المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34096 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: الحكم العطائية (( الحكمة الثامنه )) الأحد مارس 30, 2014 5:02 pm | |
| نعم إِذَا فَتَحَ لَكَ وِجْهَةً مِنَ الْتَعَرُّفِ: فَلاَ تُبَالِ مَعَهَا إِنْ قَلَّ عَمَلُكَ، وهذه بشرى بأن الأمر ليس بكثرة الأعمال. إن الأعمال مهمة جداً، وكثرة الأعمال تُرَقِّق القلب مثل قيام الليل وكثرة الذكر .. (لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْ...بًا بِذِكْرِ اللهِ) (رواه أحمد ، ورواه الترمذي - بلفظ (من ذكر الله ... ) وقال: حسن غريب من هذا الوجه.)، والمحافظة على الفرائض والصلوات والصيام، والإكثار من النوافل من شأن المرسلين، فقد قام صلى الله عليه وسلم بعد ما غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر حتى تورمت قدماه، وكان أجود الناس وكان أجود ما يكون فى رمضان، وكان يدخر طعام سنة فلا يبقى عنده إلا أيام. لكنه صلى الله عليه وسلم قال) مَا سَبَقَكُمْ أَبُو بَكْرٍ بِكَثْرَةِ صَلاَةٍ أَوْ صِيَام .. إِنَّمَا سَبَقَكُمْ بِشَئٍ وَقَرَ فِى قَلْبِه)، إذن ما فى القلب هو الأساس، وحينما نقول أنه الأساس هذا لا يعنى أن الأعمال يمكننا التفريط فيها، لا بل نحن فى أشد الحاجة إلى كثرة الأعمال، إنما ليست هى المراد الأول، بل هى المراد الثانى .. فنحن نؤكد على الأعمال تأكيداً شديداً ولا تنس هذه، ونحن نقول بأهمية شعورات القلب، لأنها الأساس ولا نقلل من أهمية العمل، فَإِنَّهُ مَا فَتَحَهَا لَكَ إِلاَّ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَتَعَرَّفَ إِلَيْكَ، ولذلك كان من عاء الصالحين: اللهم افتح علينا فتوح العارفين بك .. اللهم افتح علينا وعلمنا الأدب معك .. اللهم افتح علينا من خزائن رحمتك .. وأنزل السكينة على قلوبنا. ومعنى هذا الكلام كله أنه مادام استجاب لك وفتح فإنه أراد أن يتعرف إليك، لأنه حينما يأتيك خطاب بالبريد تعرف يقيناً أن أحداً قد أرسله إليك وتقرأ من أرسله، فكل هذه النعم الذى أرسلها هو الله. أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ التَّعَرُّفَ هُوَ مُوْرِدُهُ عَلَيْكَ، هذه النعمة هو موردها عليك. وماذا عن أعمالك أنت؟ وَالأَعْمَالُ أَنْتَ مُهْدِيهَا إِلَيْه؟ وَأَيْنَ مَا تُهْدِيَه إِلَيْهِ مِمَّا هُوَ مُورِدُهُ عَلَيْكَ؟. أعمالك هذه عبارة عن أشياء تقوم بتقديمها .. امتحان تؤديه .. أجبت صواباً أم خطأً .. هل تستحق امتياز أم جيد جداً أم جيد أم مقبول أم أنت راسب .. الذى يعرف هو الْمُقَوِّمُ الذى سوف يقوم بالتصحيح فإذا أعطاك الشهادة، لا تستطيع الاعتراض عليها. وإن كان هذا هو الكلام فى مراتب الدنيا ما بين الطالب والأستاذ، فما بالك بين المخلوق والخالق سبحانه جل جلاله لا مثيل له - نذكر هذا لضرب مثال لأنه بضرب المثال يتضح الحال - ولكن رب العالمين أعطاك هدية، وأنت قَدَّمْتَ شيئاً، فما قدمته محل نظر للقبول والرفض خاضع للتقويم، لكن ما أورده هو عليك من فتح ليس محل نظر، إنما هو نعمة محضة وفضل محض .. ولذلك لا تغتر بعملك .. واشكر الله سبحانه وتعالى على ما مَنَّ عليك من فضله العميم ونعمته العليا ومِنَّته الكبرى حتى إذا ما وصل الأمر إلى فتح يعلمك الأدب معه والأدب فى طريقه فَرِحْتَ به ............ | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: الحكم العطائية (( الحكمة الثامنه )) الأربعاء أبريل 02, 2014 7:16 am | |
| اللهم افتح علينا فتح العارفين بلله. شكرا جزيلا و نرجوا منكي المزيد. |
|