المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34082 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: سلسلة مقالات..." اقبِل ولا تخف " ( 3 ) الإثنين مارس 02, 2020 12:06 am | |
| سلسلة مقالات..." اقبِل ولا تخف " مقال رقم( ٣ ) (( ساعة مع الله )) تتزاحم الدنيا بهمومها ومشاكلها على قلب الإنسان ففى كل يوم هَمّ جديد ومشكلة جديدة والسبب فى ذلك : أن الدنيا قد خلقها الله للاختبار ولم يجعلها للراحة فكل واحد منا يتعرض لمشاكل مع أهله فى البيت ومشاكل فى العمل ومشاكل هنا ومشاكل هناك ولكننا نُسىء الأدب مع الله عزوجل نعم نُسىء الأدب حيث أننا نخصص ساعات للنوم كل يوم لمدة لا تقل عن( ٨ ساعات ) وقد تزيد خصوصاً عند النساء كما نخصص ساعات للعمل ونُخصص ساعات لقضاء أمور كثيرة.. لكن مَن منا يحدد له ساعة واحدة فى اليوم ليجلس مع الله من بين إجمالى( ٢٤ ساعة ) ؟!! يجلس فى حضرة الله يدعوه ويذكره ويستغفره ويسبحه ويرجو رحمته ويُناجيه؟!!!! وأنا لا أتكلم عن الفرائض المقررة فأغلبنا يُصلى والبعض لا يصلى إنما أتكلم عن( الأُنس بالله ) أن تجلس في مُصلاك ليس لأجل أن تقول : ( يارب اعطنى كذا وكذا ) ( يارب اشفينى من مرض كذا ) ( يارب احفظنى وأهلى من كذا وكذا ) وإن كان الدعاء أمر مطلوب فى كل الأحوال فكما قال الشيخ الأكبر سيدى محى الدين بن عربى (( الدعاء عباده والذكر سيادة فمن دعاه وصل إليه ومن ذكره فهو عنده )) واعلم أن عطايا الله لك سوف تأتيك لا محالة واعلم يقيناً أن ذكرك لله أفضل بكثير من دعاءك والدليل على ذلك قول الحق تعالى فى الحديث القدسى (( من شغله ذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين )) لا يكن كل همك هو حظوظ النفس وما تريده من مطالب عليك أن ترتقى إلى عبادة ( الأنبياء والمرسلين والأقطاب والعارفين ) ارتقِ حتى يفرح الله بك ويباهى بك أهل الملأ الأعلى ويقول( انظروا إلى عبدى جلس يذكرنى ليس له حاجه إلا ذلك ) إن لم يعطينا الله مطالبنا أفلا يكون أهلاً لأن نعبده؟!! إن لم يكن لنا عند الله حاجه أفلا يستحق أن نذكره؟!! إن لم تتحقق أهدافنا أفلا يستحق أن نشكره ؟!! ألا يستحق هذا الإله العظيم أن نخصص ساعة من الزمن كل يوم نتلمس قُربه ومحبته ؟!!! أليس الأجدر بنا أن نفرح بمحبة الله الذى يتودد إلينا حتى نُقبل عليه ليخفف عنا متاعب الدنيا ؟!! الواحد منا إذا قيل له ستُقابل وزير أو رئيس أو محافظ أو أى مسؤل كبير..يفرح بشدة ويجهز نفسه لهذا اللقاء ولا يبالى إن طال اللقاء ساعات وساعات رغم أن الذى يحدد اللقاء ومدته هو المسؤل لا أنت فما بالنا بلقاء ملك الملوك جل جلاله !!! الذى يسمح لنا بالجلوس في حضرته بأى وقت والمدة مفتوحة نحن من نُنهيها - أحبابى : خصصوا لكم ساعة كل يوم تجلسون فى حضرة الله تعالى بالليل او النهار والليل أفضل ففيها وقت التجلى واجعل هذه الساعة فى المناجاة ابدأ بعبارة( إلهى وسيدى ومولاى ) ثم قل ما يجرى على لسانك ويخرج من قلبك واترك ذاتك لترتوى من أنوار الله ولذيذ مناجاته وإن تعسر عليك ساعة من الوقت فاجعلها نصف ساعة لكن لاتكن بخيلاً فى علاقتك بالله وكريماً مع غيره واعلم بأن أنت المحتاج لهذه الجلسة وليس الله فهو سبحانه غنى عن العالمين وبعد أن تنتهى جلستك مع الله ستشعر براحة شديدة تملأ صدرك وسكينة تغسل قلبك وأنوار تغمرك وتشعر بأنك عزيز وغال عند الله ... [rtl]#كتبه_محب_الحضرة_المحمدية[/rtl] [rtl]#الفقير_أبو_حمزة_الصوفى[/rtl] ............................... | |
|