سلسلة مقالات ... ( اقْبِل ولا تخف ) ...
كل ما يُتعب نفسك في هذه الدنيا لا يَخرُج عن ثلاث
( ماضٍ يؤلمك - حاضر يؤرِقك - مستقبل يُقلِقَك )
ومن هنا يأت التوتر النفسى والقلق المستمر
الذى يراودك فى ليلك ونهارك، في نومك ويقظتك
وتظل دائما شارد الفكر ، شاحب الوجه
مشحون الدماغ بما لا طاقة على حمله
فى تيه مستمر..باحثاً عن الراحة بأى ثمن
- أمور الماضى :
هى أيامك التى مضت بحلوها ومُرها
فلماذا تصر على التفكير والنظر إليها ؟!
لماذا تصر على جلب الألم النفسى لذاتك ؟!
- أمور الحاضر : الآن
وهى متعددة مثل( علاقتك بالأقارب ، علاقتك فى العمل والوظيفة ، علاقتك بالجيران ، اللهفة خلف أمر تريده،
والخوف من أمور الصحة والمرض ، والحرمان من مطالبك الحالية )
- أمور المستقبل :
وهى تتمثل في الخوف من الرزق فى المال والذرية
والخوف على مستقبل الأولاد في كِبَرك وبعد وفاتك
وإليكم العلاج :
بالنسبة لأمور الماضى
فعلاجها التوقف عن التفكير والنظر فيها
عفا الله عما سلف - فلا تنهك قلبك فيما مضى سواء صلح أو تلف ، اشغل نفسك فيما هو مفيد لك الآن
لا تبكِ على اللبن المسكوب
وابعد عن كل ما يجلب الضرر لك
- بالنسبة لعلاج أمور الحاضر :
فعلاجها التسليم وحسن النية والرضا بما أنت فيه
لأن الرضا هو ( سفينة الراحة الكبرى )
فمن ركب فيها استقرت به على (جودى الوصل )..
وأما التسليم : فهو عندما تضع ثقتك في شخص ما
فإنك سوف تكون مطمئن البال مستريح التفكير
لكون هذا الشخص محلاً لثقتك
فما بالك إذا سلمت أمورك كلها لله رب العالمين !!!
فهو أعلم بك منك ، وأقرب منك إليك
ألا تراه يقول( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )
وأيضا عليك بذكر الله لأن الله تعالى يقول
(( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))
فلن يزيل خوفك إلا قربك من الله وذكرك له
فلن يؤمنك مما تخاف إلا رب البيت الحرام
وتأمل قوله تعالى ( فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) الخوف بكل أنواعه
- بالنسبة لعلاج أمور المستقبل :
فهذه علاجها ( التقوى والكلام الطيب ) وإليك الدليل
قال تعالى( وليَخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديدا )
فالتقوى والكلام الطيب علاج الخوف من المستقبل
وترك أمور كلها لله يسيرها كما يشاء سبحانه وتعالى
فالتقوى هى مراقبة الله فى السر والعلن والبعد عن كل مالا يرضيه عزوجل
والكلام الطيب الذى تخرجه من فمك فيتلقاه الآخرين بالقبول والراحة وهذا يوجب فى القلوب محبتك كما قال الإمام على بن أبي طالب عليه السلام
(( من لانت كلمته وجبت محبته ))
واعلم يا حبيب :
أنك مهما شغلت نفسك وتوترت نفسيتك وازداد همك
فهذا لن يغير شىء من أقدارك فما كتبه الله لك ستراه
ففى كل الأحوال أنت المستفيد بعطايا الرب المجيد
- نصيحتى لك: لا تخف من أحد سواء كان انس أو جن
فأقصى ما يصنعوه بك هو تنفيذ قدر الله
علّق قلبك بالله وازرع اليقين فيك
ثم ارويه بماء الحب الإلهى ..فلن يضرك شئ أبدا
واعلم أن كل مطالبك الحالية أو المستقبلية
إنما هي بيدك مولاك سبحانه وتعالى
وهو يحبك حتماً سوف يعطيك ما تريد
لكنه عزوجل يحب أن تقف على بابه وتكن من طلابه
ثم يتجلى عليك ويجعلك من خاصة أحبابه
واعلم أن( رب الخير لا يأت إلا بالخير )
فَطِبْ نفساً وقرّ عيناً واجعل قلبك مع الله تفوز وتسعد
[rtl]#كتبه_محب_الحضرة_المحمدية[/rtl]
[rtl]#الفقير_أبو_حمزة_الصوفى[/rtl]
...........................................
الإثنين مارس 02, 2020 12:03 am