[b style="text-align: center;"]محبة الكائنات لسيد السادات صلى الله عليه و سلم[/b][b style="text-align: center;"].[/b]
جاء نبينا الجامع صلى الله عليه و سلم الذي من جمعه حمل رسالة استوعب جميع المكلفين من الجن و الإنس إلى يوم
القيامة على مختلف عقولهم و افكارهم وأزمنتهم و أعصارهم و تقلب أطوارهم إلى يوم الدين
و لقد صرح بهذه الخصوصية صاحب هذه المزية و قال في أقولاه الصحيحة المروية * و كان الرسول يبعث إلى قومه
خاصة و بعثت إلى الناس كافة* و قال في اللفظ الآخر* و بعثت إلى الخلق كافة صلى الله عليه و سلم.
و في ذلك إشارة عجيبة إلى اتساع مكانته و قوة ما تحمل حتى يشترك في التشرف بالإيمان برسالته أصناف من
المخلوقات غير المكلفين و غير المخاطبين كالحيوانات و النباتات و الجمادات , و قد شهدت بالرسالة لخير البريات
صلى الله عليه و سلم بل جاوزت مجرد التصديق و الشهادة بانه رسول الخالق إلى مستوى الشوق و معنى الرغبة في
القرب منه و في لقائه , و العجب ان حنين الجذع لم يكن من مكان منتزح بعيد بل إنما على فراق ملازمة الجسد الشريف
الذي لم يبعد إلا أذرعا معدودة , و هو قريب منه على المنبر يسمع صوته الشريف و يرى شخصه العظيم المنيف و لكن
مع ذلك ما حمل هذا الجذع من شعور أذى به إلى ان لا يطيق أن يبعد عنه و لو اذرعا معدودات و ان يضج و يحن حتى
يكاد أن ينشق فلا يسكت حتى يضمه إلى صدره حبيب الرحمن صلى الله عليه و سلم , و يشبه الصحابة سكوته بالأم
تضم ولدها إلى صدرها فيسكت شيئا فشيئا حتى ينقطع بكاؤه , فكذلك لاحظوا الجذع كيف يسكن أنينه قليلا قليلا الذي كاد
ان ينشق بسببه حتى هدأ الجذع و سكن وسكت.
تحدث جد الحسن عن هذا المقام و قال : لو لم أضمه إلي لبقي يحن إلى يوم القيامة فما سكنت لوعة الجذع إلا بضم صدر
سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فسبحان الله حتى الجمادات احبته حتى الجذوع حنت إليه و أرادت اللقاء و ما سكنت إلا
بعد أن ضمها إلى صدره الشريف , فما أعظم مقامه عند ربه جل جلاله و تعالت عظمته هذه المحبة تسربت إلى الجامادات
التي خلقها الله لأنها علمت أنه ليس اكرم على الله منه صلى الله عليه و سلم و من والاه واهتدى بهداه.
النسبة إلى حبيب الرحم التي جاءت بها الرسالة نسبة فلبية و نسبة روحية مع اهل دائرة الإستجابة لهذه الرسالة
السماوية المتمثلة في الحضرة المحمدية.
و كانت نسبة هذه الإستجابة نسبة بينهم و بين رب الأرض و السماء يعلي لهم بها الشأن هنا و هناك فضلا و كرما , و
هذه النسبة هي مع كل مؤمن من المؤمنين من اهل الارض و السماء تميزت واختلف فكان أشرف النسب نسبة المنطوين
في دائرة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم من خصوص أمته فكان لهم بهذه الخصوصية تميز على الامم السابقة و تمي
عمن قبلهم من أنواع الخلائق الذين كانت معهم نسبة التوحيد و نسبة الإدمان بالملك المجيد غير اننا معشر الامة كان
لنسبتنا قوة من حيث انتمائنا لخاتم النبوة صلى الله عليه و سلم فالحمد لله على هذه الميزة و هذه الخصوصية
إن الله برا أرواحا للأنبياء يحضر بها في السماوات العلي او برأ الله أرواحا لخاصته من غير الأنبياء كجعفر بن أبي طالب
حتى تطير من الاردن إلى المدينة المنورة فتسلم على الحبيب صلى الله عليه و سلم و تخاطبه و ترجع في مثل لمح
البصر فروح سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أكبر من ذلك و أسرع و أوسع و أعظم قدرة على التنقل و الخطاب فهو
روح المخاطبة من أهل الارض و السماوات بالصلوات و التسليمات و إن الله يسلم عليه فتتلقى روحه سلام بارئه الذي
أكرمه و جعله أقرب الخلق إليه و أكرم العباد عليه و إن الله ليسلم عليه و إن الملائكة ليسلمون عليه و في ذلك يقول صلى
و ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتي ارد عليه السلام..*