عمير اللقانى احباب النور المحمدى
عدد المساهمات : 190 نقاط : 10205 التفاعل مع الاعضاء : 7 تاريخ التسجيل : 10/03/2012
| موضوع: من ديوان سلطان العاشقين سيدى عمر بن الفارض رضى الله عنه الجمعة أبريل 20, 2012 8:19 am | |
|
قصيدة في الحب لسيدي الإمام إبن الفارض هوالحبُّ فاسْلَمْ بالحَشا ما الهوى سَهْلُ*** فما اختارَهُ مُضنىً بهِ ولهُ عَقْلُ وعِشْ خَالياً فالحُبُّ راحتُهُ عَنَاً*** وأولُهُ سُقْمٌ وآخرُه قَتْلُ ولكن لديّ الموتُ فيه صبابةً*** حياةٌ لمنْ أهوى عليّ بها الفضلُ نصحتُكَ علماً بالهوى والذي أرى*** مُخالَفَتي فاخترْ لنفسك ما يَحلو فإن شئتَ أن تحيا سعيدا فمُتْ به*** شهيدا وإلا فالغرامُ له أَهلُ فمنْ لم يمت في حبِّه لم يَعِشْ به*** ودون اجتناء النَحلِ ما جَنَتِ النَّحلُ وقل لقتيلِ الحبّ وَفّيْتَ حقَّه*** وللمُدعي هيهاتَ ما الكَحَلُ الكُحْلُ تَعرّضَ قومٌ للغرام وأعرضوا*** بجانبِهم عن صحتي فيه فاعتلّوا رضُوا بالأماني وابْتُلوا بحظوظِهِمْ*** وخاضُوا بحارَ الحبّ دَعوىً فما ابْتُلوا فهم في السُّرى لم يَبرحوا من مَكانِهم*** وما ظعنوا في السيرِ عنه وقد كَلّوا وعن مذهبي لما استحبوا العمى على ال** دى حسدامن عند أنفسهم ضلوا أحبّةََ قلبي والمحبّةُ شافعي*** لديكم إذا شئتمْ بها اتّصل الحَبْلُ عسى عطفةٌ منكم عليّ بنظرةٍ*** فقد تَعبتْ بيني وبينَكمُ الرُسْلُ أحبايَ أنتمْ أحْسَنَ الدهرُ أم أسا*** فكونوا كما شئتمْ أنا ذلك الخِلُّ إذا كان حَظي الهَجْرَ مِنكمْ ولم يَكنْ*** بِعادٌ فذاك الهجرُ عندي هو الوَصلُ وما الصدّ إلا الوُدُّ ما لم يَكنْ قِلَىً*** وأصعبُ شيءٍ غيرَ أعراضِكمْ سَهلُ وتعذيبكمْ عَذْبٌ لدي وجوركمْ*** عليّ بما يَقضي الهوى لكمُ عَدْلُ وصبريَ صبرٌ عَنكمُ وعليكمُ*** أرى أبداً عندي مرارتَه تَحلو أخذتمْ فؤادي وهو بعضي فما الذي*** يَضرّكمُ لو كان عندكمُ الكلُ نأيتم فغيرَ الدمع لم أرَ وافياً*** سوى زفرةٍ من حَرّ نارِ الجوى تغلو فسُهدي حيّ في جفوني مخلّدٌ*** ونَومي بها مَيتٌ ودمعي له غُسْلُ هوى طَلّ ما بين الطلولِ دمي فمِن*** جفوني جَرى بالسَّفْحِ من سَفْحِهِ وَبْلُ تَبَالَهَ قوْمي إذ رأوْني مُتيّما*** وقالوا بمن هذا الفتى مسّه الخبلُ وماذا عسى عني يُقالُ سوى غدا*** بِنُعْمٍ لَهُ شُغْلٌ نَعَمْ لي بها شُغْلُ إذا أنْعَمتْ نُعْمٌ عليّ بِنَظرةٍ*** فلا أَسعدتْ سُعدى ولا أَجْملتْ جُمْلٌ وقدْ علموا أني قَتيلُ لِحاظِها*** فإن لها في كل جارحةٍ نَصْلُ حديثي قديمٌ في هواها وما له*** كما عَلِمَتْ بَعْدٌ وليسَ لها قَبْلُ وما لي مِثْلٌ في غَرامي بها كما** غَدَتْ فِتْنَةً في حُسْنها ما لها مِثْلُ ولي هِمّةٌ تَعلو إذا ما ذكرْتُها*** وروحٌ بذكراها إذا رَخُصتْ تَغلو جَرى حُبّها مَجرى دمي في مَفاصلي*** فأصبح لي عن كل شُغْلٍ بها شُغلُ وفي حبِّها بِعْتُ السعادةَ بالشقا*** ضلالا وعقلي عن هدايَ بهِ عَقلُ وقلت لرُشدي والتنسُّكِ والتُّقى*** تَخلُوا وما بيني وبين الهوى خَلُّوا وفرّغت قلبي عن وجوديَ مُخلصا*** لعليَ في شُغلي بها معها أخلو ومن أجلِها أسعى لمن بيننا سعى*** وأعدو ولا أعدو لمن دأبُهُ العَذْلُ فأرتاحُ للواشينَ بَيني وبينها*** لتعلمَ ما أَلقى وما عندها جَهْلُ وأصبُوا إلى العُذّالِ حُبا لذكرها*** كأنهم ما بيننا في الهوى رُسْلُ فإن حدّثوا عنها فكُلي مَسامعٌ*** وكُلّيَ إن حَدّثتُهمْ ألسنٌ تَتلو تخالفتِ الأقوالُ فينا تبايُنا*** برَجمِ ظنونٍ بيننا ما لها أصلُ فشنّعَ قومٌ بالوصالِ ولمْ تَصِلْ*** وأرْجَف بالسلوانِ قومٌ ولم أَسْلُ فما صَدَقَ التشنيعُ عنها لِشَقوتي*** وقد كَذَبَتْ عني الأراجيفُ والنُقْلُ وكيفَ أُرجّي وَصْلَ من لو تَصوّرتْ*** حِماها المُنى وَهْماً لضاقتْ بها السُبْلُ وإن وَعَدَتْ لم يَلحقِ الفِعلُ قَولها*** وإن أوعدتْ بالقولِ يَسبِقُهُ الفِعْلُ عديني بوَصلٍ وامْطُلي بِنَجازه*** فعندي إذا صحّ الهوى حَسُنَ المَطْلُ وحرمةِ عهد بينَنَا عنهُ لم أَحُلْ*** وعِقْدٍ بأيدٍ بينَنا ما له حَلُّ لأنْتِ على غَيْظِ النوى ورضى الهوى*** لدي وقلبي ساعةً مِنكِ ما يَخلو تُرى مُقلتي يوماً تَرى من أُحبّهم*** ويَعتبُني دَهْري ويَجتمعُ الشَّمْلُ وما بَرِحوا مَعنىً أراهمْ معي فإن*** نأوا صورةً في الذهنِ قامَ لهم شَكْلُ فهم نُصْبُ عيني ظاهرا حيثما سَرَوا*** وهُمْ في فؤادي باطنا أينما حَلُّوا لهم أبدا مني حُنُوٌّ وإن جَفَوْا*** ولي أبدا مَيْلٌ إليهمْ وإن مَلُّوا
| |
|