المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34098 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: الحكم العطائية ( 21 ) الأحد يوليو 13, 2014 7:48 am | |
| إذا تبرأ السالك من حَوْلِه وقوته وصل إلى مرحلة الرضا والتسليم، ورأى كل شئ فى الكون بفعل الله، لأنه لا إله إلا هو، فَرَضِىَ بما كان، فلم يقنط ولم يحزن على ما فاته ولم يَتَشَوَّف إلى غير مراد الله فى كونه، وعلى ذلك فإذا دعا الله دعاه محض عبادة {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} . إذن (الدُّعَاءُ هُوَ الْع...ِبَادَةُ)، ولفظ " هو " يُسَمُّونه ضمير الفصل. يقولون: " فَصْلٌ فِيهِ لاَ فَصْلٌ بِهِ "، يعنى: الدعاء العبادة. وأتى بالضمير "هو" لكى يبين أن المعرفة التالية لذلك المبتدأ إنما هى خبر وليست صفة له، وضمير الفصل يفيد الحصر والقصر. فإذا ما دَعَوْتَ رَبَّكَ دعوته متعبداً وليس متشوفاً، فطالب الدنيا أو طالب الآخرة إنما طلبه للدنيا وطلبه للآخرة حجاب. فإذا رُفِعَ الحجاب شعرت بحلاوة الإيمان وبحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قلبك. طَلَبُكَ مِنْهُ: اتِّهَامٌ لَهُ إذا لم يكن على صفة العبادة، فهناك فرق بين أن تقول: يا رب أنا أريد هذا، وبين أن تقول: يا رب أنا أريد هذا ولا أقولها بلسانى إلا عبادة لك، يعنى ليس هناك تشوفاً فى نفسك للمطلوب، بل انتهى تَشَوُّفِكَ ولم يبق فيك إلا الرضا بما أراده الله .. فإذا أخر ربنا عليك المطلوب فتسعد وتصبح مسروراً، وتقول الحمد لله لقد أديت ما عَلَىّ فقد حمدت الله ولم أتشوف، فلا أحزن إذا ما تأخر الطلب، أما الثانى يتململ ويقول: يا رب لقد دعوتك فلماذا لم تستجب لى! وهذا فيه اعتراض، ولكن التسليم المطلق أن تجعل لَهَجَكَ بالدعاء عبادة. هل فكرت فى قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرشدك : (الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ) ، أى اجعله عبادة ولا تجعله طلبا ولا تشوفا. ومن الذى يستطيع هذا؟ فكلنا متمسكون بالدنيا، نحزن على المفقود ونفرح بالموجود، ولذلك فإن دعاء الصالحين هو: "اللهم اجعل الدنيا فى أيدينا ولا تجعلها فى قلوبنا" فهم لا يحزنون على المفقود ولا يفرحون بالموجود .. هم لا يتركون الدنيا بل يحصلونها لله، فإن فقدوها لا يحزنوا، فهم يعلمون فى أنفسهم أنها ليست لهم، إنها مِلْك الله يعطيها من يشاء. طَلَبُكَ مِنْهُ: اتِّهَامٌ لَهُ .. يعنى هات .. أعطنى .. إنما هو اتهام له لأنه يعلم حاجتك وسوف يقضيها. ألا تعلم أنه على كل شئ قدير وأنه بكل شئ عليم وَطَلَبُكَ لَهُ غَيْبَةٌ مِنْكَ عَنْهُ فاللهم وَصلنى إليك .. إذن معنى ذلك أنك لم تصل بعد وأنك غائب، وهذا كلام عالٍ جداً. وَطَلَبُكَ لِغَيْرِهِ سبحانه وتعالى وليست له، فتطلب مثلاً أن يشفى ابنك أو ينجحه أو يسدد ديونك لِقِلَّةِ حَيَائِكَ مِنْهُ فلو كان عندك حياء لقلت: اللهم افعل الخير كله وَطَلَبُكَ مِنْ غَيْرِهِ فهى مصيبة، لِوُجُودِ بُعْدِكَ عَنْهُ فأنت بعيد جداً ولابد عليك أن تسير فى الطريق حتى تستقيم لك الأمور مع الله. ...... | |
|