بحث موثق عن السيدة فاطمة النبوية ( رضى الله تعالى عنها )
**
هى السيدة ( فاطمة ) بنت مولانا الإمام الحسين بن أمير المؤمنين ( على ) بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم أجمعين وهى الدينة النيرة القريبة الشبه بجدتها الزهراء البتول ( السيدة فاطمة الزهراء ) بنت سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم فى جودها وجلدها وزهدها .
يقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية فى ج2 ص 99
=============================
( يقول ) بحارة السيدة فاطمة النبوية عرفت بذلك لان هناك ضريحها الشريف وهو ضريح جليل ذو وضع جميل عليه قبة مرتفعة ومقصورة من النحاس الاصفر داخل المسجد المعروف بها – أنشأه المرحوم عباس باشا نشأة حسنا وجعل فيه منبرا ودكة وعمل لخ ميضأة وحنفية من الرخام ومنارة وبابين أحداهما الى الحنفية والآخرإلى الضريح الشريف ويعمل لها حضرة كل ليلة ثلاثاء ومولد سنوى نحو العشرة ايام ولها نذور كثيرة وزيارات ( أنتهى )
أما فى الجزء الخامس من نفس الخطط ص 66 فيقول أيضا :
=================================
هذا المسجد بالدرب الأحمر عن شمال الذاهب الى القلعة فى داخل عطفة تعرف بها أنشأها المرحوم عباس باشا انشأ حسنا وجعل به ستة أعمدة من الرخام وفرشه بالحجر المنحوت وجعل فيه منبرا من خشب ودكة واقيمت فيه الجمعة والجماعات وعمل له ميضأة وحنفية من الرخام وسط محل متسع مفروش بالحجر المنحوت يفصله من طرقه المراحيض درابزين من خشب وله منارة وبابات أحداهما الى الحنفية والميضأة والآخر إلى ضريح السيدة وهو ضرييح جليل ذو وضع جميل واقع عن يسار القبلة عليه قبة مرتفعة ومقصورة من نحاس اصفر وخارج القبة رحبة مربعة مفروشة بالحجر المنحوت والحصر السمار والبسط كما يلى القبلة من الجامع وخارج تلك الرحبة رحبة أخرى صغيرة عليها درابزين من الخشب يجلس فيها الخدمة وفى بعض الوثائق ان الاميرر سليمن افندى الشهير بموسيو أنشأ وعمر زاوية ضريح السيدة فاطمة النبوية رضى الله عنها بقرب من درب شعلان وزرع النوى داخل الدرب المعروف بالنبوية على يسرة السالك للتبابة ودرب السباع وصرف على ذلك مبلغا قدره ستون ألف نصف من الفضة ولهذا المسجد أوقافا جارية عليه تحت ديوان وزارة الاوقاف وفى مشارق الانوار قال العلامة الاجهورى السيدة فاطمة النبوية بنت سيدنا الحسين السيط رضى الله عنه مدفونة خلف الدرب الأحمر بزقاق يعرف بزقاق السيدة فاطمة النبوية فى مسجد جليل ومقامها عظيم وعليه من المهابة والجلالة والوقار ما يسر القلوب للناظرين – وما أشتهر من أن السيدة فاطمة النبوية بدرب سعادة فهو غير صيحيح ولكن من الممكن أن يكون معبدها ويحتمل أن تكون فاطمة أخرى من بيت النبوة ( أنتهى )
صورة
( أم إسحاق ) بنت طلحة بن عبد الله أحد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد المبشرين بالجنة (طلحة الخير) كما كان يناديه الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم – وكانت السيدة إسحاق زوجة للإمام الحسن رضى الله عنه وقبل وفاته وصى أخاه الحسين عليه السلام أن يتزوجها فتزوجها وأنجب منها السيدة فاطمة رضى الله عنها – وقد ولدت له ( على ) المشهور عام أربعين هجرية بالمدينة المنورة – وقد أنبتها الله عز شأنه أحسن نبات وزكاها أفضل تزكية ، فى بيت أبيها الإمام ( الحسين ) عليه السلام فورثت عنه الكرامة والشجاعة والفصاحة والعلم والكرم والسخاء وقد تربت تربية محمدية متجللة بالجمال والكمال مرتدية رداء العفة والجشمة فكانت شجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن الله .
= و سوف ننتقل إلى مقال النسابة حسن قاسم والذى كتب عنها العديد من المقالات فى مجلة الاسلام ومجلة هدى الاسلام
أما جدى النسابة حسن محمد قاسم عالم السنة والبحاثة فيقول
=================================
هذا الموضوع بالصور المأخوزة بالمقام والمسجد بالدرب الأحمر بالقاهرة
نبذة تاريخية عن السيدة فاطمة الكبرى بنت الحسين رضى
الله تعالى عنها بمناسبة الاحتفال بمولدها
للأستاذ حسن محمد قاسم
************************
أحتفل أهالى القاهرة فى الأسبوع الماضى بمولد السيدة فاطمة النبوية بنت الامام أبى عبد الله الحسين رضى الله تعالى عنهما فماجت وفود الزائرين بقصد الزيارة والتماس البركة ( ولا غرو ) فالسيدة فاطمة كوكب شهيرات النساء اللاتى أنجبهن الدهر وسيرتها تعد من غرر السير بما تحويه من وجدان صادق وعاطفة فياضة وإحساس عميق فهى سلسلة فضائل قد استحقت من النفوس اعجابا كثيرا 0 كيف لا والسيدة فاطمة رضى الله عنها معدن الطهارة والتقديس 0قد جمعيت بين الشهامة والكرامة والعفة والاستقامة والتدين الصادق والمعرفة التامة بالحقوق الزوجية المقدسة والواجبات الدينية ، تهدى إلى ربات الخدور من العفاف مثالا قويما ومن حسن السلوك والتدبير طريقا مستقيما وتغرس فى قؤادهن المبادئ الصالحة وتزين عقولهن بالحكمة وتحملهن على حب الفضيلة وحسن المعاشرة ولطف الحديث وجميل الأخلاق ومتابعة ما أمر به الدين الحنيف إلى غير ذلك من مزايا حسنة وفضائل جمة
وسنعرض فيما سنكتبه فى هذا العجالة السريعة على أثر هذه الذكرى الخالدة صورا حافلة من حياته الفياضة بجلائل الأعمال .
نشــــأتهـــا :
نشأت السيدة رضى الله عنها نشأة حسنة بين أحضان أبويها تمرح فى ظلهما متمتعة بشباب نضير وما بلغت سن العشرين حتى كانت آية فى الجمال ومظهرا من مظاهر الكمال قد أودع الله فى نفسها 0 روحا طاهرة زكية 0 وقلبا تقيا نقيا فى صدق بالغ
وإخلاص عظيم 0 فرغب الناس فى تزويجها لينالوا شرف هذا النبل الكريم فاختارها أبوها الحسين لابن عمها الحسن المثنى بن الحسن السبط قائلا له قد اخترت لك ابنتى فاطمة إذ هى أكثر شبها بأمى فاطمة الزهراء عليها السلام –
زواجهـــــا :
فتزوجها الحسن وبذلك تمت لها السعادة إذ كان الحسن سيدا من سادات بنى هاشم ومفخرة من مفاخرهم فوجدت فيه كل صفات الرجل الطاهر القلب النقى السيرة والسريرة وقد استطاعت بفضل ما آتاها الله من حكمة أن تدرس طباع رجلها درسا جيدا وبهذا أحسنت السلوك معه على الطريقة المرضية التى تكون بين الزوج وزوجه فنالت عنده المنزلة الأولى والمقام الأجل وأصبحت إرادته رهن رضاها وقد قامت بتأدية وظيفتها الزوجية من كل وجوهها أحسن قيام فعاش كلاهما عيشة كلها الهناءة والرضا والتوفيق ترفرف عليها آيات الطهارة والقداسة ويتهادى بين ربوعهما
شرف العنصر المقدس الذى ينتسبان إليه وقد أنجبت منه أقمارا كالبدور السافرة منهم ( عبدالله المحض) وسمى بالمحض ( أى الخالص ) لسمو قدره نسبا وحسبا ويلقب بالكامل لكماله وكان شيخ بنى هاشم وسيدا من ساداتهم روى الحديث عن أمه وعبد الله بن جعفر وسعيد بن ابان وروى عنه مالك وسفيا ن الثورى ومات رضى الله عنه بقصر ابن أبى هبيرة ظاهر الكوفة سنة 145هـ 0
على المشهور وله من العمر 75سنة ( وإليه ينسب المشهد الذى بجهة عابدين بشارع الشيخ عبد الله ويزار بحسن النية ) وقبره فى موضع الحبس على شاطئ الفرات ( وقد) أنجب أولادا صالحين تشعبت ذريتهم فى أقطار المماليك الاسلامية وانحصرت فيهم الخلافة الى آخر أيامها 0
( ومنهم ايراهيم الغمر ) – بالغين – ومعناه واسع الخلق كثير المعروف والعطاء ، مات هو الآخر بسجن المنصور عام 145هـ
وهو آخر من مات فيه من بنى الحسن وله بمصر فروع كثيرة جمع غالبهم المشهد المعروف بمشهد آل طباطبا بالقرافة بالقرب من عين الصيرة ومن ذريته (السيدة صفية )المدفونة بسجن مصر محافظة مصر والسيد محمد الحسينى المعروف بالأخرس صاحب المشهد المعروف بشارع السبتية ظاهر القاهرة وثالثهم ( الحسن المثلث ) وقد مات بسجن المنصور ايضا فى السنة المذكورة ونقلت رفاته إلى ينبع النخل فدفنت بمسجد العشيرة وقبره معروف إلى هذا التاريخ وإلى جانبه قبور طائفة من ذريته من أعيانهم الامام أبى الحسن النقاتى ، روى الحسن عن أبيه وأمه وعنه فضيل بن مرزوق وله عند ابن ماجة حديث حديث واحد وامتد عقبه من ولديه على العابد وعبد الله ، وإلى ولده على العابد المذكور ينتهى نسب السادة البكرية المدفونين بمسجد الإمام الشافعى من جهة الأم وهم وبكرية الشام الذين منهم العالم الكبير مصطفى البكرى دفين الصحراء خارج باب البرقية بالبستان صرح واحد0 ( وقد) كانت عناية السيدة بتربية هؤلاء السادة النجباء عناية بلغت حد الوصف وما نشأوا فى أحضان أبويهم وفى ظل ذاك الحنان العائلى حتى ألقت المقادير على تلك الزهرة النضيرة فى ربيع حياتها عاصفة قوية – أجل قوية إذ ذهبت جل آمالها بفقد ابيها التى قد شاركته راضية مختارة بمالها وبنفسها وبأولادها غير مبالية بما هنالك نت المصاعب والمتاعب – فقد فقدت بموت الحسين كل آيات العطف والحنان ولذلك راحت ذاهلة لا ترى للحياة بعده طعما ولا جمالا ولعمرى إن موت الحسين أثار الحزن فى نفس أمة الاسلام جميعا فكيف بأبنائه وبناته تلك الذكرى يندمل لها الفؤاد حقا فلا عجب أن نرى ذلك القلب قلب السيدة الكبرى يتحطم وتملك عليه تلك المأساة كل سبيل فلم يعد يفكر إلا فى هذا المصاب المدلهم الذى أصاب منه الصميم
هاكذا كانت نفسية هذه السيدة الطاهرة بعد تلك الذكرى الدامية التى لازال يتردد صداها فى أنحاء العالم بأسره فتلهج ألسنة الصادقين بقوله تعالى ( إنا لله وإنا إليه راجعون )
2 – وفاة زوجها الحسن المثنى
فما لبثت أن فوجئت للمرة الثانية بفقد زوجها فتزايدت حسراتها وتصاعدت زفراتها ( ولا غرو) فقد شاركها فى شرف الأبوين وشاطرها فى مواريث الوالدين خلقا وخلقا لكن تمكنت من تبديل حالتها والاتيلاء على نفسها بنفسها فى حين ما أوحى إليها زوجها فى ساعة نفسه الأخير وروحه على أبواب الفردوس يحفها الملأ الأعلى من بشائر المصافاة والمحاياة التى قضياها فى الحياة الزوجية ( وقد) أعرب كلاهما عن ذلك قولا وفعلا ( ذكر ) أبو الفرج الاصبهانى فى مقاتل الطالبين – لما حضرت الحسن بن الحسن الوفاة جزع وجعل يقول : إنى لأجد كربا ليس من كرب الموت ، فقيل له ما هذا الجزع تقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جدك وعلى و الحسن والحسين وهم آباؤك ، فقال ما لذلك أجزع ولكن كأنى بعبد الله بن عمرو حين أموت قد جاء فى محصرتين ( طائفتين من أتباعه ) وقد رجل جمته ( سرح شعره ) يقول أنا من بنى عبد مناف جئت لأشهد ابن عمى وما به إلا أن يخطب فاطمة بنت الحسين فاذا مت فلا يدخل على ، فقالت له فاطمة وهو يسمع ، اعتقت كل مملوك لى وتصدقت بكل ملك ، لى إن أنا تزوجت بعدك احدا ، فسكن الحسن وما تنفس ولا تحرك حتى قضى سلام الله عليه ، فلما ارتفع الصياح أقبل عبد الله على الصفة التى ذكرها الحسن فتردد القوم فى دخوله على الحسن ،وأخيرا دخل عليه فوجد فاطمة تبكى فأرسل لها وصيفة له فجاءتها حتى دنت منها فقالت لها : يقول لك مولاى اتق الله فى نفسك فان لنا فيها أربا ن فلم تجاوبها
مضى على وفاة الحسن عام كامل كان فى خلاله عبد عبد بن عمرو يراسل أولياء أمورها فى الغدو والرواح والمساء والصباح فى أمر تزويجها منه فيفاوضونها فلا تقبل وفاء بعهدها لزوجها ، فبعد ضروب التهديد والوعيد التى هددتها بها أمها ( أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التميمى ) وما رأته من معاناتها حرارة الشمس وقد اشرفت على الهلاك وعاطفة الحنان الأموى تأبى ذلك وأيقنت بأن هذا الامر لا مردله وتحقق لديها أنه مراد الله سبحانه ( اذنت ) فى تزويجه ثم وفت نذرها وتصدقت من مالها وملكها بما كانت عينته ، فلما بلغه ذلك أرسل لها ما أخرجته مضاعفا
زواجها بعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان
فتزوجت السيدة منه وقد استطاعت أن تسير معه بتلك السيرة المرضية ، فكانت عونا له ومعينا فرفعت عنده منزلتها وهذا مثال الزوجة الصالحة التى تمتاز أفكارها الطاهرة وبشعورها الحى اللطيف وباخلاقها البهجة وبصبرها الجميل وعفتها النقية ، فكانت للسيدة رضى الله عنها تهيض فى الصباح مبكرة تؤدى ما عليها من حق مفروض لخالقها وواجب مقدس لرجلها ثم تقوم بمهام تدبير شؤون منزلها ( هذه هى مشاركة المرأة زوجها حمل أثقال الحياة ) وهذا هو عمل كل امرأة أوتيت من الحكة نصيبا وافرا فما أجل هذا العمل وأشرفه
أولادهـــــــا من عبد الله
وقد صار لها من زوجها هذا أولادا كأنهم الاقمار أولهم ( محمد الديباج ) سمى بذلك لفرط جماله إذ كان ذا سمت جميل ونفس زكية نقية أخذه أبو جعفر المنصور ثم أمر به فضربت عنقه صبرا وبعث برأسه إلى خراسان فى سنة 146هـ وله عقب مقل
وثانيهم ( القاسم ) وكان له بنت من خديجة بنت عثمان بن عروة بن الزبير انقرضت ( ثم رقية ) وقد قدمت مصر ، قيل فى معية أمها وقيل بمفردها ، وموتها بمصر مشهور لكن مختلف فى الأول
( وتوفى زوجها ) الحسن المثنى سنة 97هـ بالمدينة عن بضع وخمسين عاما وكان قد شهد العطف مع عمه الحسين ، وأرتد جريحا وحمل فيمن حمل إلى الشام ثم إلى المدينة ( وتوفى ) عبد الله فى أوائل القرن الثانى الهجرى ( وقد ) ظن بعض المؤرخين أن فاطمة كانت متزوجة بعبد الله المتوفى سنة 96هـ يعنى به الأكبر والمتحقق أن زوجها هو الأصغر إذ كان لعمرو بن عثمان بن عفان عبد الله أكبر وأصغر ( فالاصغر ) هذا والأكبر هو الملقب بالأطرف لجماله
3 – وفــــــــــــــــــاتها
توفيت السيدة فاطمة رضى الله عنها فى ربيع الأول سنة 110 هـ
ولا يكاد يوجد خلاف بين المؤرخين فى وفاتها وإنما الخلاف الوارد فى موضع الوفاة وغاية ما ذكروه فى هذا الباب بطريق الاجمال أنها قدمت مصر للمرة الثانية بعد وفاة زوجها عبد الله هى وابنتها منه رقية فأقامت بها يسيرا من الزمن وتوفيت فى السنة المذكورة ودفنت بحل سكنها بالحطابة ( تعريف قديم للمنطقة الواقع بها مشهدها وما تقارب منها ) ثم توفيت ابنتها رقية وغلب على ظن بعض مؤرخى المزارات المصرية أن رقية هذه هى صاحبة المشهد المعروف بالسيدة رقية بشارع الخليفة تجاه مسجد فاطمة شجرة الدر وهذا خلاف المعروف فى كتاب الأنساب فقد نقل عنها أن المدفونة بهذا المكان هى رقية بنت زيد الأبلج أخت نفيسة بنت زيد المدفونة تحت القبة المعروفة بمعبد السيدة نفيسة قبلة شارع الزرايب بين المقابر بالقرب من المشهد النفيسى ونستصوب ذلك لشهرةدخول نفيسة بنت زيد إلى مصر ووفاتها بها وما يذكر أن هذا المشهد فيه رقية بنت على بن أبى طالب فليس بشئ
وفى( الكواكب السيارة ) لشمس الدين ابن الزيات ما يستصوب منه دخول فاطمة بنت الحسين إلى مصر ووفاتها بها لكن لم يخطط قبرها بهذه الناحية بل ذكره فى مقابر القرافة الصغرى فى المنطقة الأولى التى ما بين قبر القاضى بكار ومقبرة آل طباطبا إلى مشهد المالكية وأخبر ( بأنه أى القبر ) هو المعروف بقبر مقبل الحبشى قال وهذه التربة ليست له وإنما هى تربـــــة فاطمـــة بنت الحسين ( ونقل ) بعض المؤرخين نصر عبارة الكواكب وقال فيحتمل أن يكون هذا المحل كان فى الأصل محل سكناها فقط-
محلــــة الحطــــابــــة
وكون هذه المنطقة هى محلة الحطابة خسي تعريفها لاشبهة فى صحة ذلك فقد ذكر ابن الزيات ص 89 فى الكلام على قبر الشريف من ذرية عبد الله المحض يدعى محمدا ( قال ) وكان بعض الزوار يقول أنه أخو الشريف سعد الله الذى مشهده بالقــاهرة بالحطابــة ( ثم ) قال وسيأتى الكلام على هذا المشهد ومن حوله من الأشراف والعلماء فى جزء غير هذا 0 ونحوه فى مصباح الدياجى لابن الناسخ حيث قال فى تخطيط قبر سعد الله هذا 0 ثم تأتى محلة الحطابة ظاهر القاهرة هناك ضريح السيد سعد الله بن هبة الله الحسينى وهو من ذرية الحسين الأبعدين وعلى قبره رخامة مكتوب عليها نسبه وتاريخ وفاته فدلت هذه الشواهد على ان هذه المنطقة كانت فيما سلف تعرف بمحلة الحطابة وأن فيها قبورا لسادة أشراف ( قال ) ياقوت فى مشترك البلدان محلة الحطابة ومحلة حلب هما محلتان كبيرتان ظاهر القاهرة ( ومحلة حلب فى منطقة شارع الحليمة وما تقارب منها ) وإلى الآن هذا التعريف القديم موجود واقتصر فى إطلاقه على المنطقة القريبة من قلعة الجبل وباب الوزير ( ولهذا ) وهم صاحب الخطط الجديدة فتوقف فى معرفة من هو سعد الله المقصود بالذكر فذكره بنفس الممنطقة على الاصطلاح الحديث بما عرف من أفواه العامة من انه ابن عبد الله المحض وذكره فى منطقة الحطابة المتقدمة على طريق الاحتمال محجوزا بأن يكون المشهد المعروف بهذه المنطقة بمشهد السادة الشرفاء هو مشهد الشريف سعد الله ( ونتيجة ذلك الاقتصار فى البحث ) إذ الشريف سعد الله هذا ورد مذكورا فى كثيرر من مصادر الأنساب وطبقات العلماء وذكر نسبه صاحب الكواكب فى كلامه على قبر ابن عمه الحسين بن على الافطسى المدفون بقرافة قريش بالقرب من مشهد أم كلثوم ( وقال ) ووفاته سنة 695هـ ورفع نسب السيد الله هذا ما استطلعناه من المصادر المشار اليها
نسب سعد الله
السيد سعد الله بن هبة الله بن محمد بن على بن محمد بن عمر بن الحسن الأفطس بن على الأصغر بن على زين العابدين بن الحسين بن على – وهو من أهل القرن الخامس الهجرى وأصل سلفه من المدائن وكانت فيهم النقابة ويعرفون ببنى تاج الملك واستوطن هو إريل وهاجر منها إلى القاهرة فمات بها وله أخبار طويلة ومشهده لازال معروفا إلى الآن بسكة بير المش بحارة سعد الله شرقى جامع قجماس الاسحاقى (( المعروف بجامع أبى حريبة نسبة إلى الشيخ أحمد الشنتناوى الحسينى المتوفى 1268هـ وهو من الاولياء الملتمس بركتهم يحتفل بمولده فى هذا الشهر أيضا ويقوم بنفقة ذلك حفيده السيد حسين بن ابراهيم ابن أحمد وقجماس المذكور مات سنة 892هـ بالشام
وجدد مشهده قديما الحاج محمد درويش أحد المجاورين له فى أواخر القرن الثالث عشر الهجرى وهو البناء الباقى إلى اليوم وقد تخرب معظمه فهذه العبارات صريحة فى دخزل السيدة فاطمة إلى مصر ووفاتها بها لكن ينقصها تفاصيل كثيرة ( وفى ) الجملة ففى أى مكان كانت فهى ساكنة فى القلوب والضمائر فتزار فى أى موضع شاء الله تعالى 0
مسجد السيدة فاطمة :
وقد بنى على مشهدها فى الأيام الحاكمية ثم أمر
بتجديده المأمون البطائحى وزير المستنصر وفى القرن الثامن الهجرى أعاد تجديده القاضى شرف الدين الصغير ناظر الجيوش المصرية ثم جدده عبد الرحمن كتخدا فى سنة 1176هـ ثم وسع وزيد فيه على أيام الخديوى عباس باشا الأول ولما أمر الخديوى عباس حلمى الثانى بتجديد المشاهد جدد هذا المشهد وأعيد بناؤه وبناء المسجد وهو البناء الباقى إلى يومنا وقد أدخل عليه بعض تحسينات ويوجد بالقاهرة وظواهرها مشاهد أخر عرفت بهذه التسمية كمشهد فاطمة النبوية بسكة درب سعادة وبجامع رشيد بشارع تحت الربع بالعباسية 0
مشهد فاطمة النبوية بسكة درب سعادة : فيه قبر فاطمة بنت محمد بن اسماعيل الثانى بن أحمد بن اسماعيل الاول ابن جعفر الصادق وقدومها إلى مصر ووفاتها بها مشهور ذكره المقريزى وغيره التجديد الباقى إلى اليوم
مشهد فاطمة النبوية بالعباسية : فيه قبر فاطمة قيل أنها هى بنت ابراهيم الجواد المدفون رأسه الكريم بجامع تبر بالمطرية وهو ابن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ذكرها القلعاوى فى مشاهد الصفا ووهم أنها أخت زينب وذكرها غيره ومشهدها مشهور بتلك الناحية ، أما التى بجامع رشيد بشارع تحت الربع المعروف بجامع المقلشانى فمن الصالحات لوم يذكر فيمن عرف من الشريفات
( ويوجد ) أيضا بالقرافة شريفات عرفن بهذا الاسم لهن مشاهد بعضها اندثر والبعض معروف كمشهد السيدة فاطمة العيناء ابنة القاسم الطيب بحوش محمد بك فؤاد المانسترلى بالقرافة ( ومشهد فاطمة الكبرى ابنة عيسى بن محمد بن اسماعيل بن القاسم الرسى من وفيات القرن الخامس الهجرى وهو بمنطقة مقبرة الادفوى بالقرب من قبر المفضل بن فضالة بأخريات القرافة ومشهد فاطمة بنت عبد الله طباطبا بمقبرة آل طباطبا بالقرافة
هذه النبذة التاريخية استطلعناها من مصادر موثوق بها كلها
محفوظ بخزانتنا ودار الكتب المصرية ولا يسعنا فى هذه الألمامة الصحفية استيفاء ذكرها على التفصيل
حسن محمد قاسم
الفاطميات لأحد الكتاب
*************
أولا :
=====
درة الفواطم فاطمة بنت الحسين رضى الله عنهما - اسمها ونسبها: هي فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
درة الفواطم بعد جدتها فاطمة الزهراء بنت سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم،
وبضعة رسول الله وريحانته الحسين الشهيد رضي الله عنه ونفحة من طلحة الخير والجود، ووارثة الحسن والعلم والأدب من أمهاتها وجداتها، سليلة النسب الكريم من أكرم أهل بيت النبوة آباءً وأمهاتٍ وأعماماً وأخوالاً وأزواجاً وأبناءً وأحماء.
محدِّثة جليلة، وتابعية ثقة، ومثال للأمهات اللواتي يحتذى بهن في عصرنا الحالي، جمعت بين علو النسب وشرف العلم رضي الله عنها وأرضاها.
بيت كريم ونسب رفيع - قلما تجد امرأة تجمع هذا النسب الشريف. فأبوها:
الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم. -فهي بهذا النسب حسينية علوية هاشمية، وأمها: أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. وجدّها من جهة أبيها: ( علي بن أبي طالب رضي الله عنه رابع خلفاء الراشدين المهديين )
وفضله وسبقه ومواقفه مشهورة معلومة لو استطردنا وذكرناها ما وفته أوراقنا هذه.
وجدتها من جهة أبيها: فاطمة الزهراء بنت سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم البضعة النبوية سيدة نساء أهل الجنة كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
وجدها من جهة أمها: طلحة بن عبيد الله التيمي - رضي الله عنه الصحابي الجليل، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإٍسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأحد الستة أصحاب الشورى، توفي في واقعة الجمل سنة (36هـ).اشتهر بالجود والكرم وله في أُحد ما له من مواقف مشهورة في الذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وجدتها من جهة أمها:
الجرباء (أم الحارث) بنت قسامة صحابية لها رؤية. وتمام نسبها: الجرباء بنت قسامة بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء. فعلى هذا فاطمة بنت الحسين رضي الله عنها أيضاً أخوالها من طيء. وكانت الجرباء بنت قسامة -لا تقف إلى جانبها امرأة من شدة حسنها فلذلك سميت الجرباء؛ تشبيها لها بالناقة الجرباء التي تتوقاها الإبل مخافة أن تعديها.
وهي صحابية جليلة -قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع أخيه
ا حنظلة بن قسامة وابنة أخيها زينب بنت حنظلة التي تزوجها أسامة بن زيد رضي الله عنهما ثم طلقها وتزوجها نعيم بن عبد الله النحام. -أما أعمامها: فهم إخوة الحسين رضي الله عنه وأبناء علي بن أبي طالب ومن أشهرهم: الحسن بن علي رضي الله عنه، ريحانة رسول الله وسبطه. ومحمد بن الحنفية: أمه أم ولد أعطاها أبو بكر الصديق لعلي من سبي بني حنيفة لما ارتدوا، ومحمد هذا من العلم والورع والشجاعة بمكان. والعباس بن علي بن أبي طالب: وأمه فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية الملقبة بأم البنين. وعمر الأطرف:
وأمه الصهباء أم حبيب بنت ربيعة التغلبية الوائلية، لم يحضر كربلاء، ولا حضرها أحد من ولده، وله فضل وشرف وعلم. أما عماتها، فهن بنات علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن أشهرهن: زينب عقيلة بني هاشم وأمها فاطمة الزهراء، وأم كلثوم: أمها فاطمة الزهراء، وفاطمة: وأمها أم ولد. أما أخوالها: فهم إخوة أمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله وأشهرهم: محمد (السجاد) العابد البار الزاهد وأمه حمنة بنت جحش رضي الله عنها،
وعمران، وموسى، ويعقوب الذي استشهد في الحرة، وإسماعيل وإسحاق وزكريا، ويوسف، وعيسى، ويحيى وصالح، كلهم بنو طلحة بن عبيد الله التيمي وكان يسمي ولده بأسماء الأنبياء. وأما خالاتها: فهن أخوات أمها وهن: عائشة بنت طلحة، والصعبة ومريم،
وأما إخوتها: فهم أبناء الحسين رضي الله عنه وأشرفهم علي (زين العابدين)
ومنه النسل والعقب وفيه العدد والبيت، وعلي الأصغر: الذي استشهد في كربلاء، وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفية. وجعفر: أمه قضاعية، وعمر وأبو بكر: وهما ممن استشهد في كربلاء وأمهما أم ولد، وسكينة (آمنة)، وعبد الله الذي استشهد صغيراً في (كربلاء) وأمهما الرباب بنت امرئ القيس. فهؤلاء كلهم إخوتها من أبيها الحسين رضي الله عنه، أما إخوتها من أمها: أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي:
ومعلوم أن أم إسحاق كانت زوجة للحسن بن علي بقبل أخيه الحسين رضي الله عنهم فهم: الحسين الملقب (بالأثرم) وطلحة، وفاطمة، وأمهم جميعاً أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي، وأبوهم الحسن بن علي رض الله عنهم جميعاً فهم أخوتها لامها وأبناء عمها أيضاً. النشأة الكريمة: في هذا البيت الكريم وبين حنان ورفق الأب الشهيد والأم الوفية، والأعمام والأخوال والعمات والخالات نشأت تلك البضعة الطاهرة النقية السيدة فاطمة بنت الحسين. فأخذت فاطمة تستقي العلم ممن يكبرها في الجو المحيط بأهل بيت النبي صلوات ربي وسلامه عليهم وهذا من نعومة أظافرها حتى شبت عن الطوق، ولكي نتتبع معاً حياتها سوف نستضيء بروايات التاريخ وما صح من الكتب التي تعرض إيجازاً لا تفصيلاً حياتها الكريمة لطائف من أخلاقها عبادتها: روى ابن سعد بسنده أن فاطمة بنت حسين كانت تُسبّح بخيوط معقود فيها، وهذا فيه تحرٍ للعبادة والحرص على الذكر والتسبيح، والخبر نفسه ذكره ابن عساكر بسنده.
حكمتها وعدلها وزهدها: ومن دلائل حكمتها وعدلها ما رواه ابن عساكر بسنده عن عبيد الله بن الحسين بن عبيد الله أن (فاطمة بنت الحسين أعطت ولدها من حسن بن حسن مورثها من حسن بن حسن، وأعطت ولدها من عبد الله بن عمرو ميراثها من عبد الله بن عمرو فوجد ولدها من حسن بن حسن في أنفسهم من ذلك، لأن ما ورثت من عبد الله بن عمرو أكثر فقالت لهم: يا بَنِيّ، أني كرهت أن يرى أحدكم شيئاً من مال أبيه بيد أخيه، فيجد في نفسه، فلذلك فعلت ذلك). وهذا دليل زهدها عن الدنيا وما فيها أن فرقت ما ورثته على أبنائها في حياتها وفيه أيضاً من حكمتها ورجاحة عقلها ما لا تصل إليه نساء عصرنا. (حياؤها: ) كانت فاطمة رضي الله عنها شديدة الحياء فقد روى ابن عساكر بسنده عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال في تسمية ولد الحسين بن علي
(وفاطمة بنت الحسين دخلت مع قواعد قومها على هشام بن عبد الملك قدمته المدينة فقال للابرش الكلبي: كان عندي البارحة قواعد قومي فما كان فيهن أخفر ولا أحيا من فاطمة بنت الحسين)مولدها ووفاتها لم تحدد كتب التاريخ والسير زمن مولدها، والراجح أن مولدها كان بين سنتي 51 إلى 53هـ، وذلك بعد استقراء للعديد من الكتب والمراجع ومنشأ هذا الترجيح موجز فيما يلي: كانت وفاة الحسن بن علي رضي الله عنهما سنة 49هـ والمؤكد امتثال الحسين رضي الله عنه لوصية أخيه الحسن (بالزواج من أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله) فبعد وفاة الحسن وانقضاء عدة الزوجة كان زواج الحسين سنة 50هـ أو 51هـ على أقصى تقدير. المراجع والمصادر المختلفة في تاريخ وفاة السيدة فاطمة تنقسم إلى أقسام: قسم يرى أن وفاتها كانت سنة 110هـ عن سبعين سنة.وقسم يرى أن وفاتها كانت 117هـ عن ما يزيد عن سبعين سنة.
روابط الصور
====
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
ـــــــــــــــــ
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله ......................