| النفحــــة المحمـــدبة لسيدي سلامة الراضي | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34084 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: النفحــــة المحمـــدبة لسيدي سلامة الراضي الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 5:34 pm | |
| لنفحة المحمدية في الحكمة الروحانية
سيدي سلامة بن حسن الراضي مؤسس الطريقة الحامدية الشاذلية
رضى الله عنه وعن خليفته وقدس الله اسرارهم
العارف بالله سيدي إبراهيم سلامة الراضي شيخ الطريقة الحامدية الشاذلية
وهى من كلماته سيدى سلامه نفسه التي تتراءي فيها ملامح شخصيته الروحية
بسم الله الرحمن الرحيم
لك الحمد يا مالك الأرض والسموات ، لك الحمد يا صاحب المجد والعز والجلال ، قلبي يعترف لك بعبوديتي ، وتخضع لعزك رقبتي ، فارحم ضعفي وزلتي ، ( ثم ) إني أخاطبكم أيها الأحباب في الله الذين تألفت قلوبهم في الله واجتمعت عليه ، وتحابت به ، فافتحوا أعين قلوبكم واغسلوها بماء الطهارة من أدناس الظلمات الشهوانية ، واسمعوا ما سيلقي عليكم من نور محبة سيدكم الأعلى الذي تقدس جلاله ، وتنزه بالتقديس الذاتي
اعلموا أيها الأحباب : أن سيدكم ومولاكم رحيم ، يرأف بعبده ، ويفرح بقدومه عليه ،
ويأمر ملائكة السماء أن تزفه علي زفارف النور ومعارج التقديس ، وهو أرأف بعبده من الوالد الشفوق علي طفله الرضيع ـــ
فارجع أيها الهارب من حظيرة مولاه البر الرحيم ، فإن سيدك ينتظرك علب باب حظيرته باشتياق شديد ،
وهو خائف عليك أن تقع في قبضة من لا يرحمك ، وقد أرسل إليك حبيبه يسأل عنك ويعرفك الطريق ويديك إليها ويحذرك من قواطعها ،
ومع ذلك يراك معرضاً عن ضيافته التي أعدها لك في دار رضاه وجواره ،
وقد حفت بك أعداؤك وأخذوك أسيراً ووضعوا الأغلال في عنقك ورجليك وسجنوك في سجن البعد والظلمات ،
وسيدك الأعلى ينتظر منك أن تتذكره وتناديه فيخرجك من الظلمات إلي النور ،
فإن سيدك قريب منك فإذا توجهت إليه بروحك وجدته عندك ويقول لك أهلاً وسهلاً بحبيبي وينسي لك ما عاملته به من الإعراض و الجفاء
وطالما كان قلبك معه كان سيدك معك لا يفارقك ، فالباب مفتوح ، والرضا يلوح ،
وسيدك مشتاق إليك فامش إليه ولو خطوة واحدة تجده قد هرول إليك وهو فرحان يرحب بك ، ويسعى في قضاء حوائجك ،
ويدخلك دار الكرامة ، ويخلع عليك خلعة الرضا والقبول من إحسانه وشفقته عليك
أحبابي : إذا أردتم أن تكونوا عبيداً لله فسلموا الأمر إلي مولاكم وكونوا معه مثل عبيد أهل الدنيا ،
فإذا رأي مولاكم منكم ذلك ورآكم قائمين في خدمته قضي لكم ما تحتاجون ودافع عنكم ، وهل يقدر أحداً أن يزل عبداً سيده له العز الأعلى ؟
أحبابي : إذا أردتم أن يرضي عنكم سيدكم فارضوا عنه فيما يفعله فإنكم إذا رأيتم أحداً لا يرضي ولا ينشرح بأفعالكم لا ترضون عنه ، فرضا مولاكم في رضاكم
يا أيها الأحباب : لو تأملتم بقلوبكم لرأيتم سيدكم صاحب العز والجبروت يسعى في قضاء حوائجكم وأنتم نائمون ،
فإذا استيقظتم أخذتم النعمة التي ساقها إليكم ووضعتموها فيما يغضب سيدكم
وهو لا يعاملكم بالعدل بل يعاملكم بالفضل والشفقة ويقول لعل عبدي المسكين يعاملني الإنصاف في يوم من الأيام ،
ويراكم تتمادون علي الإساءة فيزداد حلماً عليكم ويمد لكم حبل الإمهال والكرم ، ويفتح لكم باب التوبة والرجوع إليه
يا أيها الأحباب : قلوبكم تكون حيث تكون محابكم ، فضعوا محابكم في يد سيدكم تكن قلوبكم عنده
يا أحبابي : القلوب جبلت علي حب من أحسن إليها ، وأراكم لا تحبون سيدكم الذي أوجدكم ، وأفاض عليكم نعمته وعاملكم بحلمه وشفقته
يا أيها الأحباب : إذا هرب العبد من سيده وأقام مع العبيد الهاربين من سيدهم فقد حرم نفسه من عناية سيده به ولم يكن تحت نظره
يا أيها الأحباب : هل وجدتم أحداً خيراً من سيدكم حتى جعلتموه عوضاً عنه ، واتخذتموه حبيباً ، فلو أنصفتم لوجدتم سيدكم هو الحبيب الحقيقي
يا أيها الأحباب : مولاكم رؤوف بعباده ويحب من يرأف بهم فان أردتم أن يرأف بكم فارجموا عبيده وخصوصاً الضعفاء والمساكين فإنهم لا نصير لهم سوى سيدهم
أحبابي في الله : كل ما أحسستم به في صدوركم من الغل والحسد إنما هو من حلول الشيطان في قلوبكم فطهروها بحسن الظن في عباد الله
يا أحبابي في الله : من أراد منكم أن يقبل الله دعاءه فليقبل من الله أمره فإذا كنتم تقبلونه فهو يقبلكم
يا أحبابي : من أدعى العز بنفسه فقد أظهر الكبرياء ، ومن زل لمولاه كان عزه لسيده ، وإذا رآكم الحق أذلاء له لا يذلكم بل يجعلكم أعزاء به
يا أحبابي في الله : إذا اطمأنت قلوبكم إلي سيدكم كنتم من أهل حظيرة قدسه ، وإن كنتم غرباء عنده وهو لا يكون إلا مع من كان عنده
يا أيها الأحباب : إذا كانت قلوبكم تحب مولاكم فإنها لا تحزن علي فراق غيره ،
يتبع ان شاء الله
| |
|
| |
المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34084 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: رد: النفحــــة المحمـــدبة لسيدي سلامة الراضي الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 5:38 pm | |
|
يا أيها الأحباب : إذا أفنيتم أعماركم في عبادة مولاكم وأنتم غير راضين عنه ولم تذلوا لعزته وتباعدتم عن حضرته وسكنتم مع الشياطين وأهل البعد بقلوبكم ، فكيف يكون لعبادتكم نور وهي ميته لا روح لها
يا أيها الأحباب : تهتمون بغذاء الأشباح الفانية ولا تهتمون بغذاء أرواحكم الباقية فكانت أجسامكم عظيمة وأرواحكم ضئيلة
يا أيها الأحباب : قلوبكم كالأواني ، وأنتم تجتهدون في صب الظلمة فيها بصرف أموالكم ،
مع أنكم تجدون الأنوار قريبة منكم ولا تحتاج إلي صرف الأموال وتبعدون عنها قلوبكم فهل العاقل يفتح عينية ويحشوها ظلمة
حتى لا يري إلا ظلمة أو يملؤها نوراً فيكون بصيراً
يا أيها الأحباب : لحب الدنيا حلاوة يسكر بها القلب فيغيب عن حب سيدة ولا يري إلا الباطل لأن الدنيا باطلة ،
فلا تكثروا من شرب هذا الخمر ، فإنه أحرم من حمر العنب الذي لا يغيب به العقل إلا عن رؤية الدنيا
يا أحبابي في الله : إذا رأيتم من يطيع الشيطان ويفعل أفعاله فلا تقربوا منه فإنه شيطان ، ومن تقرب منه كان شيطاناً مثله
يا أيها الأحباب : من امتلأ بالخير فاض منه الخير ، ومن امتلأ بالشر فاض منه الشر ، وكيف يفيض شراً من امتلأ بالخير ؟
يا أيها الأحباب : من تجمل بالمحاسن لا يظهر منه إلا المحاسن فكونوا من أهلها تظهر عليكم
يا أحبابي : إنما الفقير هو المحتاج فمن كان غنياً وساعياً في طلب زيادة ماله فهو الفقير ،
فيكون من تعب دائم لأجل أن يكون غنياً فإذا كان لا يشبع يستمر فقره إلي أن يموت
يا أيها الأحباب : من طلب السيادة فقد أتعب نفسه لأنها محبوبة للجميع فيتنازعون فيها ،
فاتركوا السيادة تطلبكم وأنتم زاهدون فيها ، فان عارضكم فيها أحد وجدتم كثيراً من النصراء
يا أحبابي : من ادعى السيادة عليكم فلا تنازعوه ، فإنكم إذا نازعتموه تخلت عنكم وعنه ، وإذا سلمتم له السيادة ثبتت لكم وزالت عنه
يا أحبابي : إذا نازعكم أحد فيما هو لله فلا تنازعوه فإن الله يغار علي ما هو له فإن نازعتموه لم تكونوا لله
يا أحبابي : فزتم برضا الله إن آذوكم في الله ، أو طردوكم ، وإياكم أن تنتصروا لأنفسكم فإنكم تسقطون من عين سيدكم
يا أحبابي : تحملوا في سيدكم الذل والهوان والأذى ولا تكونوا سابين ولا لعانين
وكونوا رحمة في الأرض تفوزوا برضا سيدكم فإنه سبحانه عند المنكسرة قلوبهم من أجله
يا أحبابي : إذا اشتغل الناس بدنياهم فاشتغلوا أنتم بمولاكم ، وإذا اشتغلوا بالنعم فلا تقفوا معها واجعلوا شغلكم بمن أنعم عليكم
يا أحبابي : تعودوا فعل الجميل ولا تقابلوا الإساءة بمثلها ـــ والله يحب المحسنين
يا أحبابي : ألزموا صريح العبودية تكونوا ربانيين تقولون للشئ كن فيكون لأنكم إذا فرغتم من أنفسكم كنتم بربكم فيطيعكم كل شئ
أحبابي : إذا إمتلأتم بمحبة الله فإن الأشياء تجري لكم بمجرد ما تحبون حصول أي شئ
أحبابي : سيدكم يعاملكم بما تعاملونه به ، فان ذكرتموه ذكركم ، وإن اشتقتم إليه اشتاق إليكم ، وإن سارعتم في رضاه سارع في رضاكم ـــ
فانظروا كيف تضعون نفوسكم عنده
يتبع ان شاء الله
| |
|
| |
المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34084 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: رد: النفحــــة المحمـــدبة لسيدي سلامة الراضي الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 5:48 pm | |
|
أحبابي : إذا عزت عليكم نفوسكم ولم تخالفوها لم تدخلوا حضرة سيدكم ـــ فان موسى قال يا رب كيف آتي إليك قال : خل نفسك وتعالي
أحبابي : أموالكم وأولادكم نعمة من الله عليكم أن لم تنقطعوا بهم عن سيدكم فإن تركتم سيدكم بهم كانوا فتنة وقطيعة
أحبابي : إذا صفت قلوبكم من محبة غير سيدكم استرحتم وكفاكم العمل القليل وإلا عشتم في عناء شديد
أحبابي : ما دامت النفوس حية فالقلوب ميتة ، فأحيوا قلوبكم بموت نفوسكم فان القلب بيت الرب سبحانه وتعالى
أحبابي : إذا أردتم ألا يعاديكم أحد فلا تزاحموه علي ما يحبه
أحبابي : إذا أردتم أن لا تنزلوا عن مقامكم فلا تدعوا لكم مقاماً ،
ومن ادعى لنفسه مقاماً عليكم فسلموا له ودعوه يظهر عليكم فإنكم بذلك تذوقون طعم الإيمان ويملأ الله قلوبكم نوراً
أحبابي : إذا تعدي عليكم أحد فاشهدوا ذلك من الله وأنكم بأفعالكم تستحقون ذلك ، ولا تنتصروا لأنفسكم ، ولا تدعوا علي من اعتدي عليكم ،
وكونوا من أهل السماح فقد قال الحبيب الأعظم صلي الله علية وسلم : ( السماح رباح )
أحبابي : اتركوا الرياء فإنه إشراك غير الله في العمل وسيدكم أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل له عملاً أشرك فيه غيره فإنه يرده عليه
ويقول : خذ أجرك ممن عملت له أحبابي : أعمالنا مشحونة بالتقصير وعدم الإخلاص فهي لا تصلح للحضرة المقدسة وكيف نرائي بما هو ناقص ؟ ـ
ــ وإنما نجتهد في الرجاء في فضل الله لعله يقبل أعمالنا علي ما فيها
أحبابي : اهتمامكم بتطهير القلوب خير من اهتمامكم بحفظ المسائل العلمية ،
فإن لطهارة تفتح باب الملكوت فتوافيكم العلوم الصافية من كدورات النفوس والأفكار
أحبابي : إذا ذكرتم شئ من الأشياء فاذكروا محاسنه وأعرضوا عن مساوية فإن ذكر المساوئ من المساوئ وتعتاده نفوسكم غلا تكاد تصدق بأنه يوجد أحد إلا وله مساوئ أحبابي : أجسامكم مطايا وأرواحكم ركبان ، فحذروا أن تسير بكم المطايا إلي ما يغضب سيدكم فإنها ما سارت إلا بأرواحكم أحبابي : إنما البلاء هو الإعراض عنى الله ،والمرض هو مرض القلوب ، فإذا رأيتم أهل البلاء فسألوا الله العافية واسألوا لهم الشفاء
أحبابي : الدنيا هي إعراض عن الله وموت للقلوب ، فمن تأسف علي فواتها كان كمن تأسف علي حية فاتته ولم يتمكن من وضعها في جيبه أحبابي : الإعراض عن الدنيا والإقبال علي الله تعالي مفتاح القلوب ، فمن لم يكن عنده ذلك فقلبه مقفل لم يفتح أحبابي : الدنيا فتنه فمن فرح بها فقد فرح بما يفتن قلبه ويبعده عن ربه
أحبابي : إذا فتحتم حواسكم الظاهرة انسدت الباطنة فعميت الروح وكانت في ظلمة ، فاجتهدوا في فتح العين الباطنة التي تنظر إلي الملكوت بعدم الانشغال بالظاهرة في عالم الملك
أحبابي : إنما الناس أمواه مختلفة ، والمخالطة هي اختلاط أرواحكم بتلك المياه المختلفة وذلك يورث اعتلال مزاجكم وانحرافه ولا يكون لكم لون ثابت
أحبابي : إذا ذقتم كل ما كان من المحبوب حلواً فقد ثبتم ، وإن ذقتموه حلواً ومراً كان ذلك نقصاً في محبتكم لأن رؤية المر اعتراض عليه ، ومن كان كذلك رآه المحبوب غريباً ليس من أهله
أحبابي : إذا أحببتم اثنين فقد انقسم القلب نصفين وكل نصف ينازع الآخر ، والنزاع كدر ، والمدر ينافي صفاء المحبة ، المحبوب لا يألف إلا الصفاء أحبابي : إنما الإنسان حيوان بجسمه ، ملك أو شيطان بروحه ، فلينظر كل عاقل ماذا يري ، وليختر لنفسه ما يحلو ــ إن كان يحب أن يكون حيوان ، أو شيطان ، أو ملكاً طاهراً أحبابي :رأس مال الإنسان من هذه الدار ، فمن ضيع رأس ماله فيها فمن أين يربح
أحبابي :إنما الدنيا كسوق للتجارة فمن فاته السوق فأين يبيع بضاعته ؟
أحبابي : من حصل علي شئ في هذه الدنيا عاش فيه في الآخرة ، فانظروا ما تعيشون فيه إن كان في رضا الله أو في غضبه ؟ والعياذ بالله
أحبابي : صفات الإنسان لباس لروحه فانظروا ماذا تلبسه أرواحكم ؟ إن كانت ثياباً طاهرة نقية منيرة ، أو منتنة مظلمة دنسه
أحبابي :إذا قيل لكم أن في ثوب أحدكم عقرباً فإنه يبادر إلي خلعها أو تقطيعها ويقتل العقرب ن وفينا الشهوات تلدغ قلوبنا ولا نبالي بها
أحبابي : إنما القبر دائرتكم ، فاجتهدوا أن تكون قبوركم مستنيرة واسعة ، فإذا كان ذلك في دائرتكم الروحانية ظهر في دائرة القبر المكانية
أحبابي : إذا أعجبتكم الأعمال الصالحة فانظروا هل تجدون فيها الإخلاص ؟ وإن كان فيها وإلا فلا تعبأوا بها
أحبابي : إنما الأعمال الظاهرة أشباح وأنوارها وأرواحها في القلوب ، فإن كان القلب يصاحب الأعمال الظاهرة وإلا فهي لا روح فيها ولا نور
أحبابي : إذا سئمت نفوسكم الذل فقد عومت علي الخروج من حضرة الله ، فاحذروا أن تطردكم من الحضرة المقدسة
أحبابي : إذا اطمأنت نفوسكم بربكم كان أمركم بأمره وأفعالكم باسمه ، فلا يخالفكم شئ بل يطيعكم كل شئ ، و إن تحدثت نفوسكم خللا في القلوب فلا يطيعكم شئ من الأشياء أحبابي : إذا أردتم أن تسلكوا طريق التواضع فاصبحوا أهله حتى تتمكنوا فيه وبعد ذلك لا بأس عليكم إذا خالطتم غير أهله ، ومن صاحب غير أهله قبل التمكن فيه ـــ كان كمن خرج بفتيلة ضعيفة في ريح عاصف لا شك أنه يطفؤها
أحبابي :إذا تنفس الإنسان في طاعة كان نفسه نوراً ، والنور تصحبه الملائكة ، وإذا كان في معصية كان كل نفس يتنفسه ظلمة ، والظلمة تصحبها الشياطين ـــ وأنوار الإنسان وظلماتة تكون حوله ، فانظروا ماذا يحيط بكم ــــ هل هو نور وملائكة أو ظلمة وشياطين ؟
أحبابي : كما تحبون أن يعاملكم الناس فعاملوهم وما لا تحبونه من الناس فلا تفعلوه ، وكل شئ تستحيون منه وتعتذرون عنه فاجتنبوه ، فمن طلب من الناس أن يعاملوه بأحسن مما يعاملهم به فهو ظالم ، ومن فعل مالا يحبه من الناس فقد عرض نفسه للإهانة ، ومن فعل ما يعتذر منه ربما لم يجد عذراً أو أقام العذر ولم يقبل أحبابي : لا تجادلوا لأجل إظهار الحق بل عليكم أن تعلنوا به ، وما عليكم أن يقبل منكم فان قبل فتبارك الله ، وان لم يقبل فما عليكم حسابهم
أحبابي : إذا تعلقت قلوبكم بمولاكم كنتم في حضرته ، فان تعلقت بغيره خرجت من الحضرة ـــ فاحرصوا علي قلوبكم أن تتعلق بغير مولاكم لأجل أن تكون الحضرة مسكنكم
أحبابي : إذا وجدتم لذة الإيمان فقدتم محبة الدنيا ، وحرام علي كل قلب وجد لذة الدنيا أن يجد حلاوة الإيمان
أحبابي : تواضعكم لربكم يظهر في ثيابكم لأنها صورة ما انطبع في نفوسكم ، فالبسوا لباس المساكين فان النفس تضطر إلي التخلق بالمسكنة لأنها كانت تخاف أن تظهر بمظهر المساكين ، فإذا رأت أنها ظهرت به تكرهه فإذا داومت علي ذلك ألفته ورضيت به فكان لها خلقاً
أحبابي : كونوا مساكين يعطف عليكم مولاكم فانه سبحانه وتعالي يستحي أن يري مسكيناً ويحرمه لأن خلقه الكرم والشفقة والحنان
أحبابي : ذنوبكم جنابة تمنع من دخول الحضرة المقدسة ، فإذا تطهرتم بماء الندم والتذلل لسيدكم صفح عنكم ورضي عليكم وفرح بكم ودعاكم إلي حضرته
أحبابي : إذا أحببتم ما يحبه سيدكم ن وكرهتم ما يكره ، كان مرادكم مراده ، فلا يخطر لكم إلا ما أراده وكانت قلوبكم مرآه يتجلى فيها سيدكم ، وظهرتم بصفاته فكنتم منه وإليه
أحبابي : إذا كانت أعمالكم جسمانية من جنس هذا العالم فقد حبستم فيه ، وان كانت أعمالكم روحانية طارت أرواحكم إلي الملكوت ، فتمتعت بالفرح والسرور والطهارة وشاهدت الأنوار القدسية
أحبابي : ما دمتم تنافسون غيركم وتزاحمونهم فأنتم أرباب النفوس الحية ، وتنافسها هو لدغها في القلوب ولكنكم لما وقفتم في هذا العالم لم تحسوا بلدغ النفوس ولو نفذ صبركم إلي عالم الأرواح لشاهدتم اللدغ محسوساً ، وثوباً ملبوساً
أحبابي : لا تنظروا إلي حسن العبادة وانظروا إلي حسن الأخلاق فان الأخلاق صورتكم الروحانية والعبادة صورتكم الظاهرية ، ومن امتلأ قلبه بالنور سطع في عبادته الظاهرية ، ومن تنجس قلبه بالأدناس أظلمت عبادته ولو بلغت من الحسن ما بلغت ، وكان كمن يلبس الثياب النقية علي النجاسات التي تضمخ بها جسمه
أحبابي : كلما كانت نفوسكم حية أحسستم عند الغضب بحر لهيبها في صدوركم ، فإذا ماتت نفوسكم وصلتم إلي حياة القلوب فتحسون ببرودة الرضا في صدوركم فتعيشون في فرح وهناء
أحبابي : كونوا كالروحانيين لا تغتمون أبدا وافرحوا بسيدكم الأعلى يفرح بكم ، فان الغم بقية عندكم صرفت قلوبكم عن جمال سيدكم المحبوب
أحبابي : سيدكم كريم شيمته الحياء فإذا ظننتم شيئاً يستحي أن يخيب ظنكم وقد دعاكم إلي مائدة كرمه وسمح لكم أن تظنوا به ما شئتم وفتح لكم بابه وقد نزل إليكم ينتظر الفقير منكم ليعطيه بيده ، أفيليق بكم أن تقفوا بأبواب المساكين تطلبوا منهم الإحسان وهم لا يملكون شيئاَ وتمرون علي باب سيدكم وهو علي الباب ينتظركم فتعرضون عنه ، ويناديكم أقبلوا عليُ يا عبيدي يا مساكين وأنا أقضي لكم حوائجكم فلا تكادون تصدقونه ، ويقول لكم الشيطان لا تذهبوا إليه فانه لا يعطيكم شيئاً وتصدقونه ، وتدخلوا بيت الشيطان وتكونون معه حزباً واحداً علي سيدكم وتتخذون الشيطان حبيباً وتعادون سيدكم إبتغاء مرضاة الشيطان ، ومع ذلك يرأف بكم سيدكم ولا ينتقم منكم ويمهلكم ويقول لكم إن عدتم عدنا ، وزدنا في الكرم وجدنا
أحبابي : إذا ذقتم حلاوة محبة مولاكم عدكم في المحبين ، ويقبل عليكم بوجهه ، ويلبسكم ثوب المحبة ، وتنجذب إليكم الرواح وتحبكم القلوب ، وكل ما يفعله المحبوب محبوب
أحبابي : إذا أردتم أن تكملوا غيركم قبل كمالكم ظهر لكم من أوصاف عالم النفوس الناقصة ما تضيق له صدوركم فتفسدون أكثر مما تصلحون ، فإن تملكتم ورأيتم أحوال النفوس الناقصة لم تضق صدوركم وسرتم بها في طريق التكميل ، ومن جعل همه لوم الناقص كان كمن يلوم الطفل الذي لا يعقل شيئاً
أحبابي : الرأفة والحنان من أخلاق سيدكم وهو يحب أن تتخلقوا بأخلاقه ، أفيليق بكم أن تتخلقوا بغير أخلاقه وتكونوا من أهل الحضرة ، وقد أقسم سيدكم القدوس ، أن لا يدخل حضرته أرباب النفوس
أحبابي : إذا تحلت نفوسكم بالرضا فقد دخلت عالم الأنس والبهجة والسرور فتري كل شئ جميل ، وتتطهر من الكراهة فلا تجد لشئ ألماً ، لأنها إذا نظرت لأي شئ بعين الرضا لا تري إلا الرضا
أحبابي : ما دامت نفوسكم تسرح في الشهوات فهي كالنساء فهل يليق بالعاقل أن يتزوج عاهرة ؟ ويطعمها الحلوى ويطيعها فيما تأمره به من نكران الجميل لسيده ويقاطعة لأجلها
أحبابي : إذا كان الذي يشرب العلم نفوسكم فلستم علماء للرحمن ، وإنما أنتم علماء للشيطان ، وإذا شريت العلم أرواحكم وقلوبكم الطاهرة كنتم أئمة الهدى وأعلامها نصبت من الملكوت ـــ تدعوا عباد الرحمن إلي حضرته
أحبابي : العلم هو أن تفقهوا أمر سيدكم وتسارعوا إلي رضاه ، فكل من كان كذلك فهو عالم ، أحبابي : العلم هو أن تفقهوا أمر سيدكم وتسارعوا إلي رضاه ، فكل من كان كذلك فهو عالم ، وإما من أخذ يسرد أوامر سيده ولم يفقه سرها ولم يسارع إلي ربه فهو بعيد عن سيده لم يدخل حضرته فكان لابساً ثوب العلماء وهو شيطان ، فاحذروا فإنه يزخرف لكم طرق البعد والضلال ولا يعرج بكم علي منازل المقربين
أحبابي : إذا عرفتم سيدكم أحببتموه ، وإذا أحببتموه لم تلتفتوا إلي غيره بل كان التفاتكم إلي الغير عذاباً لا تطيقوه
أحبابي : لن ينفخ فيكم الروح حتى تستعدوا له ـــ فمن لم يكمل استعداد خلقه الروحاني لا يستحق نفخ الروح الملكوتي
أحبابي : لا تدخلوا ملكوت السماوات حتى تولدوا من هذا العالم ، فإذا أقمتم في ظلمة أحشائه فإنكم لم تولدوا
أحبابي : طوبى لكم إن احتقرتم أنفسكم ولم تنتصروا لها وتواضعتم وتحملتم الأذى والذل في سيدكم
أحبابي : لا تهربوا من الناس وتظنوا أن ذلك هو الفرح بسيدكم فإنكم ما هربتم إلا إلي أنفسكم لما خفتم عليها الإهانة ـــــــ بل خالطوا الناس وتحملوا أذاهم تفوزوا بصفاء قلوبكم فان الأذى له نار تذيب النفس وتخرج منها الكبرياء والجبروت
أحبابي : أنوار الملكوت تتوقد وسطعاتها تتوهج ، والأملاك فيها تتردد ، وكلما وجدت مقبلاً علي الله عاشقاً لجماله تحف به وتزفه وتقيم له الأفراح في العلا فلو تلطفتم لزاحمتموهم في الملكوت
أحبابي : إن وقفتم مع هذا العالم سددتم باب الملكوت ، وإن صرفتم نظركم عن هذا العالم رجعت أرواحكم إلي عالمها الأعلى ، لأنها غريبة في هذا العالم وقد سبتها الشياطين وأسرتها ، فإذا تفككت قيودها طارت إلي الملكوت الأعلى
أحبابي : إذا أخذتم الحكمة من غير عمل لا تذوقوا لذتها ، وكانت ميته ، وروح الحكمة هو العمل بها
أحبابي : إذا دفنتم نفوسكم في أرض الذل نبتت نباتاً حسناً وأثمرت القرب من سيدكم
أحبابي : إذا رأيتم الناس قد آذوكم واحتقروكم فافرحوا واشهدوا ذلك تطهيراً لكم ، ولولا أن سيدكم يحبكم ما ابتلاكم ، فالأذى عنوان علي اهتمامه بكم وتوجه عنايته إليكم
يتبع ان شاء الله
| |
|
| |
المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34084 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: رد: النفحــــة المحمـــدبة لسيدي سلامة الراضي الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 5:52 pm | |
| أحبابي : إذا أقبل عليكم الناس و إعتقدوكم كثرت شياطينكم لأن نفوسكم كلما عظها الناس ومدحوها ترى في نفسها أنها قد بلغت كل مقام وصفها الناس به أو تحب المدح منهم والتعظيم لها لما فيه من عوها وتكره كل من لا يري لها هذه المقامات الرفيعة التي رآها لها من يعتقدها ، وكل ذلك يكون محفوفاً بشياطين تزينه للنفوس وقد كانت في راحة منه قبل إقبال الناس عليها ، فمن لم يقدر علي الوفاء بحقوق الظهور ، فليهرب من مواطنه حتى يكون آمناً علي نفسه من غوائله
أحبابي : إنظروا إلي الإنسان عندما يكون طفلاً لا دعوى عنده ولا اعتراض له علي ربه كيف حبب سيده فيه القلوب ؟ فإذا كبر وظهرت منه الدعوى وظن لنفسه حولاً وقوة وتدبيراً زالت تلك المحبة من القلوب
أحبابي :انظروا في أنواع المخلوقات تجدوا سيدكم يناديكم في كل ذرة وكل نبات وبر وبحر وحيوان وأرض وسماء ونجوم ، ويقول لكم : اعرفوني في كل شئ وسبحوني
أحبابي : لا تظنوا أن الشمس والقمر والكواكب هي التي تنير لكم فليس نورها هو الذي ينير بنفسه ، ولا بنور مخلق وراءه ، ولكنن نور الحق هو الذي ينير الأنوار ، فسيدكم هو نور النور قبل الأزمنة والدهور
أحبابي :لن يدخل أحد ملكوت ربه حتى يولد ولادة روحانية ولا بد له من أن يلده وهو أستاذه فإذا استعدت النفس لقبول تأثير أبيه الروحاني فيها ظهرت الروح بأحكامها وإطلاقها
أحبابي :من لم يتصل قلبه بقلب أستاذه وإذا ناداه أجابه وهو بعيد فليس هو من أولاد قلب ذلك الأستاذ بل هو من أولاد كلامه
أحبابي : إذا رزقتم اليقين في سيدكم واطمأنت نفوسكم ، رزقكم بسبب وبلا سبب ، وإن وقفتم مع الأسباب فقد ربطتم أنفسكم بحبلها وما دمتم كذلك فأنتم لا تخرجون عنها ولا يرزقكم إلا علي يد الأسباب
أحبابي :من طال فرحه بغير الله فرق الله بينهما بغتة ، غيره من الحق وعقاباً
أحبابي : من زالت عنه أحكام بشريته بالكلية فقد توفي من هذ العالم والتحق بالروحانيين وخرج من حكم الإنسان وحينئذ يكون طعامه التهليل وشرابه التقديس والتحميد
أحبابي : أرواحكم مطلقة لا يسعها هذا الكون فإذا قيدتموها مع الكون صار سجناً لها
أحبابي : إذا بدت عورة من أخيكم فاسلبوا عليها ثوب الستر تكونوا كرماء فليس الكرم قاصراً علي بذل المال بل هو في ذل المروءات أعظم
أحبابي : إذا شتمكم أحد فامدحوه تسدوا عليه باب الشتم وتجلبوه للمحبة ، فإذا قالبلتم الشر بمثله تكونون قد فتحتم له باب الزيادة في الشتم والعداوة لأنكم نازلتموه في ميدانه ولا يحب أحد أن يكون مغلوباً
أحبابي : إذا فتح لكم أحد باباً للشر فكونوا مغلوبين ــ وإذا كان الإنسان كريماً مغلوباً كان خيرا له أن يكون لئيماً غالباً
أحبابي : حذروا أن بحولكم الغضب من الحق فإن من يقول الحق عند غضبه لا يندم عند زوال الغضب ويكون الخطأ بعيداً عنه لأن نفسه لا تطغي فيتكلم جزافاً
أحبابي :إذا ملكتم نفوسكم عند الغضب كنتم شجعاناً لا تقوى عليكم نفوسكم ، فإذا صادفكم أذى أو إساءة ، أمكنكم أن تصفحوا وتتجاوزوا وتحسنوا
أحبابي : إذا غابكم أحد و نقصكم و نسب لكم عيوبا فلا تتكدروا قبل إن تتفكروا هل فيكم شئ من العيوب آلتي ذكرها فان وجدتم فيها شيئا من هذه العيوب علمتم انه صادق ، و العاقل لا يتكدر من الصدق ، واجتهدتم في التخلي عن العيوب ، و إن لم تجدوا في أنفسكم شيئا منها فاحمدوا الله علي انه قد عافاكم من هذه العيوب و كونوا من آهل السماح الذين جعلهم الله رحمة في الأرض
أحبابي : إذا رأيتم من سبقت عليه الشقاوة بالوقوع في بعض الذنوب فلا تروا أنفسكم عليه وانظروا إليه بعين الظاهر بالنصيحة مع التلطف وحسن السياسة ، وبعين الباطن بالرحمة والشفقة ، لأن قلوب العباد في قبضة سيدهم ـــ وما توفيقي إلا بالله
أحبابي : لا تنطقوا بالعلم ليقال أنكم علماء بل لتبينوا الحق ، فإن وجدتم محتاجاً فتصدقوا عليه ، فإن لم تفعلوا عدكم سيدكم من البخلاء وهو يكره البخيل ، وإن وجدتم غير محتاج فصونوا عنه العلم فإنكم إذا ألقيتموه إليه أهانه
أحبابي : أنواركم الروحانية إذا قويت تلطفت بها البشرية ، ولا تزال الأنوار الروحانية تشتد والبشرية تتلاشى حتى تكون الأنوار ظاهرة والبشرية تغيب فيها ، وحينئذ يكون الإنسان معدوداً من أهل الملكوت في العالم الأعلى
أحبابي : إذا أطعمتم سيدكم فإنه يطعمكم ـــــ وكيف تعصونه وتطلبون منه أن يعطيكم ؟ ما هذا هو الإنصاف : : فانظروا إلي تنزل سيدكم الأعلى ، وأنه جعل بينكم وبينه فلم ترضوا بالإنصاف
أحبابي : عاملوا الناس بالسماحة واللين وسلامة الصدر تكونوا مثل يعسوب النحل تجتمع حولكم القلوب وتحبكم أحبابي :إذا رأيتم تقصير أو غلطاً فعرفوا باللين والرأفة ، فإن كلامكم يسري إلي أعماق القلوب ويثمر العمل به ، فإن أغلظتم القول قامت النفوس تصادمكم
أحبابي : إذا أردتم أن يصل كلامكم إلي القلوب فتكلموا من قلوبكم ، وإذا أردتم أن يصل كلامكم إلي النفوس فتكلموا من نفوسكم ، وإذا قابلكم أحد بنفسه فلا تقابلوه بالنفس يشتد النزاع بين النفسين ، ولكن قابلوا النفس بقلوبكم فإن للقلوب برداً يرطب حرارة النفس فتخمد فإذا خمدت وصل الكلام من قلوبكم إلي قلب السامع لأن النفس التي كانت حائلة بين القلبين قد زالت
أحبابي : لا تسلكوا طريق الجدل فإنه يورث قلوبكم قسوة ، فإذا تكلم معكم أحد ووجدتموه محقاً فسلموا له ، و إن كنتم لا تعرفون فتعلموا منه إن كان عارفاً ، فإن كان غير عارف فعلموه إن عرفتم بالرأفة واللين إن كان محتاجاً بالعريف ونفسه مطمئنة ساكنة ، وإن كان علي غير ذلك فسكتوا فإن أكثر عليكم فاشتغلوا بتسبيح الله وتمجيده فإنكم تكونون في حضرته وتتباعدون عن حضرة الشيطان فإنه يكون حاضراً في كل جدال
أحبابي : إذا كنتم مجهولين في الأرض كنتم معروفين في السماء ، وإذا كنتم مطرودين في الأرض كنتم مقبولين في السماء ، وإذا كنتم أذلاء في الأرض كنتم أعزاء في الملكوت ، وإن كنتم لا يعتني بكم في الأرض كنتم من أهل القبول في السماء ، فاحذروا أ، تكونوا معروفين في الأرض مجهولين في السماء مقبولين في الأرض مطرودين في السماء
أحبابي : لا تخافوا من نفوس الناس أن تؤذيكم ولكن خافوا من نفوسكم فإنكم لو يلغتم الكمال لم تضق صدوركم بالأذى فما أتعبها إلا عدم كمالها
يتبع ان شاء الله
| |
|
| |
المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34084 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: رد: النفحــــة المحمـــدبة لسيدي سلامة الراضي الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 5:55 pm | |
|
أحبابي : إذا أردتم أن تتعلموا الذل فلا تهربوا من المتكبرين بل خالطوهم أحياناً فإن ذلك ميزان تعرفون به ما نقص من نفوسكم وما زاد فيها ، والنفوس التي لم تطمئن إذا رأت المتكبرين ظهر ما هو في قرارها من الكبر ، فإذا خالطتم أهل الذل والتواضع وتواضعتم معهم لم يظهر ما في نفوسكم لأنكم تتواضعون لهم جزاء تواضعهم لكم ولا تستحيون من إظهار التواضع بينهم لأنهم أهله ، ولكنكم تستحيون من أهل الكبر أن يروكم متواضعين لأنكم تعلمون أنهم يحتقرونكم بذلك ، ولا تغتروا بمن يحتج بأن الكبر عند المتكبرين صدقه فإنه قول حق ولكن لمن فرغت نفسه فيتكبر بحق لا لحظ نفسه ، ويكون تكبره لقصد مداواة أخيه من غير رؤية نفسه عليه
أحبابي : لا تظنوا أن الإقبال علي سيدكم بالانقطاع عن الخلق وعدم السعي علي الرزق وإنما هو باطمئنان قلوبكم وسكونها إلي سيدها فإذا ثبت لكم ذلك فخالطوا الخلق وعاملوهم بما يعاملهم به مولاهم ، فمن أساء إليكم فسامحوه ، ومن اعتذر إليكم فاقلبوه ، ومن أسدي إليكم معروفاً فكافئوه ، ومن كان غافلاً فذكروه ، ومن قطعكم فصلوه ، ومن حرمكم فاعطوه ، ومن ظلمكم فاعفوا عنه وسامحوه ، وانظروا في كل ذلك إلي رضا سيدكم وأن الخلق عياله ، وإن أحبهم إليه أنفعهم لعياله ، فإذا كنتم كذلك فأنتم سائرون إلي ربكم وإن كنتم في الأسواق أو في صناعتكم أو بين أولادكم وأقاربكم
أحبابي : للأرواح صفات روحانية ، وكل صفة لها دائرة ، وكلما قويت صفة اتسعت دائرتها وظهر في هذه الدائرة ما اكتسبته الصفة بأعمالكم ، وكلما كانت الصفة موافقة لمراد سيدكم اتصلت بالجنة ، وكلما كانت مخالفة اتصلت بالجحيم ، فإذا وصل الإنسان الآخرة وزنت دوائره بأعيانها فيعيش في الدار التي تتصل بالدوائر الغالبة عليه
أحبابي : إذا رأيتم قبول الغافلين لكم فاعلموا أنكم مثلهم ، فلولا وجدوا فيكم صفات تجمعكم بهم ما قبلوكم
أحبابي : لا يمنعكم قبول من أطاع هواه عن إقبالكم عن سيدكم ولا يصدنكم عن السبيل ما بينه من الجفاء والقسوة ، وقابلوا كل ما يصدر منه بسعة الصدور ومكارم الأخلاق ، ومن كملت نفسه واطمأنت يسع غيره ولو كان ناقصاً ، وبذلك يدوم لكم فرحكم بسيدكم
أحبابي : إذا أردتم الوصول إلي سيدكم فلا تنظروا سواه ومتى نظرتم سواه فأنتم مع سواه
أحبابي : سفركم في العوالم مروركم علي مواطنها ، والطي هو مروركم عليها في خطوة واحدة
أحبابي : إذا رفعتم إخوانك إلي لم يصلوا إليه فارفعوهم عن المقام الذي هم فيه قليلاً وأطعموا كل أحد علي قدر معدته ، وسيروا معه علي قدر خطوته ،فان الحكيم من يغذي بصغار الحكمة قبل كبارها ، وكما أن الطعام الكثير أذى المعدة فكذلك الحكمة تؤذى من لا يحتمله
اعلموا يا أحبابي في الله : أن المقطوع عن سيدة مبتلي بأكبر المصائب ، فكيف يفرح وينشرح ولا يبكي علي قطيعته
أحبابي : إذا أراد الإنسان أن يكون عظيماًَ فليفعل شيئاً عظيماً ، فان كان ذلك لسيدة كان عظيماً عند سيدة ، وإن كان للناس كان عظيماً عندهم
أحبابي : إذا صدقتم سيدكم جعل كل ما تقولونه حقاً
يتبع ان شاء الله
| |
|
| |
المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34084 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: رد: النفحــــة المحمـــدبة لسيدي سلامة الراضي الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 6:00 pm | |
|
أحبابي : إذا وقفتم علي باب سيدكم أشرف عليكم فإذا وجدكم صابرين علي إهانة الخدام والذل لأجله جاء إليكم ، ووضع يده في أيديكم ، وبش في وجوهكم ، وأخذكم عنده فصرتم جلساءه وكان جليسكم وكنتم ندماءه وكان نديمكم
أحبابي : إذا وجدكم سيدكم امتلأتم بالمحبة ملأكم بأنوار القدسية
أحبابي : إذا عرفتم غير سيدكم لم يعرفكم سيدكم
أحبابي : إذا قال الناس أنا فقولوا باسم سيدي
أحبابي : إذا هربتم من سيدكم احتجتم لغيره
أحبابي : إذا عرضتم عن سيدكم أمراً فلا تتحكموا عليه فإنه أدري بمصلحتكم
أحبابي : إذا تخليتم عن الباطل آتكم الحق فامتلأتم به
أحبابي : ليس القرب إلي سيدكم بالمكان وإنما هو بالقلب ، فإذا صفت قلوبكم وجدتم سيدكم
أحبابي : إذا لانت أرواحكم لان كلامكم ، وإذا حلت أرواحكم حلا كلامكم
أحبابي : إذا انغمست الروح في أنوار الملكوت طهرت من كدورات النفس وذهبت الدعوى فظهر الانكسار علي الجسم
أحبابي :لا تتحققوا بالانكسار إلا باتصال أرواحكم بأرواح أهل الانكسار ، وكل من بدا الانكسار بالتقرب منه فهو من أهل الانكسار
أحبابي : الحكمة الحية فعالة تحيي الأرواح الميتة
أحبابي : لا تظنوا أن الأرواح لا تموت فهي تموت بانسلاخها عن سيدها
أحبابي : إذا كنتم في الحي فكل شئ يصدر منكم حي
أحبابي : لا تجعلوا همكم النطق بالحكمة مادمتم لم تحيوا الحياة الروحانية ، فإذا حييتم بها كان كل ما صد منك حكمة 0
أحبابي : من ظهرت فيه حياة سيدة سرت منه في كل شئ
أحبابي : من أراد أن يحي فلا ينطق إلا بكل كلام حي
أحبابي : إذا قال الناس فافعلوا وإذا غفلوا فتفكروا
أحبابي : إذا خضعتم لسيدكم بجوارحكم فانظروا صور خضوعكم في صفحات قلوبكم
أحبابي : إذا لم تتنبه قلوبكم من الغفلة عن سيدكم فخضوعكم كله إعراض عن سيدكم أحبابي : إذا رأيتم الناس قد طردوكم فاعلموا أن سيدكم قد أراد أن يأخذكم عنه ويجعلكم له أحبابي : إذا لم تتلقوا من قلب حي فإنكم لا تدخلون حضرة الحي أحبابي : اصرفوا قلوبكم عن هذا العالم ، تكن أرواحكم في السماء
أحبابي : الأشواق أجنحة تطير بها الأرواح إلي عالم الملكوت ، فمن لم يكن له أجنحة فكيف يطير من هذا العالم
أحبابي : الشوق نار تحرق من قلوبكم سوي سيدكم ومحبو بكم ، ولن يستر غيره من الألوان أحبابي : اجتهدوا أن تكون الحكمة في أفعالكم وإن لم تنطق بها ألسنتكم
أحبابي : إذا نظر سيدكم في قلوبكم فإنها لا تنساه أبداً
أحبابي : من امتلأ بسوء الظن فقد امتلأ شراً ، ولا تدخل الأنوار القدسية قلباً ملئ بالشر
أحبابي : أنوار سيدكم الأزلية مقدسة عن صفات الأكوان ، فاخرجوا عنها تشهدوا أنواره ظاهرة لا يحجبها شئ
أحبابي : إذا كانت أنوار سيدكم من جنس صفات الأكوان كانت الأكوان تحجبها ، ولكنها لما لم تكن من صفات الأكوان لم تصل صفات الأكوان إليها ، ولم تزاحمها فلم تحجبها
أحبابي : إذا حل النور في قلوبكم طرد كل ما يدخل علي القلب من هذا العالم الفاني أحبابي : إن المحبة هي روح الحنان والشفقة التي تربط أرواحكم ببعضها فتفرح وتتألم كل روح بما تفرح وتتألم به الروح الأخرى
أحبابي : لا تثبت لكم محبة سيدكم حتى تحبوا عبيده ، وتكرموهم ن ولا تؤذوهم
أحبابي : إن الخلق عيال الله ، فإذا ظلمتموهم ، أو آذيتموهم ، ذهبوا إليه يبكون ويشكونكم إليه فيغضب لأجلهم ، وينتقم لهم
أحبابي : إن نفوسكم أكبر أعدائكم لأنها لا ترضي بخروجكم من هذا العالم وبذلك لا تدخلون ملكوت ربكم ، وكيف يكرم العاقل أكبر أعدائه ؟ لا شك أنه يهلكه
أحبابي : إذا تعدي عليكم أحد فلا تنتصروا لأنفسكم فإنكم بمرأى ومسمع من سيدكم فيسارع إليكم ويمد يده فيقبض علي من تعدي عليكم ، ويضيق عليه ، وينتقم منه
أحبابي : إنما الانكسار نفحة من مواهب سيدكم عندما ينظر إليكم ، تنطبع في القلب ، وتصيغه بصبغة سيده ، فلا يكون له لون آخر ومتى كان الانكسار يحضر ويغيب فإنما هو من شهوات نفوسكم
أحبابي : انظروا كيف نزل سيدكم نفسه منزلة الفقير المسكين ؟ فيقول لعبده الغني يوم الحساب جعت فلم تطعمني ومرضت فلم تعدني ، فيقول يا رب كيف تجوع وأنت رب العالمين ؟ وكيف تمرض وأنت رب العالمين ؟ فيقول له أما أن فلاناً الفقير قد جاع فلو أطعمته لوجدتني عنده ، أما فلاناً الفقير قد مرض فلو عدته لوجدتني عنده
أحبابي : إذا أحببتم أن لا يفعل سيدكم إلا ما تريدونه فقد خرجتم عن وصف العبيد فان العبيد لا يطلبون من سيدهم أن يكون علي مرادهم بل هم يكونون علي مراده
أحبابي : إنكم لا تتألمون من حكم سيدكم إلا لغلبة شهوات أنفسكم ، فلو فرغت شهواتكم لم تتألموا من حكم سيدكم
أحبابي : إنكم إذا حزنتم الدنيا عندكم كنتم كمن خزن في بيته عقارب وحيات ، ولا بد أن تلدغه يوماً من الأيام عندما تتمكن منه
أحبابي : إذا سمعتم سيدكم يناديكم ويطلب منكم أن تنصروه فنصرتموه فإنه يأتيكم وينصركم إذا سمع صوتكم عندما تدعوه لنصرتكم
أحبابي : لا تقولوا لسيدكم افعل لنا فإنه ناظر إليكم وهو أعرف بمصالحكم ـــ واشتغلوا بتسبيحه وتنزيهه ، وتمجيده ، وإن كان ولا بد من الدعاء فليكن دعائكم يشبه التسبيح ، فلا تجعلوا قلوبكم تميل إلي العطاء أكثر من المنع اتركوا المر لسيدكم فان له تدبيراً فوق تدبيركم
أحبابي : إذا كنتم عبيداً لسيدكم لم تزاحموه في تدبير أموركم ، ولم يكن لكم حظ في شئ سوى مراده أحبابي : إذا كنتم لا تطلبون شيئاً فإنكم لا تتكدرون ممن غضب عليكم أو آذاكم
أحبابي : إذا انتقمتم ممن أساء إليكم فقد صرتم مثله لأنكم فعلتم معه ما أساءه وتبرأتم من الحلم والكرم والرضا
أحبابي : إذا عزمتم علي الذهاب إلي سيدكم هرول إليكم ، واستقبلكم ، وأدخلكم داره ، وأعد لكم ضيافته ، وأمر خاصته بخدمتكم ، وعشتم معه في بهجة وفرح و أنس
أحبابي : كم يطلبكم سيدكم وتهربون منه ، ويمد إليكم يده بالعطاء فلا ترضون أن تأخذوا منه ، ويرحب بكم وتعرضون عنه ، ويلاطفكم لتقبلوا عليه فتتركونه ، وتذهبون إلي عدوكم وينزل إليكم ، ويناديكم طول الليل ليغفر لكم ويقضي حوائجكم وأنتم لا تذهبون إليه ،وتكونون نائمين ويسعى في مصالحكم كالخادم ، وتنكرون فضله ويتجاوز لكم عن هفواتكم فتتمادون في الإساءة ن أما آن لكم أن تستحوا من سيدكم ، وتصطلحوا معه فيفرح بكم إن جئتم إليه ، وينسي لكم كل ما فعلتموه ولا يرضي أن يعاتبكم لئلا تستحيوا منه فتتكدروا
أحبابي : إذا توجهت أرواحكم إلي ربكم ، أشرقت عليها أنواره فكنتم ربانيين وإذا توجهت أرواحكم إلي الملأ الأعلى بدن عليكم أنوار الملكوت ، ولم يبق إلا من يتوجه إلي العالم السفلي فيلتحق بظلمة الشياطين ، ومن لم يتوجه إلي عالم الأنوار من أين تأتيه الأنوار ؟
أحبابي : القلوب مفتوحة إلي ربكم تشاهد الأنوار القدسية ، فإذا جلت فيها ظلمة من أدناس الشهوات حجبت عن الأنوار ، وغرقت في ظلمات الشياطين
أحبابي : إنما كان خوفكم من المخلوقين لأجل محبوباتكم التي فيها شهواتكم ــــــ فلو كنتم لا تحبون إلا سيدكم ما كنتم تخافون أحداً سواه
أحبابي : إذا هرب الناس منكم فاشهدوها نفحة من ربكم وفرصة تتمتعون فيها بمجالسة سيدكم
أحبابي : إذا وقفتم علي باب سيدكم ولم يرق لكم أو طردكم ، فابذلوا نفوسكم بين يده وتذللوا لعزته ، فقد يكون يحب أن يسمع صوت تزللكم بين يديه ويفرح بسماع أصواتكم ، ولا تيأسوا فإن سيدكم كريم عطوف لا يخيب عبده مهما طرده أو حرمه ولو اطلعتم علي حكمته في كل فعل من أفعاله لرأيتم أن سيدكم لا يفعل إلا لحكمة تعود علي العبد بالخير والأنوار والهدي يتبع ان شاء الله
| |
|
| |
المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34084 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: رد: النفحــــة المحمـــدبة لسيدي سلامة الراضي الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 6:05 pm | |
|
أحبابي : إذا كان القلب مقطوع عن سيده لا يصعد له دعاء ، لأن دعاءه يكون مقطوعاً مثله ، ولو عامله بعدله لفعل ذلك معه في صلاته وصيامه ، ولكنا نسأله الرحمة والشفقة والحنان
أحبابي : إذا التهبت نار المحبة في الأرواح هامت إلي المحبوب ولا تقدر علي الصبر عنه لحظه ، فلا تتعبوا أنفسكم مع من ذكرتم له المحبوب ولم يبد عليه الهيام والتهتك في المحبوب
أحبابي : من كان في نفسه صغيراً كان عند الله كبيراً ومن كان في نفسه كبيراً كلن عند الله صغيراً
أحبابي : كل صغير محبوب للقلب ، ولذلك قال بعضهم : إن الصغر جمال : فليجتهد الإنسان أن يكون صغيراً حتى يكسى حلة الجمال
أحبابي : إذا سكن النور في أرواحكم ظهر علي ألسنتكم فيحلو كلامكم وتذوق القلوب طعماً لذيذاً تتغذي به فتحيا به بعد موتها
أحبابي : إذا آتاكم الله نوراً في قلوبكم وأحببتم إظهاره للناس فقد أردتم أن تفرغوا قلوبكم من الأنوار فيتفلت النور من قلوبكم إلي ظاهركم شيئاً فشيئاً حتى لا يكون في قلوبكم نور بالكلية
أحبابي : من كان له كنز من الأنوار في باطنه وفتح الكنز وأظهر المال بين الناس وأباحه لكل أحد فقد تبدد كنزه وأصبح فقيرا من الأنوار والبركات
أحبابي : من تقدست روحه بأنوار سيده لا يكون فيه شئ لغيره ، وتقدست أفعاله وأقواله وأحواله فلا يصدر منه إلا الحق لأنه صار حقاً
أحبابي : لا تستوي بشريتكم وروحانيتكم ولا بد من غلبة إحداهما ، فاجتهدوا أن تكون روحانيتكم هي الغالبة ، وكل ما ربحتموه في الروحانية لخير لكم من أن ترجوه في البشرية
أحبابي : جلوسكم بين يدي ربكم لحظة خير لكم من حفظ كلام الناس والنظر في الأوراق ، فإن سيدكم إذا أقبل عليكم في مجالسته أغناكم عن كل شئ وقام عنكم في كل شئ
أحبابي : كل علم من نتائج العقول والأفكار لا يصحبه نور ليس هو من عند ربكم بل هو من عند نفوسكم ، ولا يكون ديناً لأنه ليس لكم أن تشرعوا بعد نبيكم صلي الله علية وسلم
أحبابي : إذا انشغلتم بالعبادة حتى انحلتم أجسامكم فإن ذلك لا يفيدكم نوراً في قلوبكم تصلون به إلي سيدكم حتى تتصل أرواحكم من وصلوا إلي سيدهم ، وكما أن النسل لا يحصل إلا باتصال نسبة بين زوجين فكذلك لا تصلون إلي ربكم إلا باتصالكم بمن وصل إلي ربكم ـــ وكما أن الخبز إنما يختمر بوضع الخميرة فيه كذلك لا تأتي أنوار الملكوت في قلوبكم حتى يكون فيها خميرة من نور الملكوت يلقيها أستاذكم في قلوبكم ، ولا تشرق الأنوار الإلهية عليكم حتى تسطع بارقة من قلب أستاذكم علي قلوبكم مشرقة بأنوار ربكم القدسية
أحبابي : إذا سرتم إلي ربكم بما تحبه نفوسكم فما خرجتم من نفوسكم بل يكون سيركم من شهواتكم ، فما سرتم من نفوسكم إلا إليه
إنما الجسم يؤدب الجسم ، والروح تؤدب الروح ، والنفس تؤدب النفس ، فاطلبوا كل شئ من بابه تصلوا إلي مقصودكم
أحبابي : الخير كله في التواضع ، والشر كله في الكبر ، فمن فاز التواضع حاز خصال الخير كلها ، ومن تخلق بالكبر امتلأ بخصال الشر كلها ، لأن التواضع والكبر من أمهات الأخلاق ، كما أن الأم تلد أولادا فكذلك كل صفة من التواضع والكبر تلد بقية الأخلاق ، ولأجل ذلك ترى أطباء القلوب يصرفون همهم كله في محو الكبر من القلوب وحلول التواضع مكانه ، ولا يتأتى ذلك إلا بهدم ما بناه الإنسان لنفسه من المنزلة في قلوب الخلق
أحبابي : كلما رأتكم نفوسكم متمتعين بالمآكل اللذيذة ، والثياب الفاخرة ، والمنازل المشيدة ، ومختلطين بأهل الغفلات فإنها توهمكم بأنها تسير معكم في طريق الانكسار حتى تصلوا إلي ربكم ، فإذا قنعتم منها بذلك عشتم ولا رأس مال لكم إلا هذه الأماني فتعيشون مفلسين إلي الممات ، فإذا أردتم أن تسيروا إلي سيدكم بالفعل فعليكم أن تخالفوا أنفسكم في تمتعها بملذاتها ومخالطتها لأهل الغفلة
أحبابي : من فتح علي نفسه باب الاعتراض وسوء الظن فقد فتح علي نفسه باباً من الشقاوة ، فإذا استمر علي فتح أبواب سوء الظن فقد استمر سيره في طريق الشقاوة وربما واصل السير حتى يقع في الشقاوة الأبدية ، لأنه يترقى في سوء ظنه كما يترقى غيره في الخير ويكون ذلك صفة لازمة لا تفارقه ، وإذا غابت يحن إليها ، وإذا حضرت يرتاح إليها فؤاده وتكون قرة عينه في سوء الظن ، وهذا يكون كالأفعى التي امتلأت بالسم لا يكاد يسلم منها من تقرب منها ، وأن خبثه لأشد من سم الأفاعي ، لأن الأفعى ربما لا تضر في حياتها إلا أفراد ، وهذا الذي قد تسمم جسمه بالخبث حتى امتلأ قد يضر بكلمة واحدة جماعات من الناس بل يخرب بيوتاً أو بلداً نعوز بالله من ذلك
أحبابي : لا تظنوا أنكم إذا تهذبت أخلاقكم وتكملتم بالاعتدال في أخلاقكم تصلون إلي حضرة سيدكم من غير أن تقفوا علي بابه وتطهروا قلوبكم وألسنتكم من سواه ، ويكون سيدكم نصب أعينكم كأنكم بين يديه في كل لحظة ، فمن ظن ذلك فقد أطمع نفسه في المحال وكان مثله كمثل من يولي سيده ظهره و يعرض عنه و لا يخطر له علي بال ويقول أن سيدي قد وجدني كاملاً يأتي إلي ويفيض علي من نعمة وإحسانه ، وهذا وإن كان قد يجوز حصوله ، ولكن سيدكم ربط المسببات بأسبابها فكما جعل السعي سبباً في تحصيل الرزق الظاهري للأجسام ، فكذلك جعل تعرض القلوب إليه سبباً لتحصيل الرزق الباطني ، ومن ترك السعي لتحصيل الرزق وأراد أن يوافيه الرزق من غير حركة ، فقد خالف سنة الله التي وضع نظام الكون عليها ، وأساء الأدب مع سيده وأغلق علي نفسه باب الفيض ، وكان كمن ترك السعي ونام وقال أن الطعام يأتي إلي من غير أن يحمله أحد ويدخل فمي وينزل إلي جوفي مهضوماً من غير مضغ ولا بلع ، وكل هذا فيه إبطال الحركات والأسباب ، ولا يطلبه أهل الحكمة والأدب مع سيدهم ــــ فعليكم أن تسعوا في تجوهر نفوسكم و أرواحكم بذكر الله والتعرض لنفحاته فإن ذلك يعينكم علي صفاء أرواحكم وهو سلم الوصول إلي ربكم
أحبابي : من نطق لسانه بالحكمة وسرحت روحه في أودية الجهالة والغفلات ، كان كالشيطان الذي يعظ الناس ويتكلم بالعزم
أحبابي : من تيسر له أن ينفع أخاه و لم يفعل فقد أعلن شقاوة نفسه وأخرج الله الشفقة من قلبه و استحق سخط سيده و لا يكون شفوقاً عليه و لا يرأف به إذا وقع في شدة ، و الراحمون يرحمهم الرحمن ـــــ وقد قال الحبيب علية السلام : ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ــــ وقد عرفنا علية صلوات الله : أن الرحمة لا تنزع إلا من شقي
أحبابي : من اختاره سيدكم لقضاء حوائج إخوانه والسعي في مصالحهم فقد نصبه سيده ظلاً له في أرضه وجعله رحمة منشوره بين عباده وباباً من أبوابه وينظر إليه سيده بالرحمة والشفقة والحنان ، ويرفع ذكره في السموات ، ويذيع ذكره في الملكوت ، وتتردد عليه الملائكة ، ويكون الله في عونه مادام في عون أخيه ، ويكون الله وليه ، ويدافع عنه ، ويذكره في الملأ الأعلى ، ويسوق إليه الأرزاق لأجل المترددين عليه من عبيده لأن بيته صار بيتاً من بيوت سيده فيعيش ذلك العبد أميراً مطاعا ًويضع الله له القبول في الأرض ، وينادي له في الأرض إنا نحبه فيحبه الناس ويسمعون أمره ـ ـــ فإن شكر الله علي هذه النعمة الكبرى أدام عليه هذه المنن كلها وزاده من فضله وكرمه وأقبل الله عليه جمله ، وإن اعتراه ملل وضجر من حوائج المترددين عليه سلبه الله هذه النعم كلها ودفع عنه البركة وسلبه القبول والجمال فكرهته القلوب ونفرت منه وتخلى عنه سيده ولم يجعله ظلاً له ولم يعد بيته من بيوت سيده ، وأهبط اسمه من الملكوت ونسيه سيده من عنايته ورحمته ــ ـ فاجتهدوا يا أحبابي في شكر الله الذي نصبكم في أرضه لقضاء حوائج الخلق مادام ذلك متيسراً ولو كلفكم ذلك أن تتحملوا الذل بسببه ـ ــ فمن سعى في قضاء حاجة أخيه ويسر الله قضائها فقد فاز بأجر من ربه ، ومن تحمل الذل والمشقة في السعي إليها ولم تقض ، فإن الله يضاعف له أجره جزاء السعي وجزاء رده خائباً ـــ والله لا يضيع أجر المحسنين
أحبابي : من أكل طعاماً حراماً امتزج ذلك الطعام بغضب الله وسخطه فينزل في الجوف مظلماً ويسري في الدم واللحم والعظم والعروق ، ولا يزال الإنسان يأكل حراماً حتى يمتلئ ظلمة وغضباً وسخطاً وتسقي روحة من هذه الظلمة ، ومن كان حاله هكذا كيف تصدر منه طاعة ؟ ولو صدرت لكانت صورة لا روح فيها
أحبابي : من عظم سيده عظمه سيده ، ومن خدم سيده أمر سيده عبيده بخدمته ، ومن أحب سيده أحبه سيده وأمر عبيده بمحبته ، ومن خاف من سيده أخاف سيده منه كل شئ ، ومن لم يخف سيده أخافه من كل شئ ، ومن كان له سيده كان له كل شئ ، ومن لم يكن له سيده لم ينفعه كل شئ ، ومن ترك شيئاً لأجل سيده عوضه خيراً منه ، ومن كان مع سيده كان سيده معه ، ومن أعرض عن سيده فقد أبعد نفسه عن مائدة كرمه
211 ) أحبابي : لا تظنوا أن أبواب السماء بعيدة عنكم ، أو أن أبواب الجحيم غير معروفه لكم ، فإن أبواب السماء والجحيم ليست من خشب أو حديد ، وإنما هي الطاعات والمعاصي التي تفعلونها ، فأنتم تسيرون في أبواب السماء ولا تدرون ، علي أن الحمارة التي يركبها أحدكم في قضاء حاجة أخيه مثلاً تعرف أنها سائرة في باب من أبواب السماء ، وكذلك تعرف أبواب الجحيم التي يسير فيها من ركبها في فعل معصية تغضب ربه ـــ فانظروا يا أحبابي في الله ـــــ ـ هل أنتم في أبواب السماء أو في أبواب الجحيم في كل فعل من أفعالكم ؟ وهل تنامون في أبواب السماء أو في باب الجحيم ؟ وهل تسعون في نهاركم إلي باب الجنة أو إلي باب الجحيم ؟ ـ ـ اللهم وفقنا لأبواب السماء يا رب الأرض والسماء ، إنك رؤوف رحيم
من أطاع سيده بين الناس وعصاه في الخلوة كان مستهزئاً بسيده ، وكأنه لم يطعه بين الناس إلا حياء منهم وموافقة لهم بل ربما كان غير مصدق بسيده أو بأنه مطلع عليه وأنه يحاسبه علي ما يصدر منه ، فما أعظمها مصيبة في دينه ؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله
213 ) أحبابي : أحبوا الله وهيموا بجمال صفاته ، واطربوا في ذكره ، وترنموا بأسمائه ، وسبحوا بحمده ، فإذا اشتد هيامكم ، طابت أوقاتكم ، وفاح طيبكم ، وفرحتم بحبيبكم ، وصفت أرواحكم ، واشرقت أسراركم ، واستنارت قلوبكم ، وتجوهرت أجسامكم ، فإذا تهتكم في محبوبكم فلا لوم عليكم فإنه إذا غلب الوجد علي أهل الهوى والجوى فافتضحوا وتهتكوا فلا جناح عليكم ولا ملام ، وكل لوم علي المحب حرام
214 ) لو كشف لكم المحبوب عن براقع جماله لتمم غراماً واشتياقاً وهياماً فكيف بكم إذا كشف لكم عن بديع الجمال وتمتعتم بطيب الوصال وسامركم الحبيب ونادمكم في خلوة الأنس والصفا حين لم يكن رقيب ، فأقبلوا علي المحبوب فإنه جميل وحسنه ظاهر وجماله باهر لا يحتاج إلي سفر بعيد ، وإنما هو صفاء القلوب إلي جمال المحبوب
215 ) أحبابي : هيا بنا إلي حضرة الحبيب تجدوا هناك الأنس والرضا والبهجة والصفا والسرور والوفا ــــ يكفيكم أيها الأحباب قعوداً عن الإقبال علي المحبوب ، يكفيكم من غيره الكدر والغم والهموم ، فإذا أقبلتم علي محبوبكم أراح فؤادكم ، وأذهب أكداركم ، وتحمل عنكم همومكم ، وكفاكم كل ما تهتمون به ، وأفاض عليكم من إحسانه ، وجزيل مواهبه وامتنانه ، وعشتم في حظيرته فرحين بما آتاكم المحبوب ، وكتبكم من ندمائه وفزتم بمجالسته 216 ) أحبابي : إذا جالستم الناس ورأيتموهم قد خاضوا في الغفلات ، فاحرصوا علي قلوبكم واحضروا مع سيدكم في حضرته ولا تغفلوا عنه ، فإن من ذكر سيده عند أهل الغفلات وأصحاب القلوب الميتة أحيا الله قلبه حين تموت القلوب ، وكان سراجاً في ظلمة الغافلين ، وباباً من أبواب رحمته تنتشر منه علي الغافلين 217 ) أحبابي : لا يأنس الإنسان بغير سيده إلا لسقوطه من عين مولاه ، وأنه ملوث لا يصلح للحضرة المقدسة ، وذلك دليل علي أنه قد حل في حضرة الشيطان وطرد من حضرة الله تعالي 218 ) أحبابي : أنتم علي باب الأبدية ، وكل يوم تشاهدون الداخلين إليها ، فودعوا الأهل والأحباب ، وتأهبوا للدخول إلي الأبدية واستصحبوا الزاد والمطايا والدليل ـ فإنه سفر طويل لا تعود منه وليس له نهاية 219 ) أحبابي : أنواركم الروحانية هي لباس أرواحكم في هذه الدار ، ولكنكم لا ترون هذه الأنوار لاشتغالكم بالدنيا ، فإذا رحلتم إلي الدار الباقية ظهرت أنواركم فشاهدتموها بأبصاركم فلا تسيرون قدماً إلا في هذه الأنوار ، ومن لك يكن له أنوار سار في ظلمته ، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور 220 ) أحبابي : من كان له أرض وتركها ولم يزرعها ندم علي تفريطه عندما يري غيره يحصد زرعه وعاش بحسرة ولكن هيهات أن ينفعه الندم ، وجزاء من يسوف في الأعمال أن يحرم الثمرة التي يجتنبها من اجتهد في عمله 221 ) أحبابي : هل يجوز لكم يا عبيد الخير أن تسخطوا سيدكم وترضوا عبيده ؟ ما هكذا كان يرجى منكم جزاء حنانه عليكم ورأفته بكم ": هل يطاوعكم قلبكم أن تبيعوا رضاه وتشتروا به رضا عبد عاص لسيدكم ؟ وهل هذا هو فعل أهل المروءات 222 ) أحبابي : من أصغي إلي الحكمة الفائضة من أنوار الملكوت ، وأبدي سروراً وابتهاجاً ، وأظهر حب سيده وهام به ولم تجدوا عليه علامة تدل علي نفوز هذه الأنوار في قلبه وتعشقها بروحه ، ولم يرحل بسره عن هذه الدار إلي ملكوت رب العالمين ، فاعلموا أن هذا الإنسان ميت القلب وأن ما ظهر عليه كان شهوة من شهوات النفوس وموافقة لأصحابه ، أو لأنه يطرب من تألف المعاني ، وليس له نصيب ولا حظ في ذوقها بقلبه وحرمه الله من الدخول إلي حضرته وكان معدوداً من أهل النفاق لأنه أظهر خلاف ما يضمره ، وكان حظه من الله لسانه ، وقلبه محروم من لذة الإقبال علي سيده ، فاحذروا يا أحبابي أن يطردكم الشيطان من حضرة سيدكم فانه ينتظركم علي الباب ، وكل من خرج منكم وأطاعه صرفه في هواه وقلبه بين عينيه وقال له أنت قرة عيني : فلا حول ولا قوة إلا بالله
223 ) أحبابي : من اشتغل بسيده كان سيده معه ، ومن أفنى عمره في معرفة أحكامه فقد حجب عن سيده بأحكامه ، وحسنات الأبرار سيئات عند المقربين
224 ) أحبابي : ويل لمن كثر ضحكه والموت يطلبه وقد نسكت أكفانه وهو لا يدري ، ويل لمن اغتر بإهمال الله وتمادي في عصيانه وظلمه وقد يأخذه سيده بغتة فإذا قبض علي خناقه لم يفلته ، ويل لمن ركن إلي الدنيا وشرب سمها في الدسم ولم يدر أن حبها رأس كل خطيئة ـــــ ويل لمن يفعل المعاصي وهي تعد عليه واحدة واحدة ــــ ويل لمن أغضب سيده وهو يعلم أنه شديد البطش لا يفوته هارب
225 ) أحبابي : هنيئاً لكم إذا أقبلتم علي سيدكم وفزتم برضاه ، وخلع عليكم خلع القبول ، وأدخلكم في أحبابه وندمائه ـــــ هنيئاً إذا همتم في محبته وتواجدتم بذكره وتمايلتم طرباً في حضرته والتهبتم شوقاً إلي جماله البديع
226 ) أحبابي : اعلموا أن الإنسان هو الروح ، وإنما الجسم مركبة ، فالأخوة الحقيقية أخوة الأرواح ، ولا تحصل المؤاخاة بين الاثنين إلا علي رابطة محبوبة لها تكون وصلة بين القلبين ، وكلما كانت الوصلة لسيدكم أشرق النور في القلبين من سيدكم ، لأن الوصلة له وهو سبحانه عند ما هو له ، ولا يزال نور القلبين يزداد إشراقاً حتى يرفعهما إلي سيدهما فيكونان له ويغيبان عما هو لهما
227 ) أحبابي : لما كانت الأرواح لا يأخذها طول ولا عرض ولا عمق وليس لها حصر لم يكن لها حد ولا جهة ، فإذا أحبت روحاً أخري كان حبها لها اتحادها بها من غير امتزاج ولا حلول ولا اتحاد ، لأن ذلك كله من شأن الأجسام ، فاحذروا أن تحب أرواحكم أعداء الله فإنها تكون هي هي
228 ) أحبابي : إذا رضا عنكم سيدكم فكل ما يقابلكم من المؤلمات يكون جمالاً ولذيذاً لأنه وارد من حي الحبيب ، ولا يري المحب من حبيبه إلا جمالاً
229 ) أحبابي : إذا طلبتم رضا سيدكم فتطفلوا علي موائد أهل الرضا ، فلعل سيدهم الذي رضي عنهم إذا اطلع عليهم برضاه يجدكم بين الذين رضي عنهم فيستحي أن يطرد من حل بساحتهم ـــ ولأجل عين ألف عين تكرم
230 ) أحبابي : أهل الرضا لا يظهر جورهم إذا صادفهم ما فيه حظوظ أنفسهم ، وإنما يظهر رضاهم إذا صب عليهم المحبوب بلاءه صباً بالرضا ويقولون أهلاً وسهلاً بهدية المحبوب وقرة العيون
وفي حالة السخط لا في الرضا **** يلوح المحب من المبغض
231 ) أحبابي : كل من كان لشئ في الدنيا في قلبه منزلة ومحبة فليس هو من أهل الرضا لأنه يتألم ويتكدر عند زوال ذلك الشئ ، وإنما علامة أهل الرضا أن لا يكون لشئ من الدنيا عندهم خطر ، فلا يبالون ببقائه ولا ذهابه ، فأهل الرضا فرحون مستبشرون يهيمون ويغنون بمحبوبهم والبلاء يتساقط عليهم ، فلا تلتفت قلوبهم عن محبوبهم لأن لذة المحبة تصرفهم عن سوى المحبوب
فلو قطعتني في الحب أربا ***** لما سكن الفؤاد إلي سواكا ولو أني استطعت غمضت طرفي ***** فلم أنظر به حتى أراكا يتبع ان شاء الله
| |
|
| |
المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34084 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: رد: النفحــــة المحمـــدبة لسيدي سلامة الراضي الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 6:11 pm | |
| 232 ) أحبابي : الشرائع كلها مجموعة في ـــ النهي عما يباعد عنه ـــ والأمر بما يرضاه ويقرب إليه ـــ وكل ما يباعدك عنه معصية ـــ ولما كان وضع شرع لكل فرد خارجاً عن الحصر ويتعذر علي الخلق تمييزه ـــ كان التشريع الوسط العرفي ، فكل ما ظهر سر التشريع فيه ندور فيه مع حكمة التشريع ، وإلا كان الأسلم لنا وقوفنا مع الوارد من غير تأويل ولا توجيه ـــ ولذلك قالوا : كل ما ذكرك ربك وأخذ قلبك إليه فهو ذكر
233 ) أحبابي : إنما خوفكم من شماتة العدو ، محبة له ، لأنكم تحبون أن يراكم في حالة تعتقدون أنتم وهو أنها جميلة لا في حالة مكروهة ـــ فقد اتفقتم معه علي استحسان الأشياء الجميلة ، واستقباح الأشياء المكروهة ، وهذا هو الرابطة التي تربط قلوبكم بقلبه ، لأنكم أحببتم ما أحبه وكرهتم ما كرهه ـــ ومحب الحبيب حبيب ـــ وعدو العدو حبيب ــ فاحذروا أن تحبوا ما أحبه عدوكم ، أو تكرهوا ما كرهه ، وخالفوه فيما يستحسنه ويستقبحه ـــ بل كونوا بعكس حالة فإنكم لا تخشون أحداً ولا تخافونه ولا يجد له باباً يدخله ليكدركم ــ وبذلك تعيشون في فرح دائم
234 ) أحبابي : إذا لم تطمئن نفوسكم ولم هواها فيما يحب حبيبها ـــ أنكرت الحبيب عند وجود الرقيب ـــ وربما تبرأت من الحبيب ، إرضاء للرقيب ، وحرصاً علي مقامها ، وخوفاً من شماتته واحتقاره لها ـــ واقل ما يحصل عند وجود الرقيب أن المحب لا يفرح بالحبيب إلا إذا كان يروق للرقيب : هل في المحبوب محاسن ترضي الرقيب ؟
235 ) أحبابي : إذا رأيتم من رد عليكم كلامكم وكذبكم فلا تجادلوه فإنكم إن فتحتموه أورثه حقداً وعداوة يكيد لكم بسببها ـــ وقد يكابركم ولا يذعن للحق وإن كان ظاهراً ، وإن أفحمكم بالغ في إهانتكم وقد يسلك مسلك التهكم والاذراء ويعرض عن الحق بالكلية ـــ فأعرضوا عن جدال من جادلكم ــ واطلبوا منه أن يفيدكم من علمه ودعوه يظهر عليكم فإنه لا يتم له مقصده بل يفضحه الله بين عباده ويظهركم عليه
236 ) أحبابي : إنما الجدل روح شيطاني ، فمن امتلأ بالجدل فقد سرت روح الشيطان في كليته حتى ملأته ـــ لأنه لا يخلو من رؤية نفوسكم علي من تجادلونه ، وإنكم تحقدون عليه أو تحسدونه ، أو تتوقعون له زلة تظهر في كلامه ، أو تفضحونه بين الناس ـــ فعليكم بترك الجدل تمتلئ قلوبكم نوراً ، ويبني لكم سيدكم بيتاً في جواره
237 ) أحبابي : ليست الفتوة أن تعفوا عمن ظلمكم وإنما هي أن تحسنوا إليه ، وتشفعوا له عند سيدكم ، إن كان لكم منزلة عنده
238 ) أحبابي : لا تجعلوا همكم طلب شهواتكم من الحبيب فإن ذلك يحجبكم عن جمال ذاته ـــ ولكن اطلبوا الحبيب فإذا تمتعتم به فلا يهمكم بعد ذلك إن أعطاكم أو منعكم ما تحبون
239 ) أحبابي : الابتلاء يكون فيما تحبون فإذا ابتلاكم سيدكم فإنما أحب أن يطهركم ، ويخرج من قلوبكم كل محبوب سواه ، ويحول بينكم وبين غيره فتكونون له ويكون لكم ، فلو كنتم لا تحبون غيره ما أحسستم بألم البلاء ، فلولا الابتلاء لبقيت قلوبكم مشحونة بمحبة غير سيدكم ، وهو شرك عظيم في محبته لأنه لا يحب أن يذكر في قلب حل فيه سواه ـــ وأسرار الله المصونة لا تبدو لقلوب بشهود الغير مفتونة
240 ) أحبابي : إذا أحببتم سيدكم ، رضيتم عنه ــــ فإذا ابتلاكم تلذذتم ببلائه ، وتلقيتموه بالرضا فيستغيث البلاء من برد الرضا ، وحينئذ يكون البلاء جنة ونعيم
241 ) أحبابي : إذا طلبتم نهاية الشئ في بدايته ، كنتم كمن أراد أن يصعد إلي السماء من غير درج ، ولكن سيروا في طلب الشئ بقدر خطواتكم تصلوا إلي مقصدكم
242 ) أحبابي : إذا تكرر فعل الشئ منكم صار عادة والنفس تألف ما اعتادته ، وتحبه وتتأكد محبته بقدر تكراره ولا يزال يتكرر حتى يصير طبعاً لها لا تصبر عنه وحينئذ يكون تركه من أصعب الأمور ، ولا تستطيعه النفس ، وتتألم له ألماً شديداً ــ فاجتهدوا أن تجعلوا الإقبال علي سيدكم طبعاً لكم تحنون إليه ولا تقدرون علي الصبر عنه
243 ) أحبابي : كل علم ينزل معكم قبوركم فهو العلم الذي يصاحبكم في الأبدية ، وتسيرون به هناك وما عدا ذلك فهي علوم الدنيا ـــ وتتركونها إذا خرجتم من الدنيا فلا تغتروا بها فإنها تقطعكم عن ربكم
244 ) أحبابي : إنما التصديق في قلوبكم قوة روحانية ينفعل لها الكون ـــ وأصغر خاطر يمنع نفوذه فعليكم بقوة التصديق ـــ تكن الأشياء بإشارتكم
245 ) أحبابي : إذا جمعتم قلوبكم علي شئ واحد ، فرغتم من سواه ، فتشهدون الأرواح المتصلة بذلك الشئ ، فإن كان استغراقكم في صانع الشئ ظهر لكم الوجه الإلهي الذي قام به ذلك الشئ ، فإن كانت وجهتكم إلي حظ نفساني حال جمع همتكم في ذلك الشئ شاهدتم ظلمة عالم الأرواح السفلية ــــ فعليكم بجمع همتكم ابتغاء رضاء سيدكم ، تصلوا إلي السعادة الكبرى
246 ) أحبابي : دوائر أرواحكم هي التي تعيشون فيها في الأبدية ، وغذائكم ما هو في أرواحكم فاحذروا أن تضعوا في أرواحكم ظلمة ـــ فإنكم تتغذون بها واحرصوا علي أن يكون فيها نور لتتغذوا بالأنوار إلي أبد الآبدين
247 ) أحبابي : من أراد أن يتصل بالملكوت فليفعل كفعل أهله من الطهارة ، والتسبيح ، والتهليل ، فإذا اتصفت بصفاتهم كان منهم
248 ) أحبابي : الحكمة الإلهية ، لا تأتي بالأفكار الدنيوية بل بالتوجه إلي الحضرة القدسية فإذا كنتم من أهل الحضرة تفجرت من قلوبكم ينابيع الحكمة
249 ) أحبابي : إذا امتلأ الإناء لم يظهر له صوت ـــ وكذلك إذا امتلأتم لم تظهر منكم الدعاوى الكثيرة
250 ) أحبابي : إذا لم يكن أب روحاني تحبونه وتخافونه وتنقادون لإرادته اضطراراً لا اختياراً لا تذوقون لذة الإيمان ، ولا تدخلوا ملكوت السموات
251 ) إنما الأب الروحاني من انقادت أرواحكم لروحة ، فلا تريدون إلا ما يريده ، ولا تكرهون إلا ما يكرهه فتكون إشارته حكماً ، وإرادته حتماً ، فمن ادعى أن له أباً روحانياً ولم يكن كذلك كان كاذباً
252 ) أحبابي : إن الإنسان يأتي من هذا العالم من أب وأم ــ فيكون الأب وضع البذرة ويتكون الطفل في أرض أمه ، وتنفخ الروح في الجسم بعد تمام تصويره واستواء خلقه نفخاً روحانياً من تفصيل إجمال روح أبيه وروح أمه ــــ لأنه باجتماع الجسمين يظهر مزاج جسماني يؤلف من مادتيهما ، وباجتماع الروحين يظهر مزاج روحاني من روحيهما ، وكما أن روحي أبويه مؤتلفتان بجسميهما ــ فكذلك كانت المادة والروح المنفصلتان عنهما مؤتلفتين ، برز الإنسان الفائض من أبوية إلي هذا العالم من الرحم الضيق المظلم ــــ كان ذلك هو معني الولادة ــــ وكذلك إذا اجتمعت روح الأب الروحاني بروح التلميذ وكان الروحان بالاجتماع الروحاني واحد ، وفنيت روح التلميذ في روح أبيه الروحاني وكان الحكم لروح أبيه ـــ أفاضت روح أبيه الظاهرة بروحيهما في نفس التلميذ المركبة من وجهي الروح والجسم بزرة روحانية هي روح التلميذ ، تفصيلاً فائضاً من روح الأب الروحاني ، وأفاضت نفس الأب لتلك الروح الفائضة منه باجتماعه بنفس التلميذ ــ إذ باجتماع النفسين يظهر مزاج نفساني ، ويكون جيماً لطيفاً للروح الفائضة ــ فإذا تم تصوير ذلك الجسم اللطيف واستوي خلقه نفخت فيه الروح الفائضة فيكون إنساناً روحانيا له جسم لطيف طاهر نفساني ـــ فإذا استوفي الزمن الذي قسم له أبرزه الله ، فولد في عالم الملكوت فظهر بين الأرواح الروحانية وشاهدهم وأقام بينهم وكان له حكمهم ـــ فمن لم يكن له أب روحاني لم يولد في عالم الملكوت ـــ فإذا اتصلت روحه ونفسه بأب روحاني ظلماني ، أفاض أبوه الروحاني بزرة مظلمة هي روح التلميذ وجسماً مظلماً من نفسه ونفس أبيه الروحاني فيكون إنساناً مظلماً روحانياً شيطانياً ، فيولد في عالم الشياطين ويكون شيطاناً منهم : وله حكم عالمهم ـــ فاختر لنفسك ما يحلو ـــ وما توفيقي إلا بالله ـــ فكم من عالم أو صالح التمس الناس منه البركة والخير ، وهو مولود في عالم الشياطين ، وكم من جاهل لا يعتني به مولود في عالم الملكوت والأرواح ــ وكم من ولد أساء الأدب مع أبيه الروحاني ،
وتعشق أباً روحانياً شيطانياً فكان سقطاً لا روح فيه ولم يولد في عالم الملكوت وحمل به في عالم الشياطين وولد فيه ـــ وإذا كان الإنسان ولد من أب وأم روحانيين فكذلك كل فعل من أفعله وكل كلمة من كلامه ، بل كل ما يصدر عنه ، إنما هو من أبوين روحانيين فإن الروح تلقي الكلمة بزرة روحانية في رحم النفس ثم باشتراك الروح مع النفس تتكون صورة نفسية هي لباس لتلك البذرة الروحانية ــ وهذا اللباس النفساني هو الجسم الذي تنفخ فيه الروح ـــ وحينئذ تظهر الكلمة حديثاً في النفس ـــ وهذا هو الكلام الحقيقي الذي مقره الفؤاد ــ وإنما جعل اللسان دليلاً عليه ــ ويقاس علي ذلك كل فعل يصدر من الإنسان فإن الروح تلقي البزرة الروحانية وتنشئ لها جسماً نفسانياً ــ وتنفخ الروح في ذلك الجسم ثم تتحرك الجوارح بحسب ذلك ــ فجميع الأفعال والكلام والخطرات والشكوك والظنون والأوهام والهواجس ــ لها أرواح وأجساد هي صور الأعمال ـــ وكل هذه الصور صفات للأرواح والنفوس وصبغة لها ، وألوان مختلفة ــ وهي منقسمة إلي نورانية ومظلمة
253 ) أحبابي : أرواحكم تتلون بتلون خواطركم ، وتتطور بحبسها ، فاحذروا من أن يكون لكم بين الأملاك صورة مشوهة قبيحة
254 ) أحبابي : كل عمل يصدر منكم إن كان طاعة حاز رضا سيدكم وإقباله ، فإذا نظر إلي ذلك العمل نظرة الرضا والقبول كان نوراً ونعيماً ، وإن كان معصية نظر إليه سيدكم نظرة السخط والغضب فيكون ظلمة وعذاباً ــ فإذا ظهر النعيم كان بحسب ما تشتهون من سعه وإطلاق وملذات وشراب وقصور ، ومسك وكافور ، وإذا ظهر عذاباً كان بضد ما يشتهي الإنسان ــ فيكون ضيقاً وسلاسل وأغلالا ، وحيات وعقارب ، وناراً حامية فاحذروا أن تضعوا الأغلال في أعناقكم
255 ) أحبابي : احذروا أن تبيعوا الأبدية التي لا تنقضي بأيام قليلة ــ فمن كانت تجارته كهذه التجارة لم يربح بل كان حظه الخسارة
256 ) أحبابي : كيف يعرفكم سيدكم طريق الرحمات والأنوار التي توصل إلي رضاه وجواره وتتركونها ، وتسيرون في طريق الظلمات والبعد التي توصل إلي غضب سيدكم ـــ تبغون بذلك رضا الشيطان ـــ وهو عدوكم الذي أخرج أباكم آدم من الجنة
257 ) أحبابي : من تلذذ بالشهوات كان كمن تلذذ بأكل الحيات وحشائش الأرض ، وليتها توت إذا حلت في روحه ولكنها تبقي حية تلدغ روحه في كل لحظة في هذه الدار ـــ ومن لدغها أنها تكدر قلبه بظلمتها ، وإذا أراد أن يتوجه إلي ربه حالت بينه وبين الحضرة المقدسة ، وكل هذا والإنسان لا يشعر في هذه الدار أنه محجوب عن روحانيته بهذا العالم الظاهري 0 فإذا كانت الآخرة ظهر له ذلك ظهوراً واضحاً لا شك فيه ـــ ولات حين مندم
258 ) أحبابي : نفوسكم إذا اعتادت منكم طاعتكم لها في هواها قويت وتمردت عليكم فإذا أردتم منعها مما تشتهيه بطشت بكم بطشاً شديداً وكانت كالأسد المفترس ـــ فمن أراد أن يقوي عليها في هذا الحال غلبته ـــ وإنما ينبغي للإنسان أن يمنع عنها ما يقويها ـــ وذلك بأن يقلل الغذاء فتذل له وتخضع ـــ وما أذل النفس مثل الجوع أبدا
259 ) أحبابي : أقبلوا علي سيدكم وحبيبكم فإنه قد اشتاق إليكم ، وأقام لكم الأفراح في العلا ، وهيأ لكم الضيافة في مجالس الأنس ، وحظيرة القدس ، وأعد لكم الهدايا ، والنفائس والعطايا ، في عالم كله سرور ، كله بهجة كله صفاء ، كله أنس ورضا 0 260 ) أحبابي : إذا بطش إلهكم القاهر الجبار بمن آذاكم فلا تفرحوا فيه فإن الذي ابتلاه بالمصيبة يرحمه إذا قسمت قلوبكم عليه ولم ترحموه ، وخرجتم بذلك عن أهل الرحمة بعيال سيدكم
261 ) أحبابي : إذا رحلتم بقلوبكم حتى وقفتم بباب سيدكم وناديتموه أجابكم ، وقال لبيكم يا أحبابي 0 وأكرمكم وأشفق عليكم ، وسعى معكم في قضاء حوائجكم ، ولا يخيب لكم ظناً جميلاً فيه وتتدللون في حيه فيفرح بكم ، ويفرح قلوبكم ، ويستحي أن تأخذوا علي خاطركم ، ويسارع إلي رضاكم
262 ) أحبابي : إذا كنتم مع سيدكم فاحذروا وأنتم بين يديه أن تنظروا إلي غيره ، أو ترجوا سواه لقضاء حوائجكم ، فإنكم بذلك تخرجون من حضرته ، ومن كان من أهل الحضرة لا يذكر إلا محاسن سيده وكرمه وإحسانه 263 ) أحبابي : إذا كان الكلام في تعريف الكمال من الحكمة ، فإن الحكمة الكبرى هي إغاثة أخيكم اللهفان والأخذ بيد الضعيف 0 وإسداء المعروف للمحتاج وجبر خاطر المسكين
264 ) أحبابي : إذا فعلتم الكمال ظهرت الحكمة عندكم ذاتية ، وإذا نطقتم بالكمال وفعلتموه كانت حكمتكم كمالية ، وإذا نطقتم بالكمال ولم تفعلوه كانت حكمتكم عقيمة لسانيه لا ثمرة لها ، وكانت سبحاً بلا روح 265 ) أحبابي : إذا كانت الحكمة فعل الكمال فضد الحكمة يكون نقصاً ، فمن زاد كماله علي نقصه فهو حكيم وإلا فلا يدعي الحكمة والكمال ، فإن نقصه ينزل به في كل وقت إلي منزله الحقيقي ولا بد أن يظهر ذلك في يوم من الأيام في أقواله ، أو أحواله ، أو أفعاله 266 ) أحبابي : من كان مضطراً إلي الطعام كان فكره فيه وفي الأسباب التي توصله إليه وكذلك من كان يستشعر بأنه مضطر إلي الحكمة لتحصيل كماله يكون دائم التفكير فيها فيظهر له ما خفي علي غيره ويأخذها من كل شئ حقيراً كان أو جليلاً 267 ) أحبابي : من اعتاد النطق بالحكمة جره ذلك إلي العمل بها ، لأن مرورها علي لسانه لا يكون إلا بعد مرورها علي قلبه ، فينظر القلب إليها حال مرورها فينطبع ظلها فيه فإذا تكرر ذلك كان ذلك الظل جسماً للحكمة فلا يجد غيرها محلاً من القلب ينطبع فيه ــــ ولا يتيسر محو جسم الحكمة بعد ذلك 268 ) أحبابي : كل ما قربكم إلي سيدكم فهو من الحكمة وكل ما طهركم مما يباعدكم عن سيدكم فهو كذلك من الحكمة ـــ ومن يؤتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا 269 ) أحبابي : الحكمة تظهر لكمة الأشياء متجلية في أثواب حقائقها دون شك ولا ريب ، فيثلج لها الصدور ، ويرتاح لها الفؤاد ، وتورث القلب علماً ضرورياً حقيقياً 270 ) أحبابي : نفوسكم جبلت علي حب الجمال ـــ والجمال هو إتقان الصنع وإبداعه فإذا بدت مسحة الجمال علي أقوالكم وأفعالكم وأحوالكم كانت عين الحكمة والكمال ، والحكمة معشوقة الأرواح لجمالها ـــ فاحرصوا علي أن تكونوا من أهل الكمال ، في كل حال 271 ) أحبابي : من كان مملوكاً لنفسه ، فحرام علي قلبه أن يذوق الحكمة ، لأن نفسه تقلب له الحقائق فيراها معكوسة ، فلو آتيتموه بكل دليل ما أفاده ذلك إلا بعداً عن الحقيقة 272 ) أحبابي : من كان عمله خوفاً من الذم ، وجلباً للمدح ، فقد اتخذ نفسه صنماً يطوف حوله ويبعده في كل لحظة ، ولم تكن عبادته خالصه لسيده 273 ) أحبابي : من طالب الناس باحترامه فقد أظهر الكبرياء ، وليس لأهل الحضرة أن يتكبروا فيها ، ومن تكبر منهم طرد منها وكان شيطاناً رجيما 274 ) أحبابي : إن العادة تصير طبعاً لازماً ، وكذلك من اعتاد سماع وساوس الشيطان تصير طبعاً له ، يطرب لها ، ويرتاح إليها ، ويعسر عليه الإعراض عنها ، لأنها تكون لذته وطربه ونعيمة 275 ) أحبابي : إذا تأسفتم علي إعراض الناس عنكم فاعلموا أن قلوبكم منبوذة من الحضرة القدسية ، وملقاة في حضرة الأغيار تعبد الخلق و أنتم لا تشعرون بذلك 276 ) أحبابي : معبودكم هو من تخافونه وترجونه ـــ فانظروا أنفسكم هل تجدونها تعبد الله ، أو تعبد الناس ، أو الشيطان ، أو غير ذلك ؟ 277 ) أحبابي : إذا كان خوفكم من سيدكم ورجائكم فيه عند الأشياء ـــ فأنتم مؤمنون ــ وإذا كان الخوف والرجاء من الأشياء وفيها ، فأقرأوا قوله تعالي : ( قالت الأعراب آمنا قل لن تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) 278 ) أحبابي : من كانت لذته ونعيمه في غضب سيده وكان قلبه منشرحاً بذلك ، فقد استحكمت شقاوته ــ وإن تلذذ بذلك جسمه ، وتألم له قلبه ، فإن الله يرحمه في يوم من الأيام 279 ) أحبابي : إذا رأيتم من أنعم الله عليه فلا تحسدوه ، فإن من فعل ذلك كان ظالماً لأنه يكون مغتاظاً علي من لا ذنب له ، ويكون مسئ الأدب علي سيده الذي أنعم عليه فكان جزاءه أن يزيده الله حرماناً ، ويزيد المحسود نعمة 280 ) أحبابي : الحسد له نار تتقد في القلب علي المحسود ، تطلب التشفي والانتقام فإذا لم يقدر الحاسد علي الانتقام رجعت نار الحسد في الحاسد فسرت في جسمه ، وأوقعت به الضرر والأذى
والنار تأكل بعضها **** إن لم تجد ما تأكله يتبع ان شاء الله
| |
|
| |
المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34084 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: رد: النفحــــة المحمـــدبة لسيدي سلامة الراضي الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 6:16 pm | |
| ) أحبابي : إذا كانت نفوسكم صغيرة كانت شهواتكم صغيرة ، ومن كان كذلك فلا يتعب جسمه في تحصيا شهواتها ــ وإن كانت كبيرة كانت شهواتها كبيرة فيتحمل التعب والمشاق في تحصيل شهواتها ، ولا تدعه في راحة أبداً وجعلته ذليلاً للناس
وإذا كانت النفوس كبارا **** تعبت في مرادها الأجسام
282 ) أحبابي : لذات الدنيا لا تنال إلا بمزاحمة الناس ، فلذتها مشوبة بالتنغيص والكدر
حلاوة دنباك مسمومة **** فلا يؤكل الشهد إلا بسم
283 ) أحبابي : لا تندموا علي فعل الخير وإن وصلكم الأذى بسببه ، فقد يكون الأذى مسوقاً لإمتحان قلوبكم ، هل هي مخلصة لسيدكم في فعل المعروف ؟ أو أنه كان لحظوظ النفس ؟ فلو كنتم مخلصين لسيدكم لم تتكدروا ممن آذاكم لأنكم لم تفعلوا المعروف له بل وضعتموه في كف سيدكم
284 ) أحبابي : إذا كنتم تحبون أن تكون أجسامكم في النور الظاهري الذي تراه العيون الجسمانية ــــ فكيف ترضون أن لا تكون أرواحكم في أنوار الملكوت وتتركونها في ظلمة أشد من الليل الحالك ؟
285 ) أحبابي : إذا أحيا الله أرواحكم بنور الإيمان فقد اتصفتم بالحياة الأبدية التي لا موت فيها ، وكان موتكم من هذا العالم ، زيادة في حياتكم الباقية
286 ) أحبابي : إذا صفت أرواحكم كنتم روحانيين فتكون كل أحوالكم حقاً وتجرون علي ألسنتكم الحقائق ، ومتى توهتم إلي شئ يكون بسيدكم ، وتضعون قدمكم محل نظركم ، ويكون نظركم علي قدر نظر أرواحكم ونظرها هو نورها
287 ) أحبابي : المرض مرضان ، مرض الأجسام ومرض القلوب ، والموت موتان موت الأجسام وموت القلوب ، والبصر بصران ، بصر الأجسام وبصر القلوب ، والعمى اثنان ، عمى الأجسام وعمى القلوب ، والغذاء اثنان ، غذاء ا؟لأجسام وغذاء القلوب ، والحياة حيلتان ، حياة الأجسام وحياة القلوب ، والبعد بعدان ، بعد الأجسام وبعد القلوب ، والقرب قربان ، قرب الأجسام وقرب القلوب ، والتواضع اثنان ، تواضع الأجسام وتواضع القلوب ، ــ وعلي كل حال لا تنفع الأجسام إذا لم تكن معها القلوب ولا ينبغي الاقتصار علي القلوب دون الأجسام ربما تجر القلوب إليها فيذهب ما في القلوب ، والعادات تسرق الإنسان وهو لا يشعر
288 ) أحبابي : لا تخافوا الحسود ودعوة فإنه يكفيه ما هو فيه من العذاب والحرمان ،وافرحوا بوجود الحسود لأنه علامة علي نعمة سيدكم ، إذ أنه لا يوجد إلا عند وجد نعم سيدكم عليكم ـــ بل عليكم أن تدعوا الله أن يكثر حسادكم وأن يطيل أعمارهم حتى يشاهدوا من نعمة الله عليكم ما تزيدون به شكراً لسيدكم
289 ) أحبابي : إذا وجدتم عالماً التف حوله أهل الدنيا فاعلموا أنه من أهل الدنيا ، إذ لو كان من علماء الآخرة لم يجتمع به إلا أهلها الذين ليس لهم حظ في الدنيا ــ وقليل ما هم
290 ) أحبابي : لا يجتمع المال والدين في أحد إلا في النادر ومع ذلك يكون علي خطر عظيم ، فإذا رأيتم من ادعى ذلك فاتهموه ، وإن صلي وصام وقام وذكر الله كثيراً
291 ) أحبابي : إخوانكم هم الذين يوافقونكم في مقصدكم ويرافقونكم في سيركم ، ويغضون الطرف عن هفواتكم ، يحفظوكم في غيبتكم ، ويفتقدونكم إذا غبتم ، ويواسونكم إذا احتجتم ، ويحفظون حسناتكم وينسون سيئاتكم ، ويلتمسون الأعذار لكم فيم أخطأتم ، وإذا رأوا منكم إعراضاً اتهموا أنفسهم ، وإذا تكلمتم أنصتوا إليكم ، ويردونكم إلي الحق إذا ظلمتم ، ويعرفونكم باللطف إذا جهلتم ، ويرشدونكم باللين إذا ضللتم ، ويداونكم بالحكمة إذا مرضتم ، ويقوون عزيتكم إذا قصرتم ، ويولدون الرجاء عندكم إذا أيستم ، ويغفرون لكم إذا أذنبتم ، ويخوفانكم إذا تهاونتم ، ويؤدبونكم إذا أسأتم ويقبلون عزركم إذا رجعتم وينصحوكم إذا ملتم ويقومونكم إذا اعوججتم ، ويؤثرونكم لا لعوض يبغونه منكم ـــ فإن لم تجدوا من كان متصفاً بهذه الصفات فاتصفوا بها أنتم نجدوا الناس قد عاملوكم بما تعاملوهم
292 ) أحبابي : الإخاء محبة مؤكدة ، والمحب لا يصبر عن حبيبه ، فمن ادعي الأخوة وهو يترك أخاه ، ويذهب إلي غيره ، فهو كاذب
293 ) أحبابي : إنما المحب من يقول لمحبوبه : يا أنا فمن احتشم من محبوبه فهو بمعزل عنه ، وليس بينهما رابطة 294 ) أحبابي : من عامل محبوبه بالإنصاف فقد أقام الميزان علي محبوبه ، فإنه إذا رأي منه تقصيراً في حقه أنكر عليه ــ ولا تدوم المحبة مع الإنصاف ، وإنما تدوم إذا عاملتموه بنسيان حقوقكم ، فإن ذلك يذكركم حسناته ، وينسيكم سيئاته ، وتفعلون الخير معه لا تبغون به عوضاً ولا عرضا
295 ) أحبابي : أهل الخير لا يخفي أمرهم ، وإن بالغوا في إخفاء شأنهم ، وكلما اجتهدوا في الخفاء أعلن الحق بهم
296 ) أحبابي : لا تتعبوا أنفسكم في الظهور بين الخلق فإنكم إذا تكلمتم أظهركم سيدكم من غير طلب منكم ، وكان عوناً لكم في ظهوركم 0 ودافع عنكم ، وقصم من صادمكم ، وإذ أظهرتم أنفسكم قبل أن تتكلموا ، فقد عرضتم صحيفة نقصكم علي الناس ، فيشيع نقصكم بقدر ظهوركم
297 ) أحبابي : من طلب الدين لتحصيل الدنيا كان غاشاً لعباد الله ، ـــ وكان كمن صنع كيساً مرصعاً بالجواهر لينقل فيه المزابل ، وكان كصاحب حرفة يطلب بها تحصيل قوته
298 ) أحبابي : اهربوا من الخلق تجدوا سيدكم قد تلقاكم بالترحيب ، وخلع عليكم ، وجعلكم من خواصه وأهل حضرته 299 ) أحبابي : لا تظنوا أن العبادة قاصرة علي ترك الدنيا والصلاة والصيام ، بل من أعظم العبادة أن تعمروا دنياكم لنفع عيال سيدكم ، ـــ ومن أخلص لمولاه كانت دنياه ديناً وقربة ، وزاداً في سفره إلي سيده ، وسبباً في نيل رضاه ـــ فاشتغلوا بالأسباب الدنيوية مع ملازمة حسن النية ، وابتغوا بذلك رضا مولاكم ونفع عبيده ، يرضي عنكم ويقربكم إليه
300 ) أحبابي : اجتهدوا في العمل ، وقصر الأمل ، وأخلصوا النيات ، تكن العادات عبادات
301 ) أحبابي : كثرة العبادة مع ضعف اليقين لا تثمر شيئاً ، فكونوا من أصحاب اليقين يحصل مرادكم في كلمة واحدة أو كلمتين 302 ) أحبابي : حلاوة الشهوات هي حلاوة العادات فالذي لا يعتاد شيئاً لا يألفه ولا يحبه فلا يكون شهوة فتعودوا ما يحبه سيدكم يكن شهوة لكم
303 ) أحبابي : إذا تمكنت محبة سيدكم من قلوبكم همتم في جماله ، ول تبالوا بمن يلومكم ، وحلا لكم التهتك والهيام ، بين العذال واللوام 304 ) أحبابي : لا يكن همكم كثرة أصحابكم ، بل انتقوا لكم صاحباً من أهل الوفاء ، فإن ظفرتم به كان هو بغيتكم ، وحظكم الأوفر 305 ) أحبابي : النصيحة هدية واللوم تنبيه ، والصلاة صلة ، والصوم جنة وصون ، والحج حجة ، والزكاة تزكية 306 ) أحبابي : إذا اشتغلتم بالسنن ، أعرضتم عن المفروضات كان ذلك من الشهوات 307 ) أحبابي : لا يورد البراهين علي صدق كلام نفسه ، إلا من كان معلماً لغيره أو مسئ الظن بمن يحدثه أو متكبرا ـــ فانظروا هل أنتم ممن بلغ رتبة التعليم ، أو ممن يدعيها ويحب العلو علي الناس ويحتقرهم ويجادل لحظ النفوس 308 ) أحبابي : إذا أردتم أن يكون الله لكم ، فلا تركنوا إلي غيره 309 ) أحبابي : لا تجعلوا همكم كثرة الكلام ، ولكن تحروا الكلام النافع ، الذي يعود عليكم بالفائدة 310 ) أحبابي : إذا طلبتم أن تعطوا الكرمات ، فقد خرجتم من صريح العبودية ، وأردتم العلو علي الناس في الأرض لحظوظ أنفسكم ، وليس ذلك من الحق ـــ وسيدكم يقول : ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) ــ وقال سبحانه وتعالي : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا ) ــــ فكونوا عبيداً لسيدكم لا تختارون معه شيئاً
يتبع ان شاء الله
| |
|
| |
المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34084 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: رد: النفحــــة المحمـــدبة لسيدي سلامة الراضي الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 6:21 pm | |
| 311 ) أحبابي : إذا كانت المصيبة سبباً في وقوف العبد بباب سيده ، كانت نعمه وباباً من أبواب الرحمة التي فتحها له سيده فلا تعد مصيبة بل هدية ـــ فإذا طلب العبد من سيده أن يرحمه منها قال له سيده : عبدي كيف أرحمك من شئ به أرحمك ؟ 312 ) أحبابي : إذا طلبتم شيئاً فلا تفشوه للناس فإنهم يزاحموكم ، وربما أقاموا الموانع في سبيل إتمامه ـــــ فمن استعان علي قضاء حوائجه بالكتمان فهو الحكيم ـــ ومن كتم سره فقد أحكم أمره
313 ) أحبابي : إذا كلمكم أحد فاعرضوا كلامه علي العقل فإن كان الكلام معقولا فاقبلوه ، وإن كان غير معقول فلا تسفهوا قائلة ، وأشيروا له بلطف ،وترك الجدال أولي ـــ ما لم ين في السكوت شئ يغضب سيدكم ، فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس فإن تحتم اظهار الحق فليكن بالحلم وعدم التحقير ، فإنه أدعي للانقياد والتسليم
314 ) أحبابي : لا تنافسوا غيركم بتحسين أعمالكم وأقوالكم لتظهروا عليه ، بل اجعلواها خالصة لسيدكم تسطع عليها أنوار القبول والرضا ، وتبدو عليها المحاسن والجمال من حضرة سيدكم
315 ) أحبابي : اعملوا وضعوا عملكم في كف سيدكم ، أو قدموه بين يديه وقفوا وقفة العبد الذليل الذي يرجو سيده ويخافه ، فإنه إذا رآكم علي هذا الحال عطف عليكم وقبلكم
316 ) أحبابي :من أعرض عنكم لغير سبب فاتركوه ، ولا تتقربوا منه ، فإنه معجب بنفسه ، ولم يكن من أهل التعقل ، وفي القرب منه خطر عظيم
317 ) أحبابي : إذا وجدتم أحد ثقيل علي أرواحكم فلا تبادروا بتنقيصه ، والتباعد منه ، فقد العيب منكم لا منه ، وأنتم لا تشعرون فانظروا بالإنصاف لعلكم تجدونه علي كمال لا ترضاه نفوسكم ، فلذلك كان ثقيلاً عليكم ، لأنه لم يكن علي شاكلتكم
318 ) أحبابي : لا تحزنوا إذا نسب إليكم غيركم نقصاً وإن وصلكم الأذى والضرر بسببه مادمتم تعلمون من أنفسكم أنكم بريئون من هذا النقص ، فلا بد أن يأتي يوم فيه خطأ الذي حكم عليكم بالنقص
319 ) أحبابي :لا تفرحوا بالكلام قبل ظهور الثمرة ، فكم من أناس فرحوا بالكلام كثيراً فتبدل فرحهم كدراً عند ظهور الحقيقة فلو لم يفرحوا ما تكدروا
320 ) أحبابي :لا تغتروا بكلام أحد قبل أن تجدوه متحققاً به ، فكم من أناس يوافقون كل صاحب علي مشربه ، فيتلونون في اليوم مرات ، وكل واحد يظن أنهم علي مشربه
321 ) أحبابي : إذا وجدتم صاحبكم قد نال الغني والجاه ، فاعلموه بما يقتضيه غناه وجاهه ، واقنعوا منه بعشر مودته ولا تعاملوه بما كنتم تعاملوه به قبل الغني والجاه ، تكونوا حكماء ـــ وسيروا في كل شئ بحسب ما يقتضيه حاله
322 ) أحبابي : لا تجعلوا الثياب دليلاً علي الرجال ، فقد يوجد في الثياب الرثه نفس شريفة وعلم غزير ، وصلاح وتقوى ، ولا يوجد ذلك في الثياب الفاخرة ـــ فلا تحتقروا أحد لفقره ولا لرثاثة ثيابه
323 ) أحبابي : لا تعاشروا الأغنياء ، فإن ذلك ينغص عليكم عيشكم ، لأنكم تحبون أن تتلذذوا بما يتلذذون به ولا تجدون مالاً فتحتقرون ما أنعم الله عليكم ويتولد عندكم الحسد والحقد وحب الدنيا ، وربما أجهدتم أنفسكم في طلب الدنيا فوق ما تطيقون لتدركوا الغني في زمن قصير فتكونون في شقاء وتعب ، وربما لم تصلوا إلي مقصدكم فزادت حسرتكم ، وتضاعف حزنكم
324 ) أحبابي : الغني يضطركم إلي التكبر قهراً ، لأن من استغني يري الناس دونه فيحتقرهم ، ولا يرضي أن يساويه من هو أقل مالاً منه ، ولو رأيتموه يواسى الفقير ويظهر التواضع فاتهموه لأن الكبر كامن فيه ، يظهر عند الغضب و إرادة الانتقام
325 ) أحبابي : من فعل أفعال أهل الجنة ظهرت الجنة لروحه في الدنيا ، لأنه يكون بصيراً فيراها ــــ ومن فعل فعل أهل النار كان فيها بروحه في الدنيا ولما كانت روحه مظلمة والنار مظلمة ولم ير النار وإن كان فيها
326 ) أحبابي :إذا قضت الضرورات معايشه من تكرهونه فعاشروه بالمعروف ، وتحملوا أذاه حتى يفتح الله لكم باباً لخروجكم من معاشرته
327 ) أحبابي : لا تتكلفوا أن تزينوا أنفسكم لغيركم لأجل أن يحبكم ، فإنه إذا لم يشاهد فيكم جمالاً لا يحبكم وإن أتعبتم أنفسكم ، فإن أحبكم كان تكلفاً ، ولا خير في حب يكون تكلفاً فإنه لا يدوم بل يزول بأقل سبب من الأسباب 328 ) أحبابي : إذا وجدتم من فرح بالدنيا وزخارفها فلا تتأسفوا لأنكم لا تنالوها مثله ، فإن خوفه من زوالها أشد من أنفسكم علي عدم تحصيلها
329 ) أحبابي : إذا غبتم بسيدكم عن الأسباب لم تؤثر فيكم الأسباب ولم تحتاجون إليها ، وأغناكم سيدكم به من غير سبب
330 ) أحبابي : إذا حسنت سيرتكم ، حسنت سيرتكم ، وإذا أشرق النور في قلوبكم ، اتسعت صدوركم ، فلا تغصبون ولا تتكدرون
331 ) أحبابي : الفيض لا يأتي بالتكلف ، ولا يكون في ألفاظه تعسف ، ولا يظهر فيه التصنع ، ولا يحتاج إلي كثرة التفكير ، بل يهجم علي القلب عندما يخطر
332 ) أحبابي : إذا ابتلي سيدكم بعض عبيده في جسمه أو ماله ، وصبر ولم يشك مولاه إلي الناس ، كان البلاء نعمة وأجراً ــــ فإن شكا ولم يصبر كان البلاء نقمة وطرداً من حضرة مولاه
333 ) أحبابي : إذا أذنب العبد وابتلاه مولاه في جسمه كان البلاء سوطاً يسوق به عبده إلي حضرته ـــ فإن ابتلاه في قلبه فهو طرد عن باب سيده ـــ وما عاقب الله عبداً بمثل قسوة القلب أبداً
334 ) أحبابي : إذا تعطف سيدكم علي عبده ، ودعاه إليه باللطف والرحمة والحنان فهرب من سيده ، قيده سيده بسلاسل البلاء حتى يوقفه علي بابه ــــ ولقد عجب ربكم من قوم يساقون إلي الجنة بالسلاسل
335 ) أحبابي : إذا صادفكم من يجادلكم بغير علم فلا تجادلوه ، فإنه يستفيد منكم حال جدالكم له ، وينقصكم ويدعي أنه أعلم منكم ، ويكون ذلك عوناً له علي تكبره ، بل دعوه يتكلم ولا تعلموه بجدالكم إلا إذا ظهرت عليه علامات الافتقار ـــ إنما الصدقات للفقراء والمساكين
336 ) أحبابي : إذا أكرمكم أحد بشئ فعظموا قدر النعمة ولا تقابلوه إلا بالشكر ، فإن فعلتم غير ذلك كنتم ممن يقابل الإكرام بالإساءة ، ويقابل النعمة بالسخط ، وكسرتم خاطر أخيكم ، والله عند المنكسرة قلوبهم من أجله
337 ) أحبابي : من أساء إليكم فأحسنوا إليه واحمدوا الله علي أنه جعلكم من أه الإحسان ولم يجعلكم من أهل الإساءة مثله
338 ) أحبابي : من كان علي نفسه ، دامت إخوانه ، ومن كان علي إخوانه ذهبوا عنه وبقي مع نفسه 339 ) أحبابي : نفوسكم مولعة بحب العاجل ، فلو لم تجاهدوها علي محبة الإقبال علي سيدكم ما أقبلت عليه 340 ) أحبابي : لا تركنوا إلي الدواء بكليتكم بل تداووا وتيقنوا أن الله هو الشافي المعافي وأنه إذا لم يرد الشفاء لا ينفع الدواء
341 ) أحبابي :من أعجب العجب أنة يصاب الإنسان بمرض جسماني فيحزن ولا يقر له قرار ، ولا يدع طبيباً ولا يترك دواء حتى يشفي من مرضه ــثم يعلم أن روحه فيها من الأمراض المهلكة ما لا يعد وهو لا يبالي ــــ مع أن مرض جسمه لا يؤثر إلا علي الجسم ، وأعظم نهايته فوات هذا العالم وموت الأرواح فوات رضا سيدكم ، والوقوع في الشقاوة الأبدية وإذا تهاون الإنسان بالمعاصي وقع في الكفر
342 ) أحبابي : من أطاع الله واتقاه كان ولياً لله ، ومن أطاع الشيطان وفعل ما يغضب ربه فهو ولي للشيطان ، فاحذروا أن تكونوا من أولياء الشيطان وكونوا من أولياء الرحمن
343) أحبابي : من لم يسطع في قلبه نور من عند سيده يشوقه إليه لا ينفع فيه نصحكم ولو تكلمتم معه بكل لسان ، فاختبروا أخاكم بأن تدعوه إلي سيده فإن وجدتموه قد التهب شوقاً فذلك الذي سطع في قلبه النور ، وإلا فاستريحوا منه فإن دعوتكم له لا تفيد سوي إدباره
344) أحبابي : إذا كان العبد شاباً وعصي سيده فإن سيده يقول : إن الشباب شعبه من الجنون ولعل عبدي إذا شاب يتوب ، فإذا شاب ولم يتب لم يكن له عذر عند سيده ولا يغتر بأنه قد شاب ، فكم من شيطان قد شاب في ضلاله وبعده عن سيده 345) أحبابي : من التزم حالاً واحدة يعسر علية الانتقال عنها ، فقد تمكن منه الرياء ــ ولو كانت تلك الحال عبادة
346) أحبابي : إذا تركتم الهوى تربعتم علي الهوى ــ واليقين إكسير المتقين تنقلب لهم به الأعيان وتتكون لهم به الأعيان ومن ذاق النفس لم يفلح بعدها أبداً ــ ومن آثر نفسه علي إخوانه ، فقد أظهر نذالته ــ ومن انتقدهم مقتوه ــ ومن لم يكن من أهل الوفا طرحوه ـــ ومن انتصر لنفسه سقط من قلوبهم ـــ ومن احتشم عندهم فليس منهم ـــ ومن لم يتهم نفسه ، فقد خرج عن مشربهم ـــ ومن أراد الظهور فقد فارقهم ومن قال أنا وقع في العنا ، ومن تواضع بلغ المني ، ومن أقسم لهم ، فقد أساء الظن بهم ـــ ومن تخلف ثلاث ليالي ، عزوه في محبته ـــ ومن رد عليهم كلامهم عاش مسلوباً ومن تكلف للإخوانه ، لا تدوم محبته ـــ ومن أخر عنهم الموجود ، فهو بخيل ـــ ومن احتقر ما عنده فهو علي غير طريقهم ـــ ومن خالط من أطاع هواه ، كان أخاه ـ ومن خفت كلفته ، دامت ألفته ـــ ومن كان للناس أرضاً ، كان للحق أرضي ــ ومن لم يكن له خداًَ يداس ، لم يكن له كف يباس ـــ ومن كان من أهل التصديق فاز بالتحقيق ــ ومن كان آخر عمله خيراً ، ختمت بالخير صحيفته ـــ ومن شكر سيده زاده نعمة وفضلاً
347 ) أحبابي : لقد توجهت بقلبي ، إلي ربي ، أن يلهمني ما فيه رشدي ، وأن يذيق قلبي ، من حلاوة الإقبال علية ما أصلح به للحضرة القدسية ، فيسر الله ما سطرته في هذا الكتاب ، وفوق كل ذي علم عليم ـــ والجود بذل الموجود ولعلي فيما أتيت به موافقاً لكتاب الله وسنة رسوله صلي الله علية وسلم ، وهذا هو اعتقادي ، فإن أخطأت في بعضه فليس هو من اعتقادي ، وإني برئ من كل اعتقاد يخالف الكتاب والسنة ــ وإني أسألكم بالله يا أيها الأحباب عند إطلاعكم علي ما سطرته في كتابي هذا أن لا يتبادروا بالإنكار علي إذا تبادر إلي أذهانكم لأول وهلة أن بعض ما عبرت به يقتضي التجسيم أو التشبيه أو الاتحاد أو الحلول أو التعطيل ، فإني أبرأ إلي الله من كل ذلك ، وأعتقد اعتقاداً جازماً لا شك فيه ولا شبهة بأن الحق تعالت ذاته وتقدست أسماؤه وصفاته قد تنزه عن كل نقص وأنه قد تحلي بكل كمال
فإذا اطلعتم علي ما سطرت في كتابي هذا ورأيتم ما يتبادر للذهن أنه يقتضي تشبيهاً أو تجسيماً أو حلولاً أو اتحاد فاعلموا أن ذلك ليس من مرادي ، ولكني ما أوردته علي هذا الأسلوب إلا حرصاً علي وصول المعاني إلي أعماق القلوب ، فتقبل علي ربها وتعرض عما يقطعها عنه لتنال السعادة الكبرى في الدنيا والآخرة ــ وإني قد استندت في كل محل عبرت فيه ببعض المتشابه إلي أصل صحيح ورد في الكتاب والسنة
أسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الله الكريم بجاه سيدنا محمد صلي الله علية وسلم ــــ فمن رأي عيباً وأصلحه فجزاه الله عني خيراً ،ــــــ وإني لمحتاج إلي دعوة صالحة ممن اطلع علي كتابي هذا لعل الله يقبلني ، ويتجاوز عني ، ويغفر لي ، إنه حليم كريم جواد رحيم وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
تمت بحمد الله ....
| |
|
| |
المريد الراضي عضو ذهبى
عدد المساهمات : 259 نقاط : 9738 التفاعل مع الاعضاء : 4 تاريخ التسجيل : 06/02/2013 الموقع : تبنا الي الله
| موضوع: رد: النفحــــة المحمـــدبة لسيدي سلامة الراضي الإثنين فبراير 25, 2013 8:33 pm | |
| [b]اللهم بارك فيكم وعليكم نورفوق نور رزقككم الله الستر والرضا ومن عليكم بنور حبيبه صل الله عليه وسلم | |
|
| |
| النفحــــة المحمـــدبة لسيدي سلامة الراضي | |
|