المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34104 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: من أقوال سيدي ابراهيم الدسوقي - أبا العينين الأحد نوفمبر 14, 2010 5:10 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أقوال سيدي ابراهيم الدسوقي
من لم يحبس نفسه في قعر الشريعة ويختم عليها بخاتم الحقيقة لا يقتدى به في الطريقة
الشريعة كالشجرة والحقيقة ثمرتها فلا بد لكل واحد من الأخرى ، ولكن لا يدرك ذلك إلا من كمل سلوكه في طريق القوم من لم يكن عنده شفقة ورحمة على خلق الله لا يرقى مراقي أهل الله، وكان يأخذ العهد على المريد، فيقول له: يا فلان اسلك طريق النسك على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت إن استطعت إليه سبيلا، وعلى أن تتبع جميع الاوامر الشرعية، والأخبار المرضية، والاحتفال بطاعة الله عزوجل قولا وفعلا واعتقادا. وأن لا تنظر يا ولدي إلى زخارف الدنيا ومطاياها وقماشها ورياشها وحظوظها، واتبع نبيك في أخلاقه، فإن لم تستطع فاتبع خُلُق شيخك، فإن نزلت عن ذلك هلكت، واعلم يا ولدي أن التوبة ما هي بكتابة درج ورق ولا كلام من غير عمل إنما بالتوبة العزمُ على ارتكاب ما الموتُ دونه، فصف أقدامك يا ولدي في حندس الليل البهيم، ولا تكن ممن يشتغل بالبطالة ويزعم أنه من أهل الطريق. وكان يقول قدس الله سره لو هاجر الناس مهاجرة صحيحة طالبين الله خالصا ودخلوا تحت أوامره لاستغنوا عن الأشياخ، ولكنهم جاءوا إلى الطريق بعلل وأمراض فاحتاجوا إلى حكيم. وكان يقول قدس الله سره قوة المبتدي الجوع ومطره الدموع وفطره الرجوع، وأما من أكل ونام ولغا في الكلام، وترخص وقال ما على فاعل ذلك من ملام فلا يجيء منه شيء والسلام ويقول الشيخ إبراهيم الدسوقي
قاعدة الطريق ومحكمها ومجلاها هي الجوع ، وذلك لأنه يغسل من الجسد مواضع إبليس ، فمن أراد السعادة فعليه بالجوع الشرعي ، ولا يأكل إلا على فاقة ، ومن طلب شربة بلا حمية أخطأ طريق الدواء
خلوة المريد الصادق : هي سجادته ، وخلوته سره وسريرته
علامة المريد الصادق
أن تطوى له مقامات الطريق البعيدة ،
على غيره من شدة عزمه ،
لأن حلاوة القرب من حضرة ربه تنسيه طول التعب ... من علامة المريد الصادق : أن تنقلب له الأضداد ، فيصير من كان من الصالحين يسبه يحبه ، ومن كان يقاطعه يواصله ، ومن كان لا يشتهيه يثني عليه ، ولا عبرة بعداوة المنافقين ، لأنهم أعداء للأنبياء والمرسلين
من عرف الله وعبده فقد أدرك الشريعة والحقيقة فاحكموا الحقيقة والشريعة ولا تفرطوا إن أردتم أن يُقتدى بكم ، ولم يكن اسم الحقيقة إلا لأنها تحقق الأمور بالأعمال ، ومن بحر الشريعة تنتج الحقائق . ويقول الشريعة أصل والحقيقة فرع . فالشريعة جامعة لكل علم مشروع ، والحقيقة لكل علم خفي وجميع المقامات مندرجة فيهما الشيخ : هو والد السر
لو أن العالم أتى إلى الصوفية خالصاً من العلل والأمراض لأوصلوه إلى حضرة الله في لحظة ، ولكنه أتاهم بأمراض وعلل ظاهرة وباطنة من دعوى العلم ، ومحبة الدنيا وشهواتها ، وباطنه مملوء من الحسد والمكر والخداع والحقد والغش وغير ذلك ، فلذلك أمروه بعلاج ذلك ليتطهر منه ، فإنها أخلاق الشياطين ويقول أهل العرفان في ميدان القبول قد مدتهم عنايته ، وعاد من بعض أوصافهم الورع ، متواضعين متصايلين تحت جناب الكريم ، يقصدون المكان الأوسع ، وكلما حل بهم حال أو مر بهم امتحان أو حط عليهم زمان تلذذوا بما جرى عليهم ولا يأخذهم بذلك جزع ، لو طرحت الجبال على رؤسهم والبلاء كله عليهم ولا يأخذهم بذلك من شدة ذلك هلعٌ ، عرفوا حقيقة المحبة وكشف لهم عن معنى الحبة والمحبة ، وتلذذوا بما شاهدوا من محبة محبوبهم فلا هرب ولا فزع ، غلال المحبة غلتهم وقيودها قيدتهم فما يرجعون عن محبوبهم ، قطعتهم سيوف المحبة قطع . ومنهم : من غلب عليه حاله وترادفت عليه أحواله فصاح وجلب وانصرع ، ومنهم : من تمزق ومزق أطماره ، ولقلبه قطع ، ومنهم : من تهتك وانهتك ، فدمعه على خديه يدمع ، أظهر حاله بالبكاء والعويل والوجد والنحيب والنحول المذيب والأمان من في المدامع تهمع ، لا قرار لمحب ولهان ولا متعلق نشوان ، لا منام ولا طعام ولا راحة ولا مضجع ، فكلما تمكن منهم حبهم لربهم وساقهم خوفهم والجزع ، وشدد عليهم التشديد والإياس ولم يجدوا مطعماً فمات من مات منهم وبقى من بقى ، فنسيم الصفاء والرجاء من بواطن سر قلوبهم تسمع ، ومن سكر بحب الله أو خاف من الله أشد الخوف تمزق وتقطع
.. | |
|