.
نواح الناي , على فراق رمضان شهر نزول الآي !!
ــــ
شرح قصيدة ( انين الناي ) لمولانا جلال الدين الرومي
ـــــــــــــ
( فى كتاب المثنوي لمولانا جلال الدين الرومي يتحدث مولانا عن الانسان واصله الالهي، وكيف ان نفسه فى حنين دائم الى ذاك الاصل الذى جائت منه، وانها تعاني فى ذلك العالم المادي الذى حبست فيه...
يبدأ مولانا بالحديث عن الناي ويصف نغماته بأنها حنين الى منبته الذى قُطع منه قبل ان تتناوله يد البشر فتشكل منه هذه الالة الموسيقية
والناي هنا رمز للنفس البشرية، ومنبت الغاب يرمز الى اصل تلك النفس، وعالمها الاول، وما حنين الناي الا رمز لحنين تلك النفس البشرية الى اصلها
وهنا نص قصيدة انين الناس لمولانا جلال الدين - ترجمها زهير سالم عن الفارسية
" أنصت إلى الناي يحكي حكايته
ومن ألم الفراق يبث شكايته:
مذ قطعت من الغاب، والرجال والنساء لأنيني يبكون
أريد صدراً مِزَقاً مِزَقاً برَّحه الفراق
لأبوح له بألم الاشتياق..
فكل من قطع عن أصله
دائماً يحن إلى زمان وصله..
وهكذا غدوت مطرباً في المحافل
أشدو للسعداء، وأنوح للبائسين
وكلٌ يظن أنني له رفيق
ولكن أياً منهم (السعداء والبائسين) لم يدرك حقيقة ما أنا فيه!!
لم يكن سري بعيداً عن نواحي، ولكن
أين هي الأذن الواعية، والعين المبصرة؟!!
فالجسم مشتبك بالروح، والروح متغلغلة في الجسم..
ولكن أنى لإنسان أن يبصر تلك الروح؟
أنين الناي نار لا هواء..
فلا كان من لم تضطرب في قلبه النار..
نار الناي هي سورة الخمر، وحميا العشق
وهكذا كان الناي صديق من بان
وهكذا مزقت ألحانه الحجب عن أعيننا..
فمن رأى مثل الناي سماً وترياقاً؟!
ومن رأى مثل الناي خليلاً مشتاقاً؟!
إنه يقص علينا حكايات الطريق التي خضبتها الدماء
ويروي لنا أحاديث عشق المجنون
الحكمة التي يرويها، محرمة على الذين لا يعقلون،
إذ لا يشتري عذب الحديث غير الأذن الواعية " )
ـــــــــــــــ
اللهم حسن الختام
بجاه مسك الختام
عليه وعلى آله الكرام
أفضل الصلاة وأزكى السلام
....................................