نور الوجود و ريُّ روح الوارد*** هبرية تدنـي الوصـول لعابـد
تزهـو بسلسلـة لهـا ذهبيـة *** من شاهدٍ للمصطفى عن شاهـد
طَوَّفتُ في شرق البلاد و غربها *** و بحثتُ جهدي عن إمام رائـد
أشفي به ظمـأ لغيـب حقيقـة *** و أهيمُ منه في جـلال مشاهـد
فهدانيَ الوهـابُ جـلّ جلالـه *** حتى وجدت بتلمسان مقاصـدي
و اليوم آخذُ نورها عن شيخنـا *** محيِ الطريـقِ محمـد بلقايـد
ذقنا مواجيـد الحقيقـة عنـدهُ *** و به عرجنا في صفاء مصاعـد
عن شيخه الهبري درِّ كنـوزه *** فاغنم لآلئـهُ و جـدّ و جاهـد
دنـدنْ بمـا لُقِّنتَـه مـن ورده *** بصفاء نفـس متيّـم متواجـد
إيّاكَ من لفـتِ الفـؤادِ لغيـره *** و اجعل سبيلكَ واحـداً للواحـد
شاهد رسـول الله فيـه فإنّـه *** إرثٌ توُورثَ ما جدا عن ماجـد
فإذا وصلتَ به لنور المصطفـى *** فالمصطفـى لله أهـدى قـائـد
و هناك تكشِفُ كلّ سرّ غامـض *** و تشاهد الملكوت مشهد راشـد
و إذا البصائرُ أينعـتْ ثمراتهـا *** نالتْ بها الأبصارُ كـل شـوارد
لا تُلـقِ بـالاً للعـذولِ فـإنّـه *** لا رأي قطُّ لفاقـد فـي واجـدِ
لو ذاقَ كانَ أحدّ منـك صبابـةً *** لكنّـه الحرمـان لـجَّ بجاحـد
سر في طريقك يا مريد و لا تًعِرْ *** أذناً لصيحـة منكـرٍ و معانـد
لا يستوي عند العقولِ مجاهـدٌ *** في الله قـوّامُ الدّجـى بالرّاقـد
اللهَ قلِ بحوى الهيـامِ و ذرهـمُ *** يتخبّطـونَ بكـل زورٍ فـاسـد
ثابر أخَيَّ علـى تجـارة رابـحٍ *** و اترك لحزبهمُ تجـارة كاسـد
اللهُ قصدكَ و الرّسولُ و سيلـةٌ *** و خطاك خلـف محمـد بلقايـد