وقال الإمام سلامة الراضي
رضي الله عنه وأرضاه
في الإستعاذة بالله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ حَالِ الْمُتَكَبِّرِينَ ، وَمِنَ الْكَذِبِ الَّذِي يُسَوِّدُ الْوَجْهَ وَيُبْعِدُ عَنِ الرَّبِّ ، وَمِنَ التَّمَلُّقِ لِلْأَغْنِيَاءِ الَّذِي يُذْهِبُ الدِّينَ ، وَمِنَ الْخَوْضِ مَعَ الْخَلْقِ فِي الْغَفْلَةِ الْقَاطِعَةِ عَنْ ذِكْرِ اللهِ الْمُقَرِّبَةِ لِلشَّيْطَانِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ احْتِقَارِ مُسْلِمٍ وَمِنْ غَيْبَتِهِ ، وَمِنَ النَّمِيمَةِ وَالْفِتْنَةِ الَّتِي هِيَ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ، وَمِنَ الطَّمَعِ فِي الْخَلْقِ حَتَّىا أَكُونَ ذَلِيلَاً لَهُمْ ، وَمِنَ التَّصَنُّعِ بِطَاعَتِكَ لِئَلَّا أَكُونَ مُرَائِيَاً وَالرِّيَاءُ مُحْبِطٌ لِلْعَمَلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مُوَافَقَتِهِمْ عَلَىا مَعْصِيَتِكَ أَو الْبُعْدِ عَنْ ذِكْرِكَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ مُوجِبٌ لِلْمَقْتِ مِنْكَ ، وَاشْرَحْ صَدْرِي لِتَحَمُّلِ الْأَذَىا مِنْهُمْ وَخَلِّقْنِي بِالشَّفَقَةِ وَالرَّأْفَةِ عَلَىا جَمِيعِ خَلْقِكَ ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ سُوءِ الظَّنِّ بِعِبَادِكَ فَإِنَّكَ أَعْلَمُ بِسَرَآئِرِهِمْ ، وَاكْفِنَا شَرَّ الْإِعْتِرَاضِ الْمُوقِعِ فِي الْمَهَالِكِ ، وَارْزُقْنِي لِسَانَاً ذَاكِرَاً وَلَا تَحْرِمْ قَلْبِي مِنَ الْحُضُورِ فِي ذِكْرِكَ ، وَاجْعَلْ ذَلِكَ لَكَ لَا لِمَنْ أَبْعَدْتَّهُ عَنْكَ ، وَاجْعَلْنِي مُتَوَاضِعَاً لَا مُتَجَبِّرَاً وَلَا مُتَكَبِّرَاً وَخَلِّقْنِي بِالْحِلْمِ وَمَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ ، وَأَوْدِعْ الْيَقِينَ فِي قَلْبِي حَتَّىا لَا أَخْشَىا فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ وَلَا أَقِفُ مَعَ جَاهٍ وَلَا مَقَامٍ يَحْجُبْنِي عَنْكَ ، وَغُضَّ أَبْصَارَنَا عَنِ النَّظَرِ إِلَىا مَحَارِمِكَ ، وَأَرْجُلَنَا عَنِ السَّعْيِ إِلَىا غَيْرِ مَرْضَاتِكَ ، وَلَا تَجْعَلْنَا مِمَّنْ يَرْكَنُ إِلَىا الْمُتَكَبِّرِينَ وَالْغَافِلِينَ وَالظَّالِمِينَ ، وَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ عِنْدَنَا مَعْرُوفَاً فَتُحِبَّهُمْ قُلُوبُنَا ، وَجَنِّبْنَا الْمَلَلَ مِنْ طَاعَتِكَ ، وَاجْعَلْنَا رَاضِينَ عَنْكَ فِي كُلِّ حَالٍ ، وَارْزُقْنَا التَّوْبَةَ كُلَّمَا أَحْدَثْنَا ذَنْبَاً ، وَلَا تَجْعَلْ لِسَانَنَا فِي ذِكْرِكَ وَقَلْبَنَا مَعَ غَيْرِكَ ، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا حَتَّىا نَصْرِفَ أَوْقَاتَنَا فِي ذِكْرِهَا فَتُبْعِدَنَا عَنْ ذِكْرِكَ ، وَلَا تَجْعَلِ الطَّاعَةَ تَثْقُلُ عَلَىا نُفُوسِنَا ، وَلَا تُطْلِقْ أَلْسِنَتَنَا إِلَّا بِالصِّدْقِ أَوْ فَارْزُقْنَا صَمْتَاً عَنِ الْمَعْصِيَةِ ، وَارْزُقْنَا الْخَوْفَ مِنْكَ فَلَا نَعْصِيكَ ، وَلَا تَجْعَلْنَا رَاضِينَ عَنْ نُفُوسِنَا وَلَا تَتْرُكْنَا لَهَا ، وَلَا تَرْزُقْنَا حَلَاوَةَ الْغَفْلَةِ عَنْكَ ، وَارْزُقْنَا الصِّدْقَ وَالْإِخْلَاصَ ، وَأَرِنَا سَبِيلَ الرُّشْدِ وَاهْدِنَا إِلَيْهِ ، وَأَرِنَا سَبِيلَ الْغَيِّ وَبَاعِدْنَا عَنْهُ ، اللهُ مُطَّلِعٌ عَلَيْنَا ، اللهُ رَقِيبٌ عَلَيْنَا ، مَنْ أَطَاعَ اللهَ أَعَزَّهُ اللهُ وَكَانَ مَرْضِيَّاً عَنْهُ ، وَمَنْ عَصَىا اللهَ كَانَ مَطْرُودَاً عَنْ قُرْبِهِ ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ، عَمِلْتُ سُوءَاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِيَ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَىا سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَي آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمْ .