هي فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبى طالب رضي الله عنهم أجمعين ، وهى شبيهة جدتها الزهراء البتول السيدة فاطمة الزهراء بنت سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبة وسلم
والسيدة فاطمة النبوية هي بنت أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله ، أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبة وسلم وأحد المبشرين بالجنة ( طلحة الخير ) كما كان يناديه الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم ، وكانت السيدة أم إسحاق زوجة للإمام الحسن رضي الله عنه وقبل وفاته وصى أخاه الحسين رضي الله عنه أن يتزوجها فتزوجها وأنجب منها السيدة فاطمة رضي الله عنها ، وقد أنبتها الله عز شأنه أحسن نبات وزكاها أفضل تزكية ، في بيت أبيها الإمام الحسين رضي الله عنه فورثت عنه الكرامة والشجاعة والفصاحة والعلم والكرم والسخاء وقد تربت تربية محمدية متجللة بالجمال والكمال مرتدية رداء العفة والجشمة فكانت شجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن الله .
عرفت السيدة فاطمة النبوية رضي الله عنها و ارضاها بـ "أم اليتامي" لأنها اشتهرت برعاية أبناء ضحايا وشهداء الحرب وذلك لما عرف عنها باصطحابها لسبع بنات تيتمن بعد كربلاء فأصطحبتهن معها أينما كانت وتكفلت برعايتهن طوال حياتها . ولم تكتف ام اليتامى بالبنات السبعة فقط وإنما كانت دارها مأوي للمساكين من جميع الأقطار فكانت تحسن إليهم وتطعمهم وتلبسهم وتعينهم بكل السبل علي مواجهة الحياة ومن هنا لقبت ايضا بـ " أم المساكين " و " أم الحنان "
زواجها رضي الله عنها : نشأت السيدة فاطمة النبوية رضي الله عنها نشأة حسنة وما ان بلغت سن العشرين حتى كانت آية في الجمال ومظهرا من مظاهر الكمال قد أودع الله في نفسها روحا طاهرة زكية وقلبا تقيا نقيا في صدق بالغ وإخلاص عظيم ، فرغب الناس في تزويجها لينالوا شرف هذا النبل الكريم فاختارها أبوها الحسين لابن عمها الحسن المثنى بن الحسن السبط قائلاً له قد اخترت لك ابنتي فاطمة إذ هي أكثر شبها بأمي فاطمة الزهراء رضي الله عنها .
فتزوجها الحسن المثنى الذي كان سيداً من سادات بنى هاشم ومفخرة من مفاخرهم فوجدت فيه كل صفات الرجل الطاهر القلب النقي السيرة والسريرة وقد أنجبت منه أقمارا كالبدور السافرة منهم ( عبد الله المحض ) وسمى بالمحض ( أي الخالص ) لسمو قدره نسباً وحسباً ويلقب بالكامل لكماله وكان شيخ بنى هاشم وسيدا من ساداتهم روى الحديث عن أمه وعبد الله بن جعفر وسعيد بن أبان
قتل علي يد العباسيين ومقامه الشريف مصر في شارع نجيب الريحاني
وبعد وفاة الحسن المثنى امتنعت السيدة فاطمة عن الزواج وفاء له، وأقامت على قبره سنة فى قبة عملتها، وظلت تقوم الليل وتصوم النهار، وكانت تشبه بحور العين لفرط حسنها وكمالها، ولكن أمها ظلت تلح عليها لقبول الزواج حتى انها وقفت ساعتين فى الشمس وأقسمت أنها لن تبرح عنها أو تستجيب لرغبتها فى تزويجها، فقبلت شفقة بأمها وتزوجت بعبد الله بن عمرو بن الإمام عثمان بن عفان الملقب بالمطرف لوسامته وأبهته وأنجبت منه القاسم ومحمد الملقب بالديباج لجماله، ورقية ، وقد مات عنها عبد الله بن عمرو ولم تتزوج بعده.
و تعد السيدة فاطمة النبوية من التابعيات الراويات للحديث النبوى، فلها العديد من الأحاديث المرسلة عن جدتها فاطمة الزهراء وعن أبيها الإمام الحسين وعمتها السيدة زينب بنت الإمام على وأخيها الإمام على زين العابدين والسيدة عائشة أم المؤمنين وسيدنا عبد الله بن عباس والسيدة أسماء بنت عميس وسيدنا بلال مؤذن الرسول رضى الله عنهم أجمعين.
مواقف من حياتها رضي الله عنها : -
إن آل البيت مع عظيم مكانتهم عند الله خصوا بأعظم أنواع الإبتلاء ، وقد مرت السيدة فاطمة في منتصف شبابها بمحنة من أشد ما مر على آل البيت ،والتى تتمثل في يوم كربلاء الرهيب ، وقد قدر للسيدة فاطمة أن تكون مع أبيها الإمام الجليل ساعة استشهاده هو وأكثر أهل بيته وأولاده ، ثم تؤخذ مع الرهط النبيل المفجوع إلى قصر يزيد حيث جبههم بغليظ الكلام والسيوف حولهم مشهرة والعيون بالرثاء أو الشماتة ناظرة ، غير أنه سرعان ما استخذى أمام جرأة سيدي زين العابدين والسيدة زينب بنت الإمام على ، وتطامن كبرياؤه أمام ثبات جنانهما وقوة حجتهما ، وصرخت فيه السيدة فاطمة في استنكار : أبنات رسول الله سبايا يا يزيد ؟! .. فخجل يزيد وقال : بل حرائر كرام وأدخلهن على أهله وبالغ في التودد إليهن محاولا أن يصلح من وقع جريمته الشنعاء على قلوب المسلمين حتى قالت السيدة سكينة متهكمة على ما يفعله : ما رأيت رجلا كافرا بالله خيرا من يزيد ابن معاوية .
................