذكر فى الخطط التوفيقية لعلى مبارك يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبـــة ترتكز على صفين من الاعمدة من المقرنصات وجاءت ترجمتها فى كتاب مشاهد الصفا فى المدفونين بمصر من آل المصطفى صلى الله عليه وسلم أنها من العابدات المجاهدات القانتات والمسجد الآن يقع فى الميدان المسمى باسمها وهو الموصل الى المقطم جهة الشمال الساير الى الامام الشافعى والبساتين وحهة اليمين الى السيدة نفيسة والإمام الليثى ومدينة الفسطاط وقد أعاد بناءه الأمير عبد الرحمن كتخدا وزير الأوقاف فى القرن الثامن الهجرى وفى كتاب تحقيق مراقد ومشاهير آل البيت للباحثين المستشار رجب عبد السميع وعادل سعد زغلول ووصفت الدكتورة سعاد ماهر المسجد فى موسوعتها ( مساجد وأولياء مصر الصالحين ) أن المسجد يتكون من مربع يتوسطه صحن مسدس تحيط به الأروقة ويوجد بالواجهة الغربية بابان بينهما المأذنة وقد كتب على الباب البحرى ما نصه مسجـــد أمــه التقـــى فتــــراه كبدور تهــدى بها الأبــــرار وعباد الرحمن قد أرخـــــــــــوه تلأ لأ بـحبـــه الأنــــوار وكتب على الباب القبلى ما نصه بــمقام عائشــة الــمقاصد أرخــت سـل بنت جعفر الوجيه الصـادق وكتب على باب القبـــــة لعائشـــــة نـور مـضئ وبـهجــة وقبتها فيهاالــدعأ يـجــاب وقد تحقق المرحوم أحمد زكى باشا من وجود جـثمانها الطاهر بالضريح فنادى على رؤوس الأشهاد بقوله (إن المشهد القائم فى جنوب القاهرة لاسم السيدة عائشة النبوية هو حقيقة متشرف بضم جثمانـها الطاهر وفيه مشرق أنوارها ومهبط البركات بسببها ) وقد قامت الدولة بتجديده تجديدا شاملا فنقلت له أحجار مسجـد أولاد عنان والمعروف الأن بمسجد الفتح برمسيس كما نقلت لها المقصورة النحاسية التى كانت على قبر السيدة زينب رضى الله تعالى عنها ( وكأنما أهدتها عمتها الكبرى رداء كسوتها لتنال من عظيم قدرها وشهرتها). منقول ... | |
|